الفرق بين العلم الحقيقي والعلم الزائف

ماهي العلوم الزائف

العلم الزائف Pseudoscience هو علم مزيف يقوم بادعاءات تستند إلى أدلة علمية معيبة أو غير موجودة، وفي معظم الحالات، تقدم هذه العلوم الزائفة الادعاءات بطريقة تجعلها تبدو ممكنة، ولكن مع دعم تجريبي ضئيل أو بدون دعم تجريبي لهذه الادعاءات، ومن أمثلة العلوم التي يتم تصنيفها على أنها علوم زائفة علم التنجيم أو علم دراسة الخط (تحليل شخصية الإنسان من خلال خط يده).[1]

أيضًا يتهم البعض ممارسي الطب البديل بأنهم يمارسون علمًا زائفًا، ويرى بعض العلماء أن

تحديد

الفرق بين العلم الزائف والعلم الحقيقي ليس أمرًا سهلًا لأن الفروقات بينهما غامضة وقد يستخدم البعض اسم علم زائف ضد أي علم يكرهه لأي سبب من الأسباب.

وكما يقول مؤرخ العلوم مايكل دي جوردين لم يعرّف أحد في تاريخ

العالم

نفسه على أنه عالم زائف، فلا يوجد أي شخص يستيقظ في

الصباح

ويقول في نفسه  “سأتوجه فقط إلى مختبري الكاذب وأجري بعض التجارب الزائفة لمحاولة تأكيد نظرياتي الكاذبة باستخدام الحقائق الزائفة.”

الاختلاف بين العلم الزائف والعلم الحقيقي

أحد أهم العلماء الذين حاولوا تحديد الخطوط الفاصلة بين العلم الحقيقي والعلم الزائف هو كارل بوبر، ويرى بوبر أن الفرق المميز بين العلم الزائف والعلم الحقيقي هو اختلاف في المواقف، فبينما يتم إعداد

علم زائف

للبحث عن أدلة تدعم صدق ادعاءاته ، تم إعداد

العلم الحقيقي

للطعن في مزاعمه والبحث عن أدلة قد تثبت خطأه، أو بعبارة أخرى، يبحث

العلم الزائف

عن تأكيدات له ويسعى العلم إلى دحض أو إثبات وجود خطأ فيه.

خصائص العلم الحقيقي

ويمكن تمييز العلم الحقيقي من خلال الخصائص التالية التي يمكن أن تميز الفرق بين العلم الحقيقي والعلم الزائف:

  • إن العلم دائمًا ما يكون قابل للاختبار ويمكن إثبات خطؤه أو التعديل عليه من خلال الاختبارات.
  • يتضمن إثبات العلم الحقيقي أدلة متعددة مثل أدلة كيميائية وفيزيائية.
  • نتائج وتجارب العلم الحقيقي يجب أن تكون قابلة للتكرار.
  • غالبًا ما يتم تعديل الفرضيات والنظريات العلمية أو تجاهلها عندما لا تدعمها الملاحظات أو التجارب الجديدة أو الأفضل منها.
  • لا يوجد شيء في العلم الحقيقي اسمه الحقيقة المطلقة، ولكن يمكن جمع وتحليل أدلة كافية للحصول على حقيقة موضوعية يتم اعتبارها بما لا يدع مجالاً للشك.
  • العلم الحقيقي يبحث في الكون الطبيعي فقط ولا يهتم بعالم ما وراء الطبيعة.
  • لا يستطيع العلم الحقيقي الإجابة عن أسئلة حول الصواب والخطأ أو المعنى والغرض، ومع ذلك يجب أن يكون السلوك العلمي نفسه أخلاقيًا.

أنواع العلوم الحقيقية

يمكن تقسيم العلوم الحقيقة إلى ثلاثة فروع رئيسية، وهذه الفروع هي:


  • علوم طبيعية:

    العلوم الطبيعية هي جوهر فروع العلم حيث تدرس طبيعة عالمنا المادي والكون الذي نعيش فيه، وهي تنقسم لعدة فروع منها (الفيزياء والكيمياء والأحياء).

  • علوم اجتماعية:

    تدرس العلوم الاجتماعية المجتمعات البشرية من جميع أنحاء العالم، وكذلك علاقة البشر ببيئتهم الاجتماعية. ، ومن أمثلتها علم النفس والاقتصاد والتاريخ والجغرافيا.

  • علوم شكلية:

    هي مجال فريد من نوعه للدراسة في العلوم، لأنها تستخدم أنظمة رسمية لإنتاج

    المعرفة

    واستكشاف طبيعة التخصصات المختلفة التي تتراوح من الرياضيات والمنطق إلى علوم

    الكمبيوتر

    وتكنولوجيا المعلومات.

خصائص العلم الزائف

  • كلمة Pseudo تعني كاذبة ، وبالتالي فإن العلم الزائف يعني علمًا زائفًا أو في الحقيقة ليس مسعى علميًا.
  • لا يتوافق العلم الزائف مع الأدلة والاختبارات العلمية المعتادة، وقد يدعي أنه في مستوى أعلى من العلم الحقيقي أو في مجال لا يستطيع العلم فهمه مثل عالم ما وراء الطبيعة.
  • غالبًا ما يتعارض العلم الزائف مع المعارف العلمية الموجودة والراسخة.
  • غالبًا ما يستخدم لغة رنانة مثل الخطب الرنانة لكنها ليست علمية.
  • غالبًا ما تكون ادعاءات العلم الزائف غامضة لدرجة أنها لا

    معنى

    لها أساسًا، بالرغم من أنها تكون صحيحة في بعض الأحيان.
  • الحقيقة والصواب في العلم الزائف يعتمد على مدى شهرة الشخص الذي يتحدث بها وليس حجج وأدلة عملية.[2]

أمثلة على العلم الزائف

علم فراسة الدماغ هو مثال جيد على كيف يمكن للعلم الزائف أن يجذب انتباه الجمهور ويصبح شائعًا، حيث يعتمد علم فراسة الدماغ على فكرة أن الدماغ هو عضو العقل وأن المناطق الفيزيائية في الدماغ يمكن أن تساهم في تشكيل شخصية الإنسان، كان يعتقد أن النتوءات على الرأس تكشف جوانب شخصية الفرد وشخصيته.

وهذا العلم الزائف اعتمد بشكل كبير على كتابات الطبيب فرانز جوزيف جال من فيينا وبعض المؤيدون الأخرون لأفكاره مثل يوهان كاسبار سبورزهايم، وقد قدم الطبيب فرانز غال الفكرة لأول مرة في أواخر القرن الثامن عشر واقترح أن النتوءات الموجودة على رأس الشخص تتوافق مع السمات الفيزيائية لقشرة الدماغ.

قام جال بدراسة جماجم الأفراد في المستشفيات والسجون والمصحات وطور نظامًا لتشخيص الخصائص المختلفة بناءً على نتوءات جمجمة الشخص، تضمن نظامه 26 “ملكة عقلية”  يعتقد أنها تتوافق بشكل مباشر مع أجزاء معينة من الرأس، وقام برسم خرائط بمساحات فارغة داخل الرأس البشرية، وفي وقت قام بإعادة تسمية تلك الملكات وقسم تلك الأماكن في العقل إلى فئات مختلفة مثل الحذر والإحساس والذاكرة والوقت والقتال.

لكن مثل العلوم الزائفة الأخرى ، فقد افتقرت أساليب

بحث

جال إلى الدقة العلمية، ليس ذلك فحسب، بل تم ببساطة تجاهل أي نتائج تتناقض مع ادعاءاته، ومع ذلك عاشت أفكار جال بعده ونمت شعبيتها بشكل كبير خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، لكنها غالبًا كانت تستخدم كشكل من أشكال الترفيه الشعبي، كانت هناك حتى آلات علم فراسة الدماغ التي يمكن وضعها فوق رأس الشخص، وتوفر

المجسات

المحملة بزنبرك قياسا لأجزاء مختلفة من الجمجمة وتحسب خصائص الفرد.

مع ذلك فبالرغم من رفض علم فراسة الدماغ في النهاية باعتباره علمًا زائفًا ، كان له تأثير مهم على تطور علم

الأعصاب

الحديث. أدت فكرة جال بأن قدرات معينة مرتبطة بأجزاء معينة من الدماغ إلى اهتمام متزايد بفكرة توطين الدماغ، أو فكرة أن وظائف معينة مرتبطة بمناطق معينة من الدماغ، وساعدت الأبحاث والملاحظات الإضافية الباحثين على اكتساب فهم أكبر لكيفية تنظيم الدماغ ووظائف مناطق الدماغ المختلفة.


  • مجتمع الأرض المسطحة

تنص جمعية الأرض المسطحة على أن الأرض مسطحة ولها شكل قرص، و توجد إصدارات مختلفة من “جمعية الأرض المسطحة” ، ولكن يمكننا أن نجد أصلها من منتصف القرن العشرين، حيث تم إنشاء أول منظمة من هذا النوع في عام 1956 من قبل الإنجليزي صمويل شنتون الذي اتبع عقيدة الكاتب صموئيل روبوثام، وروبوثام هو الذي اقترح أن الأرض عبارة عن قرص مسطح يرتكز حول القطب الشمالي ويحيط به جدار جليدي عملاق.

وقد دعمت جمعية الأرض المسطحة هذه الادعاءات من خلال الحواس والكتاب المقدس هذه الحجة، وهم مقتنعون أن من يرسموا خرائط وشكل الأرض يستخدموا التكنولولوجيا مثل (المؤثرات الخاصة ، Photoshop …) للمساعدة على الاستمرار في إخفاء الحقيقة حول شكل كوكبنا “المسطح”، وبالطبع لا يوجد شيء علمي يمكن العثور عليه في هذه النظرية.[3]