ما الحقوق التي وردت في ابيات المقنع الكندي
قصيدة دين الكريم
يُعاتِبُني في الدينِ قَومي وَإِنَّما دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا
أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا
فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباً وَلا زادَني فَضلُ الغِنى مِنهُم بُعدا
أسُدُّ بِهِ ما قَد أَخَلّوا وَضَيَّعوا ثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا
وَفي جَفنَةٍ ما يُغلَق البابُ دونها مُكلَّلةٍ لَحماً مُدَفِّقةٍ ثَردا
وَفي فَرَسٍ نَهدٍ عَتيقٍ جَعَلتُهُ حِجاباً لِبَيتي ثُمَّ أَخدَمتُه عَبدا
وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا
أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُم دَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدّا
فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا
وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا
وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ دَعوني إِلى نَصيرٍ أَتَيتُهُم شَدّا
وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا
وَإِن هَبطوا غوراً لِأَمرٍ يَسؤني طَلَعتُ لَهُم ما يَسُرُّهُمُ نَجدا
فَإِن قَدحوا لي نارَ زندٍ يَشينُني قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَندا
وَإِن بادَهوني بِالعَداوَةِ لَم أَكُن أَبادُهُم إِلّا بِما يَنعَت الرُشدا
وَإِن قَطَعوا مِنّي الأَواصِر ضَلَّةً وَصَلتُ لَهُم مُنّي المَحَبَّةِ وَالوُدّ
وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِم وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقد
فَذلِكَ دَأبي في الحَياةِ وَدَأبُهُم سَجيسَ اللَيالي أَو يُزيرونَني اللَحدا
لَهُم جُلُّ مالي إِن تَتابَعَ لي غَنّى وَإِن قَلَّ مالي لَم أُكَلِّفهُم رِفدا
وَإِنّي لَعَبدُ الضَيفِ ما دامَ نازِلاً وَما شيمَةٌ لي غَيرُها تُشبهُ العَبدا
عَلى أَنَّ قَومي ما تَرى عَين ناظِرٍ كَشَيبِهِم شَيباً وَلا مُردهم مُرداً
بِفَضلٍ وَأَحلام وجودِ وَسُؤدُد وَقَومي رَبيع في الزَمانِ إِذا شَدّا
من الحقوق التي وردت في أبيات المقنع الكندي
المقنع الكندي محمد بن عميرة بن أبي شمره من قبيلة كندة فهو شاعر عربي توفى سنة 70 هـ (690م) حيث قيل إنه سُمي بالمقنع لإنه كان يرتدي قناع لإخفاء ملامح وجهه خشيةً من الحسد وكان سيداً في قومه ومن
اسباب تراكم ديون المقنع الكندي
إكرامه لضيفه.
ومن الحقوق التي ذكرها في أبيات قصيدة (دين الكريم):
- حق الحياة.
- حق العدل.
- حق المساواة.
تحليل قصيدة المقنع الكندي
حيث جاء شرح البيت الأول للمقنع الكندي في قصيدته عاتبني قومي في كثرة ديوني ولم يعلموا أنها تكسبهم حمداً لبذلي لها في أمور الخير ويقول في البيت الثاني ألم يعلم أبناء عشيرتي أن أيامي تتقلب بين الرخاء والضيق فتارة أكون غنياً ذا مال كثير وطوراً يصيبني الفقر الشديد الذي يشق على تحمله وقال في البيت الثالث قد يضيق بي الحال ولكن ذلك لا يجعلني أتقرب من قومي وأتودد لهم أو أتذلل وفي المقابل يقول أمر بفترات اليسر وزيادة في الغنى
ولكني لا أشيح بوجهي عنهم ولا أتجاهلهم وأتكبر عليهم مهما بلغت من علو المنزلة وبعد ذلك يقول لهم إن ذلك الدين الذي استدنته إنما كان لأغطي به بعض نواقص القبيلة والقوم فقد أحل قومي ببعض واجباتهم وقصروا في أداء بعضها لا بل وأهملوا البعض الآخر وضيعوه لعدم استطاعتهم وقدرتهم.
ويقول الكندي “وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا” حيث كان بنو عمه عاتبوه في الاستدانة فبين لهم صواب ما أتى وخطأ ما أتوه من العتاب واللوم والمعنى أن لي خليفة تحملني على فعل الخيرات فهي تباين خلائق أقاربي مباينة شديدة ويقول الشاعر أرى أن قومي يتماهلون ويتوانون عندما أطلب مساعدتهم ولكني على العكس منهم تماماً فتراني أسرع في نصرتهم ومعاونتهم إن دعوني إلى ذلك،
ويقول المقنع”وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا” وجاء شرح البيت إذا تهاون قومي في حقي ولو يردوا عني الإساءة فغني لا أفعل بهم
المثل
متي غابوا إنما أحفظ حقوقهم وأدافع عنهم وأرد عنهم كيد الكائدين وإساءة المسيئيين وحتى إن رغبوا في الضلالة وتمنوا ضياعي وغوايتي فإني لا أملك لهم سوى الرغبة بالهداية والرشاد والتوفيق.
ويقول زجر الطير تفاءل به فتطير فنهره يريد إن تمنوا البؤس والشقاء تمنيت لهم
السعادة
والهناء ومعنى الأبيان أني أداريهم وأواصلهم وإن حسدوني وهدموا شرقي سعيت في بناء شرفهم وإن فعلوا في غيبي ويقول المقنع “وَإِن قَطَعوا مِنّي الأَواصِر ضَلَّةً وَصَلتُ لَهُم مُنّي المَحَبَّةِ وَالوُدّ” حيث جاء شرح البيت وإن هم قطعوا صلة الأرحام وتبادل الزيارة وخلق جو الالفة دون وجه حق ورشد فإنه يصل ذلك البعد والكره والجفاء بالمحبة والمبادرة له
ويقول “وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِم وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقد” حيث جاء شرح البيت إني لا أحمل على قومي لك الحقد الذي حملته يوماً في لحظة غضب وسرعان ما تجاوزته فأنا رئيسهم وسيدهم وليس من شيم السيد أن يحمل الحقد على قومه ويقول “لَهُم جُلُّ مالي إِن تَتابَعَ لي غَنّى وَإِن قَلَّ مالي لَم أُكَلِّفهُم رِفدا” فجاء شرح البيت الرفد العطاء والصلة والمعنى أنى إذا ازددت مالاً ازددت لهم بذلا وإن قل مالي لم أطلب منهم عطاء ولا صلة
وقال المقنع “وَإِنّي لَعَبدُ الضَيفِ ما دامَ نازِلاً وَما شيمَةٌ لي غَيرُها تُشبهُ العَبدا” حيث جاء شرح البيت إني خادم لضيفي وأنزل من شأني أمامه فقط لخدمته وإرضائه وليس هناك ما يشبهني الخادم سوى إكرامي للضيف ففي هذا الموقف أنا سيد أبي رفض التذلل والخضوع.
معاني مفردات قصيدة المقنع الكندي
يُعاتِبُني في الدينِ قَومي وَإِنَّما دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا
- يُعاتِبُني: يلومني.
- الدينِ: الاقتراض.
- تُكسِبُهُم: تمنحهم وتعطيهم.
- حَمدا: ثناء وشكر.
أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا
- أوسِرَ: اليسر وهو الرخاء واللين والمعنى في النص هو الغنى.
- أُعسِرُ: العسر وهو الضيق والشدة والمعنى في النص هو الفقر.
- الجَهدا: المشققة والتعب.
فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباً وَلا زادَني فَضلُ الغِنى مِنهُم بُعدا
- الإقتار: ضيق العيش والفقر.
- تَقَرُّباً: اقتراباً.
- فضل: زيادة.
أسُدُّ بِهِ ما قَد أَخَلّوا وَضَيَّعوا ثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا
- أسُدُّ: أغطى.
- أَخَلّوا: قصروا وأنقصوا ولم يؤدوا على وجه التمام ومضادها أتموا وأكملوا.
- ضَيَّعوا: أهملوا وأضاعوا.
- ثُغورَ: الفتحات التي ينفذ منها العدو عادةً.
- أَطاقوا: قدروا واستطاعوا.
وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا
- بَني أَبي: أخوتي.
- بَني عَمّي: أبناء عمومتي.
أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُم دَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدّا
- نَصري: دعوتي وعوني ومساعدتي.
- بطاء: متباطئين ومتمهلين متوانين.
- شداً: مسرعاً ومعاوناً.
فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجداً
- وَفَرتُ: صنت وحفظت.
- يَأكُلوا لَحمي: اغتابوني وذكروني بسوء في غيابي.
- وَفَرتُ لحومَهُم: لم أغتبهم وحفظت ذكراهم بخير.
- يَهدِموا مَجدي: شوهوا سمعتي.
- بنيتُ لَهُم مَجداً: خلقت لهم السمعة الطيبة.
وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا
- ضَيَّعوا: أهملوا.
- غيبي: بعدي وغيابي.
- حفظت: صنت.
- هَوَوا: أحبوا ورغبوا في.
- غَييِّ: ضياعي وضلالي وغوايتي.
- رُشدا: الرشاد والتوفيق والهداية.
وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا
- زَجَروا: أزعجوا وأفزعوا.
- نَحسٍ: الشر والضر والخسران.
- سَعدا: الخير واليمن والتوفيق والسعادة.
لَهُم جُلُّ مالي إِن تَتابَعَ لي غَنّى وَإِن قَلَّ مالي لَم أُكَلِّفهُم رِفدا
- جل: معظم.
- تتابع: توالي.
- أكلفهم: أحملهم وألزمهم.
- رفداً: العطاء والصلة.
وَإِنّي لَعَبدُ الضَيفِ ما دامَ نازِلاً وَما شيمَةٌ لي غَيرُها تُشبهُ العَبدا
- عَبدُ: خادم.
- شيمة: صفة.[1]