لماذا لون السماء أسود في الليل
لماذا لون السماء أسود في الليل
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا سؤال يخص سبب لون السماء المظلم في الليل، وتعددت الأجوبة، واختلفت وتباينت، من ضمن تلك الأجوبة ما يعتمد على علم الفلك والدراسات الحديثة، ومنها ما يعتمد على الأساطير، والحكايات، وتم ذكر تلك الظاهرة في كتاب
الله
الكريم عز وجل، وتعد من ضمن الظواهر الطبيعية الدالة على قدرته سبحانه وتعالى.
تساءل العديد من الناس عن لماذا لون السماء
أسود
في الليل؟ بجانب أن ذلك
السؤال
حير الكثير من علماء الفلك على مدار قرون، والسبب في حيرتهم هو وجود مليارات النجوم في الليل تلمع في السماء.
قال الكثير من العلماء قديمًا أن السبب في تلك الظلمة هو غروب الشمس، ولكن بعد الدراسات المطولة، والبحث الكثير تبين أن السبب هو مبدأ توسع الكون، وتشتت الضوء الناتج من النجوم، لذلك يصل لنا ذلك الضوء بنسبة ضئيلة للغاية، فتتكون الظلمة داخل الليل، من فترة غروب الشمس لشروقها، وتكاد تكون تلك الفترة حوالي أثنى عشر ساعة، وفي بعض الأماكن تطول عن ذلك.
تم تأكيد وجود تلك الظاهرة بواسطة وكالة الفضاء NASA ومن قبل الكثير من علماء الفلك عن طريق العديد من التجارب العلمية، والدراسات الحديثة، والأبحاث.
ظاهرة توسع الكون علميًا
قال الكثير من العلماء بعد الكثير من الدراسات العلمية، والأبحاث أن تلك الظاهرة موجودة منذ بدء الخليقة بعد الانفجار العظيم، حيث ان بعد ذلك الانفجار حدث تسارع فجائي شديد، ولكنه حدث في فترة زمنية
قصيرة
للغاية قال بعض العلماء أن تلك الفترة تقدر بحوالي أثنى عشر ثانية في مساحة تزيد عن 7810 من حجم الكون أي بمعدل حوالي 25٪ من كل أبعاد الكون الثلاثة.
يصل عمر الكون إلى حوالي 10 مليون سنه بعد ذلك الانفجار، ولكن بعد ما بقرب حوالي أربع بلايين سنة والكون في ارتفاع شديد، وما زال مستمر في ذلك الارتفاع، وقال كثير من العلماء أن ذلك الارتفاع يكون على مستوى مسافات كبيرة للغاية مثل المسافات الموجودة بين التجمعات المجرية فيما فوق الكوكب.
اكتشف العلماء ذلك التمدد اول مرة في بدايات القرن العشرين بواسطه
العالم
هابل، وتأكد من وجود الاتساع الكوني بواسطة شيء يدعى الإزاحة الحمراء للمجرات فتلك الإزاحة تتناسب نسبيًا مع بعض
المجرات
، وأكد العالم أن الكون في اتساع مستمر في كل الاتجاهات، وما زال ذلك الاتساع الى الآن.
تم تأكيد اكتشاف ظاهرة اتساع الكون في أواخر القرن العشرين، عن طويق فريقين من علماء الفضاء، والفلك، وأُكد ذلك الاكتشاف بواسطة وكالة الفضاء ناسا NASA، ووكالة ESA في عام ٢٠١٦ في شهر يونيو، وقالت ناسا أن الكون تمدد بنسبة تتراوح بين ٥-٩٪، وذلك أسرع من قبل، وتم تأكيد القياسات بواسطة تليسكوب هابل.
قالت وكالة ناسا NASA أن الكون يتمدد بسرعة حوالي سبعين كيلو مترًا في الثانية لكل ميجا فرسخ فلكي، وذلك يؤكد أن المجرات تتباعد عن بعضها بمعدل اسرع من
المعدل
الذي اكتشفه العلماء بحوالي ثلاثة مليون سنة ضوئية، وقال العالم هابل أن اغلب المجرات تتحرك بسرعة تزيد بنسبة ٩٠٪ أكثر من سرعة الضوء.
إذا السبب في ظلمة الليل، ولونه القاتم هو اتساع وتمدد الكون بطريقة متزايدة وبصورة سريعة للغاية مما يتسبب في تشتت ضوء النجوم التي يتخطى عددها المليارات، مما يتسبب في وصول ضوؤها إلي كوكب الأرض بصورة ضئيلة للغاية، لا تكفي لإنارة الكوكب.[1]
ظاهرة اتساع الكون في القرآن الكريم
قال تعالى في سورة الذاريات ” وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ” ، قبل عدد قليل من السنوات لم يكن الناس أو العلماء يعرفون شيئا عن ظاهرة اتساع الكون، ولا يعرفون ما يجري في الفضاء في الأمد البعيد لأن أدوات الرصد كانت محدودة للغاية، تدرك وجود بعض الكواكب فقط، ولا تدرك وجود المجرات أو ما يحدث في الفضاء.
لكن بعد التوسع الحديث، تم اكتشاف ملايين المجرات الموجودة في الفضاء، وأن المسافات بين الأجرام السماوية تعادل بلايين الكيلو مترات، وكلما اتسعت مدارك الإنسان ومعارفة كلما يجد أن كتاب الله أدرك أسرار عديدة لم يتوصل لها الإنسان بعد، كظاهرة توسع الكون المذكورة في قوله عز وجل، في سورة الذاريات ” وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ “.
السماء عبارة عن بناء محكم، ومشيد بطريقة محكمة للغاية دقيقة التماسك والترابط، ولا يوجد بها فراغ كما يعتقد الكثير من الناس، وكما كان يعتقد العلماء للعديد من القرون، ولكن أثبت علميًا أن السماء يوجد بداخلها العديد من المجرات التي يصل عددها إلى ملايين المجرات، وأن المسافات بين تلك الاجرام السماوية مليئة بالغازات، مثل غاز الهيدروجين وداخل تلك الغازات يوجد الكثير من الجسيمات الصغيرة للغاية المكونة من مواد صلبة.
تلك الجسيمات يغلب عليها تركيبة مكونة من ذرات الصوديوم، والكالسيوم، والحديد، والتيتانيوم، والبوتاسيوم، بجانب جزئيات من بخار الماء، وعدد كبير من جزيئات الفورمالدهايد، والأمونيا.
تلك الآية الكريمة دلت دلالة واضحة على ظاهرة اتساع الكون، وعلى سعته المذهلة المتزايدة باستمرار، وتلك الظاهرة لم يكن الإنسان يدركها قبل القرن العشرين، وتم إثباتها من قبل علماء الفيزياء والفلك، وأثبت أيضًا أن المجرات في تباعد مستمر بسرعات متزايدة.
اكتشف العلماء اتساع الكون أول مرة في بدايات القرن العشرين بواسطه عالم من بلاد الغرب يدعى هابل، وتم تأكيد تلك الظاهرة بواسطة شيء يدعى الإزاحة الحمراء للمجرات فتلك الإزاحة تتناسب نسبيًا مع بعض المجرات، وأكد العالم أن الكون في اتساع مستمر في كل الاتجاهات، وما زال ذلك الاتساع الى الآن.
قالت وكالات الفضاء أن الكون يتسع بسرعة تتخطى السبعين كيلو مترًا في الثانية لكل ميجا فرسخ فلكي، مما أكد أن المجرات تتباعد عن بعضها بمعدل اسرع من ذي قبل بحوالي ثلاثة مليون سنة ضوئية، وقال العالم هابل المكتشف لتلك الظاهرة أن اغلب المجرات تتحرك بسرعة تزيد بنسبة ٩٠٪ أكثر من سرعة الضوء.
ظاهرة تعاقب الليل والنهار ” الضوء والظلمة” في القرآن الكريم
كل تلك المعجزات الكونية موجودة داخل كتاب الله سبحانه وتعالى، من بداية خلق الإنسان لنهاية الكون، وكلما اكتشف العلماء ظاهرة كونية جديدة، أو اكتشاف علمي جديد، كلما اكتشفوا وجوده داخل القرآن الكريم، أدركوا إعجازه، وقدره الله عجز َجل.
قال الله تعالي في كتابة العزيز في سورة الحديد ” يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ “، كما قال أيضًا عز وجل في سورة فاطر ” يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ “
السبب في ظلمة الليل ولونه القاتم ظاهرة اتساع الكون، المعروفة بظاهرة التمدد، وكان يعتقد الناس قديمًا أن السبب في ذلك هو غروب الشمس، ولكن بعد العديد من الدراسات والأبحاث اكتشف العلماء أن السبب الرئيسي، والوحيد هو تشتت ضوء النجوم بسبب اتساع الكون.[2]