من هو الشاعر .. ” ثابت بن جابر ” ؟ .. الملقلب بـ تأبط شرا


من هو الشاعر ثابت بن جابر الملقب بتأبط شرا


الشاعر الملقب بتأبط شرا هو ثابت بن جابر الفهمي، واحد من شعراء الجاهلية الصعاليك وقيل أنه عداء من أهل تهامة، ولد في القرن السادس في الطائف، وتوفي في وادي نمار في ستمائة وسبعة ميلادية.


وهو ثابت بن جابر بن سفيان بن عدي بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.


أما سبب تسميته بهذا اللقب المتأبط شرًا فقد رويت عنه ثلاث

قصص

لهذا الأمر، في سبب التسمية، سوف يتم ذكرهم متتالين فيما يلي.


الرواية الأولى لسبب تسمية  الشاعر ثابت بن جابر الفهمي، بالمتأبط شرا، هي أنه رأى في الصحراء، وقد عرف عنه سرعته، والجري، وراء الحيوانات بأقصى سرعة، وأنه رأى في الصحراء كبش سمين، فحمله تحت إبطه متجه به تجاه قبيلته.


وظل الكبش طوال الطريق يؤذيه ببوله حتى وصل القبيلة، فأنزل الكبش فإذا به غول كبير، فسألوه في القبيلة ماذا تأبطت، قال كبش، قالوا له بل تأبط شرا، ولقب في وقتها بالمتأبط شرا.


أما الرواية الثانية لسبب تسمية  الشاعر ثابت بن جابر الفهمي، بالمتأبط شرا، هي أنه دخل على أمه فقالت أخوتك إذا ذهبوا عادوا يحملون لي معهم أشياء، وانت تأتي لي فارغ، فقال سوف آتي لك اليوم بشيء.


وخرج واصطاد من الأفاعي الكبيرة الكثيرة وعاد إلى أمه بالأفاعي في جراب، فأعطاها إياه وفتحته، فخرجت الأفاعي، تتحرك في بيتها، فخرجت هاربة منه، فقال لها

النساء

في القبيلة ماذا أحضر لك ثابت قالت أفاعي، فسألوها وكيف حملها قالت تأبطها، فقالوا لها لقد تأبط شرا، ولقبوه المتأبط سرا.


أما السبب الثالث والأخير لسبب تسمية  الشاعر ثابت بن جابر الفهمي، بالمتأبط شرا، هو أنه كان كلما خرج في غزو قبيلة أخرى وضع السيف الذي يقاتل به تحت إبطه، وقالت له أمه بعد فترة تأبط شرا، ولقبوه بها.


كان لأمه زوج يدعى أبو كبير، كان تأبط شرا، يتجنبه، فلما كبر صار أبو كبير يخاف منه أكثر، فقال لأمه، فقالت له يفعل به ما يريد فأخذه للغزو معه رغبة في أن يتخلص منه، ودبر مع بعض اللصوص قتله.


وفي الطريق رأى نار، فطلب منه أن يتوجه للنار، ويأتي منها بطعام، فذهب وعاد بالطعام، فتعجب أبو كبير، وسأله، قال وجد رجلين على النار قتلتهم وأحضرت لك الطعام، فأصبح أبو كبير يخاف منه أكثر، و

قصة تابط شرا

، قد ذكرها الرواة.


ومن أشعاره


أَغَرَّكَ مِنّي يا اِبنَ فَعلَةَ عِلَّتي


عَشِيَّةَ أَن رابَت عَلَيَّ رَوائِبي


وَمَوقِدِ نيرانِ ثَلاثٍ فَشَرُّها


وَأَلأَمُها أَوقَدتَها غَيرَ عازِبِ


سَلَبتَ سِلاحي بائِساً وَشَتَمتَني


فَيا خَيرَ مَسلوبٍ وَيا شَرَّ سالِبِ


فَإِن أَكُ لَم أَخضِبكَ فيها فَإِنَّها


نُيوبُ أَساويدٍ اشَولُ عَقارِبِ


وَيا رِكبَةَ الحَمراءِ يا شَرَّ رِكبَةٍ


وَكادَت تَكونُ شَرَّ رِكبَةِ راكِبِ


أَلا هَل أَتى الحَسناءَ أَنَّ حَليلَها


تَأَبَّطَ شَرّاً وَاِكتَنَيتُ أَبا وَهبِ


فَهَبهُ تَسَمّى اِسمي وَسَمّانِيَ اِسمَهُ


فَأَينَ لَهُ صَبري عَلى مُعظَمِ الخَطبِ


وَأَينَ لَهُ بَأسٌ كَبَأسي وَسَورَتي


وَأَينَ لَهُ في كُلِّ فادِحَةٍ قَلبي


فَقَد أَطلَقَت كَلبٌ إِلَيكُم عُهودُها


وَلَستُم إِلى إِلٍّ بِأَفقَرَ مِن كَلبِ


وَهُم أَسلَموكُم يَومَ نَعفِ مُرامِرٍ


وَقَد شَمَّرَت عَن ساقِها جَمرَةُ الحَربِ


بَصَرتُ بِنارٍ شِمتُها حينَ أوقِدَت


تَلوحُ لَنا بَعدَ الرُتَيلَةِ فَالهَضبِ [1]


قصة مقتل تأبط شراً


خرج تأبط شرا، مع عامر بن الأخنس الفهمي، والصعاليك، إلى بني نفاثة بن عدي من قبيلة كنانة لغزوهم، وانتظروا أن ينام مز في القبيلة، ليهجموا، ولكن رآهم راعي غنم فأخبر القبيلة التي خرجت تقاتلهم، وقتل عامر بن الأخنس الفهمي.


وأراد أن يثأر تأبط شرا له، ووجد في خيمة لهم رجل وامرأة كبار وبنتين، وغلام، فقتلهم، واخذ البنتين وهرب الغلام، فخرج وراءه تأبط شر ليقتله، وكان مع الغلام سهم أصابه في قلبه به، فنزع السهم وقتل الغلام، وعاد لأصحابه، ثم خر ميت عندهم.


قصيدة تأبط شرا عوى الذئب


أَقسَمتُ لا أَنسى وَإِن طالَ عَيشُنا


صَنيعَ لُكَيزٍ وَالأَحَلِّ بنِ قُنصُلِ


نَزَلنا بِهِ يَوماً فَساءَ صَباحُنا


فَإِنَّكَ عَمري قَد تَرى أَيَّ مَنزِلِ


بَكى إِذ رَآنا نازِلينَ بِبابِهِ


وَكَيفَ بُكاءُ ذي القَليلِ المُسَبَّلِ


فَلا وَأَبيكَ ما نَزَلنا بِعامِرٍ


وَلا عامِرٍ وَلا الرَئيسِ اِبنِ قَوقَلِ


وَلا بِالشُلَيلِ رَبِّ مَروانَ قاعِداً


بِأَحسَنِ عَيشٍ وَالنُفاثِيِّ نَوفَلِ


وَلا اِبنِ وَهيبٍ كاسِبِ الحَمدِ وَالعُلا


وَلا ابنِ ضَبيعٍ وَسطَ آلِ المُخَبَّلِ


وَلا اِبنِ حَليسٍ قاعِداً في لِقاحِهِ


وَلا اِبنِ جَرِيٍّ وَسطَ آلِ المُغَفَّلِ


وَلا اِبنِ رِياحٍ بِالزُلَيفاتِ دارُهُ


رِياحَ اِبنَ سَعدٍ لارِياحَ اِبنِ مَعقِلِ


أولَئِكَ أَعطى لِلوَلائِدِ خِلفَةً


وَأَدعى إِلى شَحمِ السَديفِ المُرَعبَلِ


وَجَدتُ اِبنَ كُرزٍ تَستَهِلُّ يَمينُهُ


وَيُطلِقُ أَغلالَ الأَسيرِ المُكَبَّلِ


وَلَستُ بِراعي ثَلَّةٍ قامَ وَسطَها


طَويلِ العَصا غُرنَيقِ ضَحلٍ مُرَسِّلِ


وَلَستُ بِجُلبِن جُلبِ ريحٍ وَقَرَّةٍ


وَلا بِصَفاً صَلدِ عَنِ الخَيرِ مَعزَلِ


وَلا خَرِبٍ خَيعابَةٍ ذي غَوائِلٍ


هَيامٍ كَجَفرِ الأَبطَحِ المُتَهَيِّلِ


وَلا هَلَعٍ لاعٍ إِذا الشَولُ حارَدَت


وَضَنَّت بِباقي دَرِّها المُتَنَزِّلِ


وَلَستُ بِتِرعِيٍّ طَويلٍ عَشائُهُ


يُؤَنِّفُها مُستَأنَفَ النَبتِ مُبهِلِ


وَلا حَوقَلٍ خَطّارَةٍ حَولَ بَيتِهِ


إِذا العِرسُ آوى بَيتُها كُلَّ خَوتَلِ


وَيَوماً عَلى أَهلِ المَواشي وَتارَةً


لِأَهلِ رَكيبٍ مِن ثَميلٍ وَسُنبُلِ


إِذا فَزَّعوا أُمَّ الصَبِيَّينِ نَفَّضوا


عَفارِيَ شُعثاً صافَةً لَم تُرَجَّلِ


فَيَوماً بِغُزّاءٍ وَيَوماً بِسُريَةٍ


وَيَوماً بِخَشخاشٍ مِنَ الرَجلِ هَيضَلِ


مَتى تَبغِني مادُمتُ حَيّاً مُسَلَّماً


تَجِدنِ مَعَ المُستَرعِلِ المُتَعَبهِلِ


وَلَستُ بِمِفراحٍ إِذا الدَهرُ سَرَّني


وَلا جازِعٌ مِن صَرفِهِ المُتَحَوِّلِ


وَلَكِنَّني أَروي مِنَ الخَمرِ هامَتي


وَأَنضو المَلا بِالشاحِبِ المُتَشَلشِلِ


وَأَحتَضِرُ النادي وَوَجهِيَ مُسفِرٌ


وَأَضرِبُ عِطفَ الأَبلَخِ المُتَخَيِّلِ


أَلا أَبلِغا سَعدَ اِبنَ لَيثٍ وَجُندُعا


وَكَلباً أَنيبوا المَنَّ غَيرَ المُكَدَّلِ


إِذا الحَربُ أَولَتكَ الكَليبَ فَوَلِّها


كَلَيبَكَ وَاعلَم أَنَّها سَوفَ تَنجَلي


وَقِرْبَة ِ أقْوامٍ جَعَلْتُ عِصامَها


على كاهِلٍ مني ذَلُولٍ مُرَحَّلِ


وواد كجوف العير قفر قطعته


به الذئب يعوي كالخليع المعيل


تعدى بزيــــــزاة تعج مـــــن القوا


ومن يك يبغي طرقة الليـــــل يرمل


فقلت له لمــــــا عـــــــوى إن ثابتا


قليــــــل الغنى إن كنـت لمـــــا تمول


كلانا إذا مـــــا نال شيــــــــئا أفاته


ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل


كلانا طوى كشحا عن الحي بعدما


دخلنا عـــــلى كلابهم كــــــــل مدخل


طرحت له نعلا مـــــن السبت طلة


خلاف ندا من آخر الليــــــل مخضل


فولى بها جــــــزلان ينفض رأسه


كصاحب غـــــــنم ظافـــــر بالتحول


مفضلية تأبط شرا


يا عيدُ ما لَكَ مِن شَوقٍ وَإيراقِ


وَمَرِّ طَيفٍ عَلى الأَهوالِ طَرّاقِ


يَسري عَلى الأَينِ وَالحَيّاتِ مُحتَفِياً


نَفسي فِداؤُكَ مِن سارٍ عَلى ساقِ


طَيفِ اِبنَةِ الحُرِّ إِذ كُنّا نُواصِلُها


ثُمَّ اِجتُنِنتَ بُها بَعدَ التِفِرّاقِ


تَاللَهِ آمَنُ أُنثى بَعدَما حَلَفَت


أَسماءُ بِاللَهِ مِن عَهدٍ وَميثاقِ


مَمزوجَةُ الوُدِّ بَينا واصَلَت صَرَمَت


الأَوَّلُ اللَذ مَضى وَالآخَرُ الباقِ


فَالأَوَّلُ اللَذ مَضى قالي مَوَدَّتُها


وَاللَذُّ مِنها هُذاءٌ غَيرُ إِحقاقِ


تُعطيكَ وَعدَ أَمانيٍّ تُغِرُّ بِهِ


كَالقَطرِ مَرَّ عَلى ضَجنانَ بَرّاقِ


إِنّي إِذا خُلَّةٌ ضَنَّت بِنائِلِها


وَأَمسَكَت بِضَعيفِ الوَصلِ أَحذاقِ


نَجَوتُ مِنها نَجائي مِن بَجيلَةَ إِذ


أَلقَيتُ لَيلَةَ خَبتِ الرَهطِ أَرواقِ


لَيلَةَ صاحوا وَأَغرَوا بي سِراعَهُمُ


بِالعَيكَتَينِ لَدى مَعدى اِبنِ بَرّاقِ


كَأَنَّما حَثحَثوا حُصّاً قَوادِمُهُ


أَو أُمَّ خِشفٍ بِذي شَثٍّ وَطُبّاقِ


لا شَيءَ أَسرَعُ مِنّي لَيسَ ذا عُذَرٍ


وَذا جَناحٍ بِجَنبِ الرَيدِ خَفّاقِ


حَتّى نَجَوتُ وَلَمّا يَنزِعوا سَلَبي


بِوالِهٍ مِن قَبيضِ الشَدِّ غَيداقِ


وَلا أَقولُ إِذا ما خُلَّةٌ صَرَمَت


يا وَيحَ نَفسِيَ مِن شَوقٍ وَإِشفاقِ


لَكِنَّما عِوَلي إِن كُنتُ ذا عِوَلٍ


عَلى بَصيرٍ بِكَسبِ الحَمدِ سَبّاقِ


سَبّاقِ غاياتٍ مَجدٍ في عَشيرَتِهِ


مُرَجِّعِ الصَوتِ هَدّاً بَينَ أَرفاقِ


عاري الظَنابيبِ مُمتَدٍّ نَواشِرُهُ


مِدلاجِ أَدهَمَ واهي الماءِ غَسّاقِ


حَمّالِ أَلوِيَةٍ شَهّادِ أَندِيَةٍ


قَوّالِ مُحكَمَةٍ جَوّابِ آفاقِ


فَذاكَ هَمّي وَغَزوي أَستَغيثُ بِهِ


إِذا اِستَغَثتُ بِضافي الرَأسِ نَغّاقِ


كَالحِقفِ حَدَّءُهُ النامونَ قُلتُ لَهُ


ذو ثَلَّتَينِ وَذو بَهمٍ وَأَرباقِ


وَقُلَّةٍ كَسِنانِ الرِمحِ بارِزَةٍ


ضَحيانَةٍ في شُهورِ الصَيفِ مِحراقِ


بادَرتُ قُنَّتَها صَحبي وَما كَسِلوا


حَتّى نَمَيتُ إِلَيها بَعدَ إِشراقِ


لا شَيأَفي ريدِها إِلّا نَعامَتُها


مِنها هَزيمٌ وَمِنها قائِمٌ باقِ


بِشَرثَةٍ خَلَقٍ يوقى البَنانُ بِها


شَدَدتُ فيها سَريحاً بَعدَ إِطراقِ


يامَن لِعَظّالَةٍ خَذّالَةٍ أَشِبٍ


حَرَّقَ بِاللَومِ جِلدي أَيَّ تِحراقِ


يَقولُ أَهلَكتَ مالاً لَو قَنِعتَ بِهِ


مِن ثَوبِ صِدقٍ وَمِن بَزٍّ وَأَعلاقِ


عاذِلَتي إِنَّ بَعضَ اللَومِ مَعنَفَةٌ


وَهَل مَتاعٌ وَإٍ أَبقَيتُهُ باقِ


إِنّي زَعيمٌ لَئِن لَم تَترُكي عِذَلي


أَن يَسأَلَ الحَيَّ عَنّي أَهلَ آفاقِ


أَن يَسأَلَ القَومُ عَنّي أَهلَ مَعرِفَةٍ


فَلا يُخَبِّرُهُم عَن ثابِتٍ لاقِ


سَدِّد خِلالَكَ مِن مالٍ تُجَمِّعُهُ


حَتّى تُلاقي الَّذي كُلُّ اِمرِئٍ لاقي


لَتَقرَعَنَّ عَلَيَّ السِنَّ مِن نَدَمٍ


إِذا تَذَكَّرتَ يَوماً بَعضَ أَخلاقِ [2]