أشهر قصائد الشماخ الذبياني
قَصَائِد الشَّمَّاخ الذُّبْيَانِيّ
..
أشهر
الشُّعَرَاء الْمُخَضْرَمِين وَالْأَفْضَلُ فِي تَأْلِيفِ الأراجيز، وَبِالرَّغْم مِنْ قِلَّةِ الْمَعْلُومَات الَّتِي زَوِّدْنَا بِهَا الْمُؤَرِّخُون عَن
الشَّمَّاخ الذُّبْيَانِيّ
إلَّا أَنْ عَظْمُه قَصائِدَه كَانَتْ كَافِيَةً وَخَيْر دَلِيلٌ عَلَى براعته.
من هو الشماخ الذبياني
الشَّمَّاخ الذُّبْيَانِيّ
وَهُوَ الِاسْمُ الْمَشْهُورُ بِهِ أَمَّا اسْمُه كاملاً فَهُو “الشمّاخ بْن ضِرَارُ بْنُ حَرْمَلَةَ بْنُ سِنَانٍ بْنِ أُمَامَةَ بْنِ عَمْرو بْن جِحَاش بْن بَجَالة بْن مازِن بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْد بْن ذُبْيان الْمَازِنِيّ الذُّبْيَانِيّ الغطفاني” اِتَّسَمْت قَصائِدَه بِطَابَع مُخْتَلَفٌ وَفَرِيد وَأَبْدَع فِي شَعْرِ الأراجيز كَمَا عُرف بالشاعر المُخضرم كَوْنِه عَاصَر فَتْرَة الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ حَيْثُ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ وَكَانَ ضَمِنَ مِنْ يَحُثّ الْمُجَاهِدِينَ فِي مَعْرَكَةِ الْقَادِسِيَّة عَلَى الْقِتَالِ كَمَا عَاصَر غَزْو أَذْرَبِيجَان بِجَانِب سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ.
قصائد الشماخ الذبياني
قَالَ الْبَعْضُ عَنْ
الشَّمَّاخ
الذُّبْيَانِيّ
أَنَّ اسْمَهُ كَانَ مَعْقِلُ بْنِ ضِرَار ولُقب بـ
الشَّمَّاخ
وَتَمَيَّزَت أَبْيَات شَعْرِهِ كَمَا ذَكَرْنَا بِطَابَع مُمَيِّز فَكَتَب عَدَد ضَخْم مِن الْقَصَائِد تَتَمَثَّل بَعْضُهَا فِي الْآتِي:
وحرف قد بعثت على وجاها | ألا ناديا أظعان ليلى تعرج | تعارض أسماء الركاب عشية |
طال الثواء على رسم بيمئود | أتعرف رسما دارسا قد تغيرا | رأيت وقد أتى نجران دوني |
عفت ذروة من أهلها فجفيرها | عفا بطن قو من سليمى فعالز | لمن طلل عاف ورسم منازل |
أعائش ما لأهلك لا أراهم | نظرت وسهب من بوانة بيننا | ماذا يهيجك من ذكر ابنة الراقي |
صدع الظعائن قلبه المشتاقا | بانت سعاد فنوم العين مملول | ألا أصبحت عرسي من البيت جامحا |
كأني كسوت الرحل جونا رباعيا | أمن دمنتين عرج الركب فيهما | كلا يومي طوالة وصل أروى |
خليل خود غرها شبابه | طيف خيال من سليمى هائجي | قالت ألا يدعى لهذا عراف |
– نظراً لِكَثْرَةِ عَدَدِ قَصَائِد الشَّمَّاخ الذُّبْيَانِيّ فيمكنك الِاطِّلَاعَ عَلَيْهَا مِنْ
هُنَا
.
أشهر قصائد الشماخ الذبياني
لَعَلّ أَشْهُرٍ مَا كَتَبَهُ
الشَّمَّاخ الذُّبْيَانِيّ
هِي قَصِيدَة رِثَائِه لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بَعْدَمَا قُتل حَيْثُ قَالَ:
جـزى اللَّه خيراً مِنْ أَمِيرٍ وباركت
يدُ اللَّهُ فِي ذَاكَ الْأَدِيم الممزّق
كَمَا تَمَيَّز فِي قَصِيدَتِهِ وَحَرْف قَدْ بَعَثْت عَلَى وِجَاهًا قائلاً:
وَحَرفٍ قَد بَعَثتُ عَلى وَجاها … تُباري أَينُقاً مُتَواتِراتِ
تَخالُ ظِلالَهُنَّ إِذا اِستَقَلَّت … بِأَرحُلِنا سَبائِبَ تالِياتِ
لَهُنَّ بِكُلِّ مَنزِلَةٍ رَذايا … تُرِكنَ بِها سَواهِمَ لاغِباتِ
تَرى كيرانَ ما حَسَروا إِذا ما … أَراحوا خَلفَهُنَّ مُرَدَّفاتِتَرى الطَيرَ العِتاقَ تَنوشُ مِنها … عُيوناً قَد ظَهَرنَ وَغائِراتِ
كَأَنَّ أَنينَهُنَّ بِكُلِّ سَهبٍ … إِذا اِرتَحَلَت تَجاوُبُ نائِحاتِ
كَأَنَّ قُتودَ رَحلي فَوقَ جَأبٍ … صَنيعَ الجِسمِ مِن عَهدِ الفَلاةِ
أَشَذَّ جِحاشَها وَخَلا بِجونٍ … لَواقِحَ كَالقِسِيِّ وَحائِلاتِفَظَلَّ بِها عَلى شَرَفٍ وَظَلَّت … صِياماً حَولَهُ مُتَفالِياتِ
صَوادِيَ يَنتَظِرنَ الوِردَ مِنهُ … عَلى ما يَرتَئي مُتَقابِعاتِ
فَوَجَّهَها قَوارِبَ فَاِتلَأَبَّت … لَهُ مِثلُ القَنا المُتَأَوِّداتِ
يَعَضُّ عَلى ذَواتِ الضُغنِ مِنها … كَما عَضَّ الثِقافُ عَلى القَناةِ
وَأَبْدَع بأبياته فِي قَصِيدَةٍ أَلا نادِيا أَظعانَ لَيلى تُعَرِّجِ قائلاً:
أَلا نادِيا أَظعانَ لَيلى تُعَرِّجِ … فَقَد هِجنَ شَوقاً لَيتَهُ لَم يُهَيَّجِ
أَقولُ وَأَهلي بِالجِنابِ وَأَهلُها … بِنَجدَينِ لا تَبعَد نَوى أُمِّ حَشرَجِ
وَقَد يَنتَئي مَن قَد يَطولُ اِجتِماعُهُ … وَيَخلِجُ أَشطانَ النَوى كُلَّ مَخلَجِ
صَبا صَبوَةَ مِن ذي بِحارٍ فَجاوَزَت … إِلى آلِ لَيلى بَطنَ غَولٍ فَمَنعِجِكِنانِيَّةٌ إِلّا أَنَلها فَإِنَّها … عَلى النَأي مِن أَهلِ الدَلالِ المُوَلِّجِ
وَسيطَةُ قَومٍ صالِحينَ يَكُنُّها … مِنَ الحَرِّ في دارِ النَوى ظِلُّ هَودَجِ
مُنَعَّمَةٌ لَم تَلقَ بُؤسَ مَعيشَةٍ … وَلَم تَغتَزِل يَوماً عَلى عودِ عَوسَجِ
هَضيمُ الحَشا لا يَملَأُ الكَفَّ خَصرُها … وَيُملَأُ مِنها كُلُّ حِجلٍ وَدُملَجِتَميحُ بِمِسواكِ الأَراكِ بَنانُها … رُضابَ النَدى عَن أُقحُوانٍ مُفَلَّجِ
وَإِن مَرَّ مَن تَخشى اِتَّقَتهُ بِمِعصَمٍ … وَسِبٍّ بِنَضحِ الزَعفَرانِ مُضَرَّجِ
وَتَرفَعُ جِلباباً بِعَبلٍ مُوَشَّمٍ … يَكُنُّ جَبيناً كانَ غَيرَ مُشَجَّجِ
تَخامَصُ عَن بَردِ الوِشاحِ إِذا مَشَت … تَخامُصَ حافي الخَيلِ في الأَمعَزِ الوَجي
وَاسْتَمَرَّ فِي إبدائعه فَكَتَبَ فِي قَصِيدَتِهِ طالَ الثَواءُ عَلى رَسمٍ بِيَمئودِ تِلْكَ الْأَبْيَاتَ الرَّائِعَة:
[1]
طالَ الثَواءُ عَلى رَسمٍ بِيَمئودِ … أَودى وَكُلُّ خَليلٍ مَرَّةً مودي
دارُ الفَتاةِ الَّتي كُنّا نَقولُ لَها … يا ظَبيَةً عُطُلاً حُسّانَةَ الجيدِ
كَأَنَّها وَاِبنَ أَيّامٍ تُرَبِّبُهُ … مِن قُرَّةِ العَينِ مُجتابا دَيابودِ
تُدني الحَمامَةَ مِنها وَهيَ لاهِيَةٌ … مِن يانِعِ المَردِ قِنوانِ العَناقيدِهَل تُبلِغَنّي دِيارَ الحَيِّ ذِعلِبَةٌ … قَوداءُ في نُجُبٍ أَمثالُها قودِ
يَهوينَ أَزفَلَةً شَتّى وَهُنَّ مَعاً … بِفِتيَةٍ كَالنَشاوى أَدلَجوا غيدِ
خوصَ العُيونِ تَبارى في أَزِمَّتِها …
إِذا تَقَصَّدنَ مِن حَرِّ الصَياخيدِ
وَكُلُّهُنَّ يُباري ثِنيَ مُطَّرِدٍ … كَحَيَّةِ الطَودِ وَلّى غَيرَ مَطرودِ
نُبِّئتُ أَنَّ رَبيعاً أَن رَعى إِبِلا …
يُهدي إِلَيَّ خَناهُ ثانِيَ الجيدِ
فَإِن كَرِهتَ هِجائي فَاِجتَنِب سَخَطي … لا يُدرِكَنَّكَ تَفريعي وَتَصعيدي
وَإِن أَبَيتَ فَإِنّي واضِعٌ قَدَمي … عَلى مَراغِمِ نَفّاخِ اللَغاديدِ