وسواس الترتيب والتنظيم وكيفية التغلب عليه
وسواس الترتيب والتنظيم
يُعتبر هوس الترتيب والنظافة مرض يقلق الكثيرين ممن يعانون منه، وقد لا يفهمون خطورة العدوى ويعتبرونها طبيعية، كما سُمي بهوس النظافة والترتيب كمن يغسل يديه مرتين كل خمس دقائق أو يندفع إلى المغسلة بعد كل مصافحة، وتراه في العمل يقضي معظم وقته في البحث عن الغبار وتنظيفه بالمناديل المبللة، وكأنّ المكان يتطلب ذلك، وهذا ما يشعر به من لديه هوس النظافة، كما أنّ الإفراط في النظافة وفقًا للباحثين يمكن أن يعرض وظائف جهاز
المناعة
البشري للخطر.
قد يسبب الإفراط في الترتيب والنظافة أنواعًا مختلفة من أمراض الحساسية، كما يختلف كل منا في تعريف مفهوم النظافة لديه، ولكن لا يجب المبالغة في النظافة، لأنّ ذلك قد يصل إلى حد الوسواس أو الهوس، حيث أنّ الأمراض الصحية تنشأ من عدة عوامل، وتتبيّن أسباب الهوس بالنظافة والتريب من خلال ما يلي:
القلق الصحي
يُعد الهوس بالترتيب والتنظيم قلق يخيم على عقل
المريض
، حيث أنّ
البكتيريا
موجودة في كل مكان وتحتاج إلى التنظيف، فيرى الشخص أنّ ذلك وأنه مهم لصحته وصحة الأشخاص المحيطين به، ويقوم بذلك مرارًا وتكرارًا لتنظيف البكتيريا التي قد أزيلت.
وسواس الترتيب
كما يكثر مرضى هوس الترتيب والتنظيم من ذلك وغالبًا ما يرى المريض الأماكن كبقعه تلوث ويهتم بالتنظيف ليحقق غايته.
الوسواس القهري
يمكن أن تسبب جراثيم الوسواس القهري وتكرار هذا الإجراء جروحًا وندوبًا على الجلد، كما يدرك الأشخاص المصابون بـ OKP أحيانًا أنّ OKP الخاص بهم غير منطقي ويحاولون تجاهله أو تغييره، ولكن تعتبر هذه المحاولات مقلقة أكثر، كما أنّ الإكراه بالنسبة لهم هو الإكراه للتخلص من القلق، كما يميل الأشخاص المصابون بالوسواس القهري الذين ينشغلون في المقام الأول بالترتيب والدقة إلى الانخراط في سلوكيات قهرية.
تتضمن سلوكيات مرضى الوسواس القهري الترتيب المتكرر أو التنظيم أو الاصطفاف للأشياء حتى يتم استيفاء شروط معينة أو الشعور بأنّ النتيجة النهائية صحيحة تمامًا، كما يُشار إلى هؤلاء الأفراد عادةً باسم الكماليين نظرًا لحاجتهم إلى الترتيب والترتيب بمثل هذه الدقة، وقد يبدو الترتيب أمرًا جيدًا، ولكن عندما لا يستطيع الشخص ترك الأمر، يُصبح شكلاً من أشكال الوسواس القهري، وقد يشعر هؤلاء الأشخاص أنّهم بحاجة إلى ترتيب الأشياء عددًا معينًا من المرات قبل أن يرضوا.
يمكنهم أيضًا دمج أنماط خاصة في روتينهم أثناء الطلب، وقد يشارك بعض المرضى أيضًا في الترتيب والعد العقلي، ونظرًا لأنه يجب وضع متعلقات هؤلاء الأفراد في أماكن ومواقف محددة، فقد يكون المصاب بطيئًا في أداء المهام اليومية، مثل ترتيب الطاولة أو ترتيب المنزل، وقد يشعر أيضًا بالضيق أو حتى الغضب إذا قام الآخرون بنقل أغراضهم، وقد يكون الأطفال والأشخاص المصابون باضطراب طيف
التوحد
أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الوسواس القهري.
هل يمكن إيقاف الوسواس عند المريض
ينشغل المريض بهوس النظافة والترتيب ولذلك يجب أن يفهم أنّ الهوس بالنظافة هو في الواقع أحد أعراض مشكلة عميقة، كما لا يجب إجبار المريض على التوقف عن فعل ما يفعله عادةً، فإن قلقه سيزداد سوءًا، لأنّها ليست الطريقة الأنسب لحل المشكلة، ويخلق ذلك مشكلة أكبر، كما أشار الأطباء أنّ جسم الإنسان يتبع العقل ويسعى دائمًا للحفاظ على توازن
الجسم
والعمل بشكل صحيح حتى في حالات المرض والنظافة المهووسة بالترتيب والتنظيم.
كما أنّ الأعراض الجسدية أو العقلية التي تظهر على المريض نتيجة تجربة، أي إجباره على التوقف عن الأفعال المفرطة، تهدف في الواقع إلى التخفيف، حتى لو بدت هذه التجربة بأنّها مصدر أكبر من الخارج لمشكلة، فالأشخاص المنغلقين عن العالم، أي أولئك الذين يمتنعون عن العلاقات الاجتماعية مع الأفراد ويتجنبون الأحداث والأنشطة الاجتماعية للوهلة الأولى، نعتقد أن هذه الفئة تعاني من مشاكل وأن نهجها تجاه المجتمع يجب أن يتغير، ويجب أن يقتنعوا بمفهوم الانفتاح.
لكن بعد دراسة متأنية تبيّن أنّ هؤلاء الأشخاص حساسون للغاية وأنّه من السهل إيذاء مشاعرهم حتى بسبب الأفعال أو الكلمات أو التعبيرات الموجهة إليهم والتي يعتبرها البعض طبيعية وغير مهمة، كما يترك انطباعًا عليهم، وفي بعض الحالات نرى أنّ الإنغلاق يستخدم كأداة دفاعية.
قد يمكن إجبارهم على أن يكونوا أكثر اجتماعية (خاصة إذا كانوا أطفالًا أو يسهل دفعهم)، ولكن بعد ذلك يمكن أن يكون النصر حليفًأ مؤقتاً، كما أنّهم يمكن أن يصبحوا أكثر انفتاحًا من ذي قبل، وبالتالي يصبحوا أكثر حساسية، وربما يكون أكثر ضررًا مما هو مفيد في هذه الحالة.
كيفية التغلب على وسواس الترتيب والتنظيم
قد يشعر مريض الهوس بالارتياح بمحاولة التحدث معه عن ضرورة إيقاف المرض أو اللجوء إلى الانسحاب التدريجي أو شغل المريض بشيء محدد لتهدئته وإزالة القلق عنه، حيث يكون العلاج من خلال المعالجة المثلية، كما يحدث ذلك بالانغماس في عمق المشكلة وأسباب ظهورها، وذكر تاريخ المرض وإجراء الفحوصات اللازمة لمريض الهوس وفي حالة ظهور الأعراض، حتى لو بدا للوهلة الأولى أنّ هذه الأعراض ليست في الأساس المتعلقة بالمرض.
وفقًا لذلك، فإنّ المعالجة المثلية هي العلاج المناسب الذي يمكن أن يساعد المرضى المهووسين بالنظافة، كما أثبتت الدراسات الطبية فعالية العلاج المثالي المطبق على امرأة مصابة باضطراب الوسواس القهري على مدى عدة أشهر، لأنّ الأطباء لاحظوا تحسنًا تدريجيًا في حالة المريضة حتى بعد شهرين من بدء العلاج، وتمكنت المريضة من تقليل وقت التنظيف إلى مرتين في الأسبوع بعد أن كانت مهووسة بالتنظيف المستمر لفترة طويلة ومع استمرارها في تلقي الأدوية المثلية، كان هناك تحسن واضح.
كما توجد عدة طرق علاجية أخرى لمعالجة الوسواس القهري، وتتمثل أبرزها فيما يلي:
العلاج النفسي
تتشابه الطرق النفسية لعلاج اضطراب الوسواس القهري مع الأنواع الأخرى من اضطراب الوسواس القهري وتشمل:
- علاج التعرض والاستجابة (ERP): هو نوع من العلاج السلوكي الذي يهدف إلى الكشف عن مريض الوسواس القهري ومعالجة مخاوفه، ومن ثم منع الاستجابة القهرية، لأن المرضى في البداية يشعرون بالقلق، ولكن هذه الطريقة تكسر أفعال الوسواس القهري، لذلك يعتاد المرضى على التعرض للوسواس دون أداء طقوس قهرية.
-
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): حيث يستخدم هذا النوع لعلاج اضطراب الوسواس القهري والعديد من اضطرابات القلق والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب واضطراب الهلع واضطرابات
الأكل
وغيرها، وقد لا يتخلص المرضى من الأعراض الجسدية المصاحبة للمرض العقلي، ولكنه يساعدهم على التأقلم، ويعتمد على حل المشكلات النفسية عن طريق تغيير طريقة التفكير والتصرف. -
كما تشمل خصائص
العلاج المعرفي السلوكي
أنّه قد يكون حلاً في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، كما أنّ تأثيره طويل الأمد حتى بعد انتهاء العلاج، أما عيوبه فتتضمن أنّه قد يكون من الصعب استخدامه في الحالات الصعبة أو المعقدة أو في الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم، والشعور بعدم الراحة والضعف في بداية العلاج، لأنه يعتمد على التعامل مع القلق.
العلاج الدوائي
غالبًا ما يرغب الجمع في الدمج بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي، لأنّ مضادات الاكتئاب معتمدة في علاج اضطراب الوسواس القهري والنظافة الوسواسية القهرية، وتشمل هذه الأدوية ما يلي:
- (Paroxetine) باروكسيتين.
- (Clomipramine) كلوبيرامين.
- (Fluoxetine) فلوكسيتين.
- (Fluvoxamine) فلوفوكسامين.
- (Sertraline) سيرترالين.
علاجات أخرى لوسواس الترتيب
يتم استخدام علاجات أخرى عندما لا يستجيب المريض للأدوية والعلاج النفسي، ومن أبرزها ما يلي:
-
التحفيز العميق للدماغ: حيث يتم تحفيز
الدماغ
عن طريق وضع أقطاب كهربائية في مناطق محددة، كما تنتج الأقطاب الكهربائية نبضات كهربائية تساعد في تنظيم كهرباء الدماغ، حيث يستخدم هذا العلاج في الحالات الشديدة ولدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا. التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة: حيث يتم تحقيق ذلك عن طريق وضع ملف كهرومغناطيسي بالقرب من الجبهة، والذي يرسل دفعة مغناطيسية تحفز خلايا الدماغ، كما يستخدم هذا العلاج في الحالات الشديدة وفي سن 22 إلى 68 سنة.[1]