لماذا ترسم خرائط المواقع الاثرية القديمة قبل نقل الآثار منها
لماذا ترسم خرائط المواقع الاثرية القديمة قبل نقل الآثار منها
حتى يتمكن العلماء من تحديد اساسيات البناء وتاريخها بشكل ممتاز واستكمال تفاصيلها
.
قبل أن يبدأ علماء الآثار أي حفريات في أي موقع آثري، يجب عليهم إعداد خريطة مسح أثرية للموقع، ويمكن عمل رسم تخطيطي بسيط للموقع، أو يمكن أن يقوم بعمل رسم تخطيطي معقد مثل الخريطة الطبوغرافية لكي يستكمل بعض التفاصيل التي تخص الغطاء النباتي والهياكل والمميزات الموجودة في الموقع، ويقوم بتسحيل القطع الأثرية على الموقع.
وخرائط المواقع الأثرية القديمة قد تكشف لنا عن معلومات كثيرة حول طريقة استخدام الموقع، فعلى سبيل المثال عند ظهور البقايا الهيكلية في الموقع، يمكن أن توفر خريطة الموقع الأثري أساس قوي لتخطيط هذه الحفريات، كما حدث في التسعينات تحديدًا في ولاية فرجينيا في موقع أطلال جيمستاون، والتي تعتبر أول مستوطنة بريطانية دائمة في الأمريكتين حيث تم إجراء رسم الخرائط الأثرية لكي يقوم علماء الآثار بتحديد أسس البناء وتأريخها بشكل صحيح.
وقبل نقل الآثار من الموقع الأثري يجب على عالم الآثار أن يكون قد رسم كل مواضع القطع الأثرية الدقيقة على الخريطة حتى يكون لديه سجل للموقع على شكل خرائط لكل طبقة محفورة فيه، ومن الجدير بالاهتمام أنه تم أيضًا تطوير العديد من تقنيات رسم الخرائط الأثرية للاستخدام على الأرض تحت الماء. [6]
مفهوم علم الآثار وسبب دراسته
علم الآثار هو عبارة عن دراسة التاريخ البشري، وهو يقوم على استخدام بقايا المواد التي يقوم علماء الآثار بالتنقيب عنها للكشف عن ملامحها ويقومون بدراستها بشكل وافي لكي يقرروا الوقت الذي ترجع إله هذه المواد الآثرية. [1]
ونقوم بدراسة علم الآثار لعدة أسباب منها:
- الكشف عن أسرار التاريخ البشري، ومدى تطور المجتمعات على مر العصور.
- اكتساب مهارات قابلة للتحويل حيث أن المهارات التي ستتعلمها أثناء الدراسة تعطيك الكثير من الخيارات المهنية.
- يقدم علم الآثار نهج عملي أكثر من مجالات أخرى مثل التاريخ.
- تتيح دراسة علم الآثار الكثير من الفرص للسفر حول العالم حيث لا يقتصر تاريخ البشرية على مكان و7احد.
- بالإضافة إلى ذلك يُعلم علم الآثار عددًا من مجالات الدراسة الأخرى، والعكس صحيح. [2]
أمثلة على آثار حضارات قديمة يدرسها علماء الآثار
قد تكون أشهر امثلة على اثار
الحضارات القديمة
التي يحب أن يدرسها علماء الآثار هي بقايا المواد المشغولة والمصنوعات اليدوية، حيث أنها تم إنشاؤها عن طريق البشر، ومن خلال تحليلها ودراستها يستطيع علماء الآثار تحليل السلوك البشري في الماضي، وهذا يتيح الفرصة للتعرف على المزيد من الثقافة التي استخدمها البشر في ذلك الوقت.
بجانب ذلك تعتبر الآثار والبقايا البيئية من أمثلة الآثار التي يدرسها علماء الآثار وتعتبر من البقايا المهمة، فيقومون بدراسة بقايا النباتات والحيوانات، وعادة ما تكون البقايا البيئية صغيرة جدًا في الحجم ولكن لها أهمية كبيرة، فعلى سبيل المثال نجد أن بذرة صغيرة توجد في حفرة قمامة قديمة يمكنها أن تساعد عالم الآثار أن يكتشف نوع من الطعام كانوا يستهلكونه في السابق. [3]
تعريف الخريطة الأثرية
عند تعريف الخريطة الأثرية نجد أنها هي الخريطة التي تشير لبقايا الآثار على سطح الأرض وتنشر مجموعة متنوعة من الكائنات والصناعات المتبادلة، كما أنها تشير إلى التاريخ والعرق والثقافة وحتى السياسة والعلاقات الاقتصادية، ولها دور هام للغاية في الاكتشافات الأثرية. [4]
وعلى مر العصور تطورت مهارة صنع الخرائط الأثرية وخاصة مع ظهور التكنولوجيا، وفي الماضي كان علماء الآثار يستخدمون البوصلة وشريط القياس والمسطرة وقلم الرصاص وقطعة من الورق، أما في وقتنا الحالي فنجدهم يستخدمون جهاز المزواة بالليزر وجهاز كمبيوتر لرسم خريطة أثرية لموقع ما، وفي واقع الأمر ليست رسم الخريطة هي الخطوة الأخيرة في إنشاء خريطة أثرية بل يجب وضعها داخل خريطة أكبر لكي تصبح أكثر منطقية. [5]
أهمية رسم الخرائط الآثرية
- لأنها تعكس القيمة والقياس الحقيقيين لعالم الآثار في سياق الحفريات .
- بواسطتها القدرة على تقييم الترتيب التسلسلي في تكوين المواقع .
يقوم عالم الآثار بتسجيل المعلومات المكانية حول الموقع الآثري عن طريق الخرائط الأثرية التي تحدثنا عنها، لذا تعتبر من أهم الأشياء في عملية التنقيب عن أي آثار لأنها تعكس القيمة والقياس الحقيقيين لعالم الآثار في سياق الحفريات، ومن خلال هذه الخرائط يقوم عالم الآثار بتقييم الترتيب التسلسلي في تكوين المواقع. [6]
الشروط الأساسية لرسم خرائط علم الآثار
قد يكون رسم الخرائط المكانية ورسم الخرائط الطبقية من أساليب علماء الآثار الحديثين حيث أنهم يقومون بوضع البيانات المأخوذة من موقع ما داخل السياق الأثري وذلك من خلال رسم خرائط للأبعاد المكانية والطبقات الطبقية للموقع.
ومن الشروط الاساسية التي يجب توافرها لرسم خرائط علم الآثار:
- تواجد قطعة أثرية والتي تكون عبارة عن كائن مصطنع يتم تشكيله وصنعه للاستخدام البشري.
- وجود خريطة محيطية وفي هذه الخريطة يوجد ارتفاع أو عمق سطح الأرض ويقوم عالم الآثار فيها باستخدام خطوط ارتفاع متساوية.
- من الضروريدراسة طبقات الصخور أو التربة، لمعرفة المواد الأقدم التي يجب أن تتواجد في أسفل التسلسل.
- يجب توافر جهاز المزواة والذي يعتبر أداة بصرية مهمة مكونة من تلسكوب صغير والذي يستخدم لقياس الزوايا.
- تعتبر تسجيل المعلومات المكانية حول الموقع من الشروط الأساسية أيضًا، ويجب أن تتضمن التوزيع المكاني للقطع الأثرية والمعالم.
- يجب ألا ننسى أيضًا دقة الخريطة والتي تعتبر هي الدرجة التي يعكس بها القياس المسجل لقيمة الآثر الحقيقية.
- في سياق ذلك يعتبر تسجيل السياق الأثري للموقع من الشروط الهامة، فيجب تسجيل أي عملية ساهمت في تكوين الموقع مثل عوامل الإغراق والفيضان والحفر والتآكل. [6]
وكانت البوصلة هي الأداة الأكثر أهمية لدى عالم الآثار حيث أنها ولأكثر من مائة عام ، كانت البوصلة جزءًا من مجموعة أدوات عالم الآثار المهمة وكان يستخدمها لتجنب الضياع في البرية وأيضًا يتم استخدامها في الخرائط الأثرية. [5]
أهمية حماية المواقع الأثرية
قد يكون من المهم حماية
المواقع الأثرية
وهذا لأسباب عديدة حيث أن القطع الأثرية والمواد الأخرى الموجودة داخل المواقع الأثرية ضرورية للغاية ولها قيمة تاريخية هائلة، ويجب حمايتها بشكل صارم حيث أنها قد تكون عرضة للنهب من قبل الأشخاص الذين يرون أن القطع الأثرية لها قيمة نقدية.
بالإضافة إلى ذلك قد تكون المواد الأثرية الموجودة داخل المواقع الأثرية أيضًا عرضة لأضرار الطقس، لذا سيكون من المهم حمايتها من الرياح والأمطار والثلج والفيضانات والغبار وظواهر الطقس الأخرى، بجانب ذلك من المهم أيضًا حماية المواقع الأثرية حتى يكون المكان آمن لعلماء الآثار الذين يقومون بالتنقيب فيه. [7]
وفي النهاية، قد يشبه علم الآثار إلى حد ما تجميع لغز يوجد به الكثير من القطع المفقودة، وقد ينظر علماء الآثار إلى الأشياء التي تركها البشر منذ زمن بعيد كالمنازل والملابس والعظام والأدوات والأطباق وحتى القمامة على إنها أدلة قيمة يقومون باستخدامها لحل هذا اللغز، ومعرفة كيفية عيش البشر في حياتهم اليومية. [8]