ما هو شعور “الشوذوكا” jouska
ما هو شعور الشوذوكا
هل راودك ذلك الشعور من قبل ألا وهو أن تسمع صوت في عقلك يجري معك محادثات طويلة؟، في الواقع أنت تسمعه الآن أثناء قرائتك لذلك المقال، ذلك الشعور ما هو إلا صوت عقلك الباطن الذي يرافقك في كل وقت، وفِي بعض الأحيان قد يأخذك عقلك لأن تقدم محادثة طويلة معه، في كل مجالات الحياة، وفِي التفكير وفِي القراءة أحياناً.
ويسمى ذلك الشعور باسم الشوذوكا jouska ، وهو عبارة عن محادثة افتراضية تقوم بها بشكل إلزامي في رأسك، ومنها يحدث تحليل كامل للمواقف، مع وجود حوار بصورة طبيعية وشفافة، مع عدم التكلف في أي شيء، وتلك المحادثة تعتبر كنوع من قفص الضرب النفسي حيث يمكنك التواصل بشكل أعمق مع الناس أكثر من كرة صغيرة ، وهو أمر محبط لأنك بذلك تتحدث مع نفسك.
وبالفعل قد تمر عليك أياماً، وتجد نفسك تتحدث إلى نفسك داخل عقلك لمدة طويلة في الْيَوْمَ، فمثلا إذا قابلت صديق لَكَ، ودار بينكما احاديث طويلة، وذهبت البيت، ستجد عقلك بصورة تلقائية يكرر كل الحوار الذي دار مع صديقك مع إضافة بعض العبارات التي كنت تتمنى أن تقولها في وقت التواصل الحقيقي.
فالتعبير بصراحة والجهر بالقول للحديث مع النفس، سواء بصوت مرتفع مع نفسك بكلام سيئ أو أفكار سلبية قد تؤدي لتوليد طاقة سلبية كبيرة وأضرار منها ضغط الدم، أو بحوار سلبي عن نفسك مع طرف آخر، فسوف يؤدي ذلك لأضرار بالغة الخطورة ومن ثم توليد أحاسيس سلبية هدامة تقلل من أداء أدوارك في جميع مجالات الحياة.[1]
لذلك فإن التحدث للذات بطريقة سلبية يبرمج العقل بإشارات سلبية تستقر وترسخ في العقل الباطن وتصبح عادات.
-
يقول
العالم
الألماني غوته “اشد الأضرار التي يمكن ان تصيب الإنسان هو ظنه السيئ بنفسه”. -
في حديث شريف يقول الرسول عليه
الصلاة
والسلام “لايحقرن أحدكم نفسه”. - يقول آرنس هولمز في كتابه النظريات الأساسية لعلم العقل “أفكاري تتحكم في خبراتي، وفي استطاعتي توجيه أفكاري”. يقول
-
مرايانو يليامسون “في استطاعتنا في كل لحظة تغيير ماضينا ومستقبلنا بإعادة برمجة حاضرنا”.
فالعقل الباطن يحتفظ بالرسائل الإيجابية التي تدل على
الوقت
الحاضر، فيحسن من مجريات حياته، بالكامل.،
تأثير الشوذوكا على الصحة النفسية
في بعض الأحيان، سوف يساهم الحديث الذاتي السلبي في الإصابة بعدد من
الإضطرابات النفسية
بما في ذلك الاكتئاب والقلق والشره المرضي العصبي، ويهدف العلاج الادراكي إلى تحسين الأداء عن طريق مساعدة الأشخاص على التعرف على الحديث الذاتي السلبي وتغيره، وهو يتضمن التعرف على المعتقدات التي توضح نظرتنا للعالم.
ومن ناحية أخرى، سوف يعتبر تذكيرك لنفسك بعدم قول أي شيء لها ابدا لا يمكن أن تقوله لصديق استراتيجية جيدة لتطوير الحديث الإيجابي مع الذات، فيمكن أن يتضمن تحدي الأفكار غير المثمرة أو السلبية أسئلة مثل:
- تكون بمثابة التحقق من أشياء تحدث حولك في الواقع
- البحث الشامل وراء التفسيرات الصحيحة
- وضع الأمور التي تحدث حولك في مكانها الصحيح
- تكون موجه نحو الهدف الحديث الذاتي السلبي
الحديث الذاتي السلبي
ويشير الحديث الذاتي السلبي (والمعروف أيضًا باسم الحديث الذاتي الغير مثمر) إلى وجود الحوار النقدي الداخل، وهو ذلك الحوار المبني على معتقدات تكونت عن أنفسنا و تطورت خلال فترة
الطفولة
بناء على أراء الآخري، وخاصة الوالدين.
وتلك المعتقدات هي تعتبر بمثابة النافذة التي ينظر بها الشخص على حواره الشخصي مع نفسه، ومن الأمثلة على هذه المعتقدات الباطنة التي تفضي إلى الحديث الذاتي السلبي: ” أنا بلا تقدير” ، ” أنا فاشل” ، ” أنا غير محبوب. “
الحديث الذاتي الإيجابي
يتضمن الحديث الذاتي الإيجابي وهو (المعروف أيضًا باسم الحديث الذاتي المثمر) وجود ملاحظة حقيقة الموقف، ومن ثم تجاوز المعتقدات والتحيزات التي يمكن أن تفضي إلى الحديث الذاتي السلبي، وإن حديث الذات التكيفي هو عبارة عن شكل خاص من أشكال الحديث الذاتي الإيجابي والذي يساعد على تحسين الأداء.
ومن أمثلة الحديث الذاتي الإيجابي
- يحكي المشاعر التي يشعر بها الشخص.
- يعيد بعض الطمأنينة والآمان
- لا يستخدم فيه ضمائر المتكلم.
مثال على الحديث الذاتي التكيفي، كأن تهدي نفسك في وقت القلق، مثل لا تقلقي فجميع الطلاب قلقون أيضاً، فإن تكييف حديث الذات هي استراتيجية تكييف صحية، حيث يركز حديث الذات الإرشادي الانتباه على عناصر المهمة ويمكن أن يحسن الأداء في المهام الجسدية التي يتعلمها المرء , ومع ذلك يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الأشخاص الماهرون بالفعل في المهمة.
التخطيط
والتخطيط في الأصل يحدث عندما نسمع الآخرين يقولنا لنا بعض الكلمات التحفيزية مثل ” احسنت” ” برافو” ، بالطبع سوف نشعر بالرضا التام عند سماع تلك الكلمات التحفيزية الرائعة، كذلك الحال سوف يحدث لك عند سماع تلك الكلمات منك، مثل عليك ان تعرف أن حياتي باتت أسوء بسبب التدخين، عليك أن تتركه، وأنت تعلم أنني أحب حياتي جدا، فدعنا نجد الطريقة المثلى للتخلص منه للأبد
وغالبا ما ينطق الناس بعضا من الحديث النفسي بصوت مسموع مثل أسماء الأشياء التي يبحثون عنها. “أين هذا المفتاح؟ أوووه أين نسيته؟ أذكر أنني وضعته على المكتب.. لكنني..”. [2]
ونجد أن الأطفال يتحدثون مع أنفسهم كثيرا، ويرددون الكلمات التي يسمعونها من الآخرين في مراحل تعلمهم الأولى، لذا تذكر إحدى الدراسات أن الحديث مع النفس يساعدنا على تنظيم أنفسنا، مع الاحتفاظ بالأشياء التي نبحث عنها في الذاكرة العاملة .
هل الشوذوكا له علاقة بالوسواس القهري
مما لا شك فيه ان الحوار الذي يحدث داخل جسم الإنسان ويتكرر بين الحين والآخر، أو بعد حدوث موقفاً ما، هو غالبا ما يحدث عند بعض الناس الذين في الأصل يعانون من عدم التلقائية في التعامل، ولا يمر عليهم شيئاً إلا بعد التحليل الدقيق للشيئ، وهذا قد يكون جزءً من شخصية الإنسان، ولكنه إذا استمرَّ بهذا الشكل وأخذ وقتًا طويلاً فإنه يكون مُتعبًا ومُرهقًا ويحتاج لعلاج.
وقد يكون حديث النفس جزءًا من الوسواس القهري، إذ الشخص يُكرِّر أفكارًا مُعيَّنة، تتكرَّر بصورة مستمرة، يحاول أن يُقاومها فلا يستطيع، وتُحدثُ له قلقًا وتوترًا. هذا هو الوسواس القهري [3]
كيف يمكنك تحقيق أقصى إستفادة من حديثك مع نفسك
ربما تشعر بتحسن بقليل من الراحة بعد التحدث إلى نفسك، ويمكن أن يكون الحديث عن النفس بالتأكيد أداة قوية لتعزيز الصحة العقلية والوظيفة الإدراكية.
استخدام الكلمات الايجابية فقط
على الرغم من أن النقد الذاتي قد يبدو خيارًا جيدًا لمحاسبة نفسك والبقاء على المسار، إلا أنه عادةً لا يعمل على النحو المنشود.
إلقاء اللوم على نفسك بسبب النتائج غير المرغوب فيها أو التحدث إلى نفسك بقسوة يمكن أن يؤثر على تحفيزك وثقتك بنفسك ، وهو مالن يفيدك بأي شيء، ومع ذلك، فإن إعادة صياغة الحديث السلبي مع النفس يمكن أن يساعد، حتى لو لم تنجح بعد في تحقيق هدفك، اعترف بالعمل الذي أنجزته بالفعل وامتدح جهودك.
بدلًا من أن تقول: “إنك لا تبذل جهدًا كافيًا. لن تنجز هذا أبدًا “، جرب: “لقد بذلت الكثير من الجهد في هذا الأمر، هذا يستغرق وقتًا طويلاً ، صحيح ، لكن يمكنك بالتأكيد إنجازه، فقط استمر في العمل لفترة أطول قليلاً “.
اسأل نفسك
عندما تريد معرفة المزيد عن شيء ما، ماذا تفعل؟، إذا كان بإمكانك تقديم تفسير مرضٍ لنفسك، فمن المحتمل أنك تفهم ما يحدث، ويمكن أن يساعدك التحدث إلى نفسك، خاصة عندما تكون متوترًا أو تحاول اكتشاف شيء ما، على فحص مشاعرك ومعرفتك بالموقف، ولكن هذا لن يفيد كثيرًا إذا لم تستمع فعليًا إلى ما تريد قوله.
تجنب ضمير المتكلم
يمكن أن تكون التأكيدات طريقة رائعة لتحفيز نفسك وتعزيز الإيجابية، لكن لا تنسَ التمسك بضمير المخاطب، لذلك يمكن أن تساعدك قول “أنا قوي” و “أنا محبوب” و “يمكنني مواجهة مخاوفي اليوم” على الشعور بمزيد من الثقة.
وعندما تصوغها كما لو كنت تتحدث إلى شخص آخر، ذلك قد يكون من الأسهل لك تصديقها، فيمكن أن يحدث هذا فرقًا حقًا إذا كنت تعاني من
التعاطف
مع الذات وترغب في تحسين احترام الذات، لذا حاول قول ” أنت قوي” أو “أنت محبوب” أو “يمكنك مواجهة مخاوفك اليوم.” [4]