آيات قرآنية تدل على الحال
الحال
يعتبر الحال من الأسماء المنصوبة، وهو عبارة عن وصفٌ يبيِّن ويصف هيئةَ صاحبه عند وقوع الفعل، والمقصود بالوصف هنا هو المشتقُّ، كاسم الفاعل، واسم المفعول.
وقالوا من قبل، إنَّ الحال يقع في جواب سؤال كيف، كما في الحال في المثال التالي: جاء
الرجل
راكبًا، يبيِّن هيئة الرجل عند مجيئِه.
ومن ثم يشترط في الحال أن يكون منكراً، وإذا جاء معرف يجب تأويله مثل: اجتهد وحدَك؛ أي منفردًا، ومثل: ادخلوا الأول فالأول؛ أي: مرتَّبين.
ومما لاشك فيه أن هناك شروط في صاحب الحال لابد وأن تتوافر لكي يتحقق الحال، ومنها مايلي:-
-
التعريف
مثل “جاء خالد ضاحكًا” -
التخصيص بوصف
مثل: جاء رجالٌ غرباءُ مسرعين. -
التعميم
كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ ﴾ [الشعراء: 208]، جملة لها منذرون في
محل
نصب حال من قرية، وهي عامة لوقوعها في سِياق النفي. -
التأخير
بمعنى تأخير صاحب الحال عن الحال.[1]
آيات قرآنية تدل على الحال بأنواعه
الحال الجامدة
معنى
أن تكون الحال جامدة، أي تكون غير مؤولة بالمشتق، وهو أما أن يكون لازما لصاحبه أو غير لازم، و
الأمثلة على الحال
التالية توضح ذلك المعنى:- [2]
-
كقوله تعالى: {شهد
الله
أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط} [آل عمران: 18] فإن الحال يتمثل في قيام ربنا بالقسط والذي يكون ملازماً له، ولا ينفك عنه. - وكقوله تعالى: {أن الله يبشرك بيجيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} [اآل عمران: 39]
-
وقوله تعالى: {فجزاؤه
جهنم
خالد فيها} [المائدة: 93]، فالخلود ملازم له، لا ينفك عنه - وقوله تعالى: {وهذا صراط ربك مستقيما} [الأنعام: 126]، فالاستقامة ملازمة لصراط الله سبحانه وتعالى
- وفي قوله (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ) (الشعراء:149)
- (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً) (نوح:14)
الحال المؤكدة
وهي الحال اللازمة، وضابط الحال المؤكدة أن يستفاد معناها من المؤكد بها، سواء أكان المؤكد بها عاملها، أم صاحبها، أم الجملة.[3] [2]
أمثلة على الحال المؤكد لعاملها
- قوله تعالى: {وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ}(ق: 31) فالحال هنا في كلمة “غير بعيد” وفيها تأكيد لمعنى الإزلاف وهو القرب.
-
(وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (البقرة:60)، كلمة مفسدين، تعتبر حال، مؤكدة لقوم موسى عليه
السلام
.
- (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) (النساء:79)، يتمثل الحال هنا في كلمة “شهيداً، وهي تأكيدا لصفة ملازمة من صفات الله أنه شاهدا ومطلع على كل الأمور.
- (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل:19)
الحال المؤكدة لصاحبها:
- وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً} (البقرة: من الآية: 29)، وجاءت كلمة “جميعا” لكي تفيد العموم، فهي بذلك أكدت العموم المستفاد من صاحبها وهو “ما”.
- (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) (الأحقاف:7) وكلمة مبين، جاءت لكي تبين العموم
- (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:38)
- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:29)
الحال المؤكدة لمضمون الجملة:
- قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ} (آل عمران: من الآية: 18) فجملة: أن جملة”لا إله إلا الله” تتضمن أنه سبحانه قائم بالقسط، فـ”قائما بالقسط” تعتبر بحد ذاتها، حال مؤكدة لمضمون الجملة السابقة، وهي “لا إله إلا هو”.
- (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (لأعراف:73)فجملة “أليم ” هي تعتبر حال يصف مضمون جملة “فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ”
- (وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) (الأنعام:126)
الحال المفرد
لابد وأن يكون الحال كلمة مفردة سواء عبرت عن مفرد أو مثنى أو
حال في صيغة الجمع
، ويكون الحال دائمًا نكرة منصوبة وصاحب الحال معرفة.
- (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى) (طـه:22): الحال هنا في كلمة بيضاء، التي تصف” يَدَكَ”
- (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:142) الحال يكون كلمة “كُسَالَى” وهي وصف لحال المنافقين
- (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) (الحجر:47) كلمة “مُتَقَابِلِينَ” حال
- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف:4)
حال جملة فعلية:
يأتي الحال أيضًا في صورة جملة فعلية مكونة من فعل وفاعل ومفعول:-
- (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة:52)، فجملة ” يسارعون فيهم “، هي جملة فعلية، تصف حال من في قلوبهم مرضاً
- (وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) (النمل:10) الحال في جملة ” تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ”، هي تعتبر وصف لعصا موسى عليه السلام .
- (وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (لأعراف:86)، حال الجملة الفعلية يأتي “تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ”
- (وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ) (الحجر:67)، جملة” يَسْتَبْشِرُونَ” هي تعتبر حال جملة فعلية تصف حال أهل المدينة
حال الجملة الأسمية:
أن يكون الحال هنا في صورة جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر، مثل: أحتفل اللاعبون وهم مسرورون ” هم يعرب مبتدأ و مسرورون خبر والجملة الأسمية في محل نصب حال”.
- (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:247) يعتبر حال الجملة الاسمية “طَالُوتَ مَلِكاً”
- (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (مريم:39) ” وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ” و ” وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ” هي تعتبر وصف لحال العباد يوم القيامة .
- (فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ) (الصافات:42)
حال شبه الجملة:
الحال قد تأتي شبه جملة، وشبه الجملة إمّا أن تكون جارًا ومجرورًا أو تكون ظرفًا، وتتعلّق بمحذوف وهذا المحذوف هو الحال في الحقيقة، ويُقدّر عادةً بـ”كائنً”
- في قوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِۦ فِى زِينَتِهِۦ} نوع الحال والشّرح: جاء الحال في هذا المثال شبه جملة وهو الجار والمجرور “في زينته”، والإعراب: في زينته: الجار ومجرور مُتعلّقان بحال محذوفة من فاعل خرج، والتّقدير كائنًا في زينته.
- قوله تعالى: {فَلَمَّآ أَنجَىٰهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِى الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}، الإعراب: بغير حق: جار ومجرور مُتعلّقان بحالٍ محذوفة، والتّقدير كائنًا بغير حق.
تعدد الحال:
من الممكن للحال أن يتعدد وصاحبها واحد، كما نحو : رأيت الرجل مبتسما متهللا، فالحال هنا متعددة وصاحبها (الرجل) واحد، كما أنها قد تتعدد ويتعدد صاحبها نحو : قرأت القصة مفصلة مستمتعا [2]
- وفي قوله تعالى (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء ٌ) (ابراهيم:43)
- (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) (الفجر:28)
- (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً).