تعريف نظرية التأصيل .. ومعنى الدراسة التأصيلية

تعريف نظرية التأصيل

كل البحوث “تتركز” على البيانات، لكن القليل من الدراسات تنتج “نظرية تأصيلية”، بمعنى أن

نظرية التأصيل هي نظرية منهجية استقرائية،

على الرغم من أن الكثيرين يطلقون على النظرية التأصيلية طريقة نوعية، إلا أنها ليست كذلك، إنها طريقة عامة،

وهي

توليد منهجي للنظرية من البحث المنهجي، إنها مجموعة من إجراءات البحث الصارمة التي تؤدي إلى ظهور الفئات المفاهيمية، حيث ترتبط هذه المفاهيم أو الفئات ببعضها البعض كتفسير نظري للإجراءات التي تحل باستمرار الشاغل الرئيسي للمشاركين في مجال موضوعي، وبالتالي يمكن استخدام نظرية التأصيل مع البيانات النوعية أو الكمية.


وغالبًا أيضا ما يُنظر إلى نظرية التأصيل

على أنها طريقة تفصل بين النظرية والبيانات لكن البعض الآخر يصر على أن الطريقة تجمع بين الاثنين، لا يمكن إنكار ارتباط جمع البيانات وتحليلها وصياغة النظرية بالمعنى المتبادل، ويتضمن نهج النظرية القائمة على أسس إجراءات واضحة لتوجيه ذلك، يتضح هذا بشكل خاص في أنه وفقًا لنظرية التأصيل، فإن عمليات طرح الأسئلة وإجراء المقارنات مفصلة على وجه التحديد لإبلاغ التحليل وتوجيهه وتسهيل عملية التنظير، على سبيل المثال، يتم التأكيد بشكل خاص على أن أسئلة البحث يجب أن تكون مفتوحة وعامة بدلاً من تشكيلها كفرضيات محددة، وأن النظرية الناشئة يجب أن تأخذ في الاعتبار ظاهرة ذات صلة بالمشاركين.[1]

معنى الدراسة التأصيلية


الدراسة التأصيلية

هي عملية يتم فيها توجيه جمع البيانات عن طريق أخذ العينات النظرية، مما يعني أن أخذ العينات يعتمد على التركيبات ذات الصلة من الناحية النظرية، حيث تستخدم العديد من التجارب، في مراحلها الأولى، طرق أخذ العينات المفتوحة لتحديد الأفراد أو الأشياء أو المستندات، وذلك حتى يمكن تقييم صلة البيانات بسؤال البحث مبكرًا، قبل استثمار الكثير من

الوقت

والمال، أما في المراحل اللاحقة، يتم استخدام عينات منهجية أو متغيرة بشكل متكرر بهدف

تحديد


موقع

البيانات التي تؤكد العلاقات بين الفئات، أو تحد من قابليتها للتطبيق، وتتضمن المرحلة النهائية عمومًا أخذ العينات التمييزي، والذي يتكون من الاختيار المتعمد والموجه للأفراد أو الأشياء أو المستندات للتحقق من الفئة الأساسية والنظرية ككل، وكذلك للتعويض عن الفئات الأخرى الأقل تطورًا، كما تشتمل الأجزاء الضرورية من التحليل على إجراءات أخرى مثل كتابة المذكرات واستخدام المخططات، بالإضافة إلى إجراءات تحديد ودمج التفاعل والعملية.

منهج نظرية التأصيل

يتضمن منهج النظرية التأصيلية التحليل المقارن المستمر أو ما أصبح يسمى طريقة المقارنة الثابتة، ويتضمن هذا انتقال الباحث داخل وخارج عملية جمع البيانات وتحليلها، تسمى هذه الحركة ذهابًا وإيابًا بين جمع البيانات وتحليلها أحيانًا “التكرار”، وتتضمن أبحاث النظرية التأصيلية تكرارات متعددة.

تبدأ العملية بطرح الباحث سؤالاً أو سلسلة من الأسئلة المصممة لتؤدي إلى تطوير أو توليد نظرية تتعلق ببعض جوانب

الحياة

الاجتماعية (على سبيل المثال، كيف ترى الممرضات دورهم في عملية تقديم الرعاية في أماكن الرعاية الأولية؟)، هذا

السؤال

التوليدي، يؤدي إلى التكرار الأول لأخذ العينات النظرية، أي تحديد عينة أولية من الأشخاص للمراقبة أو التحدث معهم (مثل الممرضات المسجلات).

بعد جمع بعض البيانات يقوم الباحث بتحليلها، تسمح عملية التحليل للباحث بالبدء في تطوير نظرية فيما يتعلق بسؤاله، بناءً على هذه النظرية الأولية، يقرر الباحث كيفية أخذ العينة (على سبيل المثال التحدث إلى الممرضات من

خلفيات

تعليمية مختلفة)، وهذا ما يسمى بأخذ العينات النظرية.

تعد عملية جمع البيانات وتحليلها باستمرار والمشاركة في عملية أخذ العينات النظرية من السمات الحاسمة للتحليل المقارن المستمر، وتستمر عملية المقارنة حتى يصل الباحث إلى التشبع، أي النقطة التي لا توجد عندها أفكار ورؤى جديدة ناشئة من البيانات، بدلاً من ذلك، يرى الباحث تكرارًا قويًا في الموضوعات التي لاحظها بالفعل وعبّر عنها.

خصائص نظرية التأصيل

تحتوي نظرية التأصيل على العديد من الخصائص الفريدة التي تم تصميمها للحفاظ على “أصل” النهج، حيث يتم الجمع بين جمع البيانات وتحليلها بوعي، ويستخدم التحليل الأولي للبيانات لتشكيل جمع البيانات المستمر، من المفترض أن يوفر هذا للباحث فرصًا لزيادة “كثافة” و “تشبع” الفئات المتكررة، بالإضافة إلى المساعدة في توفير إجراءات المتابعة فيما يتعلق بالنتائج غير المتوقعة.

تم تصميم تداخل جمع البيانات وتحليلها بهذه الطريقة أيضًا لزيادة الرؤى وتوضيح معلمات النظرية الناشئة، في الوقت نفسه، تدعم الطريقة إجراءات جمع البيانات الأولية والتحليلات الأولية قبل محاولة دمج الأدبيات البحثية السابقة، من المفترض أن يضمن هذا أن التحليل يستند إلى البيانات وأن التركيبات الموجودة مسبقًا لا تؤثر على التحليل أو التشكيل اللاحق للنظرية، وبالتالي إذا تم استخدام النظرية الحالية، فيجب تبريرها في البيانات.

تحليل البيانات في نظرية التأصيل

تتضمن عملية تحليل البيانات في نطرية التأصيل أيضًا ثلاثة مستويات أو أنواع من الترميز:


  • الترميز المفتوح

    – حيث يبدأ الباحث في تجزئة البيانات أو تقسيمها إلى مجموعات متشابهة وتشكيل فئات أولية من
  • المعلومات حول الظاهرة التي يتم فحصها


    الترميز المحوري

    – بعد الترميز المفتوح المكثف، يبدأ الباحث في الجمع بين الفئات التي حددها في مجموعات، وتشبه هذه المجموعات الموضوعات، وهي بشكل عام طريق جديد لرؤية وفهم ظاهرة التأصيل، وهي أيضا قيد الدراسة.

  • الترميز الانتقائي

    – وفيه ينظم الباحث ويدمج الفئات والموضوعات بطريقة تعبر عن فهم أو نظرية متماسكة لظاهرة الدراسة.

متطلبات العمل بنظرية التأصيل

توفر نظرية التأصيل إجراءات مفصلة ومنهجية لجمع البيانات وتحليلها والتنظير فيها، ولكنها تهتم أيضًا بجودة النظرية الناشئة، حيث ذكر شتراوس وكوربين، وهما من أوائل من أسسوا هذه النظرية، أن هناك أربعة متطلبات أولية للحكم على نظرية ذات تأصيل جيد:

  • يجب أن تتناسب مع الظاهرة، بشرط أن تكون مشتقة بعناية من بيانات متنوعة وأن تكون ملتزمة بالواقع المشترك للمنطقة،  يجب أن توفر الفهم وأن تكون مفهومة.
  • نظرًا لأن البيانات شاملة، يجب أن تكون عمومية، حيث تتضمن النظرية تباينًا واسعًا وهي مجردة بما يكفي لتكون قابلة للتطبيق على مجموعة متنوعة من السياقات.
  • يجب أن توفر السيطرة، بمعنى توضيح الشروط التي تنطبق عليها النظرية ووصف أساس معقول للعمل.

تقدم النظرية التأصيل العديد من المزايا، ولكن نظرًا لأنها طريقة دراسة دقيقة ومضنية، فهي تتطلب مستويات عالية من الخبرة والفطنة من جانب الباحث، لهذا السبب، يجب على الباحثين المبتدئين تجنب طريقة الدراسة هذه حتى يحققوا الصفات المناسبة اللازمة لتنفيذ النهج بشكل فعال.[2]