القوانين الكونية في القرآن

مفهوم القوانين الكونية في القرآن

إن المقصود بالقوانين الكونية أو ما تعرف بالسنة التي تم ورودها في

القرآن الكريم

حيث أنه لا توجد كلمة قانون في القرآن الكريم لكن توجد كلمة سنة بدلاً من كلمة قانون، فالسنة هي مجموعة من القوانين التي يسير الوجود كله وفقها، إن

الحياة

تتحرك بمقتضاها وتحكم جزيئاتها، فلا يستطيع أن يشذ عنها مخلوق ولا يكون ذرة في هذا الكون وهذه المجرة إلا وتخضع وفق قانون وسنة، وهي الحياة الإنسانية التي ترتبط بنواميس وقوانين، فمن قام باتباع شروطها والعمل بأسبابها استقامت له الحياة، بينما مَن لا يعمل بهذه الأسباب فيختل نظام الحياة لديه، وإن هناك سنن إجبارية وسنن اختيارية وتكون كالتالي:

  • سنة الجبر وهي الأمور التي لا يستطيع الإنسان أن يختارها مثل الولادة في أسرة معينة، أو الأمور التي تطرأ على الإنسان بفعل الكوارث الطبيعية وغيرها.
  • سنة اختيارية وهي الأمور التي تكون قائمة على إرادة الإنسان وما يمكن أن يحظى به من هذا الكون المسخر له.

وهنا نجد أن السننية أو القوانين الكونية مفهومها القرآني يقصد به أنها هي الحياة التي تعيشها الأمم وإن سعادتها في الدارين ترتبط بمدى تقيد هذه الأقوام بقوانين الحياة التي تتعلق بأمور التسخير والعبودية بالإضافة إلى الاستخلاف

قوانين الله الكونية كما جاءت في القرآن الكريم

إن معرفة قوانين وسنن الكون المذكورة في القرآن أمر مهم جداً لأنها تقوم بترتيب العقل الإنساني ترتيباً صحيحاً حتى يصل إلى مرحلة الإدراك ماله وما عليه، بالإضافة إلى أنها تعمل على إخراج الإنسان من الحيرة والتساؤلات، فالعقل دائماً يتساءل لماذا الشر دائماً منتصر ولماذا لا ينتصر الخير وغيرها من التساؤلات، ولكن معرفة قوانين

الله

وسننه تعمل على ترتيب العقل وتساهم في إخراجه من الحيرة، وتعطيه إجابات شاملة لكل ما يراه، وإن استقصاء وجمع القوانين من القرآن الكريم تتم عن طريق استخراج القانون من خلال

النظر

إلى الآية الواردة في القرآن ثم النظر إلى الواقع، ومعرفة هل هذه الآية تعمل على الحكم على واقعنا كقانون لا يتغير ولا يتبدل.

وإن القوانين العامة التي تحكم الكون وتتحكم بالإنسان يجب معرفتها حتى يدرك الإنسان أن هذه القوانين لا تتغير ولا تتبدل كقوانين الحياة الإنسانية التي وضعها الله سبحانه وتعالى، وإذا لم يتم إدراك هذه القوانين من قِبل الإنسان فسيعاني ويتعب، ومن هذه القوانين الكونية التي تم ذكرها في القرآن الكريم:


  • قانون البداية والنهاية للكون

    حيث أنه تم ذكر هذا القانون في القرآن، فللكون بداية وله نهاية وإن علماء الفيزياء قد وصلوا بعد قطع أشواط هائلة إلى نظرية الانفجار العظيم وأدركوا أن للكون بداية وأكدوا أن له نهاية، فقد قال الله سبحانه وتعالى: ” أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ”، فهذه الآية تبين وتعلن عن أن للكون بداية وله نهاية وقد سميت لحظة الانفجار بكلمة “فتق”، وقد قال تعالى في سورة الزمر: “ونُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ‮ ‬إِلَّا‮ ‬مَن‮ ‬شَاءَ‮ ‬اللَّهُ‮ ‬ثُمَّ‮ ‬نُفِخَ‮ ‬فِيهِ‮ ‬أُخْرَى”، وهذه النفخة في السماوات والأرض هي بداية الكون ونهايته.[2]

  • قانون حفظ بقاء الأنواع

    وهذه الأنواع هي التي تصنع الكون ويتم إعدادها للإنسان، فقد قال الله جل وعلا: “وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ “، وهنا  تبين هذه الآية أن أقوات الناس مقدرة من قبل خلق الإنسان، وفي سورة فصلت قال الله عز وجل: “ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ”، وهناك آيات أخرى تبين قانون بقاء حفظ الأنواع.

  • قانون الخلق على الثنائي والتوازن

    وإن هذا القانون هو من أهم القوانين، وقد قال تعالى: “وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ”، فالإنسان لم يحترم هذا

    التوازن

    وقد عبث فيه وكانت نتيجة هذه العبث هو رد الطبيعة على الإنسان بأمطار بغير مواسمها، بالإضافة إلى الزلازل والبراكين.

  • قانون تسخير الكون للإنسان وسيادته على الكون

    ، وهنا نجد أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر في القرآن الكريم أن هناك عالماً يتألف من

    الجن

    والإنس ولكن السيادة هي للإنسان، فقال تعالى: “وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ “، وقد قال في سورة لقمان: “أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً”.

آية تدل على أن الله لم يخلق الكون عبثاً

إن من القضايا التي تم اعتقادها أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الكون عبثاً، وإنما خلقه على سنن تدبر أمر وتعمل هذه السنن على تسيير شأنه وأموره، وإن مفتاح ذلك نجده في الآية القرآنية التي تدل على هذا في سورة الفرقان: “وخلق كل شيء فقدره تقديراً”، وإن القرآن مليء بتأصيلات فائقة في موضوع السنن، فهو يعمل على توجيه الإنسان بفكره إلى الاستنطاق بالإضافة إلى استقراء الحوادث والأسباب التي قامت تارة على خفض أقوام وتارة على رفع آخرين.[1]

القوانين الكونية السبعة الهرمسية

إن القوانين الكونية لهرمس وهم سبعة قوانين تتجلى في:


  • قانون العقلانية

    والذي يدعو إلى التوازن ما بين شقي

    الدماغ

    الأيمن والأيسر، بالإضافة إلى العمل على التوازن ما بين التحليل والمنطق والحساب مع العاطفة والفن والروحانية.

  • قانون المطابقة

    أي التناظر وإن هذا القانون ينص على أن مافي الأعلى موجود في الأسفل، فمثلاً نجد أن

    الرزق

    موجود في السماء ولكن يجب أن يقوم الإنسان بالعمل بجد حتى يستحق هذا الرزق، وإن قانون المطابقة يشير إلى أن كل ما في الكون مترابط، وأننا كلنا مترابطون فيما بيننا.

  • قانون الاهتزاز

    وسنشرحه لاحقاً في هذا المقال.

  • قانون الإيقاع

    حيث أنه يشير إلى أن كل أمر يحدث في الحياة فيكون مندرجاً ضمن خطة تتوافق مع السعة الطاقية للإنسان وتساعده في الوصول إلى هدفه وإلى التطور الروحي، فإذا كنت تواجه حالة من

    الألم

    أو تعترضك المشاعر السلبية فكن على معرفة أن هذه الأمور بمثابة

    رسالة

    لك حتى تغير شيئاً في تعاطيك مع الحياة.

  • قانون السبب والنتيجة

    وهو الذي يؤكد أن الواقع ما هو إلا نتيجة لأفكار ومشاعر الإنسان وأنه هو السبب في الخيارات المطروحة والمتواجدة في حياته.

  • قانون القطبية

    وهو عبارة عن تضادات عديدة ولولا تواجد النقيض فلم نشعر بالنعمة والبركة، فإن الله عز وجل قد خلق لكل شيء منحيين المنحى الإيجابي والمنحى السلبي ليحثنا ويدعونا للوصول إلى مرحلة

    الرضا

    والتقبل.

  • قانون الجنس الكوني

    إن لكل شيء في الكون له طاقة ذكورية تتجلى في

    القسوة

    والنار والعطاء بالإضافة إلى وجود الطاقة الأنثوية التي تتجلى في

    التسامح

    والسكينة بالإضافة إلى اللين والاحتواء، ووجود هذيين المنحيين تصل بالإنسان إلى حالة التوازن.[2]

قانون الاهتزاز الكوني

وهنا نجد أن الفيزيائيون قد غاصوا في دراساتهم حتى وصلوا إلى أن أصل كل شيء في هذه الحياة يتجلى في تواجد الذرات والتي تتكون من نواة وإلكترونات وتتواجد حولها وتستمر في الدوران، وقد تم التعمق في النواة وتوصولوا إلى أنها تتألف من جزيئات صغيرة تعرف باسم النيوترونات والبروتونات، وإن قانون الاهتزاز عند هرمس يؤكد أن كل شيء في هذا الكون يهتز، وأن هذه الأشياء لديها تردد متشابه لهذا فهي تعتبر جاذبة بعضها البعض، ولهذا من الواجب أن يتم المحافظة على ذبذبات إيجابية مثل مشاعر

السعادة

والفرح.