نبذة عن بلاد الاغريق القديمة

خلال العصور القديمة، لم تكن اليونان دولة واحدة كما هي اليوم، بدلًا من ذلك، كانت اليونان القديمة مقسمة إلى مدن تسمى دول المدن أو البوليس، لم تمثل دول المدن هذه دول منفصلة وإنما كانت عبارة عن انقسامات سياسية.

كانت دول المدن تتمتع بنظام سياسي خاص بها بالإضافة إلى مجموعة من القوانين الخاصة، حيث كان هناك العديد من أنواع الحكومات المختلفة التي حكمت المدن، بما في ذلك حكم الأقلية والديمقراطية والأنظمة الملكية وكان هناك دول مدن صغيرة بالإضافة إلى دول مدن كبيرة.

تضم اليونان القديمة المئات من دول المدن، حيث تجاوز عددها في وقت من الأوقات 1000 مدينة، وهي في معظمها لا وجود لها اليوم، هناك العديد من دول المدن التي برزت في

التاريخ

بسبب القوة والمكانة التاريخية والإنجازات التي حققتها في المنطقة، وتشمل أهم المدن الاغريقية أثينا، وأسبرطة، ودلفي، وكورنث، وخالكيس، وإريتريا، وطيبة.[1]

نشوء دول المدن الاغريقية

تعتبر غالبية مناطق اليونان جبلية، لذلك تألفت اليونان القديمة من العديد من المناطق الأصغر التي تتمتع بلهجتها الخاصة وخصائصها الثقافية وهويتها، تتوضع معظم المدن في الوديان بين الجبال أو على السهول الساحلية مهيمنة على

الريف

المحيط بها، وكانت النزعة الإقليمية والصراعات دائمة في اليونان القديمة.

بسبب عدم وجود دولة مركزية قوية، قامت الهيئات الحاكمة بإنشاء نظام سياسي هو دولة المدينة وفرت فيه الحماية والأمان مما دفع الناس إلى إقامة مجتمعات ومراكز حضارية وتجارية.

بحلول عام 800 قبل الميلاد، كان هناك العديد من

المدن الاغريقية القديمة

المستقلة عن بعضها البعض، حيث أنشأت كل دولة شكلًا مختلفًا من الحكم، ساهمت دول المدن في تطوير المجتمع والثقافة الاغريقية.[2]

أهم مدن بلاد الاغريق بالترتيب

أثينا

ظهرت أثينا كقوة اقتصادية مسيطرة في اليونان في أواخر القرن السادس قبل الميلاد، وقد تعززت قوتها وثروتها بعد اكتشاف الفضة في جبالها، تقع أثينا على صخرة الأكروبوليس، والتي كانت مركزًا رئيسيًا للحضارة الموكيانية.

كانت أثينا مركز نظام تجاري فعال مع دول المدن اليونانية الأخرى.
اشتهرت أثينا بكونها مركزًا للفنون والعلوم والفلسفة.
تعتبر أثينا أيضًا مهد الديمقراطية باعتبارها واحدة من أقدم المدن في

العالم

.
انتقلت أثينا من خلال أنظمة الحكم المختلفة حيث ازداد عدد سكانها وتطور اقتصادها من خلال التجارة البحرية.
تكمن قوة أثينا في هيمنتها التجارية والبحرية حيث لم يكن لديها الظروف الزراعية المناسبة لتأمين المتطلبات الغذائية الكافية لسكانها.

خلال العصر الذهبي لليونان في القون الخامس قبل الميلاد، كانت أثينا مركز الحضارة اليونانية الكلاسيكية.

في وسط أثينا اليوم، تقع أثار مدرسة ليسيوم التي درس فيها أرسطو قبل 2300 سنة.

أسبرطة

تعتبر أسبرطة واحدة من أقوى وأكبر دول المدن وكانت معروفة بجيوشها القوية ومعاركها مع أثينا، حيث كانت منافسًا رئيسيًا لأثينا في اليونان القديمة، تقع أسبرطة في منطقة بيلوبونيز الخصبة وهي شبه جزيرة في جنوب اليونان.

تكمن قوة أسبرطة الرئيسية في قوتها العسكرية.
عملت أسرطة على تطوير الاقتصاد، ازداد عدد سكان أسبرطة بين عامي 800 و600 قبل الميلاد.
نمت أسبرطة من مدينة صغيرة مؤلفة من 5 قرى من خلال الاستيلاء على العديد من القرى والمناطق المجاورة في منطقة بيلوبونيز.
بحلول عام 650 قبل الميلاد، اصبحت أسبرطة مدينة قوية للغاية تتمتع بنفوذ واسع.
تشكلت العديد من التحالفات العسكرية بين أسبرطة ودول المدن اليونانية الرئيسية الأخرى مثل آرغوس وأثينا وكورنث وطيبة.
وقعت أسبرطة في النهاية في يد طيبة في معركة مانتينيا عام 362 قبل الميلاد.

تشمل آثار أسبرطة حاليًا المعابد، والأعمدة، ومسرحًا من الفترة الهلنستية، وتمثال ليونيداس.[3]

كورنث

كورنث هي مدينة تجارية مشهورة جدًا ومعروفة بهندستها المعمارية، تقع كورنث عند سفح آكروكورنث وهي صخرة يزيد طولها عن 500 متر، حيث تمتد أسوار المدينة من سفح آكروكورنث إلى ميناء في خليج كورنث.

تعتبر كورنث من أغنى دول المدن في اليونان إلى جانب أثينا وطيبة.
تعتبر كورنث مدينة كبيرة مثل أثينا وأسبرطة، استعمرت صقلية وكورفو، وحتى أثناء السيطرة الرومانية اشتهرت كورنث كمركز لبناء السفن.
أدى الموقع الاستراتيجي لكورنث بين البر الرئيسي لليونان وشبه جزيرة بيلوبونيز إلى ازدهار التجارة فيها.
تضم كورنث مرفأين استراتيجيين على طريقين تجاريين مهمين مما جعلها واحدة من أغنى وأقوى دول المدن في اليونان.[4]

تضم كورنث معبد أبولو المبني على الطراز الدوري على تل صغير عام 540 قبل الميلاد، في القرن الثالث عشر تم استبدال القلعة اليونانية الرومانية المبنية في المنطقة بقلعة فرانكو البيزنطية الكبيرة، يضم متحف المدينة القديم أرضيات من الفسيفساء وتماثيل التيراكوتا لأبو الهول وتماثيل مخلوقات أسطورية وتماثيل رومانية وأواني خزفية عمرها 5000 عام.

بيرغامون

تقع بيرغامون على بعد 60 كيلومترًا شمال إزمير، وتشمل بعض أجمل الآثار الاغريقية في كل من اليونان وتركيا. تقع بيرغامون على جبل صغير مطل على جميع الاتجاهات، وتحتل آثار بيرغامون مساحة كبير وتضم معابد طروادة وديونيسوس وضريح ديميتر والمكتبة الشهيرة وصالة للألعاب الرياضية مؤلفة من 3 طوابق ومدرج يوناني مؤلف من 15000 مقعد.

كانت بيرغامون مستعمرة هلنستية قوية فرضت سيطرتها على مساحات واسعة من آسيا الصغرى في القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد.
ضمت مكتبة بيرغامون مجموعة هائلة من المخطوطات، كما قامت بيرغامون بتصنيع ورق من جلد الحيوانات.

تم العثور على آثار بيرغامون من قبل مهندس ألماني في نهاية القرن التاسع عشر. تم استخراج مذبح زيوس الشهير من داخل جدار بناء بيزنطي بالإضافة إلى 97 لوح رخامي و2000 جزء من الإفريز الرئيسي و36 لوح و100 جزء من الإفريز الصغير وعدد لا يحصى من التماثيل والعناصر المعمارية الأخرى، تم نقل المجموعة بأكملها إلى برلين.

أوليمبيا

أوليمبيا هي مدينة مهمة كانت مخصصة لزيوس وموطن للألعاب الهيلينية (المعروفة حاليًا بالألعاب الأولمبية)، يقع معبد زيوس عند سفح جبل كرونوس على الضفة اليمنى لنهر ألفيوس، ويضم المعبد تمثال زيوس الذي يبلغ طوله 12 متر والذي يعتبر من عجائب العالم القديم.

تشمل آثار المدينة حاليًا الحمامات القديمة، والعديد من المعابد والمباني الأخرى.

طيبة

بنيت طيبة عند قاعدة جبل تيومسوس، وتقع على بعد 48 كيلومتر شمال غرب أثينا، وتعد طيبة أكبر مدينة في هذه المنطقة، تشتهر طيبة ببواباتها السبعة على الرغم من عدم اتفاق المؤرخين القدماء على أسمائهم، يقترح المؤرخون الحديثون أن أهل طيبة كانوا من البيلاسيجوس وليسوا من أصل فينيقي، يعتقد البعض الآخر أن طيبة كانت عبارة عن مستعمرة في جزيرة كريت والمساهمة الوحيدة للفينيقيين في طيبة هي الأبجدية.

ميليتوس

ميليتوس هي واحدة من المدن القديمة الحقيقية التي شيدت من

الجرانيت

الحديدي من جبل أوليمبوس، وكانت أول مدينة محصنة على الساحل الغربي للأناضول بالقرب من مصب

نهر

ميندر، كانت ميليتوس في ذروة تقدمها وازدهارها خلال القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، ولكن تم نهبها وحرقها عدة مرات، ومن بين مشاهير سكان هذه المدينة الفلاسفة طاليس وأناكسيماندر وأنكسيمانس.

سرقوسة

بنيت سرقوسة في عام 734 قبل الميلاد، وهي مدينة يونانية رائدة في صقلية، كانت مخصصة للآلهة أرتميس وهي موطن عالم الفيزياء أرخميدس، في عام 382 قبل الميلاد سيطرت سرقوسة على معظم صقلية حيث استولت على قرطاج في أقصى الغرب والعديد من المدن اليونانية الإيطالية. في ذلك

الوقت

كانت سرقوسة من أقوى المدن اليونانية.[3]