تعريف التحقيق الصحفي

إن تعريف

التحقيق الصحفي

قد تم الإجماع عليه بين الباحثين في شأن الإعلام، حيث أن مادة التحقيق الصحفي ترتبط بواقعة أو مشكلة أو حدث عن طريق تفسير وتحليل هذا الواقع ويكون عبر المعلومات والبيانات والأرقام المتوافرة، وإن هناك اختلافات كثيرة لمفهوم التحقيق الصحفي إلا أن كل هذه التعريفات تصب في اتجاه واحد، وهنا سنتطرق إلى عدة تعريفات وهي:

إن الدكتور جان كرم قد عرَّف التحقيق الصحفي في كتابه مدخل إلى لغة الإعلام أنه هو تحقق

الرجل

من الأمر وتيقنه وإن التحقيق يعني البحث والتفتيش والكشف والاستخبار بالإضافة إلى الاستقصاء، وهذا يدل أن التحقيق الصحفي ليس فقط هو ناقلاً للواقع وهذا الواقع يبدأ من حدث أو خبر، وإنما هو الانطلاق من قضية أو مشكلة أو حتى ممكن أن تكون انطلاقاً من معاناة وتكون هذه المعاناة ذات طابع عام وشامل يبحث عن الأسباب ويكشف الخطايا، بالإضافة إلى أنه يكون استخباراً عن الأبعاد والنتائج.
أما الدكتور نبيل حداد فيشير إلى أن كلمة تحقيق تنطوي على مستويين، المستوى الأول يتجلى في المعنى المجرد أي المعجمي، أما المستوى الثاني فهو في المعنى الاصطلاحي الذي يرتبط بالصحافة المعاصرة.
أما الأستاذ أديب خضور وهو دكتور في جامعة دمشق في قسم الإعلام يشير إلى أن التحقيق الصحفي هو النوع الصحفي الذي يكون قادراً على معالجة القضايا والظواهر بالإضافة إلى معالجة تكون شاملة وعميقة، حيث أنها تعتمد أساليب التحليل والتفسير ومستند إلى مصادر خبيرة ومتخصصة، وإن هذا النوع يكون هو الأقدر على تكوين الأنساق المعرفية والفكرية وتعميق وعيه.[1]

ما هي أشكال أو أساليب التحقيق الصحفي

إن أشكال أو أساليب التحقيق الصحفي تتجلى في:

التحقيق الصحفي الذي يكون طويل ومفصل

حيث أنه يعتمد على الكلمة، بالإضافة إلى اعتماده على المواد المصورة كعامل مساعد، أي أن الكلمة هنا هي الأساس وتأتي بعدها المواد المصورة.
التحقيق الصحفي المرسوم

ويتم في هذا الأسلوب من التحقيق بالاعتماد على رسام الصحيفة حيث أنه يتم توزيع المادة التحريرية تحت الرسوم، وإن هذا الأسلوب حسب تصريح كتب الصحافة أنه قليل الاستخدام.
التحقيق الصحفي المصور

والذي يعتمد على الريبورتاج المصور والاستطلاع المصور بالإضافة إلى التقرير المصور، فهو يعرض موضوعاته بالطريقة المصورة ويستخدم

الصور

الفوتوغرافية والكلمة بالإضافة إلى المتن كعامل مساعد لتوضيح الموضوع المعروض.

أهمية التحقيق الصحفي

إن السلطات تتخذ قرارات وتنفذ قوانين توثر على المجتمع، وإن السبب في أن المجتمع يجب أن يكون لديه طرق لمحاسبتهم على أفعالهم وإن هذا الأمر ينطبق أيضاً على الشركات المذنبة التي تتهرب من دفع الضرائب أو تعمل على انتهاك حقوق الإنسان، وإن أهمية الصحافة الاستقصائية أو ما تعرف باسم التحقيق الصحفي هو أنها هي وسيلة فعالة تزيد الشفافية وتحاسب الشركات، وإن من خلال التقارير النقدية التي تتم من خلال التحقيق الصحفي يتم إظهار القصص المهمة للمجتمع، بالإضافة إلى أن هذا التحقيق يوفر الوضوح والمعلومات المستقلة والموثوقة.

فهنا نجد أن أهمية التحقيق الصحفي تتجلى في معرفة الأسباب الموجودة في المجتمع مع بيان طرق العلاج بالإضافة إلى محاسبة الجهات التي تنهج نهجاً خاطئاً في المجتمع، بالإضافة إلى أنه يفسر الأحداث ويعلل أسبابها ويطرح بعض الحلول لعلاج هذه القضايا، فالتحقيق الصحفي هو نوع من البحث والدراسة، فإن أهمية التحقيق الصحفي تكمن في :[2]

من خلال التحقيق الصحفي تستطيع الصحافة أن تعرض وتناقش المشكلات التي تهم معظم أفراد المجتمع، وهذه القضايا إما أن تكون سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو رياضية أو عسكرية وغيرها.
التحقيق الصحفي هو الذي يعطي ويكسب

النجاح

للصحف ويعطيها صفة تميزها ويرفعها من مقامها ومكانتها، ويتم ذلك عن طريق دعم التحقيقات الصحفية بالشواهد والإحصاءات بالإضافة إلى الحقائق.
يحمي التحقيق الصحفي المجتمع من الانحراف عن طريق نشر التحقيقات الهادفة التي تعمل على نقد وتقويم الظواهر والجوانب السلبية الموجودة في المجتمع.[3]

مصادر التحقيق الصحفي

إن المصادر التي يستوحيها المحقق الصحفي لإنشاء كتاباته هي:

إن فكرة التحقيق الصحفي تكون مستوحاة من حياة الناس واهتماماتهم بالإضافة إلى معاناتهم والمشاكل التي يواجهونها بشكل يومي، وخاصة أن الغرص الأساسي منه أياً كان الموضوع الذي يدور حوله يصب في التفسير الاجتماعي للأحداث، بالإضافة إلى تقديم حلول مناسبة وتكون مسندة على خلفية تؤكد أن القضايا الإنسانية والاجتماعية التي يعيشها الفرد والتي تواجهها عدة جماعات بشكل يومي تعد حقلاً واسعاً لمصادر التحقيقات.
وإن الدكتور فاروق أبو زيد يشير إلى أن

الحياة

الاجتماعية هي البند الأساسي الذي يقدم الموضوعات للمحقق الصحفي، فيلتقط الأفكار ويُنشئ كتاباته من الأخبار التي تنتشر في الصحف والمجلات.
ويأخذ المحقق الصحفي أفكاره من المقالات الصحفية أو ما يُذاع في التلفاز من أخبار في البرامج المختلفة.
إن الملاحظة الشخصية للمحقق بالإضافة إلى تجربته الواسعة الاجتماعية في الحياة وما يلتقط من نشرات ووثائق فهذه الأمور كلها تكون مصدراً مهماً للتحقيق.
وإن الخطط طويلة الأمد والمتوسطة بالإضافة إلى القصيرة التي يتم وضعها من قِبل الصحيفة لنفسها بالإضافة إلى المناسبات المهمة سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو ثقافية فهذه الأمور كلها تعد مصادر أخرى للمحقق الصحفي.
إن الاتصالات والعلاقات الخاصة بالمحقق بالإضافة إلى مطالعاته الخاصة تعتبر أيضاً من أحد المصادر.

أنواع التحقيق الصحفي

إن أنواع التحقيق الصحفي من حيث وظيفته تنقسم إلى خمسة أنواع تتجلى في:

تحقيق الخلفية

وهذا النوع يهدف ويعمل إلى شرح وتحليل الأحداث مهما كان اتجاهها، بالإضافة إلى أنه يكشف عن أبعاد هذه الأحداث، وإن هذا النوع يبحث ما وراء

الخبر

ككثرة حالات

الطلاق

أو سقوط

طائرة

وغيرها من الموضوعات التي تهدف إلى الشرح والتحليل.
تحقيق التحري

ويعمل هذا التحقيق في تشكيل الرأي العام حيث يقوم باختيار موضوع له أهمية كبيرة في المجتمع ويسلط الضوء عليه ويتحرى جوانبه ويجمع معلوماته ثم يعرضها، كالتحقيق في الحوادث المرورية.
تحقيق البحث

وهو الذي يكشف أمور وقضايا غير معروفة، وإن هذا النوع من التحقيق يتطلب صحفيين على مستوى عالي من القدرة والكفاءة، فعلى سبيل المثال قضية التحقيقات التي تعمل على كشف استغلال بعض الموظفين لوظائفهم، وهذا التحقيق يعمل على البحث عن الأسرار وكشف الغموض وأبرز الأمثلة عن هذا النوع من التحقيق هو فضيحة ووترغيت التي دفعت الرئيس نيكسون وهو رئيس أمريكي بأن يقدم استقالته.
تحقيق التوقع

وهو الذي يهدف لأن يساعد القارئ على أن يعرف كيفية تطوير الموضوع المطروح من خلال استشراف الصحفي لىفاق

المستقبل

وطرح السيناريوهات التي من الممكن أن تنتهي الأمور بها في هذه القضية.
تحقيق

الهروب

وهو الذي يهدف إلى إبعاد القارئ عن المشاكل التي تتكرر بشكل يومي، ويتم ذلك عن طريق طرح جوانب مسلية وممتعة.[3]