ماهي اعظم الامانات التي اداها النبي
الدعوة الإسلامية
ينشر العلماء والخبراء المطلعون على العلوم الدينية أكبر قدر ممكن من معارفهم للجمهور، وحذر الناس وتجنب فعل الأشياء التي قد تؤدي إلى تفاقم العواقب، وحذرهم من القيام بذلك كما إن الدعوة إلى
الله
مسؤولية كبيرة تقع على كاهل علماء الأعراق، لأنهم عندما يكرمهم الله تعالى بالمعرفة، يجب أن ينقلوا
المعرفة
للناس قال الله -تعالى-: (وْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ).
كما إن الدعوة إلى وظيفة من أشرف الأعمال، والتي يتحمل عمل
الأنبياء
والرسل، والصحابة المجيدون من ورائهم مسؤولية نشر
الإسلام
للناس في كل مكان قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ).
والدعوة إلى الله دعوة للإيمان به، و يأتي رسله بالإيمان بما قيل لهم، وطاعة الأوامر التي يتلقونها، بما في ذلك دعوتان للشهادة وإقامة
الصلاة
وإخراج الزكاة وصوم رمضان والحج ، وان يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله والإيمان بالقدر سواء إنه خير وشر، ودعوة العباد إلى الإيمان بربه كأنه يراه، فهذه المستويات الثلاثة ، وهي: الإسلام والإيمان والإحسان، وكلها تدخل في الدين كما في الحديث الصحيح:((هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم)).
هي مناهج كاملة يختارها الله تعالى للجميع، وتجمع مبادئ الشريعة، وترسل إليه ختم النبي والرسول وتشتمل خصائصها ومبادئها وأهدافها وغاياتها ونظامها الشامل على جميع جوانب الحياة. .
كما أن مفهوم الدعوة الإسلامية، موضوعاتها وأساليبها من أكثر المفاهيم شمولاً التي تناولها الباحثون، و شموليتها تنبع من شمولية المعلومة النهائية لصاحبها، لأنها النداء الأخير؛ فهي تختلف عن غيرها من الدعوات السابقة في حفظها واستمراريتها، في قدرتها الكلية. كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾.
أعظم الامانات التي قضاها الرسول ﷺ
أعظم الأمانات التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم هي
نقل دعوة الإسلام ونشر دين الإسلام وحقوق الناس فلا خيانة لهم،
حتى تجلى صدقه في أصعب وأشد فترة، وهو ما انعكس في
الوقت
الذي هاجر فيه الرسول إلى المدينة المنورة -صلى الله عليه وسلم-حيث أمر علي بن أبي طالب رضي الله عنه ينام في مكانه ويؤمن على صاحبه ، فالبيئة الصعبة التي واجهها أثناء
الهجرة
لم تمنعه من تحقيق حقوق الناس وأماناتهم.
وشهد له العدو أمام أصدقائه أنه كان مؤمنًا راسخًا – صلى الله عليه وسلم – لأنه هو الذي نقل دعوة الإسلام وانتشارها من خلال جبريل عليه
السلام
وبعد أن نزل عليه الوحي نذر حياته على
الوفاء
بثقته في الدين ونشره على الناس حتى آخر لحظة في حياته صلى الله عليه وسلم، فوفى ثقته كاملة ونقل الإسلام يعلم المسلمين ويعلمهم دينهم وأحكامه التشريعية، ويخبرهم بالقرآن الذي نزل عليه من السماء ويفهمهم معانيه.[1]
مراحل دعوة الرسول ﷺ
بعد نزول الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم تنقسم دعوته إلى دخول دين الإسلام إلى أربع مراحل:
-
ا
لمرحلة السرية
: كانت هذه المرحلة بعد ثلاث سنوات من نزول الوحي على الرسول ﷺ، ودعا سرًا أقاربه وأصدقائه من حوله إلى الإيمان بالله القدير وأن يبتعدوا عن عبادة الأصنام. -
الإعلان جهراً بالدعوة ولكن بدون قتال
: كانت هذه المرحلة في مكة المكرمة واستمرت لمدة عشر سنوات حتى انتقل الرسول إلى المدينة المنورة، وخلال هذه الفترة كانت الدعوة مفتوحة، ولم يكن هناك قتال أو عنف، فقط المناداة بالألسنة والكلمات، في هذه المرحلة التقى قريش بالنبي وكانوا أشد قوم يقفون أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحاربونه هو ومن معه. -
دعوة بصورة علنية وبداية المعارك
: تبدأ هذه المرحلة بنقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وتستمر حتى عام معاهدة السلام في صلح الحديبية، وممثلوها مع كل من بدأ بمهاجمة الناس ومهاجمتهم والقتال الذين يشرعون المسلمين في المنكر والضرر. -
الجهر بالدعوة والقتال من أجلها
: بدأت هذه المرحلة بعد معاهدة الحديبية، تمثلت في انتشار الدعوات الإسلامية، وقتل كل من تصدى للدين الإسلامي أو منع انتشاره.
كم استمرت مدة الدعوة الإسلامية
انقسمت الدعوة إلى قسمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة فلنتعرف معا عليها :-
-
إلى متى استمرت دعوة الرسول إلى مكة
قبل الهجرة إلى مكة، استمرت دعوة الإسلام ثلاثة عشر عامًا وكانت مرحلة مكة أكبر مرحلة في تاريخ الدعوة الإسلامية، وكانت مرحلة اتباع الرسول لتعلم الثقة بالله، فأمر بالمسامحة والصبر وعدم القتال وعدم رفع السيوف، وعدم حمل السلاح.
-
إلى متى استمرت دعوة الرسول في المدينة المنورة
بدأ النداء في المدينة المنورة، وهي يثرب من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، وانتقل إليها و دعا الأنصار إلى مكة وعرض عليهم اعتناق الإسلام، فكان البيعة الأول للعقبة كاملاً وحدثت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في السابع والعشرين من صفر، و السنة الرابعة للبعثة، في إشارة إلى زمن البعثة النبوية في المدينة المنورة التي استمرت عشر سنوات.
خصائص الدعوة الإسلامية
تعد الدعوة الإسلامية خالصة لله وحدة، ولا يمكن أن يتدخل بها أي مصالح دنيوية، فقد أمر الله تعالى نبينا الكريم أن يبلغ قومة ذلك: {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} [الأنعام: 90]، وتم ذكر ذلك في سورة الشورى: { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]، وذكر أيضاً في سورة سبأ: { قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [سبأ: 47]، وقوله أيضاً ﴿وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ﴾ [هود: 29].
يتضح من هذه الآيات السامية أن الدعوة إلى الله القدير يجب أن تكون بعيدة عن المصالح الدنيوية، لأنه إذا علم الناس أن المتصل يريد أن يتقاضى أجرًا ومالًا ومكانة من خلال دعوته، فسوف تضعف مكانته بينهم ، ويختفي منه قدوة التأثير.
والدعوة إلى جميع وسائل الله اللفظية والعملية، بما في ذلك الجهاد وتنص على قبول الله تعالى لا للحكم والسيطرة، ولا للشهوة في المال أو الحكم أو الهيبة، وقد ذكر في الكثير من الآيات القرآنية منها قوله تعالى: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}[الصف: 10، 11]، وقوله تعالى: { الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} [النساء: 76].[2]