ماذا يتخيل مريض الفصام ؟.. وكيف يفكر
ما هو مرض الفصام
تعد الأمراض النفسية، بنفس درجة الأمراض الجسمانية ألم وخطورة، حيث يمر
المريض
النفسي بكثير من الأفكار والمشاعر التي تؤلمه وتؤرقه، وتؤثر على حياته، وتعيق ممارساته الطبيعية، وقد لا يفهم الكثير من الناس ماذا يتخيل مريض الفصام، وكيف يفكر، ولذا فإن التعامل معه لا يكون بسيط دون فهم ذلك، وللتعرف على ما يتخيل مريض الفصام، وكيف يفكر، تمت كتابة تلك السطور للتوضيح.
عادة، عندما يصف الناس تجاربهم الشخصية لبعضهم البعض، يفترض أن هناك فهمًا مشتركًا لما يشعر به المرء عند التفكير وإدراك
العالم
بأحاسيسه، ويتوقع أنه يمكن للمرء أن يتحدث عما يفكر فيه، دون الحاجة إلى وصف الطرق التي تربط بها دماغه الأمور، مع أجزاء مختلفة من المعلومات الحسية والذاكرة للتفكير.
خلافًا للاعتقاد السائد لدى الكثيرين من الناس، فإن
الفصام ليس انقسامًا أو تعددًا في الشخصية،
حيث ينطوي الفصام على
الذهان
، وهو نوع من المرض العقلي لا يستطيع فيه الشخص معرفة ما هو حقيقي مما يتخيله، في بعض الأحيان، يفقد الأشخاص المصابون باضطرابات ذهانية الاتصال بالواقع، قد يبدو العالم وكأنه خليط من الأفكار والصور والأصوات المربكة.
تخيلات مرض الفصام
تتمثل إحدى طرق محاولة فهم ماذا يتخيل مريض الفصام،وكيف يفكر، تفنيد وفهم وتجربة كل من الأعراض الأساسية التي يمر بها المريض بمرض انفصام الشخصية،
وقد يتخيل واحدة من الأمور التالية:
[1]
- يتخيل أنه قد يحاول بعض الأشخاص السعي لقتله.
- يتخيل أن هناك علامات موجودة في الطريق، وهي تشير إلى رموز سرية، وشفرات وليست مجرد علامات عادية، كما يراها عامة الناس.
- بعض من المرضى يتخيل أن عندهم قوى خارقة، وأنهم ليسوا عاديين مثل باقي البشر.
- يتخيل مريض الفصام أنه شخص صاحب شهرة ومكانة ومنزلة عالية.
قد يكون سلوكه غريبًا جدًا أو حتى مفزع للناس، يُطلق عليه ذلك بسبب التغيير المفاجئ في الشخصية والسلوك، والذي قد يحدث للمصاب عندما:
- يفقد الأشخاص المقربون منه
- يفقد الاتصال بالواقع
- يصاب بنوبة ذهانية
وتتفاوت شدة الفصام من شخص لآخر،
حيث يعاني بعض الأشخاص من نوبة ذهانية واحدة فقط، بينما يعاني البعض الآخر من العديد من النوبات خلال حياتهم. ولكنهم يعيشون حياة طبيعية نسبيًا فيما بينها، لا يزال البعض الآخر يعاني من مشاكل أكبر في الأداء بمرور الوقت، مع تحسن طفيف بين نوبات الذهان الكاملة، يبدو أن أعراض الفصام تزداد سوءًا وتتحسن في الدورات المعروفة باسم الانتكاسات والهفوات.
لذا فإن الإجابة بوضوح على استفسار ماذا يتخيل مريض الفصام، وكيف يفكر، هي أنهم يتخيلون أمور كثيرة بينهم وبين نفسهم، ثم يخلطونها بالواقع الذين يعيشون فيه، ويتعاملون مع خيالهم على أنه واقع، وقد يتخيل وجود شخص في حياته، بعكس الحقيقة، فقد يكون هذا الشخص ميت، أو غير حقيقي وهو فقط من نسج خياله، وقد يتخيل أن هناك من يطارده، أو من يتآمر عليه.
يمكن للأشخاص الذين يعانون من الفصام، والذي تتضمن حالتهم
الهلوسة
والأوهام، أن يشعروا أيضًا بالحزن الحقيقي وكذلك العزلة، غالبًا ما يكون هذا
الحزن
استجابة طبيعية للوقوع في مواقف مؤلمة.
كيف يفكر مريض الفصام
- يتأثر تفكير مصاب الإنفصام بعدة عوارض منها الإصابة بالاكتئاب، والانسحاب الاجتماعي.
- التفكير العدواني، والشك، رد الفعل الشديد تجاه أي تشكيك.
- عدم التفكير في النظافة الشخصية.
بعد التعرف على ماذا يتخيل مريض الفصام قد شملته السطور السابقة بالتوضيح، ويبقى السؤال، كيف يفكر المريض بالفصام، ويمكن الإشارة لبعض ما يفكر فيه، وما يعيشه في فترات الإصابة بالمرض، في التالي:[1]
- نظرات شاردة، لا يوجد بها تعبير.
- عدم القدرة على التعبير بالبكاء، أو إظهار علامات عن الفرح أو الضحك، والبكاء.
-
النوم
الكثير أو على العكس حالة من الأرق. -
النسيان
بشكل مستمر مع غياب التركيز، وصعوبته. - البيانات الغريبة أو غير العقلانية في الحديث، مثل اللجوء للحديث بكلمات غريبة، أو طريقة التحدث ذاتها تكون غير مألوفة.
ويمكن اعتبار كل ما فات من العلامات التحذيرية التي يمكن لها أن تتسبب في عدد من المشاكل للمصاب، ليس فقط أمر انفصام الشخصية، هو السبب في القلق، وإنما قد يكون السبب السلوك الغير المعتاد في تسبب الإصابة بحدوث المشكلات في
الحياة
أو في فقد حياة شخص ذو قيمة مهمة في حياة المصاب، إذا كان هناك فصام أو مشكلة عقلية أخرى هي السبب، فإن الحصول على العلاج مبكرًا هو ما يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي أكثر.
ولا يمكن الجزم التام بالطريقة التي يفكر بها مريض الفصام، حيث أنه يعيش في خليط من الأفكار والمشاعر المشوشة، والتي لا أساس لها من الصحة، مع تخيل الكثير من الأمور الغير حقيقية، وعدم القدرة على السيطرة على المشاعر.
فقد يفكر مريض الفصام في أن أقرب الناس له هم أعداء حقيقين له، وقد يختلق شخص من غير الواقع ويتعايش ويتعامل معه، ويتحدث إليه، وينشئ حياة كاملة في وجوده، ودائماً ما تتشوش أفكار مريض الفصام وتتداخل مع مشاعره الغير مستقرة.
مريض الفصام والصلاة
الصلاة لها أحكام وشروط خاصة بها، وعلى الرغم من كونها فرض على المسلمين إلا أن هناك ما يسقط هذا الفرض عن بعض الناس، وكما تبين في بداية الحديث عن ماذا يتخيل مريض الفصام، وعن كيف يفكر مريض الفصام، فهل لكل من هذين الأمرين علاقة بالعبادات الإسلامية، وبشكل خاص علاقة بالصلاة.
وبناء على ذلك، وعلى ما يوضحه علماء النفس والمختصون في شأن مريض الفصام فقد رأى الكثير من علماء الإسلام، أنه بناء على طبيعة هذه الإصابة فإن لها تأثير على العقل لا يمكن إغفاله أو إنكاره، وأن المصاب به قد يأتي عليه وقت لا يقدر فيه على السيطرة أو التحكم في الأفعال والسلوكيات التي يأتي بها، وقد تصدر عنه أمور رغما عنه، ودون وعي أو إرادة منه نظراً لمشكلته التي تصيب وتتصل بالعقل اتصال مباشر.
ومما لا شك فيه أن من في مثل هذه الحالة أنه لا يحاسب على أفعاله، ولا شيء عليه في ذلك وهو يكون فقهيًا في حكم المكره أو المجنون والمعتوه، ومن في مثل هذه الحالة لا يكلف وليس عليه صلاة، كما أنه يترتب عليه حكم أخر حيث لا يجب عليه قضاء ما فات من صلوات وقت إصابته سواء طالت فترة الإصابة بالفصام أو قصرت، أما إذا كان يفيق أحياناً من تلك الحالة، ويصبح لديه إدراك في وقت الإفاقه جزءاً من وقت
الصلاة
فيجب عليه هنا القضاء.
نهاية مرض الفصام
كما تبين أن مرض الفصام من الأمراض الذهانية باعتبار التعرف أو معرفة ماذا يتخيل مريض الفصام، وكيف يفكر، ومن المعروف أن تلك الإصابة النفسية، والعقلية أنها تحتاج إلى العلاج الذي لا يتوقف طوال الحياة، من أجل التعامل مع الأعراض، مع مراعاة االطريقة أو الخطة العلاجية التي ينتهجها الطبيب المعالج.
أما عن
نهاية مرض الفصام
، فهي طريق من إثنان، إما المواظبة المستمرة طول
العمر
على الرعاية الطبية، وإما إذا لم يلتزم المصاب بالجلسات العلاجية مع تناول العقاقير الطبية الموصوفة له من قبل الطبيب المختص، يصبح من المحتمل أن يصل الحال بالمصاب إلى الانتحار والموت.