لماذا يشعر الطفل الأول بالأنانية وحب التملك
ما هو سلوك الأنانية وحب التملك عند الاطفال
يقال أنه في علم النفس لا ينبغي أن تصف طفل صغير بأنه أناني، فالانانية نابعة من التفكير العميق، وهي في الأغلب صفة مكتسبة من
البيئة
المحيطة.
وبالمثل يمكن تعريف الأنانية عند الأطفال على أنها اهتمام
الطفل
بنفسه وبمصالحه دون الاهتمام بمصلحة الاخربن من حوله مثل اخوته أو اصدقائه، وتقتصر نظرة الطفل الأناني على حاجته الخاصة فقط، حيث تكون حاجته هي محور حياته.
ونجد أن الطفل الأول هو أكثر
الاطفال
انانية، حيث تبدأ لديه من مرحلة مبكرة من العمر، ويمر اغلب الاطفال بنوع من انواع
الانانية
، ويجتاز معظم الأطفال هذه المرحلة بشكل صحي بعد مرور فترة بسيطة من
الوقت
، إلا أن البعض الآخر يحتفظون بها عند الكبر. [1]
لماذ يشعر الطفل الأول دائمًا بالأنانية وحب التملك
قد يمضي الطفل الاول فترة من عمره وحيداً حتى يأتي أخوه أو أخته، فهو في تلك الفترة يمضي ذلك الوقت بمفرده يسيطر على كل شيئا من حوله، وكل الألعاب له وحده.
ويسيطر عليه بشدة خاصة إذا نال الطفل القسط الزائد من
الحب
والدلال من جميع افراد عائلته، وكان هو فقط موضع اهتمامهم وحبهم ، فيزيد ذلك من شعور الانانية له.
ولكن لكل قاعدة وشواذ فليس كل الاطفال المولودين في البداية يشعرون بالانانية، ومن هنا يأتي دور الوالدين، في عدم السماح لنمو الانانية بداخلهم، من خلال اخبارهم دائما بأنهم لابد وأن يشاركوا ممتلكاتهم مع غيرهم،
فمثلا إذا جلس طفلك مع طفلاً غيره وأراد الطفل الآخر أن يلعب مع طفلك، فحاولي التحدث مع طفلك ليس بأن يعطيه ألعابه للأبد فهذا بالطبع ليس من حقك ولكن حاولي أخباره بأن يشارك ألعابه معه في وقت اللعب. [1]
هل يولد الطفل أناني
لقد أعتقد الكثيرون أن الأطفال بطبيعتهم أنانين، لكن الأبحاث النفسية الحديثة تشير إلى أن هذا ليس هو الحال بالضرورة.
فلقد أمضى الباحث في جامعة ميشيغان” فيليكس وارنيكن” 17 عامًا في دراسة الأطفال الصغار، وتعلم أن الأطفال يظهرون سلوكيات
الإيثار
منذ سن مبكرة جدًا.
قال لـ HuffPost: “ما وجدناه هو أن الأطفال لديهم ميل قائم على أساس بيولوجي تلقائي للاهتمام بالآخرين”، وإنهم يساعدون في وقت مبكر، ويفعلون ذلك بشكل عفوي دون أن يُطلب منهم ذلك أو يُعرض عليهم مكافأة أو يُلاحظ من قبل والديهم، وهذا يجعلنا نعتقد أن الطبيعة البشرية ليست أنانية بحتة، لكننا مجهزون ببعض الميول و
القيم
التربوية الخاطئة التي يمكن تُظهر وتخلق الأنانية في القلوب.
ما الذي يسبب السلوك الأناني وحب التملك عند الطفل الأول
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تطور السلوك الأناني لدى الطفل الأول، وقد يكون الوالدان هم من يساهمون بشكل مباشر أو غير مباشر في ذلك، وفيما يلي بعض أسباب الأنانية عند الطفل:
- يفسد الآباء أطفالهم لأسباب سلبية خاصة بهم مثل التجنب أو الشعور بالذنب أو التعويض أو “الحب” يؤدي إلى سلوك أناني في الطفل.
- يمكن للشعور بالإهمال أن يجعل الطفل أنانيًا.
- عندما يكون الطفل غاضبًا أو مكتئبًا أو قلقًا ولا ينتبه إليه أحد، فقد يصبح منعزلاً ويبدأ في التركيز على نفسه دون الاهتمام بالآخرين.
- عندما يشعر طفلك بالغيرة من أخته أو اخاه، فقد يصبح أنانيًا.
- عندما يتصرف أحد الوالدين أو أي فرد آخر من أفراد الأسرة بأنانية، فقد يقوم الطفل بتقليد سلوكه.
-
عندما لا يضع الآباء حدودًا للطفل، فقد يصبح أنانيًا ومدللًا، وقد يؤدي عدم
الانضباط
أيضًا إلى جعل الطفل أنانيًا. - قد يصبح الطفل مهووسًا بذاته إذا لم يعلمه والديه قيمة أن يكون غير أناني.
- عندما يكون لدى الطفل ذكاء عاطفي مختلف، ولا يعرف كيف يفهم مشاعر الآخرين.
- إذا انتزع طفلك شيئًا من صديقه وهو يكرر كلمة “لي”، أو يرفض مشاركة ألعابه، فقد يكون أنانيًا. [3]
كيف تربي طفل غير أناني
هل تتساءل كيف تتعامل مع طفل أناني؟، فقد تكمن الخطوة الأولى لتغيير السلوك الأناني للطفل في إدراك أن هذا السلوك يمثل مشكلة كبيرة وليست مرحلة مؤقتة، كما يعتقد البعض، وذلك لإصلاح السلوك الأناني لطفلك، إليك ما يمكنك فعله:
الوصول إلى اساس المشكلة
حاول أن تبدأ بالوصول إلى جوهر المشكلة، أي معرفة سبب أنانية طفلك، فهل هو شيء جديد؟ هل يتشاجر مع إخوته؟ هل قواعدك ضعيفة للغاية؟ هل هناك مشكلة في المدرسة؟ قبل القلق بشأن العواقب، قم أولاً بإعداد قائمة واطلع على ما تغير في طفلك مؤخرًا، والذي قد يساهم في سلوكه الأناني.
ممارسة سياسة عدم
التسامح
لتصحيح سلوك طفلك، عليك بإخباره دائما بأنه لن يتم التسامح مع مثل هذا السلوك مطلقاً، فعليك عمل الآتي :-
- أن تكون ثابتًا وحازمًا لأن هذا قد يكون صعبًا، إذا اعتاد الطفل على كل عمل يقوم بتحقيقه
- فحاول أن تضع تلك القواعد، مثل أن لا تحاولي إظهار الأنانية في المنزل أو في أي مكان آخر.
- أظهري عدم موافقتك إذا كان طفلك يتصرف بأنانية.
- يجب عليكِ إخباره عن سبب خطأ الأنانية واجعليه يدرك لتلك العواقب الوخيمة.
علميه
التعاطف
فالأطفال الذين يمكنهم أن يضعوا أنفسهم في مكان الآخرين ويشعرون بألم شخص ما هم أكثر عرضة لأن يكونوا كرماء وغير أنانيين.
لذلك علمي طفلك التعاطف بالإشارة إلى مشاعر الآخرين، حاولي الإشارة إلى سلوكيات وتعبيرات وجوه الأشخاص من حوله لمساعدته على فهم الفرق بين
السعادة
والحزن، ويمكنك أيضًا لعب الأدوار لمساعدة طفلك على تخيل شعوره في موقف معين، فمثلا اسأليه، “كيف سيشعر في موقف مشابه؟” فهذا سيساعده في بناء التعاطف معه.
وضع القيود
سوف يصبح الأطفال أنانيين إذا اعتادوا على الحصول على ما يريدون، فهذا هو الوقت المناسب في أنك تحتاج إلى وضع حدود مناسبة لطفلك والالتزام بها.
وتجنبي الاستسلام إذا بكى أو أصاب بنوبات غضب، فحاولي الوقوف بحزم وتأكدي من أنه يفهم أنه لن يحصل على ما يريد متى شاء، خاصة مع مثل هذا السلوك، فأخبري الآخرين في عائلتك أيضًا أن يحذوا حذوك ولا ينغمسوا بأي شكل من الأشكال.
كوني قدوة
إن الأطفال يكبرون بالقدوة، ومن يستطيع أن يقودهم أفضل من والديه؟، فحاول أن تظهري لطفلك كيف يكون غير أناني من خلال القيام ببعض الأعمال الكريمة أمامه.
فتذكر أن تلفت انتباهه إلى الأعمال الصالحة التي تقوم بها حتى يعرف كيف يتصرف بنفس الطريقة في المستقبل، فالأطفال يقلدون والديهم، لذا كن نموذجًا جيدًا له، وسيصبح غير أناني مثلك تمامًا.
كافئ طفلك
يمكنك أيضًا مكافأة طفلك كلما قام بعمل غير أناني، من خلال المدح على ذلك العمل، وأخبريه لماذا كان تصرفه مراعيًا لهذه الدرجة، وذلك سيكون هذا بمثابة تعزيز إيجابي ويشجعه ايضاً على تكرار مثل هذه الأعمال في المستقبل. [3]