هل تعلم ? .. ” من هو أول من خط بالرمل “


من هو أول من خط بالرمل

هل تعلم أنه كان هناك نبي كريم قد قيل عنه أنه أول من خط بالرمل،

حيث

ورد

في صحيح ابن حبان قول الرسول صلى

الله

عليه وسلم عن سيدنا إدريس عليه

السلام


: أنه أول من خط بالقلم، وقد أوضح المناوي في فيض القدير ” سلسلة كتب ونظر في علم النجوم والحساب”، ولكن يجب أن يكون الناس على دراية أن علم النجوم ينقسم على نوعين، فمنه

المشروع

ومنه الممنوع، حيث قال شمس الحق أبادي في عون المعبود، قال الخطابي: “علم النجوم المنهي عنه هو ما يدل عليه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي لم تقع كـ مجيء الأمطار وتغير الأسعار، وأما ما يعلم به أوقات

الصلاة

وجهة

القبلة

فغير داخل فيما نهي عنه”.

فقد يكون نوع العلم الذي تعلمه إدريس عليه السلام من هذا النوع هو المشروع، وقد يكون من النوع الآخر الممنوع ولكنه قد كان جائزاً في شرعه منهي عنه في شرعنا، وورد في صحيح مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كان نبي من

الأنبياء

يخط فمن وافق خطه فذاك”.

فقال النووي في شرحه على صحيح مسلم: “اختلف العلماء في معناه فالصحيح أن معناه من وافق خطه فهو مباح له، ولكن لا طريق لنا إلى العلم اليقيني بالموافقة فلا يباح، والمقصود أنه حرام لأنه لا يباح إلا بيقين الموافقة، وليس لنا يقين بها، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيمن وافق خطه فذاك ولم يقل هو حرام بغير تعليق على الموافقة لئلا يتوهم متوهم أن هذا النهي يدخل فيه ذاك النبي الذي كان يخط، فحافظ النبي صلى الله عليه وسلم على حرمة ذاك النبي مع بيان الحكم في حقنا، فالمعنى أن ذلك ط لا منع في حقه، وكذا لو علمتم موافقته ولكن لا علم لكم بها”.[1]


معلومات عن سيدنا إدريس


نسب سيدنا إدريس

يدعى سيدنا إدريس في التوراة “أخنوخ” بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن

آدم

كما في سفر التكوين، وقيل هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم واسمه عند اليهود (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد سيدنا نوح.

وذكر ابن الجوزي نسبه الكامل هو إدريس عَلَيْهِ السَّلام واسمه خنوخ بْن يرد بْن مهلائيل بْن قينان بْن أنوش بْن شيث بْن آدَم. قَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: وَهُوَ إدريس بْن اليارد بْن مهلائيل بْن قينان بْن الطاهر بْن هبه، وَهُوَ شيث بْن آدَم، وإنما قيل لَهُ إدريس لأنه أول من درس الوحي المكتوب.


سيدنا إدريس في الإسلام

“إدريس” هو نبي من الأنبياء الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى في

القرآن الكريم

بصورة مباشرة حيث ذكر أنه نبي، وهو من الأنبياء الذين يجب الإيمان بهم لأن الله وصفه بالنبوة والصديقية في كتابه الكريم فقال تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا {مريم: 56ـ57}، وقد تحدث النبي محمد عن لقاءه سيدنا “إدريس” في السماء الرابعة أثناء المعراج في الإسراء والمعراج.

ومن الجدير بالذكر أنه أول بني آدم أُعطي النبوة بعد آدم وشيث، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد قال بعض الناس أنه هو النبي المُشار إليه في حديث معاوية بن الحكم السلمي عندما سأل سيدنا محمد عن الخط بالرمل فقال: “قد كان نبيٌّ مِن الأنبياءِ يخُطُّ فمَن وافَق خطَّه فذاك”.[2]


أعماله

  • الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
  • دعوة الناس إلى

    العمل الصالح

    في الدنيا.
  • حث الناس على الصلاة والصيام والزكاة.
  • وتوعية الناس بكل ما حرمه الله مثل المسكرات وشدد فيه أعظم تشديد.
  • يعتبر أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن.
  • هو أول من خط بالقلم ودون الصحف التي أنزلت عليه من الله.
  • هو أول من خاط الثياب

    البيض

    ولبسها وكان قبلها يلبسون الجلد.


هل إدريس هو إلياس

ذكر البعض من أهل الدين أن إلياس وإدريس هما نبي واحد، حيث ورد عن ابن كثير في

قصص

الأنبياء: “قال البخاري ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس واستأنسوا، في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء أنه لما مر به أي بإدريس قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ولم يقل، كما قال آدم وإبراهيم مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قالوا فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له”.

وكان عبد الله بن مسعود يقرأ “سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ فيقول: ﴿سَلامٌ عَلى إدْرَاسِينَ﴾، وكان يقول: إلياس هو إدريس، ويقرأ: “وَإِنَّ إدْرِيسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ”، ثم يقرأ على ذلك: “سَلامٌ عَلَى إدْرَاسِينَ”، كما قرأ الآخرون: (سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) بقطع الآل من ياسين، ولكن وقد قال ابن كثير أنهما مختلفان وأن إلياس ليس إدريس والعكس، فقال: والصحيح أنه غيره كما تقدم.


أشهر أقوال سيدنا إدريس

  • «خير الدنيا حسرة، وشرها ندم».
  • «السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة».
  • «الصبر مع الإيمان يورث الظفر».


منشأ سيدنا إدريس

اختلف العديد من أهل الدين في مولد سيدنا إدريس، حيث قال القفطي قالت جماعة أنه ولد في بابل، وقال أبو معشر إنه ولد بمنف في مصر وقيل غير ذلك، وقد ظل سيدنا إدريس في الأرض حوالي 800 سنة ثم رفعه الله إليه كما ذكر في القرآن الكريم “وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا”، وقال القفطي عن لغة سيدنا إدريس: “تكلم الناس في أيامهِ باثنين وسبعين لساناً، وعلمهُ الله عزّ وجل منطقتهم ليعلم كل فرقةٍ منهم بلسانهم، وإن إدريس عليه السلام كان يكلم أهل مصر بلسانهم”.


وفاة سيدنا إدريس

أختلف العديد من العلماء في موت سيدنا إدريس، حيث قال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: “وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا” قال: “إدريس” رفع ولم يمت كما رفع عيسى إن أراد أنه لم يمت، أو أراد أنه رفع حيا إلى السماء ثم قبض هناك.[3]