اوقات النهي عن الصلاة بالساعة

تحديد أوقات النهي عن الصلاة بالساعات

إن

أوقات النهي عن

الصلاة


لا نستطيع أن نحددها كلها بالساعات، ولأن

الوقت

الأول يتجلى من طلوع الفجر إلى أن ترتفع الشمس وأن يكون ارتفاعها قيد الرمح، ونجد في هذه الحالة أن ارتفاع الشمس قيد الرمح يكون بعد أن تشرق الشمس بمدة تقريباً ثلث

ساعة

أو ربع ساعة، بينما عند الزوال أي في وسط النهار فيقدر الوقت حوالي خمس دقائق إلى عشر دقائق، وكما نجد أن

تحديد

هذه الأوقات بالساعة أمر مستحيل بسبب اختلاف الوقت وقصره، في هذه الأوقات لا يجوز أن يقوم الإنسان بصلاة النافلة لغير سبب فهذا أمر محرم  لأن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عنه وإذا فعل المسلم ذلك فإن صلاته لا تصح ولا تقبل، وإن كان متعمداً في أدائها فهو آثم، ماعدا نوافل ذوات الأسباب فهي تصح ولا بأس بأدائها في أوقات النهي وسنوضحها لاحقاً في هذا المقال.[2]

أوقات النهي عن الصلاة بالدقائق

إن تحديد أوقات النهي عن الصلاة بالدقائق فنلاحظ أن ما بين وقت الفجر حتى طلوع الشمس وأيضاً ما بين العصر حتى غروب الشمس فهنا يختلف الوقت بسبب اختلاف الفصول، لأن في فصل الصيف يكون الوقت أطول من فصل الشتاء، أما الأوقات الثلاثة الأخرى فقد تم تقدير كل واحد منها حوالي العشر دقائق إلى ربع ساعة تقريباً، وإن أطول هذه الأوقات هو وقت الغروب، ثم يليه وقت ما بعد الشروق ثم وقت الزوال.[3]

أوقات النهي الخمسة وحكم الصلاة ذات السبب فيها

إن


الأوقات المنهي عن الصلاة فيها


هي خمسة أوقات وتتجلى في:


  • الوقت الأول

    هو بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فهذا وقت النهي ولا يتم الصلاة فيه إلا سنة الفجر بالإضافة إلى صلاة الفريضة لصلاة الفجر، أو من الممكن أن يتم فيها صلاة تحية المسجد.

  • الوقت الثاني

    وهو الوقت الذي يكون بعد طلوع الشمس إلى أن يتم ارتفاعها قيد رمح.

  • الوقت الثالث

    وهو الوقت الذي تكون فيه الشمس واقفة قبيل الظهر بقليل، فعندما تقف في كبد السماء في هذه الحالة نسمى هذا الوقت هو وقت الوقوف في رأي الناظر حتى يتم زوالها إلى جهة الغرب، وهذا الوقت يعتبر وقت قصير يكون حوالي الثلث ساعة أو الربع ساعة.

  • الوقت الرابع

    وهو الوقت الذي يكون بعد صلاة العصر حتى تميل الشمس إلى الاصفرار.

  • الوقت الخامس

    ويبدأ عند اصفرار الشمس حتى مغيبها.

أما قيام صلوات ذوات الأسباب فإن حكمها جائز في وقت النهي.

الصلاة الجائزة في أوقات النهي

وإن الأوقات التي تم ذكرها سابقاً في هذا المقال تسمى أوقات النهي ولا يجوز أن يصلي فيها المسلم إلا الصلوات الجائزة في أوقات النهي وتتجلى في:

  • الفرائض التي من الممكن أن تفوته فيصليها في كل وقت.
  • وإن فريضة الفجر تصلى مع سنتها بعد طلوع الفجر.
  • وأيضاً تصلى الصلوات ذوات الأسباب كتحية المسجد عندما يكون المصلي في المسجد.
  • ومن صلوات ذوات الأسباب هي صلاة الكسوف حيث أنه عند كسوف الشمس فتصلى صلاة الكسوف

    بعد العصر

    ،
  • وأيضاً سنة الوضوء وهي أيضا من صلوات ذوات الأسباب.
  • حتى صلاة سنة الطواف التي تصلى قبل الطواف هي من ذوات الأسباب حتى ولو كانت بعد العصر أو بعد الفجر.

الحكمة من النهي عن الصلاة في هذه الأوقات

إن

السؤال

الذي تم طرحه كثيراً أنه

لماذا تم نهينا عن الصلاة في هذه الأوقات؟

، وهنا تم التوضيح من قِبل علماء الدين والفقهاء أن

الله

سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة فيما يأمر به وينهى عنه، وقد تجلت الإجابة عن هذا السؤال في بعض الأحاديث لأن الصلاة في هذه الأوقات فيها تشبهاً بالكفار الذين يعبدون الشمس و يقومون بأداء الصلاة للشمس عندما تشرق ويسجدون لها عندما تغرب وداعاً لها، وإن الرسول عليه الصلاة والسلام حرص حرصاً شديداً أن يسد كل باب من الممكن أن يوصل للشرك أو أن يكون مشابه لهم.

وإن النهي عن الصلاة في الأوقات التي تم ذكرها سابقاً في هذا المقال هو سداً لذريعة التشبه بعباد الشمس، بالإضافة إلى أن النهي عند قيامها حتى تزول لأن هذا الوقت هو وقت تسجر فيه

جهنم

وهذا الأمر ثبت عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام، لهذا ينبغي أن نمسك عن الصلاة في هذا الوقت، ولكن لا حرج أداء صلاة الفريضة أو صلاة ذوات الأسباب في هذا الوقت، حيث أن هذه الصلاة في هذه الحالة تكون

مقدمة

على سد الذريعة، أما أن يبتدئ الإنسان الصلاة بدون أي سبب يذكر فهنا لا يجوز لأنه يظن فيه التشبه دون وجود سبب شرعي.[1]

الأحاديث النبوية التي تدل على أوقات النهي عن الصلاة

إن الخمس أوقات التي ذكرناها سابقاً في هذا المقال وهي الأوقات التي لا يجوز الصلاة فيها وتسمى أوقات النهي عن الصلاة قد تم ذكرها في الأحاديث النبوية الشريفة ومنها:


الحديث الأول

حديث أبي عبدالله الصنابحي – رضي الله عنه – أنَّ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: (إنَّ الشمس تطلُع بيْن قرني الشيطان، فإذا ارتفعتْ فارقها، فإذا كانتْ في وسطِ السماء قارنَها، فإذا زالتْ فارقها، فإذا دنت للغروب قارنَها، فإذا غربتْ فارقها، فلا تصلُّوا هذه

الساعات

الثلاث)، رواه ابن ماجه (1253)، وأحمد (18591)، وصحَّحه الألباني في المشكاة.


-الحديث الثاني

حديث يَسار مولَى ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: رآني ابنُ عمرَ وأنا أُصلِّي بعدَ طلوع الفجْر، فقال: يا يسار، إنَّ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – خرَج علينا ونحن نُصلِّي هذه الصلاة، فقال: (ليبلغ شاهدُكم غائبَكم، لا تُصلُّوا بعدَ الفجْر إلا سجدتين)، رواه أبو داود (1278)، وصحَّحه الألباني في صحيح أبي داود.


-الحديث الثالث

وحديث أبي سعيد الخُدري – رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: (لا صلاةَ بعدَ الصُّبح حتى تطلعَ الشمس، ولا صلاةَ بعدَ العصر حتى تغيبَ الشمس)، رواه البخاري (586)، واللفظ له، ومسلم.


-الحديث الرابع

حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسولُ الله  صلَّى الله عليه وسلَّم : (لا يتحرَّى أحدُكم فيصلِّي عند طلوع الشمس، ولا عندَ غروبها)، رواه البخاري (585)، ومسلم (828)، وفي رواية قال:(إذا طَلَع حاجبُ الشمس – أوَّل ما يبدو منها في الطلوع، وهو أوَّل ما يَغيب منها – فدعُوا الصلاة حتى تبرز – أي: حتى تصيرَ الشمس بارزةً ظاهرة – فإذا غاب حاجبُ الشمس فدعُوا الصلاة حتى تغيبَ، ولا تحيَّنوا بصلاتكم طلوعَ الشمس ولا غروبها، فإنَّها تطلع بيْن قرني شيطان)، رواه البخاري (3273)، وغير ذلك مِن الأحاديث التي جاءتْ بالنهي عن الصلاةِ في هذه الأوقات.[4]