السبب وراء خوف الفيل من الفئران والنمل
قصة الفيل والفأر
عادةً ما تُرى صورة
الفيل
الكبير وهو يرتعد خوفاً عندما يرى فأراً صغيراً في الرسوم المتحركة وأفلام الأطفال ولكن كيف يمكن لفيل ضخم أن يخاف من فأر صغير؟ هل هي مجرد أسطورة كرتونية مضحكة أم إن الأفيال تتجول في السافانا في خوف دائم من الفئران القاتلة؟
لا تقتصر صورة الأفيال وهي تهرب من الفئران على
فيلم
Dumbo مع المشاهدة الفعلية للأفيال وهي تهرب من الفئران في البرية لكن لا أحد يعرف حقاً كيف يمكن أن تكون هذه المخلوقات التي يبلغ وزنها 6 أطنان خائفة جداً.
السبب الذي يجعل الناس يعتقدون أن الأفيال تخاف من الفئران هو أنها يمكن أن تقضم أقدامها ويمكن أن تتسلق جذوعها وتخنقها ولكن هذا أمر مخيف للغاية حيث تعود هذه
النظر
ية إلى عام 77 بعد الميلاد عندما كانت هناك
قصة
يونانية عن فأر صعد إلى أنف الفيل ثم دفعه إلى الجنون حتى في القرن السابع عشر حيث اعتقد الطبيب الأيرلندي ألين مولين إن الأفيال كانت خائفة من الفئران لأنها لا تمتلك لسان المزمار وهو عبارة عن رفرف من الغضروف الذي يغطي القصبة الهوائية عند البلع وبالتالي إذا زحف فأراً في فمها فسوف تختنق.
لماذا يخاف الفيل من الفأر
قال الطبيب الأيرلندي ألين مولين إنه لاحظ أن الأفيال تنام وجذوعها قريبة من الأرض وقال إن هذا ربما يمنع القوارض من الدخول إليها أثناء نومها وقال خبير الفيل ريتشارد لاير إن هذه النظرية “سخيفة” وأنه من المستبعد جداً أن يتمكن الفأر من الوصول إلى جذع الفيل فإذا كان على الفأر أن يصعد إلى جذع الفيل فلن يكون من الصعب جداً على الفيل ببساطة أن ينفخ الفأر من أنفه.
تم إجراء
اختبار
على أفيال السيرك حيث حمل مدرب الفيل الفئران في أيديهم وأظهرها للفيل والمثير للدهشة إن الأفيال لم تكن تهتم كثيراً ويبدو أنها “بدت تشعر بالملل”.
فهل تخاف الأفيال من الفئران؟
قال جوش بلوتنيك Josh Plotnik الباحث في سلوك الأفيال وذكائه: “إن الأفيال تعاني من ضعف في
البصر
وبالتالي قد تندهش عندما يمر حيوان صغير مثل الفأر من وراء أقدامهم ولن يعرف الفيل ما إذا كان فأراً صغيراً يركض في الأرجاء أو شيئاً أكثر خطورة مثل الضبع وقال جوش إنه لن تكون الفئران وحدها هي التي يمكن أن تسبب فزع الأفيال ولكن في البرية أي شيء يجري فجأة أو ينزلق من قبل الفيل يمكن أن يخيفه”.
قد يفسر هذا سبب عدم خوف أفيال السيرك من الفئران المعلقة على رؤوسهم لأنها لم تكن تركض حول أقدامها وتفزعها لذلك من المحتمل إن الأفيال لا تخاف فعلياً من الفئران لكنها تفاجأ بحركاتها المفاجئة من خلال
الخوف
من إنها قد تكون شيئاً أكبر وأكثر خطورة من فأر صغير.[2]
هل الفيل يخاف من النمل
نعم، قد تكون صغيرة لكن
النمل
يُمكن أن يُركع الأفيال العملاقة على ركبتيه وفقاً لدراسة جديدة كشفت إن الأفيال في السافانا لديها سبب وجيه للخوف من الحشرات الصغيرة فسوف يزحف النمل إلى جذوع الأفيال لصد تلك الوحوش الجائعة من التهام غطاء الأشجار في جميع أنحاء السافانا التي تعاني من الجفاف في شرق إفريقيا ويقال إن الجزء الداخلي من جذع الفيل رقيق وحساس للغاية لآلاف النمل الذي يتجمع فيه.
قال باحث بجامعة فلوريدا تود بالمر Todd Palmer:” إنه من خلال القيام بذلك يلعب النمل دوراً مهماً محتملاً في تنظيم عزل الكربون في هذه النظم البيئية حيث يواجه هؤلاء النمل الصغار هذه الحيوانات العاشبة الضخمة ويحمي الأشجار ويؤثر بشكل كبير على النظم البيئية التي يعيشون فيها حيث يلعب هذا النمل دوراً رئيسياً في منع الحيوانات التي ترغب في أكل الأشجار من إلحاق أضرار جسيمة بتلك الأشجار”.
بعد إجراء العديد من الدراسات والأبحاث لوحظ إن الأفيال نادراً ما تأكل نوعاً شائعاً من الأشجار يُعرف باسم Acacia drepanolobium حيث يقوم النمل بحشد أي شيء يلمس الأشجار لكنهم كانوا يتغذون على الأشجار الأخرى التي لا تأوي النمل ولكن الأفيال تحب أكل
أشجار
“نبات النمل” بقدر ما يحبون أكل أنواع الأشجار المفضلة لديهم وأنه عندما يكون هناك نمل على أي من نوعي الأشجار تتجنب الأفيال تلك الأشجار مثل طفل يتجنب البروكلي.
لذا يتساءل الباحثون عما إذا كانوا قادرين على الحفاظ على الغطاء الأخضر لغابات السافانا ببساطة عن طريق رش الأشجار برائحة النمل، فقال السيد بالمر إن دور النمل في إنقاذ الأشجار أمر بالغ الأهمية مع الاهتمام بإبطاء تراكم الغازات المسببة للاحتباس الحراري لأن الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.[1]
هل الفيل يخاف من الأسد
بالفعل يخافون عندما يسمعون زئير
الأسود
ففي
أفلام
التاريخ
الطبيعي تُصوَّر اللبؤات عادةً على أنها صائدات بينما يتجول ذكور الأسود تحت الأشجار الظليلة لكن الذكور ليسوا مختلفين فهم قاتلون فعالون لا سيما عندما يستهدفون فريسة أكبر مثل الأفيال والجاموس بصرف النظر عن البشر فإن الأسود هي الحيوانات المفترسة الوحيدة القوية بما يكفي لقتل الفيل فالذكور كونهم أثقل بنسبة 50٪ من الإناث مناسبون بشكل خاص لهذه المهمة وعادةً ما يتطلب الأمر سبع لبؤات لقتل فيل لكن يمكن لذكرين فقط فعل الشيء نفسه
حتى الذكر العازب يمكنه التغلب على فيل صغير فبين عامي 1994 و 1997 اكتشف ديريك جوبيرت من جامعة ساسكس أن
أسود
متنزه تشوبي الوطني في بوتسوانا يتحسنون بشكل أفضل في صيد الأفيال ومن الواضح أن ذكر الأسود يشكل تهديداً كبيراً والأفيال الأكبر سناً تعرف ذلك حيث وجدت كارين ماكومب من جامعة ساسكس إن الأمهات الأكبر سناً الإناث اللاتي يترأسن قطعان الأفيال أكثر وعياً بالتهديد الذي يشكله ذكور الأسود
وإذا سمعوا تسجيلات زئير الذكور فمن المرجح أن يوجهوا قطيعهم إلى تشكيل دفاعي حيث يمكن لخبرتهم وقيادتهم أن تنقذ حياة أتباعهم ويقول ماكومب: “ستكون الوحدات العائلية بقيادة الأمهات الأكبر سناً في وضع يمكنها من اتخاذ قرارات أفضل بشأن التهديدات المفترسة والتي من المرجح أن تعزز لياقة الأفراد داخل المجموعة”.[3]
كيف يتزوج الفيل
كثير منا يتساءل عن تكاثر الفيلة وكيف تتزاوج من بعضها البعض فمن المعروف إن الفيلة تعيش في مجتمعات معقدة مع
الأبقار
لذلك فهي مخلوقات اجتماعية فكل قطيع من الفيلة لديه أنثي واحدة وهي تعتبر الأم هي التي تقوم بدور توجيه القطيع كما إنها تعمل على تعليم صغار الأفيال السلوك السليم حيث تصل الإناث إلى مرحلة
النضج
الجنسي في سن 10 إلى 12
بينما الذكور يبقوا مع
العائلة
حتى بلوغهم سن 12 إلى 15 سنة ويبلغ عمر الذكور حوالي 25 عاماً وفي الغالب لا يتزواج الأفيال الذكور قبل سن الثلاثون وذلك من أجل الوصول للحجم المناسب لكن ماذا يحدث عندما ينفصل الأفيال الذكور عن الأبقار؟
يعيش الأبقار بمفردهم أو ينضمون إلى ثيران أخرى ويترك الأفيال القطيع ويعيشون مع الإناث بشكل منفصل مع زيارة الأبقار من فترة إلى اخرى عندما تكون بعض الإناث في موسم التزاوج المعروف باسم الشبق.[4]