صفات كلام النبي صلى الله عليه وسلم

صفة كلام الرسول صلى الله عليه وسلم

إن الكلام هو من أبرز الصفات الذي يعمل على استكمال شخصية الإنسان، ولهذا يجب أن نتطرق إلى سمت الكلام عند النبي عليه

الصلاة

والسلام فهو قدوتنا وقدوة المسلمين أجمعين، فمن الواجب أن نقف عند هذا الموضوع ونسلط الضوء عليه، حيث أن يجب أن يتحلى الكلام بمهمة البيان فقد قال تعالى: “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ”، فهذه الآية تبين أن من المهمات الكبرى التي تكون على عاتق رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام هي البيان في الكلام وإيضاحه، وإن للبيان أنواع وهي:

  • البيان في القول وهو في

    مقدمة

    هذه الأنواع، وقد يكون القول حديثاً في المجلس أو على شكل موعظة أو خطبة.
  • البيان في الفعل.
  • البيان في الإقرار.

وإن الرسول عليه الصلاة والسلام قد استعمل كل أنواع البيان في تنفيذ مهمته الموكلة إليه، وإن صفة كلام النبي صلى

الله

عليه وسلم كانت :

  • مفهومة ومفصلة.
  • وإن السامعين يستطيعون سماع كلامه وفهمه.
  • وكان يتصف كلامه بالبلاغة والفصاحة.
  • كان كلامه عذب وسريع الأداء.
  • يتصف كلامه بالمنطق ويأخذ مجامع

    القلوب

    ويأسر الأرواح.
  • يتكلم بشكل مفصل ومبين، فيعد العاد فلا يكون سريع لا يُحفظ، ولا يكون كلام متقطع لا يُدرك.
  • وكان صلى الله عليه وسمل طويل الصمت، ولا يقول كلمة إلا فيما يرجو ثواب االله سبحانه وتعالى.
  • كان النبي إذا تكلم افتتح الكلام بذكر الله واختتمه به، ويكون كلامه فَصْل ليس بالهزل، ليس هناك زيادة عن بيان المراد ولا تقصير، ولا تقريع أو فحش.
  • وكان كلامه يتصف بجوامع الكلم والمقصود هنا كما أوضحه النووي

    رحمه الله

    يعني القرآن الكريم، حيث أن الله سبحانه وتعالى جمع في الألفاظ اليسيرة منه المعاني الكثيرة، وإن رسولنا الكريم كان كلامه بالجوامع قليل اللفظ ولكنه كثير المعاني.
  • قالت عائشة رضي الله عنها: “إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث حديثًا لو عدَّه العادُ لأحصاه” كناية عن عدم كثرة الحديث، وتوضح ذلك فتقول: “ما كان يسرد سردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام بَيْنَهُ فصلٌ، يفهمه كل من سمعه”.
  • عن عائشة رضي الله عنها قالت : ” ماكان رسول صلى الله عليه وسلم يسرد كسردكم هذا ولكنه كان يتكلم بكلام بين فضل يحفظه من جلس إليه”.
  • عن جابر بن عبد الله  رضي الله عنهما  قال ” كان في كلامه ترتيل أو ترسيل”.[1]

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيد الكلام عند الحاجة

يقول أنس رضي الله عنه: “إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تفهم عنه وإذا أتى على قوم فسلم عليهم، سلم ثلاثاً”، ونجد في هذا الحديث الشريف فيه استحباب بيان الكلام وإيضاحه، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعيد كلامه ثلاثاً حتى يهمه السامع ويعقله وخاصة عندما يتحدث في الأمور الدينية المهمة حتى لا تفوت على السامعين، وكان يعيد أيضاً كلامه عندما يرى أن بعض السامعين لم يصغوا إليه تمام الإصغاء،وقد ثبت في الصحيحين عن حديث لأبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “بعثت بجوامع الكلم”.

صفة ضحك النبي صلى الله عليه وسلم

إن ضحكة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تبسماً وإن الغاية من ضحكه كانت أن تبدو نواجذه، فكان عليه الصلاة والسلام يَضْحَك مما يُضْحك منه، ويتعجب مما يُتعجب منه، ولم يكن ضحكه بأسلوب القهقهة بل كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويخرج صوت أزيز من صدره، أما عكس

الضحك

فهو

البكاء

ومن المهم أن ننوه إلى بكاء الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يكن بكاءه بصوت مرتفع ولا بشهيق، وكان يبكي رحمة للميت، وقد دمعت عيناه أيضاً عندما مات ابنه، وأحياناً كان يبكي خوفاً على أمته، وتارة كانت عيناه تفيض بالدمع من خشية الله، وقد بكى عليه الصلاة والسلام عندما قرأ ابن مسعود رضي الله عنه سورة

النساء

إلى قوله تعالى: “فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً”.[2]

هدي النبي في كلامه

قال معاذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم : وهل نؤاخذ بما تكلمت به ألسنتنا ؟ قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ معاذ ثم قال : ” يا معاذ ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم في

جهنم

إلا ما نطقت به ألسنتهم فمن كان يؤمن بالله واليوم والآخر فليقل خيراً أو يسكت عن شر، قولوا خيراً تغنموا واسكتوا عن شر تسلموا “، فبواسطة القطعة الصغيرة ألا وهي اللسان التي خلقها الله سبحانه وتعالى للإنسان يستطيع أن يعبر عن مشاعره ويطلب حاجته، بالإضافة إلى أنها تُستخدم لأن يدافع الإنسان عن نفسه ويعبر عما في داخله،  قال صلى الله عليه وسلم : ” من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له

الجنة

“، وقال صلى الله عليه وسلم : ” إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايلقي لها بالا يهوي بها في جهنم”، ولهذا فقد أوضح نبينا الكريم في أننا يجب أن ننتبه لكلامنا ونعي بما نلفظ، وهنا

السؤال

المطروح ما هو هدي النبي صلى الله عليه والسلام في الكلام، وتتجلى الإجابة عن هذا السؤال في النقاط التالية:

  • نهى رسولنا الكريم عن الصمت إلى الليل، فقد قال علي رضي الله عنه: ” حفظت عن رسول  صلى الله عليه وسلم : لا يتم بعد احتلام ولاصمات يوم إلى الليل “، والمقصود بالصمات هنا أي سكوت إلى الليل.
  • إن الرسول صلى الله عليه وسلم اتصف بطول صمته، فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طويل الصمت قليل الضحك “، وهنا وجب التنويه أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يوفق بين البند الأول والبند الثاني في أنه كان يكثر من الصمت، ولكنه عندما يتكلم فلا يتكلم إلا عند الحاجة.
  • عن جابر  رضي الله عنهما  أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال : ” إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون ، قالوا يا رسول الله قد علمنا : الثرثارون والمتشدقون ، فما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون.”[3]