ماهي المعتقدات التي تضاد التوحيد
ما الفائدة من معرفة ما يضاد التوحيد
الفائدة من معرفة ما يضاد التوحيد هو
التمييز
بين الحق والباطل حيث قال
الله
تعالى في سورة الأنعام (وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ)
حيث جاءت النصوص تبين ما يضاد التوحيد إجمالاً وتفصيلاً في الكتاب والسنة كما إنها حذرت بشدة من الشرك وذلك بذكر شبه المشركين ودعوة الرسل لاتباع الله ورسوله واجتناب الشرك بمختلف صوره وتمسك المشركين بما ورثوه عن أجدادهم وآباؤهم.
من المعتقدات التي تضاد وتخالف التوحيد
عدم البراءة من كل ما يعبد من دون الله
التوحيد الخالص الذي لا يقبل الله تعالى غيره لا يكون إلا بإخلاص العبادة لله والبراءة من جميع الآلهة الباطلة فلا يكفي في التوحيد مجرد التلفظ بقول لا إله إلا الله بل لا بد أن يضاف إليه الكفر مما يعبد من دون الله
حيث قال الله تعالى في سورة الزخرف (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وعن طارق بن أشيم الأشجعي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (- مَنْ قال لَا إلهَ إلَّا اللهَ وكفَرَ بِما يعبُدونَ مِنَ دونِ اللهِ حرُمَ مَالُهُ ودَمُهُ وحسابُهُ على اللهِ عزَّ وجلَّ).
فقد تبرأ إبراهيم عليه
الصلاة
والسلام وهو إمام الحنفاء والموحدين من جميع الآلهة التي تعبد من دون الله تعالى ثم استثني إلهاً واحداً فقط هو الله جل وعلا الذي خلقه وأوجده من العدم ففي هذه الآية الكريمة تفسير لمعنى التوحيد حيث دلت على إن حقيقة التوحيد مركبة من أمرين
- البراءة من الآلهة الباطلة التي يعبدها المشركون من دون الله تعالى.
- إثبات العبادة لله وحده لا شريك له.
دعاء
غير الله كمحبة الله
وذلك إن كل من دعا غير الله تعالى من
الأنبياء
والصالحين وغيرهم فقد وقع في الشرك وذلك في قول الله تعالى في سورة الإسراء ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلاً أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً)
ومعنى الآيتين الكريمتين هؤلاء الذين يدعوهم المشركون من دون الله تعالى لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويله إلى غيرهم وهذا دليل على ضعفهم وعجزهم ومن الواجب أن يفعل المتقرب إليهم العمل مثلهم والتقرب إلى الله عز وجلَّ والدعاء له وحده لا شريك له.
محبة غير الله كمحبة الله
من أحب غير الله تعالى فقد اتخذه الله نداً ووقع في الشرك الأكبر كما جاء في
سورة البقرة
الآية 165 (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ)
كما دلت الآية الكريمة على إن كمال
الحب
المقتضي للذل والخضوع يجب أن يكون لله تعالى ولا يجوز لمؤمن أن يحب أحداً كائناً ما كان كمحبة الله تعالى ولهذا وصف الله تعالى عباده المؤمنين بزيادة محبته على غيره فمن أحب غير الله كما يحب الله فقد وقع في شرك المحبة.
طاعة غير الله في تحليل الحرام أو تحريم الحلال
التشريع حق لله تعالى فلا تجوز طاعة أحد في تحليل ما الله ولا في تحريم ما أحل الله تعالى سواء أكان من العلماء أو الحكام أو رؤساء القبائل أو غبرهم لأن ذلك في الحقيقة اتخاذاً له إلهاً من دون الله عز وجل وهذا من الشرك الأكبر ويسمى شرك الطاعة، عن عدي بن حاتم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في سورة
التوبة
( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ).
التوحيد
التوحيد الإيمان بوجود إله واحد أو وحدانية الله على هذا النحو فإنه يختلف عن الشرك والإيمان بوجود العديد من الآلهة والإلحاد والاعتقاد بعدم وجود إله وعن اللاأدرية والاعتقاد بأن وجود أو عدم وجود إله أو آلهة غير معروف ويميز التوحيد تقاليد اليهودية والمسيحية والإسلام ويمكن تمييز عناصر العقيدة في العديد من الديانات الأخرى
وغالباً ما يُنظر إلى التوحيد والشرك بعبارات بسيطة إلى حدٍ ما على سبيل المثال على إنها مجرد تباين عددي بين الواحد والمتعدد ومع ذلك فإن تاريخ الأديان يشير إلى العديد من الظواهر والمفاهيم التي يجب أن تحذر من التبسيط المفرط في هذا الأمر
ولا يوجد سبب وجيه للافتراض على سبيل المثال إن التوحيد هو تطور لاحق في تاريخ الأديان من الشرك ولا توجد مادة تاريخية لإثبات إن نظاماً من المعتقدات أقدم من الآخر وعلى الرغم من إن العديد من العلماء يعتقدون إن التوحيد هو شكل أعلى من الدين وبالتالي يجب أن يكون تطوراً لاحقاً بافتراض إن ما هو أعلى جاء لاحقاً علاوة على ذلك ليس وحدانية الله هو ما يهم في التوحيد ولم يتم تأكيد وجود إله واحد على أنه النقيض المنطقي للعديد من الآلهة ولكن كتعبير عن القوة والقوة الإلهية
ومع ذلك فإن اختيار التوحيد أو الشرك يؤدي إلى مشاكل لإنه لا يمكن لأي منهما تقديم إجابة مرضية لجميع الأسئلة التي يمكن طرحها بشكل معقول ويظهر ضعف الشرك بالآلهة بشكل خاص في عالم الأسئلة حول الأصل النهائي للأشياء بينما يواجه التوحيد صعوبات في محاولة الإجابة عن
السؤال
المتعلق بأصل الشر في الكون تحت حكم إله واحد
ولا يزال هناك تناقض دائماً بين تعدد أشكال المظاهر الإلهية والوحدة التي يمكن التفكير فيها أو وضعها من ورائها ولا يشكل الواحد والكثير تمييزاً ثابتاً في التناقض بل هناك قطبية وتوتر جدلي بينهما ويُظهر تاريخ الأديان جهوداً مختلفة للجمع بين
الوحدة
والتعددية في مفهوم الإله
لإن اليهودية والمسيحية ديانتان توحديتان فإن المفهوم التوحيدى للمقدس قد افترض للثقافة الغربية قيمة بديهية بديهية ويتضح هذا الافتراض الذي لا جدال فيه عندما يتم إدراك أنه بالنسبة للثقافة الغربية لم يعد هناك خيار مقبول بين التوحيد والشرك ولكن فقط الاختيار بين التوحيد والإلحاد واللاأدرية.[1]