نتائج الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة
نتائج الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة
تتبيّن نتائج هجرة الرسول صلى
الله
عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة فيما يلي:
إقامة الدولة والمجتمع المسلم
مكنت
الهجرة
النبوية الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بناء دولة على الحق وترك
الكذب
على أساس أحكام الشريعة
الإسلام
ية، وإزالة الخلافات بين الناس، ومنع الفساد في الأرض، كما تقوم الدولة على عدد من الأسس الأخرى، ومن أبرزها ما يلي:
- العبودية الكاملة والنقية في سبيل الله تعالى، فلا توجد إمكانية لربط الشريك بالله أو عبادة الأصنام أو الكواكب.
- الأخوة وتوحيد الأفعال، فالأخوة في الدين وحسن المعاملة هي الأساس الذي تقوم عليه التفاعلات الاجتماعية بين الناس.
- طاعة كاملة لوصايا الله ورسوله.
- المساواة بين المهاجرين والأنصار.
ومن أهم نتائج الهجرة ظهور الأخوة بين المهاجر والأنصار، فاقسموا كل شيء فيما بينهم، إذ أتى المهاجرون إلى المدينة المنورة دون أي شيء لأنهم تركوا أموالهم في مكة.
بناء المسجد
بنى النّبي صلى الله عليه وسلم عند وصوله إلى المدينة مسجداً، حيث اتخذ مكان المسجد في مكان جمله، وشارك جميع المسلمين في بنائه، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم، كما بني من الحجر وأعمدته من النخل، وسقفه من أوراق الشجر.
التحالف مع اليهود
تحالف الرسول مع اليهود كما بيّن أنّهم يعتبرون أنفسهم جزءًا من الدولة وعليهم حمايتهم ولهم حقوق فيها حتى لا يظلموا، ولكن بشرط أن يدافعوا عن أنفسهم إلى جانب المسلمين ضد أي خطر يهدد المدينة، ولا ينخرطوا مع العدو ضد المسلمين.
هجرة الأنبياء
إنّ الهجرة هي وسيلة تستخدم بين الرسل لنشر الدعوة والهروب من إيذاء النّاس عليهم، كما لم تقتصر الهجرة على الرسول بل كان قبله عدة أنبياء هاجروا بأمر الله، حيث هاجر إبراهيم عليه
السلام
بعد مكائد قومه وتآمرهم عليه، وهاجر لوط عليه السلام وموسى من ظلم فرعون ، وهاجر عيسى لإيذاء قومه ثُم أخيرًا النبي صلى. الله عليه وسلم.
أسباب هجرة الرسول
كما تتبيّن الأسباب التي تُؤدي إلى الهجرة من مكةإلى المدينة في قسمين، فجزء يشير إلى أهل قريش، ورفضهم للدعوة ومحاولة اغتيال الرسول، والجزء الآخر يشير إلى الدعوة الإسلامية نفسها وإقامة دولة ينطلق منها الإسلام وتنتشر إلى كل الناس، بينما الأسباب التي تتعلق بموقف قريش كثيرة، وتتمثل فيما يلي:
- لم تكن الهجرة إلى المدينة المنورة هي الأولى من نوعها لدى المسلمين، حيث هاجر الصحابة سابقاً من مكة إلى الحبشة، وذلك بسبب زيادة الضرر الذي يلحق بالمسلمين من المشركين، حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة، حيث يوجد حاكم عادل لا يضطهد أحداً.
-
عدم قبول أهل مكة للإسلام: كان النبي صلى الله عليه وسلم يهدف بالدرجة الأولى إلى هداية قومه، وكان يهتم بهم كثيرًا، ولهذا استخدم العديد من الوسائل المتاحة، وتعمد تطبيق كل شيء، وقدم لهم اللطف والتسامح بأجمل الأشكال، إلا أنهم رفضوا الكل إلا الكفر وحاربوا دين الله وطردوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأضروا به، لذلك لجأ النبي للبحث عن مكان آخر ينال فيه
إيمان
الله تعالى. - ومن أبرز أسباب الهجرة إلى المدينة الحصار الذي فرضته قريش على المسلمين، وخاصة بني هاشم، حيث اجتمع كفار مكة، وبعد أنّ دافعوا عن بني عبد مناف للرسول صلى الله تعالى عليه وسلم، حيث قاموا بفرض حصار اقتصادي عليهم واتبعوا سياسة المجاعة الجماعية لهم.
- لا يتزوجون ولا يتزوجونهم ولا يعدونهم بالوفاء ولا يشترون منهم ولا يتحدثون معهم ولا يدخلون بيوتهم ولا يقبلون أي صلح من بني هاشم وبنو عبد المتطلب حتى يستسلموا ليقتلوهم.
- كما كتبت هذه المقاطعة وبنودها في الصحف وعلقت في تجويف الكعبة، وحينما رجعوا إليها اكتشفوا أنّ دابة الأرض قد أكل الورق إلا لفظ الجلالة وبعد فشل الحصار ابتكر المشركون طريقة أخرى للتخلص من الرسول حتى نجحت الدعوة وفي هذا الصدد، اقترح بنو هاشم حبس النبي، لكن هذا الاقتراح لم يُقبل أيضًا، خوفًا من أن يجتمع الناس أكثر ويؤمنوا بأكثر من واحد.
- كما أرادوا إحضار عشرة أشخاص من قبائل مختلفة ووقفوا عند باب بيت الرسول صلى الله عليه وسلم لمنعه من الخروج، وإذا خرج يضربونه جميعًا حتى ينفد دمه، وعندها لن يتمكن بنو هاشم من الانتقام لدمه بين القبائل، ولكن الله أرسل جبرائيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بما يريد المشركون أن يفعلوه.
- توحيد كلمة العرب، حيث كانت كانت كلمة العرب فريدة ورفعت مكانتهم وبعد أن قسّموا الأمم جاء الإسلام وحّد كلمتهم ووحّد قلوبهم وأخرجهم من ظلمة الجهل والضلال إلى نور العلم والهدى.
- الابتعاد عن ضرر قريش، حيث عاشوا بمعزل عن المشركين وإقاموا مجتمع مسلم وانتشر الإسلام في البلاد وحل مكانه فيها، فأصبح المسلمون دولة مستقلة مما يزيد من شعورهم بالأمن والنصر، وانتشر الحكم الإسلامي فيه بأحكامه وآدابه ومعتقداته.
- اعتماد النظام السياسي الإسلامي، حيث أقاموا نظام سياسي إسلامي لتنظيم شؤون المدينة المنورة، كما وحد الرسول صلى الله عليه وسلم سكان المدينة المنورة وألف كتابًا يصف حقوق جميع سكانها ويوضح واجباتهم.
- اعتماد النظام الاقتصادي الإسلامي بإنشاء وبناء سوق قائم على العدل والمساواة في الدين الإسلامي مما جعل الناس يشعرون بالأمان في هذا السوق.
-
بناء قوة عسكرية إسلامية، حيث بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بتجهيز جيش إسلامي قاتل في سبيل الله تعالى لنصرة الإسلام وحمايته، وهذا الجيش الذي يؤمن بالله حقاً هزم في زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أقوى جيش في
العالم
وهو الرومان والفرس. - توسيع دائرة الدعوة الإسلامية، حيث ازدياد عدد المعتنقين للإسلام مما زاد من قوته وكانت الهجرة من أعظم أسباب عظمة الحق على الباطل وانتصاره وتمجيده وتجاوز كلمة الله القدير على كلمة الكفر.
بينما تتبيّن الأسباب المتعلقة بنشر الدعوة فيما يلي:
- بدأ الرسول في نشر الإسلام سرًا ثلاث سنوات، وأمره الله تعالى بعد ذلك أن يجهربها في العلن، فاستخدم في دعوته أساليب اللطف والحكمة والتوجيه الحسن.
- لكن المشركين في مكة لم يقبلوا الأمر وحاربوا دعوته بطرق مختلفة، كما وجد النّبي صلى الله عليه وسلم من أهل يثرب قبول للدين الإسلامي، وخاصةً عندما التقى مجموعة من 12 شخصًا من الأوس والخزرج، ووعدوا بالولاء للنبي في النصر، وفي الموسم التالي جاء الحجاج والتقى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بمجموعة أكبر من النّاس من الأوس والخزرج وبلغ عددهم ثلاثة وسبعين رجلاً وامرأتان.
- لقد وعدوا جميعًا بالولاء للنبي صلى الله عليه وسلم من قريش وبايعوه على نصر الإسلام والدفاع عنه، حيث كان هذا هو الوعد الثاني بالولاء للعقبة، وكان من أبرز دوافع الهجرة تشكيل دولة إسلامية، كما قام مقر الدعوة الخاضعة لنظام سياسي واجتماعي الذي يحكمها في منطقة آمنة بين مؤيديها.[1]