معنى السراج .. وكم مرة ذكر اسم سراج في القرآن
معنى اسم سراج في اللغة العربية
إن كلمة سراج في اللغة العربية هي اسم علم مذكر، وهو عربي الأصل ويتجلى معناه بأنه هو
القمر
المنير والنور الساطع الموجود في السماء، وله
معنى
آخر يتجلى في أنه هو الخطوط المتواجدة في كفي
اليد
والوجه وجبهة الرأس، وإن اسم السراج يطلق على الشخص الذي يعمل بصنع السروج ويقوم ببيعها، وهذا المعنى قد تجلى في معجم المعاني الجامع، ويقال أن كلمة سراج هو اسم علم مذكر معرب عن الفارسية وإن أصله جزاغ.
كم مرة ذكر اسم سراج في القرآن الكريم
تم ذكر
كلمة
سراج
في
القرآن الكريم
أربع مرات
وتجلت في الآيات التالية:
-
في سورة الفرقان آية 61، قال
الله
سبحانه وتعالى: “
وَجَعَلَ
فِيهَا
وَقَمَرًا
مُنِيرًا
“. -
في
سورة نوح
آية 16، قال الله تعالى: “
وَجَعَلَ
الْقَمَرَ
فِيهِنَّ
نُورًا
وَجَعَلَ
الشَّمْسَ
“. -
في سورة النبأ آية 13، قال الله تعالى: “
وَجَعَلْنَا
وَهَّاجًا
“. -
في سورة الأحزاب آية 46، قال الله تعالى: “
وَدَاعِيًا
إِلَى
اللَّهِ
بِإِذْنِهِ
مُنِيرًا
“.[1]
معنى كلمة سراجاً في القرآن
إن معنى كلمة سراج في القرآن تعني الشمس
، ويقال سرج السراج أي الزاهر بفتيلة ودهن، ويتم التعبير به عن كل شيء مضيء، فقد قال الله تعالى في سورة نوح: “وجعل الشمس سراجاً”، وتم ذكر كلمة سراج في سورة النبأ: “سراجاً وهاجاً”، وهنا يعني الشمس، ويقال أسرجت السراج وسرجت أي جعلته في الحسن كالسراج، وهنا في هذا المقال سنتطرق إلى الآية التي تم ذكر كلمة سراج في القرآن الكريم وهي واردة في سورة الفرقان، قال تعالى: “تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرً”، وإن تفسير الجلالين لهذه الآية هو:
- “تبارك” أي تعاظم.
-
“الذي جعل في السماء بروجاً”، وإن عددها اثني عشر وهي
الحمل
والثور والجوزاء بالإضافة إلى الأسد والسنبلة الميزان والسرطان والعقرب والقوس، وأيضاً الجدي والدلو والحوت، وإن هذه الأبراج هي منازل الكواكب السبعة السيارة، وإن المربخ لها الحمل والعقرب، بينما الزهرة لها الثور والميزان، أما عطارد له الجوزاء والسنبلة، بينما القمر له السرطان، والشمس لها الأسد، أما المشتري فله القوس والحوت، وأخيراً زحل له الجدي والدلو. - “وجعل فيها سراجاً”، أي الشمس.
- “وقمراً منيراً” وإن في بعض القراءات تقرأ سُرُجاً أي يالجمع، ويتجلى معناها بالنيرات وقد خص القمر منها بالذكر لنوع فضيلة.[2]
أما تفسير ابن كثير في هذه الآية الكريمة:
إن الله تعالى في هذه الآية يقول ممجداً نفسه ومعظماً على جميل ما خلق في السماء، فهو خلق البروج وهي الكواكب العظام، وقد قيل بأنها هي قصور في السماء للحرس، وإن قول الله: “تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً”، يقصد بها الشمس المنيرة فهي كالسراج في الوجود وقد قال عز وجل: “وجعلنا سراجاً وهاجاً”، وقال أيضاً: “وقمراً منيراً”، أي مضيئاً ومشرقاً بنور آخر غير نور الشمس، وقال الله تعالى في سورة يونس: “هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً”، وقد قال في سورة نوح: “ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً”.[3]
هل يجوز اسم سراج
يجوز التسمية باسم سراج حيث أن معناه جميل وذكر بالقرآن الكريم، بالإضافة إلى أنه يجلب معناه الأمل والتفاؤل لهذا فلا حرج من التسمية به، وإن هناك أسماء أخرى معناها يشابه معنى اسم سراج وتتجلى في:
-
منير:
وهو اسم عربي يتم إطلاقه على الذكور، وإن اسم المؤنث منه منيرة، وهو اسم فاعل من الفعل أنار، ومعنى اسم منير شبيه باسم سراج فهو الضوء المشع الذي يصدر عنه النور. -
منار:
وهو أيضاً اسم علم عربي يتم إطلاقه على الإناث، ولكن أحياناً نجد أنه يتم تسمية الذكور به، ولديه العديد من المعاني منها أنه المكان الذي ينتج النور، أو من الممكن أن يكون هو العلامات التي تدل على الطريق، وقد تم استدلال هذا المعنى من قول رسولنا الكريم عليه
الصلاة
والسلام: “لعن الله من غيَّر منار الأرض”، فالمنار هنا هو الحد الذي يفصل بين الأرضين، وإن منار جمع منارة. -
سرج:
وهو من الأسماء المذكرة وأصله اسم علم عربي، ويتجلى معناه بأنه نوع من أنواع الشجر، ويقال في المثل: “أتاك الشيء سرجاً”، أي أتى سهلاً.
هل اسم سراج من أسماء الرسول
إن أسماء النبي عليه الصلاة والسلام قد تعددت لسمو قدره وعلو شأنه عند الله سبحانه وتعالى، وإن كل اسم من هذه الأسماء قد حملت دلالات العظمة ومعاني تليق به عليه الصلاة والسلام، ويقول ابن
القيم
أن أسماء الرسول عليه الصلاة والسلام تكون على نوعين وهي:
-
النوع الأول
من الأسماء تكون خاصة فلا يشاركه فيه غيره من الرسل مثل محمد وأحمد، بالإضافة إلى العاقب والحاشر والمقفي ونبي الملحمة. -
أما النوع الثاني
فهو النوع الذي يشاركه في معناه غيره من الرسل، ولكن له منه كماله، فهو يختص بكماله دون أصله مثل رسول الله ونبيه وعبده والنذير ونبي الرحمة ونبي
التوبة
بالإضافة إلى المبشر والشاهد.
وقد قال الشيخ النواوي، قال الإمام الحافظ القاضي أبو بكر بن العربي المالكي في كتابه “عارضة الأحوذي في شرح الترمذي”: قال بعض الصوفية: “لله تعالى ألف اسم، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم، فأما أسماء الله تعالى فهذا عدد صغير فيها، وأما أسماء النبي فلم أحصها إلا من جهة
الورود
الظاهر بصيغة الأسماء البيِّن، فوعيت منها أربعة وستين اسمًا”، وقد ذكر الشيخ شرف الدين الطيبي في كتابه “الكاشف” هذه الأسماء، وهي:
محمد وأحمد ومحمود والماحي والحاشر والعاقب والمقفي ونبي الرحمة ونبي الملاحم والشاهد والمبشر والنذير والضحوك والمتوكل والفاتح والأمين والمصطفى والخاتم والرسول والنبي والأمي والقيِّم ونبي التوبة والقاسم والعبد وعبد الله والمزمِّل والمدثِّر والشفيع والشافع والمشفع والحبيب والخطيب والحيي والخليل والداعي والسراج المنير وحريص عليكم ورؤوف رحيم والطيب وذو العزم والصاحب والصالح والسيد والقائد والإمام والحرز والنور والأزهر والأجود والشكور والكريم. الجامع لأوصاف الرسول لابن العاقولي.
ولكن لم يشتهر من هذه الأسماء إلا ما قاله البخاري ومسلم عن جبير بن مطعم فقد قال: “: سَمَّى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء، فقال: “أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي”.[4]