ما معنى العلمانية في الإسلام
مفهوم العلمانية
العلمانية هي مجموعة من المعتقدات التي تدور حول أن الدين لا يتواجد في الجوانب السياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى أن مفهومها يصب في أنها هي النظام الفلسفي والسياسي أو النظام الاجتماعي الذي يرفض رفضاً قاطعاً أي شكل من الأشكال التي تتطرق إلى الأمور الدينية، وذلك اعتماداً على مبدأ فصل الأمور السياسية عن الدينية فصلاً تاماً، فهدف العلمانية هو تنصيل الدين من كل الشؤون المدنية التي تتعلق بأمور الدولة بالإضافة إلى أنها تتوجه نحو الجانب المادي للحياة على الأرض بعيداً عن الجانب الديني الغيبي.
مفهوم العلمانية في الإسلام
إن العلمانية هي مذهب جديد وتعتبر حركة فاسدة حيث أنها تهدف إلى فصل الدين عن الدولة، بالإضافة إلى أنها تدعو إلى الانكباب على الدنيا والانشغال بالشهوات المتواجدة فيها، فهذه الأهداف هي الأساسية والوحيدة في
الحياة
عند المذهب العلماني، وتعمل على إبعاد الإنسان عن الدين ونسيانه للدار الآخرة والعيش في غفلة، وعدم الالتفاف إلى الأعمال التي ستفيده في الدنيا الآخرة، وقد يصدق على العلماني قول النبي عليه
الصلاة
والسلام: “تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ، وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ)”، رواه البخاري، وقد دخل في وصف النبي عليه الصلاة والسلام:
-
كل شخص عاب شيئاً من تعاليم
الإسلام
قولاً وفعلاً. - وكل إنسان عمل على تحكيم القوانين وقام بإلغاء الأحكام الشرعية لأنه يصب في أفكار المذهب العلماني.
- وإن الشخص الذي يبيح المحرمات مثل الزنى والخمور والأغاني بالإضافة إلى المعاملات الربوية، وكان فكره أن منعها يكون ضرر على الناس، بالإضافة إلى أنه تحجر لشيء يتجلى فيه مصلحة نفسية فهو يصب أيضاً في العلمانية.
-
وإن كل إنسان أنكر إقامة حدود
الله
كقتل القاتل أو مثل إقامة حد الرجم أو جلد الزاني، وأيضاً حد السرقة حيث أنه تقطع يد السارق وقد قام بالإدعاء أنها تنافي المرونة وأنها تصب في باب الشناعة والبشاعة فقد دخل في الفكر العلماني وسمي علمانياً.
فمفهوم العلمانية على عدة أوجه تتجلى في :
-
من الجانب العقائدي
تعني بأنها هي عدم الإيمان بالدين والتنكر له،وتقوم على ترك العمل بأحكامه وحدوده، وهذا يعتبر كفر صريح وشرك. -
أما العلمانية من الجانب التشريعي
فتتجلى بأنها هي فصل الدين عن الدولة وتهدف إلى أمور أكثر شمولية أي هدفها الرئيسي هو فصل الدين عن كل جوانب الحياة وليس فقط عن الدولة وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أنها تشجع بالحكم بغير ما أنزل الله. -
أما من الجانب الأخلاقي
فالعلمانية هي الانفلات والفوضى التي تنشر الفاحشة والشذوذ، وتستهين بالدين وسنن الهدى، فهم بهذه الأفكار العلمانية يعيثوا في الأرض فساداً وضلالاً.
حكم العلمانية في الإسلام
إن حكم الإسلام من المذهب العلماني والعلمانيون نجده في الآيات الكريمة التي تم ذكرها في
القرآن الكريم
وهي كالتالي:
-
قال الله سبحانه وتعالى في
سورة البقرة
آية 85: “أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا”، فمن وافق على ما يناسبه من الدين حسب أحواله الشخصية وفي بعض العبادات، ولكنه لم يوافق على ما لا تهواه نفسه فقد دخل في هذه الآية. - يقول الله تعالى سبحانه وتعالى في سورة هود آية 15 و 16 : “مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ”.
فنجد أن العلمانيين يهدفوا إلى التلذذ بشهوات الدنيا ولو كانت محرمة أو منعت من الواجبات، فهم يدخلون في الآية الكريمة في قول الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء آية 18: “مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا”.[1]
وإن العلمانيون يدعون إلى الدينا ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، فهو يدعو إلى متابعة العالمين، بالإضافة إلى
تتبع
رأي العالمين في شركهم وضلالهم وخرافاتهم، وينادون بفصل الدين عن الدول والسؤال المطروح هنا هل العلمانيون كفار؟ فالإجابة هنا تتجلى بنعم نعم العلمانيون يدخلون في الكفر. [2]
موقف الإسلام من العلمانية
إن موقف الإسلام من العلمانية كالتالي:
-
إن الإسلام اعتبر العلمانية بأنها هي شرك في التوحيد من جانبي الربوبية والألوهية،
فالخلق والأمر من أخص خصائص الربوبية، فقد قال الله تعالى في سورة الأعراف آية 54: “أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ”، فإن توحيد الربوبية لا يتحقيق إلا بإفراد الله بالخلق وإن الأمر يكون على قسمين القسم الكوني والشرعي، وإن إفراده بالأمر الشرعي يكون بالإقرار له وحده بالسيادة العليا، بالإضافة إلى التشريع المطلق، فليس هناك حلال إلا ما أحله الله، ولا يكون الأمر حراماً إلا ما حرمه الله، وليس هناك دين إلا ما شرعه، ومن سوّغ للناس أن يتبعوا شريعة غير شريعة الإسلام فهو كافر مشرك. -
إن العلمانية ثورة على النبوة
، فقد قال بن
القيم
الجوزية رحمه الله: “وأما
الرضا
بنبيِّه رسولاً: فيتضمن كمال الانقياد له، والتسليم المطلق إليه، بحيث يكون أولى به من نفسه، فلا يتلقَّى الهدى إلا من مواقع كلماته، ولا يحاكم إلا إليه، ولا يحكم عليه غيره، ولا يرضى بحكم غيره البتة، لا في شيء من أسماء الرب وصفاته وأفعاله، ولا في شيء من أذواق حقائق الإيمان ومقاماته، ولا في شيء من أحكامه ظاهره باطنه، لا يرضى في ذلك بحكم غيره، ولا يرضى إلا بحكمه”، وقد قال الله تعالى في سورة
النساء
آية 65 : “فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”. -
العلمانية قامت بالاستحلال للحكم بغير ما أنزل الله
، وهنا نجد أن علماء الدين قد اتفقوا أن استحلال المحرمات القطعية هو كفر بالإجماع، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “والإنسان متى حلَّل الحرام المجمع عليه، أو حرَّم الحلال المجمع عليه، أو بدلَّ الشرع المجمع عليه، كان كافرًا ومرتدًّا باتفاق الفقهاء”، وفي مثل هذا المعنى الذي ذدره ابن تيمية نزل قول الله تعالى في سورة المائدة آية 44: ” وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ”. -
العلمانية حكم الجاهلية وعبودية للهوى
، حيث أن الله سبحانه وتعالى جعل هناك طريقين فقط إما أن يكون حكم الله أو حكم الجاهلية، فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة آية 50: “أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ”، حيث أن العلمانية عندما ترفض الشريعة حيث أنها تحث البشر إلى عبادة غير ما أنزل الله، فهي بهذه الحالة ترجع إلى عصر الجاهلية، وتعمل على إدخال البشر في عبادة الهوى بعيداً عن عبادة الله عز وجل.[3]