أهم قصائد عروة بن أذينة

من هو عروة بن أذينة

اسمه ونسبه الكامل: عروة بن يحيى بن مالك بن الحارث بن عمرو بن عبد

الله

بن رجل بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الليثي الكناني

وهو شاعر غزل مميز وفخر وأحد مقدمي الشعر في المدينة المنورة وكذلك هو معدود من الفقهاء والمحدثين وأحد ثقات أصحاب حديث رسول الله ولكن يقال عنه أن حبه للشعر قد غلب عليه واستمر حتى وفاته بكتابة الاشعار.

قصيدة أرقت فما أنام ولا أنيم

أَرقتُ فَما أَنامُ وَلا أُنيمُ  وَجاءَ بِحُزنِيَ اللَيلُ البَهيمُ

وَأَصبَحَ عامِرٌ قَد هَدَّ رُكني  وَفارَقَني بِهِ اللَطِفُ الحَميمُ

فَكانَ ثِمالَنا تَأوي إِلَيهِ  أَرامِلُنا وَعائِلُنا اليَتيمُ

وَمَدرَهَ خَصمِنا في كُلِّ أَمرٍ  لَهُ تَجذو عَلى الرُكَبِ الخُصومِ

وَقَيِّمَنا عَلى الجُلّي بِجِدٍّ  إِذا ما الكَربُ أَفظَعَ مَن يَقومُ

أَتى الرُكبانُ بِالأَخبارِ تَهوي  بِها وَبِهِم حَراجيجٌ هُجومُ

فَقالوا قَد تَرَكناهُ سَقيماً  فَما صَدَقوا وَلا صَحَّ السَقيمُ

فَعَزَّ عَلَيَّ أَنَّ القَومَ آبوا  وَأَنتَ بِواسِطٍ جَدَثٌ مُقيمٌ

جَزاكَ اللَهُ خَيراً حَيثُ أَمسَت  مِن البُلدانِ أَعظُمُكَ الرَميمُ

فَنِعمَ الشَيءُ كُنتَ وَلَيسَ شَيءٌ  مِن الدُنيا وَما فيها يَدومُ

تَضَعضَعَ جُلُّ قَومِكَ وَاِستَكانوا  لِفَقدِكَ إِنَّهُ حَدَثٌ عَظيمُ

قَضى نَحباً فَبانَ وَكانَ حَصناً  يَعوذُ بِهِ المُدَفَّعُ وَالغَريمُ

يَريشُ الأَقرَبينَ وَيَطّبيهم  وَلا يَبري كَما يَبري القَدومُ

قصيدة حللنا آمنين بخير عيش

حَلَلنا آمِنينَ بِخَيرِ عَيشٍ  وَلَم يَشعُرُ بِنا واشٍ يَكيدُ

وَلَم نَشعُر بِجِدِّ البَينِ حَتّى  أَجَدَّ البَينَ سَيّارٌ عَنودُ

وَحَتّى قيلَ قَوَّضَ آلُ بِشرٍ  وَجاءَهُم بِبَينِهُمُ البَريدُ

وَأَبرَزَتِ الهَوادِجُ ناعِماتٍ  عَلَيهِنَّ المَجاسِد وَالعُقودُ

فَلَمّا وَدَّعونا وَاِستَقَلَّت  بِهِم قُلُصٌ هَواديهِنَّ قودُ

كَتَمتُ عَواذِلي ما في فُؤادي  وَقُلتُ لَهُنَّ لَيتَهُمُ بَعيدُ

فَجالَت عَبرَةٌ أَشفَقتُ مِنها  تَسيلُ كَأَنَّ واِبِلَها فَريدُ

فَقالوا قَد جَزِعتَ فَقُلتُ كَلّا  وَهَل يَبكي مِن الطَرَبِ الجَليدُ

وَلكِنّي أَصابَ سَوادَ عَيني  عُوَيدُ قَذىً لَهُ طَرَفٌ حَديدُ

فَقالوا ما لِدَمعِهِما سَواءٌ  أَكِلتا مُقلَتَيكَ أَصابَ عودُ

لَقَبلَ دُموعِ عَينِكَ خَبَّرتَنا  بِما جَمجَمتَ زَفرَتُكَ الصَعودُ

فَقُم وَاِنظُر يَزِدكَ مِطالَ شَوقٍ  هُنالكَ مَنظَرٌ مِنهُم بَعيدُ

قصيدة سليمى أزمعت بينا

سُلَيمى أَزمَعَت بَينا  فَأَينَ تَقولُها أَينا

وَقَد قالَت لِأَترابٍ  لَها زُهرٍ تَلاقَينا

تَعالَينَ فَقَد طابَ  لَنا العَيشَ تَعالَينا

وَغابَ البَرَمُ اللَيلَـ   ـةَ وَالعَينُ فَلا عَينا

فَأَقبَلنَ إِلَيها مُسـ   ـرِعاتٍ يَتَهادَينا

إِلى مِثلِ مَهاةِ الرَمـ  ـلِ تَكسو المَجلِسَ الزّينا

إَلى خَودٍ مُنَعَّمَةٍ   حَفَفنَ بِها وَفَدَّينا

تَمَّنَينَ مُناهُنَّ   فَكُنّا ما تَمَنَّينا

فَبَينا ذاكَ سُلَّمتُ   فَرَحّبنَ وَفَدَّينا

قصيدة من لعين كثيرة الهملان

مَن لِعينٍ كَثيرَةِ الهَمَلانِ  وَالحُزنِ قَد شَفَّني وَبَراني

أَن تَوَلّى أَخي وَعارِفُ حَقّي  وَأَميني في السِرِّ وَالإِعلانِ

عامِرٌ مَن كَعامِرٍ يَرقَعُ الثّا  مَ وَيَكفيكَ حَضرَةَ السُلطانِ

حَيثُ لا يَنفَعُ الضَعيفُ وَلا لِلـ  ـوَغلِ في الجِدِّ بِالفِئامِ يَدانِ

فَثَوى بِالعِراقِ رَمساً غَريباً  لا بِدارٍ وَلا حَرى أَوطانِ

نائِياً عَن بَني الزُبيرِ مُقيماً  بَينَ أَنهارِ واسِطٍ وَالجِنانِ

سَيِّداً وَاِبنُ سادَةٍ يَشتَرونَ الـ  ـحَمدَ قِدماً بِأَربُحِ الأَثمانِ

قَدَّموا أَفضَلَ المَكارِمِ مَجداً  وَلَهُم سِرُّ كُلِّ عِرقٍ هِجانِ

وَرَّثوهُ مَجدَ الحَياةِ فَثَبّى  مَجدَ بانٍ أَشادَ في البُنيانِ

بِقِيامٍ عَلى الجَسيمِ مِن الأَمـ  ـرِ وَضَغمٍ لِلمُترَفِ الحَيرانِ

وَاِنصِرافٍ عَن جَهلِ ذي الرَحمِ المفـ  ـرِطِ لَو شاءَ نالَهُ بَهوانِ

مَن يَلُم في بُكائِهِ لا أُطِعهُ  وَأَقُل مِثلُ عامِرٍ أَبكاني

مَن يُصادي سُخطي وَيَحلُمُ عَنّي  وَإِذا قُلتُ مَن لِأَمري كَفاني

قصيدة غراب وظبي أعضب القرن نادباً

غُرابٌ وَظَبيٌ أَعضَبُ القَرنِ نادِباً  بِبَينٍ وَصُردانُ العَشِيِّ تَصيحُ

لَعَمري لَئِن شَطَّت بَعثَمَةَ دارُها  لَقَد كُنتُ مِن خَوفِ الفِراقِ أَليحُ

قصيدة قالت وعيش أخي وذمة والدي

قالَت وَعَيشِ أَخي وَذِمَةِ والدي  لِأُنَبِّهَنَّ الحَيَّ إِن لَم تَخرُجِ

فَخَرَجتُ خَوفَ يَمينِها فَتَبَسَّمَت  فَعَلِمتُ أَنَّ يَمينَها لَم تُحرَجِ

فَتَناوَلَت رَأسي لِتَعرِفَ مَسَّهُ  بِمُخَضَّبِ الأَطرافِ غَيرِ مُشَنَّجِ

فَلَثَّمتُ فاها آخِذاً بِقُرونِها  شُربَ النَزيفِ بِبَردِ ماءِ الحَشرَجِ

قصيدة أهاجتك دار الحي وحشاً جنابها

أهاجَتْكَ دارُ الحَيِّ وَحْشاً جَنابُها  أَبَتْ لم تكلِّمْنا وعَيَّ جَوابُها

نعم ذكرتنا ما مضى وبشاشة  إذا ذكَرتها النفسُ طالَ انتحابُها

وعَيْشاً بسُعْدَى لانَ ثم تَقَلَّبَتْ  به حقبة ٌ طال النفوس انقلابها

كَأَنْ لم يَكُنْ ما بَيْنَنا كان مَرَّة ً  ولم تغن في تلك العراص قبابها

ألا لن تعود

الدهر

خلّة بيننا  ولكن إياب القارظين إيابها

وعهدي بها ذَوَّابَة ُ الطَّرْفِ تنتَهِي  إلى رملة منها هيالٍ حقابها

وما فَوقَهُ لَدْنُ العَسِيبِ وشاحُهُ  يُغَنِّي الحَشا اثناؤُها واضطِرابُها

وتضحَكُ عن حَمْشِ اللِّثاثِ كَأنَّما  نشا المسك في ذوبِ الّنسيل رضابها

على قرقف شجّت بماء سحابة ٍ  لشربٍ كرامٍ حين وفتّ قطابها

لها وارِدٌ دانٍ على جِيدِ ظَبْيَة ِ بسائلة ميثاء عفرٍ ذئابها

دَعاها طَلاً خافَتْ عليهِ بجِزْعِها  كواسب لحم لا يمنّ اكتسابها

إذا سمعت منه بغاماً تعطّفت  وَراعَ إليه لُبُّها وانسِلابُها

أَلمَّتْ بنا طَيْفاً تَبَدّى ودُونَهُ  مَخاريقُ حِسْمى قُورُها وهِضابُها

كأنَّ خُزامَى طَلَّة ٍ ضافَها النَّدَى  وفارة مسك ضّمنتها ثيابها

فكِدتُ لذِكْراها أطِيرُ صَبابَة ً  وغالَبْتُ نَفْساً زادَ شوقاً غِلابُها

إذا اقَتربَتْ سُعْدى لجَجْتَ بِهَجْرِها  وان تغترب يوماً يرعك اغترابها

ففي أيّ هذا راحة ٌ لك عندها  سواءٌ لعمري نأيها واقترابها

تُباعِدُها عندَ الدُّنُوِّ ورُبَّما  دنت ثم لم ينفع وشد حجابها

وفي النَّأْيِ منها ما عَلِمْتَ إذا النَّوى  تجرّد ناويها وشدّت ركابها

كفى حزناً ألا تزال مريرة ٌ  شطونٌ بها تهوي يصيح غرابها

يقول لي الواشون سعدى بخيلة ٌ عليك معنٍّ ودّها وطلابها

قصيدة أما قتلت ديار الحي عرفانا

أما قتلتَ ديارَ الحيِّ عرفانا  يومَ الكفافة ِ بعدَ الحيِّ إذ بانا

إلاّّ توهُّمَ آياتٍ بمنزلة ٍ هاجَتْ عليكَ لُباناتٍ وأَحْزانا

قِفْ ساعَة ً ثمَّ أمّا كنتَ مُدَّكِراً  وباكياً عَبْرَة ً يوماً فَمِلْ آنا

ولو بكيتَ الصِّبا يوماً وميعتهُ  إذَنْ بَكَيْتَ على ما فاتَ أَزمانا

من شِرَّة ٍ من شَبابٍ لَسْتَ راجعَهُ  حتَّى يزورَ ثَبِيراً صَخْرُ لبْنانا

لم يُعْطَ قلبُكَ عن سُعْدى ولو بَخِلَتْ  صبراً ولم تسقِ عنها النَّفسَ سلوانا

فاقْصِدْ برأيِكَ عنها قَصْدَ مُجْتَنِبٍ  ما لا تطيقُ فقد دانتك أديانا

عَهْدِي بها صَلْتَهَ الخَدَّينِ واضِحَة ً  حَوْراءَ مثلَ مهاة ِ الرَّمْلِ مِبْدانا

مُقْنِعَة ً في اعتدالِ الخَلْقِ خَرْعَبَة ً تكسو الترائبَ ياقوتاً ومرجانا

يصفو لنا العيشُ والدنيا إذا رضيت  وقد تكدّرُ ما لم ترضَ دنيانا

لولا الحياءُ طلبنا يومَ ذي بقرٍ  مِمَّنْ تَغَوَّرَ قَصْدَ البيتِ أَظْعانا

بيضُ السوالفِ يورثنَ القلوبَ جوى ً لا يستطيع له الإنسانُ كتمانا

قالَ العَواذِلُ قد حاربتَ في فَنَنٍ  من الصِّبا وشباب الغصنِ ريعانا

ومن يطعهنَّ يقرع سنهُ ندماً  ولا يَكُنَّ لهُ في الخيرِ أَعوانا

لا يرضَ من سخطة ٍ والحقُّ مغضبة ٌ  من كان من فضلنا المعلومِ غضبانا

تلقَى ذُرَى خِنْدِفٍ دُوني وتَغْضَبُ لي  إذا غَضِبْتُ بنو قيسِ بن عَيْلانا

حيّاً حلالاً نفى الأعداءَ عزُّهمُ  حتَّى أَطَرْنا بهمْ مَثْنَى وَوُحْدانا

أَوفَى مَعَدِّ وأولاهُمْ بِمَكْرُمَة ٍ  وأعظمُ الناسِ أحلاماً وسلطانا

من شاءَ عدَّ ملوكاً لا كفاءَ لهم  منا ومن شاءَ منّا عدَّ فرسانا

إذا الملوكُ اجرَهَدَّتْ غيرَ نازعة ٍ  كانوا لها في احتدامِ الموتِ أقرانا

حتَّى تلينَ وما لانوا وقد لقيت  أَعداؤُنا حَرَباً منهم ولِيَّانا

فهمُ كذلكَ من كادوا فإنَّ لهُ.[1]