إدارة الأعمال في ظل العولمة

مفهوم العولمة

العولمة هي التحول الذي يكون متجهاً نحو اقتصاد عالمي أكثر تكاملاً حيث أنه يتم فيه تبادل الأفكار بالإضافة إلى تبادل الثقافة والمعتقدات بالإضافة إلى تبادل

السلع

والخدمات والموارد، وإن العولمة تشير إلى عالم يغدو صغيراً بسبب تواجد تقنيات النقل والاتصالات الجديدة التي تمكن الناس في جميع أنحاء

العالم

أن تتواصل مع بعضها بكل سهولة افتراضياً وجغرافياً، ووجب التوضيح أن مصطلح الأعمال التجارية الدولية يشير إلى التجارة التي تعبر فيها الخدمات أو البضائع حدود دولتين أو أكثر، ولكن العولمة تعتبر أوسع من الأعمال التجارية الدولية.[2]

مفهوم الإدارة الدولية

يتجلى مفهوم الإدراة الدولية هو أن تقوم المنظمة بإدارة الأعمال المتعلقة بها على مستوى دولي يكون خارج حدود المنطقة أو البلد، أي الإدراة الدولية هي إدراة المصالح لأكثر من دولة، وإن من متطلباتها مدير يملك مهارة مرتفعة في القيادة بالإضافة إلى

المعرفة

بالإدراة الدولية وكل جوانبها.

كيف تؤثر العولمة على إدارة الأعمال

إن أماكن العمل في جميع أنحاء العالم تغيرت بشكل كبير خلال العقد الماضي حيث أن المنظمات العالمية والموظفين أصبحوا أكثر تنوعاً، بالإضافة إلى أن الهياكل التنظيمية غدت أقل هرمية وأكثر تعاونية، وإن المكاتب المتصلة بالشبكة في وقتنا الحالي مليئة بالمشتتات التكنولوجية، وإن آثار العولمة على إدارة الأعمال تكون كالتالي:

  • تشير العولمة إلى الجهد المبذول الذي يجعل المجتمع العالمي كقرية واحدة حيث أنه اليوم من الممكن أن يتم العثور على السلع المتواجدة في الدول الغربية في جميع أنحاء العالم، وإن المناطق المتقدمة من الممكن أن تتمتع بفوائد التقدم العلمي بالإضافة إلى التقدم الصناعي المتاح حتى يتم تحسين ونمو مناطقهم.
  • تعمل العولمة على تكامل اقتصادات العالم بشكل متزايد، فعلى سبيل المثال قامت الهواتف المحمولة والإنترنت على تقريب الناس وأصبح الاتصال والاستعانة بالمصادر الخارجية للعمل أمر سهل ويمكن الوصول إليه بسلاسة.
  • تعمل العولمة على دمج الاقتصادات والمجتمعات والثقافات الإقليمية عن طريق شبكة اتصالات وتجارة عالمية.
  • تعمل العولمة على تطوير الشركات وتسمح بالمزيد من التنسيق مع العملاء بسبب زيادة

    القيم

    الثقافية المشتركة.
  • توفر مركزاً تنافسياً متفوقاً مع انخفاض تكاليف التشغيل في البلدان الأخرى بالإضافة إلى الوصول للمواد الخام والموارد وفرص الاستثمار.
  • بواسطة العولمة يتم توفير فرص العمل للأشخاص في مختلف البلدان، حيث أن البلدان المتقدمة تعمل على توفير العمل للبلدان النامية بتكاليف رخيصة كدعم العملاء وتطوير

    البرمجيات

    بالإضافة إلى المحاسبة وتأثيرات التسويق، وأيضاً تعمل العولمة بالتأمين على إدارة الأعمال في البلدان النامية.
  • لعبت العولمة دوراً هاما ً في الحد من الفقر وخاصة في البلدان النامية.
  • أعطت العولمة فرصة للاستثمار في الأسواق الناشئة بالإضافة للإستفادة من المواهب.[1]
  • تعمل على فتح أسواق جديدة التي تساهم في زيادة مستوى المنافسة داخل الأسواق والصناعات.

عوامل العولمة

إن العولمة تتضمن عدداً من العوامل وتتجلى في:

  • التطورات التكنولوجية وهي التي تقوم بجعل الاتصالات العالمية ممكنة.
  • التطورات السياسية كسقوط الشيوعية بالإضافة إلى تطورات النقل التي جعلت

    السفر

    متاحاً بسرعة وأكثر تواتراً.

أبعاد بيئة الأعمال الدولية

إن منظمة الأعمال الدولية تتألف من أبعاد ثلاث وتعتبر من الأبعاد الأساسية لبيئة الأعمال الدولية وتتجلى في:


-البعد السياسي

وهو الذي يعرف باسم البعد القانوني، وهو البعد الذي يعمل على جذب الأعمال الدولية التي تعتمد على النظام السياسي الموجود في المنطقة بالإضافة إلى مدى الاستقرار فيها، ويتضمن هذا البعد العناصر التالية:


  • المخاطرة

    السياسية بالإضافة إلى عدم الاستقرار ويقصد بهذا البند أن الدولة المضيفة تتجلى فيها أحداث سياسية أو تغيرات في الحكومة تعمل على خسارة المنظمة للأرباح أو الأصول، أو من الممكن أن تسبب خسائر في السيطرة على الإدارة.
  • القوانين والتشريعات التي تصدرها الدولة المضيفة وتؤثر بدورها على أعمال المنظمة الدولية، فعلى سبيل المثال من القوانين المصدرة قوانين حماية المستهلك بالإضافة إلى الأجور والسلامة المهنية، لهذا من الواجب أن يكون المدير الدولي على دراية كاملة بتشريعات بالإضافة إلى قوانين الدولة المضيفة.


-البعد الاقتصادي

وهو الذي يلعب دوراً هاماً في المنظمات الدولية ويشمل عدة عناصر منها:

  • التطور الاقتصادي الذي يختلف بين الدول، وعلى أساسه يتم تصنيف الدول على مراتب دول العالم الأول أو دول العالم الثاني وهكذا، وإن المعيار في هذا التصنيف يكون حسب متوسط الدخل للفرد الواحد.
  • ويتضمن البعد الاقتصادي البنى التحتية التي تعمل على تسهيل الخدمات المالية والخدمية في الدولة المضيفة والتي تيسر الأعمال وتسهلها.
  • الموارد والأسواق التي يجب أن تخضع إلى تقييمات في مستوى الطلب عليها من قِبل منظمة الأعمال الدولية عندما تدخل إلى أسواق دول وبلدان أخرى.
  • سعر الصرف وتحويل العملة الوطنية إلى عملات بلدان أخرى، حيث أن التغيير في سعر الصرف الذي يكون يومياً من الممكن أن يؤدي إلى ربح أو خسارة.


-البعد الثقافي

وهو البعد الذي يتجلى بالمعارف والمعتقدات بالإضافة إلى أنماط السلوك وطرق التفكير التي تكون مشتركة ما بين أفراد الشعب.

سلبيات العولمة في إدارة الأعمال


إن للعولمة أثار سلبية تتجلى في:

  • تخلق عدداً من عدم المساواة، حيث أنه اتخذت بعض البلدان الانعزالية من وجهة نظر سياسية، بالإضافة إلى عدم التفاعل مع الدول الأخرى.
  • إن استغلال الاقتصاد للمناطق الفقيرة أدت إلى خلق ظروف عمل غير عادلة بالإضافة إلى سلوك مؤسسي غير أخلاقي.
  • تعمل العولمة على توزيع السلع الغير صحية التي تهدد صحة المستهلكين.
  • إن العولمة لا تأتي بدون تكلفة لهذا يجب أن تقوم الشركات بموازنة نتائجها بعناية.
  • إن العولمة قامت بالتأثير على التنمية العالمية لآلاف السنين، ولم تعمل على إظهار علامات في تباطؤها، ولهذا يجب على المجتمع أن ينظر بشكل دقيق في العواقب التي من الممكن أن تنشأ نتيجة الاندماج المتسارع للثقافات والاقتصادات، وضمان تواجد الفوائد التي تفوق التكاليف.[3]

تحديات العولمة

إن أهم تحديات العولمة تتجلى فيما يلي:


  • عولمة المطالب

    والتي تكون نتيجة تدويل وسائل الإعلام، حيث أن القضايا التي تُنشر بواسطة وسائل الإعلام تجعل الناس على دراية كاملة بالمشاكل التي تواجه العالم حيث أن الناس كلهم يشتركون في مخاوف مشتركة نتيجة لعولمة نتائجهم، وإن نتيجة لعولمة الطالب تتجلى مشاكل عند الإدارة العامة تكون في الوصول لحلول للمشاكل المعقدة، وتكون هذه المشاكل معقدة نتيجة لاتساعها بالإضافة إلى ترابطها مع دول العالم.

  • الانفتاح والشفافية

    حيث أن العولمة عملت على تسهيل الانفتاح والشفافية في شؤون الحكومة، حيث أن الحكومة لم تعد قادرة على احتكار وسائل الإعلام ولم تستطع أن تسيطر على محتوى الأخبار وإنما أدت إلى صعود وسائل الإعلام الدولية والاجتماعية.

  • الابتكار

    حيث أن الإدراة العامة بحاجة دائماً لابتكار طرق جديدة حتى تحل القضايا المعقدة.

  • تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

    والتي قربت العالم وأدى هذا إلى صعود كل من وسائل الإعلام الرسمية وأن يرتبط العالم بشكل متزايد حيث أن الناس أصبحوا على معرفة كاملة في أخبار كل المناطق الموجودة في العالم، وإن أي إجراء سلبي من قبل الحكومة من الممكن أن ينشأ له تداعيات خطيرة على أجزاء من العالم.

  • حركة رأس المال

    حيث أن العولمة تعمل على تحرير السوق وعمله كأداة للرأسمالية وإن

    السوق الحرة

    عندما يتم تحويلها لحركة عالمية فتكون أداة لإضعاف الحكومة وبالتالي تثبيط الضرائب وترسيخ الاحتكارات الخاصة.[4]