ملخص لـ ” قنديل أم هاشم ” وتحليلها وأبرز شخصيات الرواية

رواية قنديل أم هاشم

رواية قنديل أم هاشم

من مؤلفات يحيى حقي

التي كتبها في فترة الأربعينيات من القرن الماضي وقد حظت بإعجاب الكثير من القراء، وهي الرواية التي توضح لنا أن الفنون الأدبية الرائعة لا تصبح قديمة أو باهتة مع مرور الزمن، ولكن من الممكن أن نضع البعض منها حتى الآن ضمن أفضل الروايات التي يُمكن قراءتها، ولا يتم اعتبار هذا مبالغة أو تهويل في مكانة تلك الأعمال.

والرواية تتناول قضية الحيرة بين التقاليد والحياة المعاصرة التي يعيشها بعض الشباب، الاختلاف ما بين الحضارات العربية والحضارات الأجنبية.

ملخص رواية قنديل أم هاشم

الرواية تدور حول شاب يُدعى إسماعيل، بعد أن أنتهى من دراسته في المدرسة الثانوية، ذهب ليغادر بلده مصر متوجهًا إلى أوروبا حتى يقوم بدراسة طب العيون والتخصص فيه، وبعد عودته في أحد الأيام حاملًا شهادته في الطب، رأي والدته تضع لابنة عمه المصابة بالرمد القطرة في عينيها، وكانت القطرة مكونة من زيت تم أخذه من القنديل المبارك الذي يوجد بمقام السيدة زينب.

وبعدها أجرى إسماعيل فحوصات لعيني الفتاة، واتضح له بأن جفني عينيها قد تلفا تمامًا نتيجة الرمد، وكذلك فإن التلف قد أصاب المقلتين، فانزعج إسماعيل كثيرًا وقال إنه لو تم توفير الرعاية الصحية والعلاج الملائم لابنة عمه لكانت عينيها في أحسن حال، وأن استعمالهم للزيت لم ينتج عنه إلا أضرارًا أكبر، إذ أن حرارته كانت تؤذي عينيها.

ارتفع صوت إسماعيل على أمه وانفعل كثيرًا، ثم اتهمها بأنها تمارس

الخرافات

التي تعتقد بها في دينها، وأنه ليس في الدين أيًا من تلك الطقوس، واستنكر مدى الجهل والرجعية التي لا تزال البلدة وأهلها غارقين فيها، وبالأخص أنه كان قد عرف الحضارة الأوروبية، ومدى تطور معتقدات أهل هذه البلاد الأجنبية، ويزداد غضبه متسائلًا حول كيف أن ذلك الزيت الذي يقوم بكي المقل من حرارته الشديدة أن يعتقد أهل البلدة أنه به دواء وشفاء.

وبعدها فتح إسماعيل عيادته الخاصة حتى يقوم بعلاج المرضى في السيدة زينب، إلا أنه كان يندهش دائمًا من أن شفاء مرضاه متأخرًا، إذ أنه وبعد وقت قليل يكتشف أن كافة أهل السيدة زينب لا يزالون يستخدمون زيت القنديل في العلاج، مما جعله يفقد صوابه من استمرار تلك الخرافات، وهذه

العادات

الخاطئة التي يمارسونها، فقام بتحطيم قنديل الزيت، مستخدمًا الكثير من ألفاظ السب اللعن.

ولكن ما فعله إسماعيل جعل أهل الحي يتهمونه بالإساءة إلى تعاليم دينه، وهاجموه وتجنبوه، وكذلك فعلت عائلته، وبعدها صار إسماعيل منبوذًا، ثم تدور الكثير من الصراعات التي حدثت مع إسماعيل، وبالأخص عدم قدرته في أن يُعيد

النظر

إلى عيني فاطمة، مما دفعه لإعادة ترتيب نفسه وما يفعله من تصرفات، إذ تأمل ما حصده بسبب هجومه على معتقدات بلدته.

ثم فتح إسماعيل عيادته من جديد، ولكنه كان يحمل زيت القنديل معه في العيادة، كمحاولة منه لأن يعقد صلح مع أهل بلدته، وحتى يقنعهم بأن ما تربى عليه من

إيمان

لن يتزعزع، وبأنه يؤمن بما لهذا الزيت من فعالية في الشفاء، وأيضًا ليؤكد لهم أنه لم يتخلَّ عن معتقداته لحظة واحدة، مثل أهل الحي كلهم، وأنه حتى ولو درس في أوروبا، إلا أنه يحاول بأي وسيلة أن يوافق بين المجتمع الشرقي الذي يمتلئ بالتمسك بالدين والمعتقدات، وبين ما تعلمه في أوروبا.


دراسة تحليلية لرواية

قنديل أم هاشم


تم تصنيف تلك الرواية ضمن التيار القصصي

الذي يحمل الموضوعية بحيث عبرت عن الصراعات الحضارية، أو بصورة أدق عبرت عن مشكلة التفاعل مع الحضارة الأوروبية والموقف المذبذب تجاهها، والهدف من ذلك النوع القصصي أو الروايات هو المحافظة على الشخصية العربية في ظل الموجة الغربية التي تهاجم

الوطن

العربي في عصرنا الحديث.


كما تم اعتبار تلك الرواية على أنها من الروايات الرمزية

، لأن الصفة التي تُميز

قصص

الأحداث الرمزية هي أنها قصص يتم كتابتها في الأساس من أجل معالجة أحد المواضيع وتقديمها بصورة درامية، ولذلك يحبك الراوي موضوعه وفكرته من خلال إطارات درامية قصصية رمزية عن طريق الشخصيات التي تُعبر كل واحدة منها عن جانب يرمز إلى جانب آخر محدد من جوانب الأفكار الدلالية.

ولذلك يمكن اعتبار رواية (قنديل أم هاشم) رمزًا إلى العادات والتقاليد التي تم وراثتها والمتأصلة في العديد من الأشخاص، أو أنها رمز يدل على الثبات والتشبث بالموروثات دون أي محاولة منهم للتطور، ومن أجل هذا وصف الكاتب (حقي) القنديل بأنه أبدي ويتعالى على كل الصراعات، ويقول يحيي حقي:” كل نور يفيد اصطدامًا بين ظلام يجثم، وضوء يدافع، إلا هذا القنديل بغير صراع”.

وقد جعل الكاتب شخصية فاطمة فيها شيء من الرمزية، فهي ابنة عمه التي انتظرته حتى يعود من الغربة، وكانت تحبه، وصممت على أنه هو من سوف ينقذها من العمى، أي أنها ترمز إلى مصر التي تتطلع إلى أبنائها المتعلمين حتى يعالجوها من عمى البصيرة، وينقذوها من أن تقع فريسة للجهل والتخلف.

وقد وُفق يحيى حقي في جعله فاطمة على قدر قليل من الجمال، بحيث أنها ليست فاتنة، وعلى الرغم من هذا سوف يحبها إسماعيل بنهاية الرواية، وتلك هي رؤيتنا لوطننا بالفعل، ففي حين أننا قد لا نراه أجمل البلاد وأنه يمتلئ بالجهل الشديد إلا أننا نحبه ونتعلق به.


الشخصيات الرئيسية في رواية

قنديل أم هاشم


  • إسماعيل:

    وهو بطل القصة، درس طب العيون في إنجلترا.

  • فاطمة النبوية:

    فتاة قروية، ابنة عم إسماعيل.

  • ماري:

    زميلة إسماعيل في إنجلترا، فتاة متحررة، علمته العيش بطريقة مختلفة عن حياته السابقة.

  • نعيمة:

    فتاة شعبية، تُثير تأملات إسماعيل وتستوقفه.


القضايا المطروحة في قصة

قنديل أم هاشم

إن

قصة

قنديل أم هاشم تحمل عدد من القضايا في داخلها، وهي التي يحاول الكاتب أن يوضحها من خلال القصة، وهي في التالي:

  1. إن القضية الرئيسية في قصة قنديل أم هاشم هي

    الصراع ما بين الأصالة والقدم والمعاصرة

    ، ما بين

    القيم

    الشرقية القديمة بما يتبعها من أشياء ثقيلة، والحضارة الأوربية الرائعة بما تحتويه من كرامة وحرية الإنسان، إلى جانب ما تحتوي عليه من تقدم في العلم لا يماثله شيء، وفي ظل تلك القضية الأساسية أضاف الكاتب بعضًا من القضايا الفرعية التي تتعلق بما يعانيه الشرق من تخلف وجهل.
  2. تحمل تلك القصة قضية

    النقد المباشر الذي توجهه للمجتمعات الشرقية

    من خلال بطلها إسماعيل، ولكن الواضح أمام القارئ هو

    الصور

    الرمزية الغير المباشرة، بحيث جعلنا الكاتب نستنتج ذلك النقد ونصل إليه بأنفسنا دون أن يذكره هو، وبالتالي يكون العمل الروائي يحمل الموضوعية.
  3. تُشير الرواية إلى قضية

    سلبية بعض الجوانب في الحضارة الغربية

    وهذا من خلال شخصيتين أحدهما رئيسية وهي (ماري) زميلته في الجامعة، وأخرى ثانوية وهي (مدام إفتالي) الإيطالية التي أقام في فندقها الصغير بعد صدامه مع مجتمعه. [1]