ما هي الناقلات العصبية ؟ .. وما وظيفتها


ما هي الناقلات العصبية


الناقلات العصبية هي الجزيئات التي يستخدمها الجهاز العصبي لنقل الرسائل بين الخلايا العصبية، أو من الخلايا العصبية إلى العضلات، وغالبًا ما يشار إلى الناقلات العصبية باسم الرسل الكيميائي للجسم، ويحدث الاتصال بين اثنين من الخلايا العصبية في الشق المشبكي (فجوة صغيرة بين نقاط الاشتباك العصبي في الخلايا العصبية)، ويتم تحويل الإشارات الكهربائية التي تنتقل على طول المحور العصبي لفترة وجيزة إلى

إشارات

كيميائية من خلال إطلاق الناقلات العصبية، مما يتسبب في استجابة محددة في الخلايا العصبية

المستقبل

ة، معظم الناقلات العصبية هي إما جزيئات أمين صغيرة أو أحماض أمينية أو ببتيدات عصبية، هناك حوالي عشرة ناقلات عصبية جزيئية صغيرة معروفة وأكثر من 100 ببتيد عصبي مختلف، ولا يزال علماء

الأعصاب

يكتشفون المزيد عن هذه النواقل الكيميائية، تشارك هذه المواد الكيميائية وتفاعلاتها في وظائف لا حصر لها للجهاز العصبي بالإضافة إلى التحكم في وظائف

الجسم

، يؤثر الناقل العصبي على العصبون بإحدى الطرق الثلاث: الإثارة أو المثبطة أو المعدلة.


  • يشجع جهاز الإرسال الاستثاري على توليد إشارة كهربائية تسمى جهد الفعل في الخلايا العصبية المستقبلة، بينما يمنعها المرسل المثبط، يعتمد ما إذا كان الناقل العصبي مثيرًا أو مثبطًا على المستقبل الذي يرتبط به.

  • تختلف المُعدِّلات العصبية قليلاً، لأنها لا تقتصر على الشق المشبكي بين عصبونيْن، وبالتالي يمكن أن تؤثر على أعداد كبيرة من الخلايا العصبية في وقت واحد، لذلك تنظم المُعدِّلات العصبية مجموعات الخلايا العصبية، بينما تعمل أيضًا على مدار زمني أبطأ من المرسلات الاستثارة والمثبطة.[3]


وظائف الناقلات العصبية

تلعب الناقلات العصبية دورًا مهمًا في مجموعة متنوعة من الوظائف الجسدية والنفسية، وتلعب دورًا رئيسيًا في الجهاز العصبي المحيطي، حيث يتم إطلاقه بواسطة الخلايا العصبية الحركية والخلايا العصبية للجهاز العصبي اللاإرادي، كما أنه يلعب دورًا مهمًا في الجهاز العصبي المركزي في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية، ويرتبط تلف الخلايا العصبية الكولينية بالجهاز العصبي المركزي بمرض الزهايمر، فيما يلي نتعرف على أهم وظائف الناقلات العصبية:

  • النوربينفرين هو الناقل العصبي الرئيسي للجهاز العصبي السمبثاوي، ويتم إفرازه كهرمون ويسبب انقباض الأوعية

    الدم

    وية وزيادة معدل ضربات القلب، وتتمثل الوظيفة الأساسية للنورادرينالين كناقل عصبي في تعبئة

    الدماغ

    والجسم للعمل.
  • يلعب دورًا مهمًا في اليقظة، ينظم إيقاع

    الساعة البيولوجية

    وسلوك التغذية، جنبا إلى جنب مع الدوبامين، وأنه يلعب

    دورا

    في السيطرة الإدراكية  والذاكرة العاملة .
  • يحافظ على توازن الطاقة، له دور في التحكم النخاعي في التنفس والذاكرة العاطفية السلبية وإدراك الألم، وله دور ثانوي في مركز المكافآت، ويمكن أن يسبب نقص النوربينفرين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) والاكتئاب وانخفاض ضغط الدم، ومن ناحية أخرى، يمكن أن يسبب الإفراط في إفراز النوربينفرين الأوجاع والآلام، والصداع، وعدم انتظام دقات القلب، والخفقان، والتعرق، والشحوب، والقلق، وانخفاض نسبة الجلوكوز في الدم، عندما يرتفع النشاط الودي لفترة طويلة، فقد يتسبب في فقدان الوزن.[2]


كيف تعمل الناقلات العصبية


الخلايا العصبية تتواصل مع الأنسجة المستهدفة الخاصة بها في نقطة الاشتباك العصبي وهي تطلق فيها المواد الكيميائية وتسمى الناقلات العصبية، وتسمى هذه العملية النقل العصبي الكيميائي وهي تعمل داخل المشابك الكيميائية، وكل مشبك يتكون من:


  • الغشاء قبل المشبكي


    : غشاء الحبة الطرفية (نهاية محور عصبي) للألياف العصبية قبل المشبكية.

  • غشاء ما بعد المشبكي


    : غشاء الخلية المستهدفة.

  • شق متشابك


    : فجوة بين أغشية ما قبل المشبكي وما بعد المشبكي.


داخل الحبة الطرفية للألياف العصبية قبل المشبكي، يتم إنتاج وتخزين العديد من الحويصلات التي تحتوي على ناقلات عصبية، عندما يتم إزالة استقطاب الغشاء قبل المشبكي بواسطة جهد فعل، تفتح قنوات الكالسيوم ذات الجهد الكهربائي (الموجودة في أغشية الأزرار الطرفية)، يؤدي هذا إلى تدفق أيونات الكالسيوم إلى الحبة الطرفية، مما يغير حالة بعض بروتينات الغشاء في الغشاء قبل المشبكي، وينتج عن خروج الخلايا العصبية من الحبة الطرفية إلى الشق المشبكي وبعد عبور الشق المشبكي، ترتبط الناقلات العصبية بمستقبلاتها على الغشاء بعد المشبكي، بمجرد أن يرتبط الناقل العصبي بمستقبلاته، فإن القنوات ذات البوابات الترابطية لغشاء ما بعد المشبكي إما تفتح أو تغلق، هذه القنوات ذات بوابات الترابط هي قنوات أيونية، ويؤدي فتحها أو إغلاقها إلى تغيير نفاذية الغشاء بعد المشبكي إلى أيونات الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد، وهذا يؤدي إلى استجابة

تحفيزية

أو مثبطة.


إذا قام ناقل عصبي بتحفيز الخلية المستهدفة للقيام بعمل ما، فهو ناقل عصبي مثير يعمل في المشابك المثيرة، ومن ناحية أخرى، إذا كان يثبط الخلية المستهدفة، فهو ناقل عصبي مثبط يعمل في المشبك المثبط، لذلك، يعتمد نوع المشبك واستجابة النسيج المستهدف على نوع الناقل العصبي، وتسبب الناقلات العصبية الاستثارة إزالة استقطاب الخلايا ما بعد المشبكي وتوليد جهد فعل، على سبيل المثال الأسيتيل كولين يحفز تقلص العضلات، المشابك المثبطة تسبب فرط الاستقطاب من الخلايا المستهدفة، مما يقودهم بعيدًا عن عتبة جهد الفعل، وبالتالي تثبيط عملهم، على سبيل المثال GABA يمنع الحركات اللاإرادية، ويعمل الناقل العصبي الذي يتم إطلاقه في الشق المشبكي لمدة

قصيرة

جدًا، دقائق فقط أو حتى ثوانٍ، ويتم تدميره إما عن طريق الإنزيمات، مثل أستيل أستراز، أو يتم إعادة امتصاصه في الزر الطرفي للخلايا العصبية قبل المشبكية عن طريق آليات إعادة الامتصاص ثم إعادة تدويره.


أنواع الناقلات العصبية


يمكن تصنيف النواقل العصبية بناءً على تركيبها الكيميائي، وهي تشمل:


  • أستيل كولين


أستيل كولين (ACH) هو ناقل عصبي مثير تفرزها الخلايا العصبية الحركية التي يعصب خلايا العضلات، العقد القاعدية، الخلايا العصبية قبل العقدية من الجهاز العصبي اللاإرادي، والخلايا العصبية تالية للعقد من السمبتاوي و الجهاز العصبي متعاطفة.


  • نورإبينفرين


نورإبينفرين والمعروف أيضا باسم النورأدرينالين (NAD)، هو ناقل عصبي مثير تنتجها الدماغ، ما تحت المهاد، و الغدد الكظرية والتي تطلق في مجرى الدم، في الدماغ يزيد من مستوى اليقظة واليقظة.


  • ادرينالين


يُعرف أيضًا باسم الأدرينالين (Ad) ، الإبينفرين (Epi) وهو ناقل عصبي مثير تنتجه خلايا الكرومافين في الغدة الكظرية، يهيئ الجسم لاستجابة القتال أو الطيران، وهذا يعني أنه عندما يكون الشخص شديد التحفيز (الخوف، الغضب)، ويتم إطلاق كميات إضافية من الإبينفرين في مجرى الدم.


  • الدوبامين


الدوبامين (DA) هو ناقل عصبي تفرزه الخلايا العصبية للمادة السوداء، فهو يعتبر نوع خاص من ناقل عصبي بسبب آثاره على حد سواء مثير والمثبطة، يعتمد التأثير على نوع المستقبل الذي يرتبط به الدوبامين.


  • جابا


أشعة الجابا حمض (GABA) هو أقوى ناقل عصبي مثبط التي تنتجها الخلايا العصبية في النخاع الشوكي، المخيخ، العقد القاعدية، والعديد من المناطق القشرة الدماغية، مشتق من الجلوتامات.


  • الجلوتامات


الجلوتامات (Glu) هو أقوى ناقل عصبي مثير للجهاز العصبي المركزي والذي يضمن

التوازن

مع تأثيرات GABA، تفرزه الخلايا العصبية للعديد من المسارات الحسية التي تدخل الجهاز العصبي المركزي، وكذلك القشرة الدماغية.


  • السيروتونين


السيروتونين (5-هيدروكسي تريبتامين ، 5-HT) هو ناقل عصبي مثبط، وجد أنه متورط بشكل وثيق في العاطفة والمزاج، وتفرزه الخلايا العصبية في جذع الدماغ والخلايا العصبية التي تعصب الجهاز الهضمي (الجهاز العصبي المعوي)، بالإضافة إلى ذلك، يوجد السيروتونين في الصفائح الدموية (الصفيحات) التي تطلقه أثناء التخثر (الإرقاء).


  • الهستامين


الهيستامين هو ناقل عصبي مثير تنتجه الخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد، وخلايا الغشاء المخاطي في

المعدة

، والخلايا البدينة، والخلايا القاعدية في الدم، وفي الجهاز العصبي المركزي، وله دور في اليقظة وضغط الدم والألم والسلوك الجنسي، وفي المعدة يزيد الحموضة.[1]