هرم مراتب الدين
ماهي مراتب الدين
هناك ثلاث مستويات للممارسة الدينية في
الإسلام
وهم الإسلام (الاستسلام الظاهر لمشيئة
الله
) والإيمان (أي الإيمان بالله) والإحسان (التميز الروحي) حيث تم الاستشهاد بنصوص من القرآن والسنة لتمييز هذه المستويات الثلاثة من الدين عن بعضها البعض
والغرض من هذه
المعرفة
هو رسم الصورة الكبيرة أمام المسلم وهي أعلى الأهداف الدينية في الإسلام وهذا يشمل وعياً واسعاً بالضوابط الإسلامية: القرآن والتفسير والتجويد والحديث والسيرة والعقيدة والشريعة والفقه وتطهير الروح ولتحسين الذات وتكوين
العادات
كوسيلة أولية لتحقيق
إيمان
أقوى وتميز روحي.
خُلق البشر بدافع داخلي للبحث عن الهدف والعيش من أجل شيء أكبر من أنفسهم حيث يعاني الكثير من الناس من سوء حظهم في العيش من أجل شيء ما في
العالم
وتكريس حياتهم للزمن وعبادة الأشياء المخلوقة بدلاً من الخالق إنهم لا يعرفون من أين أتوا ولماذا هم هنا وأين سينتهي بهم الأمر بعد موتهم المحتوم وضائعين وبدون توجيه يتعثرون في
الحياة
حتى يواجههم الواقع
لكن الكثير منهم يريدون الاتجاه الصحيح في حياتهم إنهم يحتاجون فقط إلى أن يروا الطريق الصحيح البدائي الذي أنزل على
الأنبياء
والرسل والإسلام والاستسلام السلمي لإرادة الخالق ففي الإسلام لدينا تصور واضح عن سبب خلقنا وما الذي يشكل الحياة الصالحة وما يحدث بعد الموت
علاوة على ذلك فإن الإسلام ليس مجرد مجموعة من القواعد والمعتقدات ولكنه يحتوي أيضاً على بذور التحسين المستمر للذات لقد تعلمنا كيف نقترب أكثر فأكثر من الخالق لنصبح عباداً وقادة أخلاقيين لدرجة إن إرادتنا الفردية والإرادة الأبدية للخالق تتماشيان تماماً حيث نزلت مراتب ديننا الثلاثة على النبي محمد في الحديث الشريف عن لقائه بالملاك جبريل عليه
السلام
حيث جاء جبريل إلى النبي وهو محاط بأصحابه وقال: يا محمد حدثني عن الإسلام فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:”بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام
الصلاة
وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً”.
كم مراتب الدين
إن الأركان الخمسة هي طريقة ملموسة لفهم الأولويات في إطار إسلامي وقد قسّم العلماء كل ما هو ظاهر إلى خمس فئات: واجب وموصى به وجائز ومكروه ومحرم ومن المنطقي أن يكون أول عمل لدينا هو ممارسة الالتزامات وتجنب المحظورات ثم الانتقال إلى ممارسة الأعمال الموصى بها وتجنب الذنوب والسيئات
بينما التمسك بمراتب الدين الإسلامي لا يعني بالضرورة أن يكون المؤمن حسن الخلق عند الله حيث يقدم لنا الإسلام الإرشاد في كل من الأعمال والطقوس والروحانيات الظاهرة والباطنة عندما جاء بعض العرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنوا أنفسهم مؤمنين لكن الله علم أن قلوبهم لم تستوعب الإيمان بعد فقال الله تعالى في سورة الحجرات الآية 14 (قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
وفي إحدى المرات كان النبي يوزع الصدقات فقال له سعيد بن أبي وقّاق: يا رسول الله أعطه لهذا
الرجل
فهو مؤمن قال النبي: “أَو مُسلمٌ فقط” قالها سعيد ثلاث مرات وكررها الرسول ثلاث مرات: “أو مجرد مسلم” ووجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى جماعة من المسلمين قائلاً: عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته ).
هناك ثلاث مراتب من الدين الإسلامي ألا وهم:
- المرتبة الأولى: مرتبة الأعمال الظاهرة وتُسمى الإسلام.
- المرتبة الثانية: مرتبة الاعتقادات الباطنة وتُسمى الإيمان.
-
المرتبة الثالثة: مرتبة إتقانهما أي: عمل الباطن وعمل الظاهر وتُسمى
الإحسان
.
مراتب الإيمان
إن المكونات الخارجية للإسلام ليست سوى بداية رحلتنا إلى الآخرة لا يجب فقط أن تخضع أطرافنا لإرادة الخالق يجب أن تخضع قلوبنا له أيضاً قال رجل مرة: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال النبي: أن تسلم قلبك لله وأن المسلمين آمنون من لسانك ويدك وقد قال أحد كبار التابعين بكر بن عبد الله المزني، في تفسير هذه المكانة أنّه: “ما فَضَلَ أبو بكر النَّاسَ بكثرة صلاةٍ ولا بكثرة صيامٍ، ولكن بشيءٍ وقر في قلبه” فإن الإيمان الحقيقي والواقعي هو الذي يدفع المسلم إلى ذروة الصلاح في الدنيا وأعلى
الجنة
في الآخرة.
مراتب الإيمان هي:
- الإيمان بالله.
- الإيمان بالملائكة.
- الإيمان بالكتب السماوية.
- الإيمان بالأنبياء والرسل.
- الإيمان باليوم الآخر.
- الإيمان بالقضاء وبالقدر خيره وشره.
أعلى مراتب الدين الإحسان
الإحسان
اعظم مراتب الدين
فبعد أن أدرك المؤمن المكونات الرئيسية للإيمان يمكن للمؤمن أن يرى بوضوح الطريق أمامه أي الجبل المجازي الذي يجب تسلقه وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم قمة هذا الجبل بإنها عبادة الله كأنك تراه أمامك سأل معاذ بن جبل ذات مرة: “يا رسول الله أرشدني” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلاني
فعبادة الله كأنك تراه هو السعي للتميز في العبادة وفي جميع أعمالنا
الإمام النووي
يشرح
معنى
هذه العبارة فكتب: وهذا القول من الأقوال الشاملة التي جلبها النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان أحدنا قادراً على العبادة كما لو رأى ربه عز وجل فلن يتخلى أبداً عن أي شيء صالح يمكنه فعله مثل التواضع والوقار والاهتمام بالجمع بين ما هو ظاهر وداخل.
يعلمنا الإسلام أن نؤدي جميع أعمالنا الصالحة الصلاة أو
الصدقة
أو الصوم أو أي نشاط مفيد نقوم به بأفضل ما نستطيع كما لو كان الله أمامنا مباشرةً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قد شرع التميز في كل شيء إذا كان عليك أن تقتل فاقتل بأفضل طريقة وإذا كان عليك أن تذبح فتذبح على أفضل وجه وفي رواية أخرى قال النبي: إذا حكمت فكن عادلاً.
من المنظور الخارجي قد يكون لدينا الاختيار بين القيام بشيء موصى به أو مجرد مسموح به وفي هذا الصدد قال الله تعالى: (وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمْ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ) فمثلاً إذا ظلمنا نستطيع أن نختار بين الانتقام الشرعي أو الغفران للمذنب ويعلق السمرقندي على هذه الآية قائلاً: “يقال أنهم يستمعون للقرآن ويتبعون الأفضل فيه كما في الاختيار بين الانتقام والعفو”.
وقد أخبرنا النبي إن للمحسنين في الإحسان مقامين متفاوتين:
- المقام الأول وهو أعلاهما: أن تعبد الله كأنك تراه.
- المقام الثاني: مقام الإخلاص.[1][2]