أنواع الصدمات النفسية .. وأعراضها .. ومراحلها
أنواع الصدمات النفسية
ا
لصدمات النفسية
، هي أمور قد تصيب الكثير من الناس، لأسباب متعددة ومختلفة، وليست لسبب واحد، ولكن العامل المشترك بين كل ما يمكن أن يصيب الإنسان من صدمات هو كون الصدمات تنبع من مواقف قاسية شديدة، وليست هينة، وهي في الأغلب منها حزينة ومؤثرة، وبالأخص
الصدمات النفسية في الصغر
.
ويتعرض بعض الأشخاص لصدمات نفسية بسبب التعرض للمواقف الصعبة الشديدة، القاسية والمحبطة، والتي تؤدي بالناس للحزن الشديد وعدم القدرة على تأدية النشاط اليومي، وبسبب ذلك تتنوع الصدمات، ولكن ما هي أنواع الصدمات، هذا ما سيتبين بقراءة الفقرات التالية.
-
الأحداث الغير متكررة
–الأحداث الغير متكررة وهي التي تسمى أيضاً أحداث المرة الواحدة، ومن أمثلتها، الحوادث بأنواعها، وينطبق على كلمة حادثة كل ما من شانه يمكن تصنيفه باعتباره كارثة، أو نوع من أنواع الكوارث، ومنها الحوادث الطبيعية، مثل الزلازل والبراكين، والحوادث الخطيرة.
وأيضاً ينطبق مفهوم الحوادث على موت عزيز أو قريب، أو الإصابة بأمراض خطيرة، أو الموت والفقد، أو التعرض لعنف جسدي أو جنسي، أو مشاهدة مشاهد صادمة.
–وهناك أيضاً أنواع أخرى من الأحداث الغير متكررة منها الجروح، والإصابات بالجسد، والإيذاء، أو عمليات البتر، أو فقد أجزاء من الجسد، وكل ما ينطبق عليه وصف الجروح.
–النوع الثالث من الصدمات الغير متكررة وهو الاعتداء، والاعتداء هنا يشمل الاعتداء الذي قد يحدث في أقسام الشرطة، والسجون، أو الاعتداء الذي يقع من شخص صاحب سلطة مستغلاً سلطته، مثل أصحاب النفوذ او الحكم، وكذلك اعتداء جنسي من صاحب سلطة أبوية، أو من ذي القربى، أو ضرب مبرح من الأبوين.
-
الأحداث المتكررة الباعثة على القلق
– إلى جانب النوع الأول من أنواع الصدمات النفسية هناك نوع آخر من الصدمات النفسية وهو الذي تعد فيه الأحداث متكررة، وباعثة على القلق، والتي يمكن تمثيلها، في وجود شخص بلطجي، أو سمعته خطر، ويسكن بالجوار، أو بنفس الشارع، مما يبعث على القلق الدائم.
– أو الإصابة بأمراض صعبة، والعلاج منها ليس يسير، واحتمالية عودة الإصابة بالمرض كبيرة، ومنها أمراض السرطانات، أو الأمراض الشديدة التي تترك أثر قوي على الجسد والنفسية.
– التعرض للتنمر، والأذى النفسي، كأن يكون الشخص يتميز عن غيره أو سائر الرفقة بشئ في اللون، مثل أصحاب البشرة السمراء، والبرتقالي، أو بسبب قصر القامة الشديد، أو الطول، أو النحافة الشديدة، أو السمنة، أو العيوب الخلقية، أو الإصابات والبتر للأطراف، أو قبح الوجه في بعض المجتمعات، أو حتى مهنة الأب والأم، وغيرها من أسباب التنمر.
– التعرض المستمر للعنف، بطريقة ليست مؤقتة أو عارضة، بحيث تعتبر منهج، أو طريق يسلكه الشخص القائم بالاعتداء بالضرب أو العنف.
–الإهمال في فترة الطفولة، مثل إهمال
الطفل
من والديه بسبب الانفصال، أو العمل أو الانشغال عنه، أو استبدال دور الأهل بالمربيات، أو وفاة أحد الوالدين دون تعويض الآخر للطفل عما فقد من رعاية واهتمام، وغيرها من الأمور التي تتسبب في الشعور بالإهمال، وعدم الاهتمام.
-
الأحداث التي ترسبت في الذاكرة
إلى جانب ما سبق فهناك أنواع أخرى من الصدمة النفسية والتي تعتمد على مواقف من الأذى المتكرر أي كان نوعه، مع التغاضي كل مرة عنه، ولكن يبقى أثره في النفسية مترتب على المدى البعيد، ومنها، الحروب، والكوارث، ومشاهدة مشاهد العنف والقتل، وإجراء العمليات، وغيرها من الاحداث التي قد لا تبدو كارثية في نظر العامة لكنها تترسب في نفس الشخص.
أعراض الصدمات النفسية
يتفاعل جميع الناس مع الصدمات النفسية بطرق مختلفة، ويعاني المتأثر بالصدمة من مجموعة واسعة من ردود الفعل الجسدية والعاطفية، وتظهر الأعراض مختلفة بحسب الفعل والصدمة وقوتها، وغيرها من التفاعلات التي تحدد قوة الفعل، ومن أعراض الصدمة النفسية ما يلي :
-
حدوث الصدمة الذي يؤدي إلى الإنكار أو الكفر.
-
الارتباك مع صعوبة التركيز.
-
الغضب والتهيج وتقلب المزاج، دون سبب قوي.
-
القلق والخوف المتلازمين.
-
الشعور بالذنب والعار ولوم الذات أحياناً.
-
الانسحاب من
الحياة
الاجتماعية.
-
الشعور بالحزن أو
اليأس
باستمرار.
-
الشعور بالانفصال أو العزلة.
الأعراض الجسدية للصدمة
-
وجود الأرق أو الكوابيس.
-
الشعور بالتعب.
-
الرجفة بسهولة.
-
الصعوبة في التركيز.
-
التسارع في ضربات القلب.
-
الغثيان والانفعال.
-
الأوجاع والآلام بدون مرض عضوي.
-
الشد العضلي. [1]
مراحل الصدمات النفسية
تعتبر مراحل الصدمة النفسية خمسة مراحل يمر بها الشخص الذي يصاب بالصدمة ويمكن تفصيلها على النحو التالي:
-
مرحلة التأثير أو الطوارئ
هذه هي المرحلة التي تلي الحدث الصادم مباشرة، عندما يكافح الفرد للتعامل مع ما شاهده أو ما حدث له.
-
مرحلة الإنكار أو الذهول
لا يمر كل من يعاني من
اضطراب ما بعد الصدمة
بمرحلة الإنكار أو الذهول في هذه المرحلة، سيبذل الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة قصارى جهدهم لحماية أو تخدير أنفسهم من خلال إنكار وقوع الحدث.
-
مرحلة الإنقاذ
وتشمل بما في ذلك مرحلة التدخل في مرحلة الإنقاذ، يبدأ الفرد المصاب في التأقلم مع ما حدث له، يمكن أن تشمل هذه المرحلة العودة إلى
موقع
الصدمة، مثال ذلك العودة إلى المنزل بعد حريق غابات أو كارثة طبيعية، في محاولة الاعتراف بما حدث، ولكنه يشمل أيضًا الاستمرار في التعامل مع الصدمة والضيق الأوليين.
-
فترة نقاهة
قصيرة
أو مرحلة متوسطة
خلال هذه المرحلة، يبدأ الفرد المصاب باضطراب ما بعد الصدمة في الدخول في مرحلة التعافي، ويبدأ في التكيف مع العودة إلى الحياة “الطبيعية”، بعد تلبية احتياجاته الأساسية من حيث السلامة، في هذه المرحلة، يمكن أن يشعر الناس بالهدوء من خلال
الحب
والدعم لهم، أو على عكس من ذلك، يشعرون بخيبة الأمل بسبب نقص الرعاية والاهتمام الذي يظهره الآخرون لهم.
-
مرحلة إعادة الإعمار أو التعافي على المدى الطويل
عندما يبدأ الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة في العمل من خلال برنامج للشفاء وتنفيذه، يكون قد دخل المرحلة الخامسة لإعادة التأهيل يُعرف هذا أيضًا بمرحلة الدمج.
مراحل التعافي من الصدمات النفسية
يبدأ التعافي من الصدمة بتقييم واستقرار الحالة الجسدية والعقلية من قبل خبراء في مركز صدمات مؤهل في مراكز صحية نفسية معتمدة، أو من خلال طبيب نفسي ذو خبرة كبيرة ودراية وفيما يلي مراحل التعافي من الصدمات النفسية:
-
المرحلة الأولى
الأمان
والاستقرار سوف يناقش الطبيب مع الشخص الذي عانى الصدمة النفسية، الشكل الذي ستبدو عليه احتياجاته المستمرة بعد خروجه من المستشفى.
أو بعد انتهاء جلسات العلاج، سيكون لدى المصاب أيضًا استشارة صيدلانية لمعرفة كيف تساهم الأدوية الموصوفة أو المستلزمات أو المعدات الطبية في شفائه، وذلك لضمان بقاء عملية التعافي على المسار الصحيح، من المهم اتباع أوامر الطبيب بجدية حتى الوصول لمرحلة الشفاء.
وأهم ما في هذه المرحلة أنه سيبدأ التعافي النفسي بمجرد أن يدرك
الدماغ
أن الأماكن والأشياء والأشخاص والبيئات التي تثير النفس ليست مخاطر حقيقية ولا تضمن نفس الاستجابة السابقة، فقد اختلف تعاطي المصاب مع الموقف.
يمكن لطبيب الصحة العقلية مساعدة المصاب في التنقل في هذه المرحلة الأولى من التعافي من الصدمات، عن طريق تعليم المصاب كيفية التعامل مع المشاعر القوية وتنظيم المشاعر وإدارة المخاوف.
كما أنه أيضًا سوف يقدم للمصاب أدوات لتقليل إغراء اللجوء إلى السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، مثل تعاطي
المخدرات
والكحول، والأهم من ذلك، أنه سوف يعلم المصاب كيفية إعادة الاستقرار والهدوء عند مواجهة المحفزات، أو الذكريات.
-
المرحلة الثانية
هي مرحلة التذكر والحزن بمجرد أن يستعيد المصاب إحساسه بالأمان والاستقرار بعد الحدث الصادم، سوف يشجع اختصاصي الصحة العقلية على معالجة الصدمة التي تعرض لها الشخص والإقرار بما فقده، مع اعتبار أن هذا لا يعني إعادة إحياء الحدث، ولكن استكشافه ودمجه (بدلاً من الانفصال عنه) في بيئة آمنة.
-
المرحلة الثالثة
استعادة العلاقات، في هذه المرحلة الأخيرة من التعافي وهي التي تتعلق بالتمكين، قد يقلق المصاب من أنه لن يكون أبدًا كما كان قبل الحادث الصادم.
لكن الصدمة التي تحملها لا تحتاج إلى
تحديد
هويته، هو الآن ليس كما كان نفس الشخص السابق قبل الصدمة، ولكنه أيضاً أفضل من وقت الصدمة، هو الآن يعرف نفسه، ويمكن أن يعود للانخراط بالتدريج في المجتمع. [2]