جزر دبي الاصطناعية .. ولماذا ظلت خالية حتى الآن
جزر دبي الاصطناعية
على ساحل دبي في الإمارات العربية المتحدة هناك بعض أكبر الجزر الاصطناعية في
العالم
قيد الإنشاء وتشمل هذه نخلة جميرة ونخلة جبل علي وجزر ديرة وجزر العالم ودبي هي المدينة والإمارة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في دولة الإمارات العربية المتحدة كما تعد المدينة وجهة مفضلة لدى السائحين الأثرياء وقد تم إنشاء الجزر من أجل إنشاء المزيد من العقارات الساحلية حيث بدأ إنشاء الجزر في عام 2001.
نخلة جميرة
تم بناؤها في أوائل القرن 21 وتم تمويلها من دخل دبي الكبير من
البترول
حيث تتكون من جذع شجرة وتاج مكون من 16 سعفة وجزيرة هلالية محيطة بها تشكل حاجز أمواج بطول 11 كيلومتراً والجزيرة نفسها 5 كيلومترات في 5 كيلومترات كما تم إنشاء 4000 وحدة سكنية
مع مجموعة من الفلل والشقق والعشرات من الفنادق والآلاف من المنازل والشقق وكذلك المراسي والمطاعم والمتنزهات المائية ومراكز التسوق والمراكز الرياضية والمنتجعات الصحية ودور السينما وغيرها وجسر بطول 300 متر الطريق بالبر الرئيسي وخط أحادي يخدم قلب نخلة جميرا.
جزر العالم
تم تطوير هذه الجزر جزئياً وهو أرخبيل من 300 جزيرة مرتبة لتشبه
خريطة
قارات
الأرض وكل جزيرة سيتم تصميمها لتتوافق مع دولة أو منطقة مختلفة وكانت الجزيرة الأولى التي تم تحويلها هي جزيرة في جرينلاند تم إهدائها لسائق السباقات مايكل شوماخر في عام 2006.
نخلة جبل علي
تشبه نخلة جبل علي في الشكل نخلة جميرة ولكنها أكبر بحوالي 50٪ ولكن ما زالت غير مطورة في الغالب منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008 حيث تسببت الأزمة في انهيار سوق العقارات ولم يعد بإمكان المطورين الاستمرار في البناء وفي عام 2018 صرح الرئيس التنفيذي لشركة نخيل إنه سيتم إعادة
النظر
فيه في وقت ما في المستقبل.
جزر ديرة
تم تعليق البناء في عام 2008 وكان
المشروع
الأصلي مسمى بالم ديرة عبارة عن مجموعة من الجزر الاصطناعية على شكل شجرة نخيل حوالي 8 أضعاف حجم نخلة جميرة كما يتم تطوير الجزء الجنوبي الغربي من الهيكل الأساسي لاستضافة أكبر سوق ليلي في العالم لشراء
الطعام
والتوابل والملابس والمنسوجات والحرف اليدوية والمجوهرات والأدوات المنزلية وأي شيء آخر يمكنك تخيله تقريباً.
جزيرة بلوواترز
تتميز الجزيرة بالفنادق والمباني السكنية والمطاعم والتسوق والترفيه والمزيد فهي عين دبي حيث يبلغ ارتفاعها 210 متراً وهي أطول وأكبر عجلة في العالم حيث يمكن الاستمتاع بإطلالة على أفق دبي وشواطئها فهي مفتوحة للجمهور ومع ذلك ليس من المقرر افتتاح عين دبي حتى عام 2021.
برج العرب جميرا
تم الانتهاء من فندق برج العرب في عام 1999 وهو فندق 5 نجوم فاخر تم بناؤه على جزيرته الاصطناعية يتميز بنافورة كبيرة تطلق المياه في الهواء لمسافة تزيد عن 42 متراً حيث تم استخدام أكثر من 30 نوعاً من الرخام في الفندق بعضها مستورد من إيطاليا والبرازيل والجدران مطلية بالذهب وكذلك الأعمدة والسلالم والتركيبات ويوجد حتى مصعد مطلي بالذهب.
ماذا حدث لجزر دبي التي صنعها الإنسان
لقد مضى عشرون عاماً على بدء تشييد جزر دبي الاصطناعية أكبر أرخبيل اصطناعي في العالم حيث تم الإعلان على نطاق واسع كمشروع نجم للتنمية الحضرية في الإمارات العربية المتحدة وبعد عقدين من الزمان كانت القصة مختلفة تماماً عما كان يتخيله المطورون وجزر لم تكتمل بعد ومشاريع مهجورة والبحر يستعيد مساحته ومع ذلك فإن دبي لا تستسلم وهي واثقة من إنه على الرغم من التأخير فإن حلمها سيصبح حقيقة.
حالة الجزر الحالية
في بداية القرن الحادي والعشرين شهدت دبي نوبة من التطور الحضاري مما جعل الإمارات العربية عاصمة للأحداث الغريبة والسجلات المعمارية حيث كان المشروع الأكثر طموحاً هو بناء جزر النخيل والتي انضم إليها لاحقاً The World و The Universe archipelagos وهي قيد الإنشاء حالياً حيث تم الترويج لمجموعة من خمسة أرخبيلات من صنع الإنسان باعتبارها واحة من الفخامة التي استعادت الأرض من
البحر
.
جزر النخيل
تتكون من نخلة جميرا ونخلة جبل علي ونخلة ديرة حيث تبلغ مساحتها 5.6 كيلومتراً مربعاً و 8.4 كيلومتراً مربعاً و 46.35 كيلومتراً مربعاً على التوالي وزادت مساحة شاطئ دبي بمقدار 320 كيلومتراً حيث استقبلت ديرة أول زوار لها في ديسمبر 2020 بينما لا يزال جبل علي قيد التطوير وجميرا هي الأكثر تطوراً من بين الثلاثة
فالآن مجموعة من 300 جزيرة تشكل
خريطة العالم
وقد أضافت مساحتها 9.34 كيلومتراً مربعاً 232 كيلومتراً من الخط الساحلي وعلى الرغم من بدء المشروع منذ 17 عاماً إلا أنه لم ينته بعد وهو الذي واجه معظم المشاكل وإعادة إنشاء الأبراج التي من المقرر أن تكتمل بين عامي 2023 و 2028.
خلال عشرين عاماً أدت العديد من المشكلات المختلفة إلى تأخير الأعمال وعدم السداد والديون ومشكلات قانونية وتأثير بيئي لا يمكن إصلاحه وغرق بعض الجزر في البحر على الرغم من كل هذه الظروف غير المتوقعة التي هددت جدوى “المشروع المطور العقاري” ولكن جزر نخيل لم يتنازل عن ذلك.
لماذا لا تزال جزر دبي الاصطناعية فارغة وغير مأهولة
المشكلة الأولى: النفط والأزمة المالية
- كانت الأزمة المالية والعقارية في عام 2008 وانخفاض أسعار النفط في عام 2014 التي غزت اقتصاد الإمارة من أولى الأحداث التي كان لها تأثير سلبي على جدوى هذا المشروع الكلي.
- التسلسل الزمني للأحداث طويل ومعقد ولكن يمكن تلخيصه بشكل أساسي في المستثمرين من القطاع الخاص الذين سحبوا ديوناً بمليون دولار تكبدها المطور ودعاوى قضائية وأعمال معلقة دون تاريخ إعادة التشغيل.
- المشاكل مستمرة لليوم ففي عام 2018 انخفضت مبيعات المشاريع العقارية الجديدة بنسبة 46٪ خلال الربع الأول من العام ومنذ نهاية عام 2014 انخفضت أسعار المساكن بنسبة 15٪.
- اقترحت العديد من المشاريع العقارية إعادة إطلاق مشروع The World مع مستثمرين جدد مثل الشركة الفلبينية Startup Revolution Precrafted والتي ستستثمر 3.2 مليار دولار في بناء شقق فاخرة وفندق.
المشكلة الثانية: العالم في خطر
الغرق
- مع العالم في عام 2010 حذرت شركة Penguin Marine البحرية من إن هذه المجموعة من الأرخبيلات تغرق مرة أخرى في البحر حيث تقوم الشركة المسؤولة عن توفير الخدمات اللوجستية وخدمات النقل للجزر بإجراء القياسات بانتظام لأغراض السلامة.
-
السبب الرئيسي هو إن الرمال المستخرجة من قاع البحر لبناء أرخبيل 300 عادت تدريجياً إلى موطنها الأصلي وأظهرت صورة التقطت من
محطة الفضاء الدولية
في فبراير 2010 دليلاً على إن مياه الخليج الفارسي آخذة في الارتفاع وبدأت الجزر تختفي. - أدى هذا أيضاً إلى انسداد القنوات بين الجزر حيث نفت شركة نخيل مطورة المشروع كل هذه الادعاءات وانتهى بها الأمر بالفوز في المحاكمة ضد Penguin Marine التي أرادت إلغاء عقدها ووفقاً للمعلومات الواردة من وكالة ناسا كانت نخلة جميرة تغرق أيضاً بمعدل خمسة ملليمترات سنوياً.
المشكلة الثالثة: التآكل المبكر لمواد البناء
-
تم بناء الجزر الاصطناعية بشكل أساسي على طبقة من الرمال والصخور وعلى الرغم من إن دبي محاطة بالصحراء فقد تم استخدام الرمال البحرية لبناء الجزر الاصطناعية وهي أكثر ملاءمة لهذا النوع من البناء حيث إنها أكثر إحكاماً وبحسب الاستنتاجات التي تم الحصول عليها من الدراسات البيئية التي قدمتها الباحثة بياينة
صلاح الدين
تفقد شواطئ دبي ما بين 10000 و 15000 متر مكعب من الرمال كل عام وأدى إنشاء نخلة جميرا الذي أثر على التدفق الطبيعي للرياح إلى زيادة المد والجزر في معدل التعرية هذا والنتيجة هي إن رواسب الرواسب البحرية قد تحركت 40 كيلومتراً خلال فترة خمس سنوات. - لقد أثرت جميع الحركة التي حدثت أثناء البناء على التنوع البيولوجي البحري ودفن أحواض المحار وتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها للشعاب المرجانية في قاع البحر.
المشكلة الرابعة: ارتفاع منسوب مياه البحر
-
هذه المشكلة ليست مقصورة على دبي ففي عام 2017 حذرت هيئة
البيئة
في أبو ظبي من إنه في أسوأ السيناريوهات فيما يتعلق بآثار تغير المناخ سترتفع مستويات سطح البحر بمقدار 9 أمتار وهو ما سيكون كارثياً على دبي وجزرها الاصطناعية حيث يعيش حوالي 85٪ من سكان دولة الإمارات العربية المتحدة في المناطق الساحلية. - لحمايتهم من الأمواج الجزر محاطة بكاسر أمواج عملاق حيث يقع على ارتفاع مترين فقط فوق مستوى سطح البحر لضمان تمتع السكان والزوار بإطلالات متواصلة والنتيجة المباشرة هي التغيير الاصطناعي للتدفقات البحرية وتقليل التيارات البحرية وعلى المدى الطويل من غير المحتمل أن يكون هذا الحاجز كافياً في حالة حدوث أسوأ التوقعات أو حتى أكثرها تفاؤلاً.
- قد يؤدي تغيير التيارات البحرية وفقدان التنوع البيولوجي المحلي إلى زيادة هذه المشكلة لم يساعد معدل البناء المتفاقم الذي حدث خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين والتلوث المرتبط بهذا النشاط في التخفيف من ارتفاع درجة حرارة المدينة أو الخليج العربي.[1][2]