تاريخ اللغة التركية ومميزاتها

ما هو تاريخ اللغة التركية

إن اللغة التركية يتم التحدث بها في مساحة جغرافية واسعة في أوروبا وآسيا، حيث أنه يتحدث بها في الأذرية والتركمان بالإضافة إلى التارتار والأوزبكية والباسكورتي والنوغاي والقيرغيز، وأيضاً الكازاخستانية والياكوتي والكوفاس وغيرها من اللهجات، وإن اللغة التركية تنتمي إلى فرع يعرف باسم Altaic وهو من عائلة اللغات Ural-Altaic، بالإضافة إلى أنها مرتبطة ارتباطاً مباشراً باللغة المنغولية حيث أنه تم التحدث باللغة التركية منذ 3000 عام في منغوليا، بالإضافة إلى ارتباطها بلغة المانشو والتونجية والكورية، ويعتقد أنها أيضاً ترتبط باللغة اليابانية، وإن بعض العلماء أكدوا أن هذه التشابهات لا تكون جوهرية بل هي ناتجة عن الاقتراضات، ولكن الدراسات التائية التي تم إجراؤها في السنوات الأخيرة وعند المقارنة توصلت إلى أن اللغة التي تم إدراجها سابقاً جميعها تعود إلى لغة أور ألتية مشتركة.

إن اللغة التركية قد نشأت في الأناضول والبلقان في عهد السلاجقة والعثمانيين، وقد تم توثيقها في العديد من الأعمال الأدبية قبل القرن الثالث عشر، وإن اللغة التركية لها لهجة تندرج في اللهجات الجنوبية الغربية لعائلة اللغة التركية الغربية، فعندما يتم

النظر

إلى التركية التي تُحكى في تركيا من منظور السياق التاريخي نجد أنه يتم تصنيفها لثلاث فترات مختلفة وتتجلى في:

  • اللغة التركية الأناضولية القديمة وتكون ما بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر.
  • اللغة التركية العثمانية التي تجلت من القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر.
  • اللغة التركية في القرن العشرين.

وإن اللغة التركية تعرضت لتأثير ثقيل للثقافات العربية والفارسية في فترة انتشار

الإسلام

ما بين الأتراك وكان هذا في فترة القرن العاشر وما بعده، وقد تمت كتابة قاموس باللغة العربية تم تحريره من قبل كسغارلي محمود، والهدف منه هو مساعدة العرب على تعلم اللغة التركية، وقد قام إيديب أحمد محمود يوكنري في القرن التالي بكتابة كتابه الذي عنوانه “عتابته الحكايك” باللغة التركية الشرقية لكن العنوان كان باللغة العربية، وإن هذه المؤشرات تدل على التأثير القوي على اللغة التركية في المنحى الديني والثقافي، ونجد أنه على الرغم من تأثير الإسلام باللغة التركية بشكل كبير وخاصة في النصوص المكتوبة في اللغة التركية الأناضولية إلا أن عدد الكلمات التي كانت ذو أصل أجنبي ضئيلة جداً، وذلك يدل على أنه في تلك الفترة قد تم اتخاذ التدابير الفعالة لتقليل تأثير الثقافات الأخرى، وإن خلال فترة السلاجقة في الأناضول تم حدوث ما يلي:

  • تجلت الجهود المبذولة التي عملت على قبول اللغة التركية كلغة رسمية وقد انتشر قاموس تركي للسلطان فيليد.
  • تم تبني استخدام اللغة التركية الأناضولية القديمة والتي كانت تستخدم حتى عام 1299م.


أما في العصر الجمهوري تم ما يلي:

  • إن بعد إعلان

    الجمهورية

    عام 1923 م وخاصة بعد عملية الإندماج الوطني  غدا موضوع تبني أبجدية جديدة مسألة مهمة جداً.
  • حيث أن مصطفى كمال أتاتورك كان لديه الأبجدية اللاتينة التي تم إخضاعها مع نظام

    الحروف

    المتحركة التركية، وقد قام بذلك اعتقاداً أن حتى يصل إلى مستوى الحضارة المعاصرة عليه أن يستفيد من الثقافة الغربية.
  • تم إصلاح اللغة بواسطة إنشاء جمعية عام 1932م وهي من الجهود المبذولة التي تهدف إلى إصلاح هذه اللغة.
  • وقد عملت دراسات المجتمع على الاستفادة من الكلمة التركية الأصيلة التي اكتُشفت في المسوحات والأبحاث اللغوية والتي كان لها أثراً إيجابياً ونتائج مثمرة.[1]

مميزات اللغة التركية

إن اللغة التركية هي لغة قديمة وتعود إلى 5500 إلى 8500 سنة، وتحتوي على بنية صوتية وصرفية ونحوية خاصة بها، وفي

الوقت

ذاته فهي تتميز بامتلاكها لمفردات غنية وإن السمات والميزات الأساسية التي تميز اللغة التركية عن لغات الهندو أوروبية هي:

  • أن اللغات الأورا ألتية ومنها اللغة التركية تتميز بوئام حروفها المتحركة.
  • غياب الجنس فيها.
  • تتميز بتراص حروفها ومفرداتها وخاصة فيما يتعلق بالهيكل، فإن اللغة هي داخل لغات المجموعة ذات البنية المتجاورة التراصية.
  • الصفات تسبق الأسماء.
  • تأتي الأفعال في نهاية الجملة.
  • تتميز اللغة التركية في الميل إلى حذف المفردات الأجنبية منها.[2]
  • تمتاز بالانسجام الصوتي والذي يتم من خلال

    التمييز

    بين المصوت الأمامي عن المصوت الخلفي.
  • إن الأصوات في اللغة التركية يتم تصنيفها إلى مجموعتين وهما نقاط الأصوات الغارية والأصوات الطبقية.
  • تحتوي اللغة التركية على أحرف ساكنة وأحرف صوتية.

عدد كلمات اللغة التركية

نجد أن في الوقت الحاضر تواصل جمعية اللغة التركية العمل في إطار تنظيمي لمؤسسة أتاتورك العليا للثقافة والتاريخ والتي توصلت إلى تطورات حدثت خلال الخمسين إلى الستين عاماً الماضية، وتجلت هذه التطورات في استخدام الكلمات التركية الأصلية في النصوص المكتوبة إلى 75 -80 بالمائة، بعد أن كانت تستخدم قبل عام 1932 في نسبة تتراوح ما بين 35 و 40 بالمائة، وإن هذه التطورات الملموسة تدل على أن ثورة اللغة التي تم إطلاقها من قِبل أتاتورك قد حصلت على دعم الجمهور الكامل.

وإن عدد كلمات التركية بلغت في المعجم التركي 150000 كلمة، وهذا العدد صدر وفقاً للتقرير الذي صدر عن هيئة اللغة التركية في عام 2006، أما الكلمات التي استخدمت في اللغة التركية وهي من أصل أجنبي تبلغ 14.981 كلمة، وتحتوي اللغة التركية على 616.767 كلمة والتي تشمل المصطلحات والكلمات بالإضافة إلى الأسماء والتعابير، وإن هذا القاموس الذي حدد عدد هذه الكلمات صدر عن مجمع اللغة التركية.

نسبة اللغة العربية في اللغة التركية

إن أستاذ الدراسات الإسلامية صادق أتاغول وهو أستاذ في جامعة غازي عنتاب في تركيا يقول أن اللغة التركية قد تأثرت كثيراً باللغتين العربية والفارسية، وقد غدت نسبة اللغة العربية في اللغة التركية قرابة 70 بالمائة، ويكمن السبب في التقارب الجغرافي بالإضافة إلى التأثير الحضاري للدول التي تكون ناطقة بهاتين اللغتين على القبائل التركية، مع العلم أنه قد اقتبست القبائل التركية من حضارة العرب والفرس والروم البيزنطيون عندما استقرت في منطقة الأناضول، حيث أن هذه الشعوب كانت محاطة بهم وتعتبر شعوب متقدمة عليهم مدنياً، فقد اكتسب الأتراك الشعر والأدب من الفرس، بالإضافة إلى اقتباسهم الثقافة والتاريخ والدين من اللغة العربية، وبعد دخول الدين الإسلامي عام 950 عند الأتراك أدى إلى زيادة رغبتهم في تطعيم لعتهم باللغة العربية وكان الهدف من ذلك هو تسهيل فهم الثقافة العربية بالإضافة إلى تعلم القرآن الكريم، وقد أدى ذلك إلى دخول العديد من المصطلحات والكلمات العربية إلى اللغة التركية.