ماهي اسباب تراكم ديون المقنع الكندي
المقنع الكندي
يٌعد القناع من
أشهر
الشعراء الأمويين، ويرجع أصله إلى قبيلة كندة في دولة اليمين التي تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية، حيثُ يرجع نسبه إلى قبيلة قحطان أيضًا وقد وولد في وادي دوعن في عام 600 ميلاديًا، وهو
حمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر بن فرغان بن قيس بن
الأسود
بن عبد
الله
الولَّادة بن عمر بن معاوية بن كندة بن عدي بن الحارث بن مُرَّة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
لُقب بالمقنع لأنّه كان جميل الوجه بدرجة كبيرة الأمر الذي يصيبه بالعين والمرض إذا خلع اللثام عن وجه، لذلك كان دائمًا يرتدي القناع على وجه، ولكن التفسير الأقرب للحقيقة أنّه لُقب بالمقنع لأنّه كان فارس لذلك كان وجه دائمًا مغطى حتَّى لا يُعرف أحد هويته. [1]
من أسباب تراكم ديون المقنع الكندي
كان المقنع الكندي لا يرد سائل، حيثُ كان يُوصف بالعطاء والسخاء مما أدي إلى إنفاقه جميع ما تركه له والده من مال على المحتاجين الأمر الذي تسبب في تراكم ديونه وأصبح مديوناً، لذلك وصف هذا الأمر في قصيدة دين الكرم ومطلعها (يعاتبني في الدين قومي وإنما… ديوني في أشياء تكسبهم حمدا)، وذكر في القصيدة قصته مع بنو عمه بعد أن عاتبوه على المال الكثير الذي أنفقه وعلى قيامه باقتراض المال منهم وكان مبرره أنّ ذلك ما هو إلا لبناء مجدًا لقومه.
كما يعتبر المقنع الكندي من أشهر الشعراء في العصر الأموي، ومن سمات شعره إنّه كان يتصف بالفصاحة والدقة في اختيار المعاني، وعاش المقنع في مصر في صدر الإسلام، وقد كتب العديد من القصائد في أنواع عديدة من الشعر مثل (الغزل- العتاب- الفخر)، ومدح في
قصائد
ه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، كما ذكر أيضًا في شعره فرسة والفروسية.
وفاة المقنع الكندي
توفي وحيدًا في عهد الوليد بن يزيد سنة 689 م و 126 هـ، ولكن خير الدين الزركلي قال أنّه توفي في عام 79 هـ، وقد تمّ تسجيل أسمه ضمن قائمة أكبر الشعراء العرب، كما خلف ورائه مجموعة كبيرة وعظيمة من القصائد التي مازالت تٌدرس حتَّى الآن في المدارس والجامعات.
ما سبب عتاب قوم المقنع الكندي له
لقد وصفه قومه بأنّه غير ملتزم دينياً الأمر الذي جعله يغضب كثيرًا لأنّه كان معروف عنه بأخلاقه الحميدة، لذلك قام بالرد على هذا الاتهام بقصيدته الذي يقول فيها:
تعد قصيدة الدالية أو قصيدة دين الكريم من أشهر قصائد المقنع وفيها يقول
:
يُعَاتِبُنِي فِي الدَّيْنِ قَوْمِي وَإِنَّمَــا**** دُيُونِيَ فِي أَشْيَاءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدَا
أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة **** وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا
أَسُدُّ بِهِ مَا قَدْ أَخَلُّوا وَضَيَّعُوا***ثُغُورَ حُقُوقٍ مَا أَطَاقُـوا لَهَا سَدَّا
فَمَا زَادَنِي الْإِقْتَارُ مِنْهُمْ تَقَرُّبًا**وَلا زَادَنِي فَضْــلُ الْغِنَى مِنْهُمُ بُعْدَا
وَفِي جَفْنَةٍ مَا يُغْلَقُ الْبَـابُ دُونَهَـا ****مُكَلَّلَـةً لَحْمًا مُدَفَّقَـةً ثَــرْدًا
وَفِي فَرَسٍ نَهْدٍ عَتِيـقٍ جَعَلْتُــهُ**** حِجَابًا لِبَيْتِي، ثُمَّ أَخْدَمْتُهُ عَبْــدا
وَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِـــي**** وبَيْنَ بَنِــي عَمِّـي لَمُخْتَلِفٌ جِدَّا
أَرَاهُمْ إِلَى نَصْرِي بِطَاءً وإنْ هُــمُ **** دَعَوْنِي إِلَى نَصْرٍ أَتَيْتُهُمُ شَدَّا
فَإِنْ أَكَلُوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُومهُمْ**وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدا
وَإِنْ ضَيَّعُوا غَيْبَي حَفِظْتُ غُيُوبَهُمْ** وإنْ هُمْ هَوُوا غَيِّي هَوِيتُ لَهُمْ رَشْدًا
وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ *** دَعوني إِلى نَصرٍ أَتَيتُهُمُ شَدّا
وإنْ زَجَرُوا طَيْرًا بِنَحْسٍ تَمُرُّ بِي****زَجَرْتُ لَهُمْ طَيْرًا تمُرُّ بهِمْ سَعْدَا
وَإِن هَبطوا غـــوراً لِأَمرٍ يَســؤني**** طَلَعــتُ لَهُم مـا يَسُرُّهُمُ نَجــدا
فَإِن قَدحوا لي نارَ زنــــدٍ يَشينُني*** قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَنـدا
وَإِن بادَهونـي بِالعَـــداوَةِ لَم أَكُــن****أَبادُهُمُ إِلّا بِما يَنـــعَت الرُشـــدا
وَإِن قَطَعوا مِنّي الأَواصِر ضَلَّةً**** وَصَلتُ لَهُـم مُنّي المَحَبَّــةِ وَالوُدّا
وَلاَ أَحْمِلُ الْحِقْدَ الْقَدِيمَ عَلَيْهِمُ*** وَلَيْسَ رَئِيسُ الْقَوْمِ مَنْ يَحْمِلُ الحِقْدَا
فَذلِكَ دَأبي فـــي الحَياةِ وَدَأبُهُم****سَجيسَ اللَيالي أَو يُزيرونَني اللَحدا
لهُمْ جُلُّ مَالِي إِنْ تَتَابَعَ لِــي غِنًى*** وَإِنْ قَلَّ مَــالِي لَــمْ أُكَلِّفْــهُمُ رِفْـدَا
وَإِنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ ثَاوِيًـا** وَمَا شِيمَةٌ لِي غَيْرَهَا تُشْبِهُ الْعَبْدَا
عَلَى أَنَّ قَوْمِي مَا تَرَى عَيْنُ نَاظِرٍ***كَشَيْبِهُمُ شَـيْبًا وَلاَ مُرْدِهِمْ مُرْدَا
بِفَضْلٍ وَأَحْلاَمٍ وَجُودٍ وسُــؤْدُدٍ*** وَقَــوْمِي رَبِيعٌ فِي الزَّمَانِ إِذَا اشْتَــدَّا
شرح قصيدة المقنع الكندي
عنوان القصيدة يبين أنّ الشاعر يٌوصف أخلاق العرب والقيم التي تميزهم عن باقي القوم، كما توضح الأبيات الأولى من القصيدة مدى فخره واعتزازه بنفسه ويظهر ذلك من خلال أبيات
مدح
الشاعر لنفسه ويوضح صفاته التي تميزه عن باقي قومه
ومن
الحقوق التي وردت في ابيات المقنع الكندي
، أنّه قام بتنظيم هذه القصيدة من أجل الرد على قومه الذين كانوا دائمًا يعاتبنه ويتهمنه بأنّها شخص غير ملتزم دينيًا، حيثُ جاء رده ببلاغة ومعبر من بداية أبيات القصيدة
وهو قيم عربية، مرورًا بأول بيت، الذي يقول فيه: يُعَاتِبُنِي فِي الدَّيْنِ قَوْمِي وَإِنَّمَــا … دُيُونِيَ فِي أَشْيَاءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدَا، حتى نهاية القصيدة.
والفكرة الأساسية للقصيدة واضحة من أول أبيات القصيدة، حيثُ فسر فيها ما يلي:
أنّ قومه كثيرًا ما يلومنه على تراكم ديونه، ولكن رده أنّ سبب ديونه هو من أجل الثناء والمدح وحمد الآخرين، أمّا البيت الثاني يقول الشاعر أنّ الأحوال متغيرة فإنّه أحيانًا يكون غنياً ولا يحتاج إلى الاستدانة، وفي بعض الأوقات يضيق به الحال ويحتاج إلى الاقتراض لتيسير أموره لأنّه لا يقدر على تحمل ضيق الحال.
وفي البيت الثالث يوضح الشاعر أنّ من شيم العرب أنّهم لا يتذللون أو يتملقون إلى أحد عندما تضيق بهم
الحياة
مثله، كما يجب ألاّ يتكبرون على من هم أقل منهم منزله، أما في البيت الرابع يشرح الشاعر سبب استدانته وكثرة الديون أنّه لم يقوم باقتراض المال إلا من أجل سد احتياجات قبيلته، وأيضًا من أجل سد العجز والفجوة التي تركها البعض من قومه نتيجة الإهمال أو عدم القدرة على السداد.
أمّا في البيت الخامس يوضح الشاعر الفرق بينه وبين قومه عندما يطلبون منه المساعدة، وقومه عندما يلجأ إليهم في طلب المساعدة ويقول أنّه لا يهمل ولا يقصر عندما يطلبون منه العون بالرغم من موقفهم منه، أمّا هم لا يهتمون به الأمر الذي جعله يكتب أبيات هذه القصيدة.
وضح الشاعر في البيت السادس، مثالاً على
القيم
العربية الأصيلة، حيثُ ذكر أنّه بالرغم من أنّ قومه يذكونه بالسيئة وكثيرًا ما يتحدثون عنه ويغتبه، فإنّه لن يرد على ذلك بالإساءة ولن يذكر إلاّ محاسنهم حتَّى حاولوا أنّ يشوه صورته وسمعته فإنه لا يبالي رأي لهذا الأمر وأنّ كل ما يشغله هو مصلحة قومه وأنّ تبقي قبيلته قوية وشامخة بين القبائل العربية.
ويؤكد الشاعر في البيت السابع بالرغم من المحاولات الدائمة من قومه بتشويه صورته وذكره دائمًا بالسوء، لكنه لن يفعل مثل فعلوا وسيظل يدافع عن قومه أمام الأعداء والكائدين الذين يحاولون تشويه صورة قبيلته حتَّى لو كان قومه لا يحبون له الخير ويريدون له الشر فإنّه لن يدعو عليهم بالضرر بل سيبقي يدعوا لهم بالخير والهدايا والرشد.
يؤكد الشاعر المقنع الكندي في البيت الثامن على حُسن نواياه تجاه قومه، ويقول حتَّى لو تمنى له قومه أنّ يحمل الطير له الحظ السيء ويرجون له الضرر، فإنّه لا يتمني لهم سوى الخير وأنّ يعيشون في سعادة دائمة وهذا ما كان سبب قوم المقنع الكندي له.
أهم قصائد المقنع الكندي
-
يعاتبني في الدين قومي وإنما
-
كالخط في كتب الغلام أجاده
-
أبل الرجال أردت إخاءهم
-
نزل المشيب فأين تذهب بعده
-
وإذا رزقت من النوافل ثروة
-
إني أحرض أهل
البخل
كلهم
-
وذادت عن هواه
البيض
بيض
-
وفي الظعائن والأحداج أحسن من
-
ولي نثرة ما أبصرت عين ناظر
-
لا تضجرن ولا تدخلك معجزة
-
إن عليا ساد بالنكرم
-
وقوريح عتد أعد لنيه
-
ولا تجعل الأرض العريض محلها
-
وكن معدنا للحلم واصفح عن الأذى
-
وإن بادهوني بالعداوة لم أكن