أبيات شعرية عن النيل
أبيات شعر عن النيل
يعد النيل واحد من الأنهار التي عنى بها الفنانون على مر العصور، وجعلوا له نصيب كبير من العناية، والرعاية والثناء في فنونهم، وولوا للنيل رعاية الكلمات، وجمالها، ونال كذلك من نصيب الفن في الرسم، والغناء، بجانب الشعر، والنثر عنه، ومن الأشعار التي تناولت النيل ما يلي:
-
قصيدة
رحلة
النيل للشاعر
إدريس جماع
النيل
من نشوة الصهباء سلسله
وساكنو
النيل
سمار وندمان
وخفقة الموج أشجان تجاوبها
من
القلوب
التفاتات وأشجان
كل
الحياة
ربيع مشرق نضر
في جانبيه وكل
العمر
ريعان
تمشي الأصائل في واديه حالمة
يحفها موكب بالعطر ريان
وللخمائل شدو في جوانبه
له صدى في رحاب النفس رنان
إذا العنادل حيا الليل صادحها
والليل ساج فصمت الليل آذان
حتى إذا ابتسم الفجر النضير لها
وباكرته أهازيج وألحان
تحدر النور من آفاقه طربا
واستقبلته الروابي وهو نشوان
تدافع
النيل
من علياء ربوته
يحدو ركاب الليالي وهو عجلان
ما مل طول السرى يوما وقد دفنت
على المدارج أزمان وأزمان
ينساب من ربوة عذراء ضاحكة
في كل مغنى بها للسحر إيوان
حيث الطبيعة في شرخ الصبا ولها
من المفاتن أتراب وأقران
وشاحها الشفق الزاهي وملعبها
سهل نضير وآكام وقيعان
ورب واد كساه النور ليس له
غير الأوابد سمار وجيران
ورب سهل من
الماء
استقر به
من وافد الطير أسراب ووحدان
ترى الكواكب في زرقاء صفحته
ليلا إذا انطبقت للزهر أجفان
وفي حمى جبل الرجاف مختلب
للناظرين وللأهوال ميدان
إذا صحا الجبل المرهوب ريع له
قلب الثرى وبدت للذعر ألوان
فالوحش ما بين مذهول يصفده
يأس وآخر يعدو وهو حيران
ماذا دهى جبل الرجاف فاصطرعت
في جوفه حرق وارتج صوان
هل ثار حين رأى قيدا يكبله
على الثرى فتمشت فيه نيران
والنيل
مندفع كاللحن أرسله
من المزامير إحساس ووجدان
حتى إذا أبصر الخرطوم مونقة
وخالجته اهتزازات وأشجان
وردد الموج في الشطين أغنية
فيها اصطفاق وآهات وحرمان
وعربد
الأزرق
الدفاق وامتزجا
روحا كما مزج الصهباء نشوان
وظل يضرب في الصحراء منسربا
وحوله من سكون الرمل طوفان
سار على البيد لم يأبه لوحشتها
وقد ثوت تحت ستر الليل أكوان
والغيم مد على الآفاق أجنحة
ونام في الشط أحقاف وغدران
والليل في وحشة الصحراء صومعة
مهيبة وتلال البيد رهبان
إذا الجنادل قامت دون مسربه
أرغى وأزبد فيها وهو غضبان
ونشر الهول في الآفاق محتدما
جم الهياج كأن الماء بركان
وحول الصخر ذرا في مساربه
فبات وهو على الشطين كثبان
عزيمة النيل تفني الصخر فورتها
فكيف إن مسه بالضيم إنسان
وانساب يحلم في واد يظلله
نخل تهدل في الشطين فينان
بادي المهابة شماخ بمفرقه
كأنما هو للعلياء عنوان [1]
-
قصيدة النيل العذب هو الكوثر للشاعر أحمد شوقي
النيلُ
العَذبُ هُوَ الكَوثَر
وَالجَنَّةُ شاطِئُهُ الأَخضَر
رَيّانُ الصَفحَةِ وَالمَنظَر
ما أَبهى الخُلدَ وَما أَنضَر
البَحرُ الفَيّاضُ القُدسُ
الساقي الناسَ وَما غَرَسوا
وَهوَ المِنوالُ لِما لَبِسوا
وَالمُنعِمُ بِالقُطنِ الأَنوَر
جَعلَ الإِحسانَ لَهُ شَرعا
لَم يُخلِ الوادِيَ مِن مَرعى
فَتَرى زَرعاً يَتلو زَرعا
وَهُنا يُجنى وَهُنا يُبذَر
جارٍ وَيُرى لَيسَ بِجارِ
لِأَناةٍ فيهِ وَوَقار
يَنصَبُّ كَتَلٍ مُنهارِ
وَيَضِجُّ فَتَحسَبُهُ يَزأَر
حَبَشِيُّ اللَونِ كَجيرَتِهِ
مِن مَنبَعِهِ و بُحَيرَتِهِ
صَبَغَ الشَطَّينِ بِسُمرَتِهِ
لَوناً كَالمِسكِ وَكَالعَنبَر
أبيات شعر عن نهر النيل حافظ إبراهيم
كما كان للنيل في أشعار الفنانين وأقلامهم وريشتهم نصيب، كان له بالأخص عند الشاعر حافظ إبراهيم قيمة أخرى مميزة حتى أطلق عليه اسم شاعر النيل من كثرة ما اعتنى به في أشعاره،
وهذه بعض من أبيات شعرية عن النيل كتبها الشاعر الكبير حافظ إبراهيم:
-
قصيدة ثلاثة من سرات النيل قد
حب
سوا
ثَلاثَةٌ مِن سُراةِ
النيلِ
قَد حَبَسوا
عَلى مَدارِسِنا سَبعينَ فَدّانا
أَحيَوا بِها أَمَلاً قَد كانَ يَخنُقُهُ
بُخلُ الغَنِيِّ وَجَهلٌ قَد تَغَشّانا
وَخالَفوا سُنَّةً في مِصرَ شائِعَةً
جَرَّت عَلى العِلمِ وَالآدابِ خُسرانا
فَإِن هَمَّ سُراةُ
النيلِ
أَن يَقِفوا
عَلى القُبورِ وَإِن لَم تَحوِ إِنسانا
فَكَم ضَريحٍ خَلاءٌ لا رُفاتَ بِهِ
تَرى لَهُ مَناحي
النيلِ
أَطيانا
وَكَم حُبوسٍ عَلى المَوتى وَغُلَّتُها
يَشري الجُباةُ بِهِ خوصاً وَرَيحانا
وَالعِلمُ في حَسرَةٍ وَالعَقلُ في أَسَفٍ
وَالدينُ في خَجَلٍ مِمّا تَوَلّانا
ما كانَ ضَرَّ سُراةَ النيلِ لَو فَعَلوا
شَرواكُمُ فَبَنَوا لِلعِلمِ أَركانا
تَقذى عُيونُ بَني مِصرٍ بِمَظهَرِهِم
في الرَملِ حيناً وَفي حُلوانَ أَحيانا
يَبغونَ أَن تَحتَوي الدُنيا خَزائِنُهُم
وَيَزرَعوا فَلَواتِ اللَهِ أَقطانا
وَلَيسَ فيهِم أَخو نَفعٍ وَصالِحَةٍ
وَلا تَرى لَهُمُ بِرّاً وَإِحسانا
يا مِصرُ حَتّامَ يَشكو الفَضلُ في زَمَنٍ
يُجنى عَلَيهِ وَيُمسي فيكِ أَسوانا
قَد سالَ واديكِ خِصباً مُمتِعاً فَمَتى
تَسيلُ أَرجاؤُهُ عِلماً وِعِرفانا
قصيدة حولوا
النيل
واحجبوا الضوء عنا
حَوِّلوا
النيلَ
وَاِحجُبوا الضَوءَ عَنّا
وَاِطمِسوا النَجمَ وَاِحرِمونا النَسيما
وَاِملَئوا البَحرَ إِن أَرَدتُم سَفيناً
وَاِملَئوا الجَوَّ إِن أَرَدتُم رُجوما
وَأَقيموا لِلعَسفِ في كُلِّ شِبرٍ
كُنسُتَبلاً بِالسَوطِ يَفري الأَديما
إِنَّنا لَن نَحولَ عَن عَهدِ مِصرٍ
أَو تَرَونا في التُربِ عَظماً رَميما
عاصِفٌ صانَ مُلكَكُم وَحَماكُم
وَكَفاكُم بِالأَمسِ خَطباً جَسيما
غالَ أَرمادَةَ العَدُوَّ فَفُزتُم
وَبَلَغتُم في الشَرقِ شَأواً عَظيما
فَعَدَلتُم هُنَيهَةً وَبَغَيتُم
وَتَرَكتُم في النيلِ عَهداً ذَميما
فَشَهِدنا ظُلماً يُقالُ لَهُ العَد
لُ وَوُدّاً يَسقي الحَميمَ الحَميما
فَاِتَّقوا غَضبَةَ العَواصِفِ إِنّي
قَد رَأَيتُ المَصيرَ أَمسى وَخيما
-
قصيدة إليكن يهدي النيل ألف تحية
إِلَيكُنَّ يُهدي
النيلُ
أَلفَ تَحِيَّةٍ
مُعَطَّرَةٍ في أَسطُرٍ عَطِراتِ
وَيُثني عَلى أَعمالِكُنَّ مُوَكِّلي
بِإِطراءِ أَهلِ البِرِّ وَالحَسَناتِ
أَقَمتُنَّ بِالأَمسِ الأَساسَ مُبارَكاً
وَجِئتُنَّ يَومَ الفَتحِ مُغتَبِطاتِ
صَنَعتُنَّ ما يُعيي الرِجالَ صَنيعُهُ
فَزِدتُنَّ في الخَيراتِ وَالبَرَكاتِ
يَقولونَ نِصفُ الناسِ في الشَرقِ عاطِلٌ
نِساءٌ قَضَينَ العُمرَ في الحُجُراتِ
وَهَذي بَناتُ
النيلِ
يَعمَلنَ لِلنُهى
وَيَغرِسنَ غَرساً دانِيَ الثَمَراتِ
وَفي السَنَّةِ السَوداءِ كُنتُنَّ قُدوَةً
لَنا حينَ سالَ المَوتُ بِالمُهُجاتِ
وَقَفتُنَّ في وَجهِ الخَميسِ مُدَجَّجاً
وَكُنتُنَّ بِالإيمانِ مُعتَصِماتِ
وَما هالَكُنَّ الرُمحُ وَالسَيفُ مُصلَتاً
وَلا المِدفَعُ الرَشّاشُ في الطُرُقاتِ
تَعَلَّمَ مِنكُنَّ الرِجالُ فَأَصبَحوا
عَلى غَمَراتِ المَوتِ أَهلَ ثَباتِ
صَفِيَّةُ قادَتكُنَّ لِلمَجدِ وَالعُلا
كَما كانَ سَعدٌ قائِدَ السَرَواتِ
عَرَفنا لَها في مَجدِ سَعدٍ نَصيبَها
مِنَ الحَزمِ وَالإِقدامِ في الأَزَماتِ
تُهَوِّنُ لِلشَيخِ الجَليلِ هُجومَهُ
عَلى الهَولِ بِالتَشجيعِ وَالبَسَماتِ
وَتَدفَعُهُ لِلمَوتِ وَالثَغرُ باسِمٌ
وَفي صَدرِها نَوءٌ مِنَ الزَفَراتِ
كَذا فَليَكُن صُنعُ الكَريمِ وَصَبرُهُ
عَلى دَهرِهِ وَالدَهرُ غَيرُ مُواتي
لِتَحيَ الغَواني في ظِلالِ مَليكَةٍ
سَمَت في مَعاليها عَلى المَلِكاتِ
وَظَلَّ فُؤادٌ مَفخَرَ الشَرقِ كُلِّهِ
كَثيرَ الأَيادي صادِقَ العَزَماتِ [2]
شعر في وصف النيل
تباينت أساليب الشعراء واختلفت في تعاطيهم مع
النيل
ما بين وصف الحب، ووصف القيمة الكبيرة لنهر النيل، وبين دروب العشق له، أما عن وصف
النيل
، والغزل في جماله، فقد قدم الشاعر الكبير أحمد شوقي قصيدته باللغة العامية المصرية التي يتغزل فيها بجمال هذا
النيل
، والتي قدمت فيما بعد كأغنية:
-
قصيدة النيل نجاشي للشاعر أحمد شوقي
النيل
نجاشي
حليوه واسمر
عجب للونه
دهب ومرمر
أرغوله في إيده
يسبِّح لِسيده
حياة بلادنا
يارب زيده
قالت غرامي في فلوكة
وساعة نزهه ع الميه
لمحت ع البعد حمامه
رايحه على الميه وجايه
وقفت أنادى الفلايكي
تعال من فضلك خدنا
رد الفلايكي بصوت ملايكي
قال
مرحبا
بكم مرحبتين
دى ستنا وانت سِيدنا
هِيلا هوب هيلا
صلّح قلوعك ياريس
هيلا هوب هيلا
جات الفلوكة والملاح
ونزلنا وركبنا
حمامه بيضه بفرد جناح
تودّينا وتجيبنا
ودارت الألحان والراح
وسمعنا وشربنا
هيلا هوب هيلا
مقولات الفراعنة عن النيل
لم يكن حب
النيل
وتقديره، والتغني له أمر حديثاً، أو مرتبطاً بمشاعر قريبة تحاه هذا النهر العظيم، فالأمر يعود لأكثر من سبعة ألاف سنة مضت، حيث كانت الحضارة الفرعونية، التي كان للنيل
اليد
الطولى في بناؤها، وتقويتها، عاش المصريين على خير النيل، وعرف الأول منهم قيمته، فقالوا فيه المقولات والعبارات المثيرة والتي من بينها:
“فليحيا الإله الكامل، الذي في الأمواه، إنه غذاء مصر وطعامها ومؤونتها، إنه يسمح لكل امريء أن يحيا، الوفرة على طريقة، والغذاء على أصابعه، وعندما يعود يفرح البشر، كل البشر”.
“يا مسبب الخضرة، ليتك تأتي. يا حبيبي ليتك تأتي إلى مصر يا خالق القرابين، يا مسبب خضرة الضفتين لتعطي الحياة للناس والحيوانات من منتجاتك من الحقول، يا مسبب الخضرة ليتك تأتي”.