من هو فتى موسى في سورة الكهف

الفتى الذي صاحب موسى عليه السلام في رحلته هو


إن العلماء اختلفوا في فتى


موسى

، ولكن الأكثرون قالوا أن الفتى الذي صاحب موسى عليه

السلام

في رحلته هو

يوشع بن نون،

فقد

ورد

في السنة النبوية الشريفة:

  • وروى القفال عن

    سفيان بن عيينة

    عن

    عمرو بن دينار

    عن

    سعيد بن جبير

    عن

    ابن عباس

    عن

    أبي هريرة

    عن

    أبي بن كعب

    عن النبي -صلى

    الله

    عليه وسلم- يقول :

    فتاه يوشع بن نون.
  • روى

    عمرو بن عبيد

    عن الحسن في قوله : (

    وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح

    ) قال : يعني عبده ، قال القفال : واللغة تحتمل ذلك روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ”

    لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي، وليقل فتاي وفتاتي

    ” ، وهذا ما يشير إلى أنهم كانوا يطلقون على العبد اسم الفتى أما على الفتاة اسم الأمة.

وهنا نجد أن الفتى هو يوشع بن نون وهو الذي سيدخل ببني إسرائيل إلى بيت المقدس بعد أربعين سنة من التيه، وهذه المدة قد كتبها الله تعالى على بني إسرائيل، بعد موت موسى وهارون عليهما السلام، فقد قال الله تعالى في سورة المائدة آية 26: “قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ

أَرْبَعِيْنَ

سَنَةً يَتِيهُوْنَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِيْنَ”.

وهنا نجد في أن آية التيه جاءت في سورة المائدة، أما

قصة

موسى والعبد الصالح قد جاءت في سورة الكهف، وإن هناك ارتباط عضوي بين هاتين الآيتين، ففي سورة الكهف كان رقم الآية التي ورد فيها ذكر للفتي 62، بينما آية التيه كان رقمها 26 وهو معاكس لرقم آية سورة الكهف.[1][2]

من هو النبي نون

هو يوشع بن نون بن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام- وهناك من أهل الكتاب كانوا يقولون عنه أنه يوشع بن عم هود، وقد ذُكر في

القرآن الكريم

ولكن لم يتم التصريح باسمه، وقد تم ذكره في سورة الكهف في

قصة موسى وسيدنا الخضر

، فقد قال الله عز وجل: “وإذ قال موسى لفتاه”، وهو من الشخصيات التي تم الاتفاق عليها من قِبل أهل الكتاب، وهو نبي من الأنبياء، وقد كان للنبي يوشع بن نون دوراً تاريخياً هاماً، حيث أنه قام بتولي زمام الأمور وتقلد منصب الجيش لبني إسرائيل مع أن توفي موسى عليه السلام.

إن النبي يوشع بن نون هو أحد الذين خرجوا من التيه والذين كانوا مع موسى عليه السلام، فلم يخرج إلا رجلين اثنين وهما اللذان أشارا على ملأ بني إسرائيل بدخول قرية عُرفت باسم قرية الجبارين، وإن المفسرين قد قالوا أن أحد هذين

الرجل

ين هما يوشع بن نون، وهو الرجل نفسه الذي ذُكر في القرآن الكريم وهو فتى موسى في قصته مع الخضر.

وقد وردت هذه القصة في سورة الكهف، وقد صار يوشع بن نون نبياً من أنبياء بني إسرائيل، بالإضافة إلى أنه تقلد منصب القائد للجيش الذي يتجه إلى الأرض التي أمر بها الله سبحانه وتعالى.

يوشع بن نون والشمس

إن الله سبحانه وتعالى أمر موسى عليه السلام أن يجند بني إسرائيل، فقد قال الله تعالى في سورة المائدة آية 12: “وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ”، ونرى في هذه الآية الكريمة أن العهد كان مشروطاً بميثاق قد أخذه الله سبحانه وتعالى على بني إسرائبل، ويتجلى في أن يقاتلوا ولا يفروا من القتال، ويقيموا

الصلاة

ويؤتوا الزكاة بالإضافة إلى أنهم يجب أن يؤمنوا بالرسل جميعهم.

خرج يوشع بن نون ببني إسرائيل من التيه، وقد توجه بهم إلى الأرض المقدسة، فقط مر بنهر الأردن ثم مدينة أريحا، وقام بمحاصرتها ستة

أشهر

حيث أنها كانت من أقوى وأحصن المدائن، فهي تحتوي على سوراً عالياً وقصوراً، وإن هناك بعض الروايات قالت بأن المعركة الأخيرة لبني إسرائيل والتي بدأت في

يوم الجمعة

فقد كان اليهود على مشارف النصر، لكن اقترب موعد الشمس على المغيب.

وفي ذلك

الوقت

كان اليهود لا يحاربون يوم السبت بالإضافة إلى أنهم لا يعملون، فخاف يوشع بن نون أن يخسر وأن يذهب النصر، فنظر إلى الشمس وقال لها: “إنك مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها علي”، فظلت الشمس واقفة في مكانها حتى تم فتح بيت المقدس وقد دخله، ولكن هناك البعض من العلماء لا يصدقون هذه الرواية، حيث أنهم يعتقدون أن الشمس والقمر هما آيتان من آيات الله، فليس من الممكن أن يتوقفان لحياة أحد أو لموته، حيث أن المعجزات جميعها التي جاءت لبني إسرائيل كانت لا تتعارض مع نظام الكون، ولم تتجاوز أديم الأرض أو الجبل أو غيرها من الأمور المتعلقة بالمنظومة الكونية.

وقد أمر الله سبحانه وتعالى أن يدخل بني إسرائيل إلى هذه المدينة بعد النصر سجداً، وهم راكعين لله مطأطئي رؤوسهم، حامدين الله سبحانه وتعالى على ما مَنَّ عليهم من الفتح، بالإضافة إلى أنهم أُمروا أن يقولوا عند دخولهم لهذه المدينة “حِطة” أي بمعنى أزل عنا الخطايا التي قمنا بها وجنبنا ما تقدم من آبائنا، ولكن بنو إسرائيل قد خالفوا ما أُمروا به، فدخلوا إلى المدينة متكبروين، وبدلوا قولاً غير القول الذي قيل لهم، ولكن كان مصيرهم عذاب من الله.

فقال الله تعالى في سورة الأعراف آية 161: “وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ”.[3]

من هو الخضر في سورة الكهف

إن الخضر الذي ورد في سورة الكهف وأيضاً ورد في السنة النبوية الشريفة، فقد روى

الإمام البخاري

ومسلم والترمذي وغيرهم عن سعيد بن جبير

رحمه الله

تعالى أنه قال

: “إنا لعند ابن عباس في بيته، إذ قال سلوني؟ قلت: أي أبا عباس جعلني الله فدائك بالكوفة رجل قاص يقال له: نوف، يزعم أنه ليس بموسى بنى إسرائيل”، وفي رواية: “أن سعيد بن جبير قال لابن عباس رضي الله تعالى عنهما: إن نوفًا البكالي يزعم: أن موسى صاحب بني إسرائيل ليس هو صاحب الخضر”،

ولكن جاء عدة أحاديث عن رسولنا الكريم أن موسى هو صاحب بني إسرائيل ومن هذه الأحاديث:

  • في رواية:

    قام موسى خطيبًا في بني إسرائيل

    .
  • وفي رواية:

    موسى رسول الله ﷺ ذكر الناس يومًا حتى إذا فاضت العيون ورقت

    القلوب

    ولى

    يعني: موسى ،

    فأدركه رجل فقال: أي رسول الله: هل في الأرض أحد أعلم منك؟ قال: لا

    .
  • وفي رواية:

    فسئل أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، قال: فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى إليه إن عبدا من عبادي بمجمع

    البحرين

    هو أعلم منك، قال موسى: أي ربي كيف لي به؟ كيف أصل إليه؟ فقيل له: احمل حوتًا في مكتل

    .

وقد سمي الخضر بهذا الاسم بفتح الخاء وكسر الضاد لأن هكذا قد تم وروده في الحديث الصحيح في السنة النبوية الشريفة: “


أنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز من خلفه خضراء


“، والفروة المقصود بها هنا هي الأرض اليابسة، فعندما يجلس الخضر مرة على الأرض اليابسة التي لا تحتوي على النباتات، فهي جرداء تماماً، فتقوم الأرض تحته بالاهتزاز بقدرة الله سبحانه وتعالى وتغدو خضراء، وهنا تجلت معجزة الخضر، وبعد هذه الحادثة سمي الخضر خضراً.[4]