خطبة عن السنة الهجرية الجديدة .. ” مؤثرة وتوعوية “


خطبة مؤثرة عن السنة الهجرية الجديدة


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده

الله

فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله وخاتم

الأنبياء

والمرسلين، أما بعد حديثنا اليوم أيها الأخوة الكرام عن السنة الهجرية الجديدة.


على كل مسلم أن يتذكر، ويراجع أحداث تلك الأيام ويتدبر، ويتفكر فيها، ويتعلم منها ويعلم أبناءه وأهل بيته، فهذا الحدث لم يكن مجرد سفر عارض، أو هجرة من مكان إلى مكان، بل هي

رحلة

مليئة بالأحداث والعبر، والتي يجب

النظر

فيها والتعلم منها.


لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعيش في بلده بين أهله، وقومه من بني هاشم، في قبيلة قريش بمكة المكرمة، فما الدافع والداعي لتلك

الهجرة

، لماذا يترك إنسان بيته وحياته وأهله، ووطنه ويهاجر لأرض أخرى غيرها.


إن النبي صلى الله عليه وسلم، قد عُرض عليه أن يكون سيد قومه، وأن يأخذ ما شاء من المال، ومن الثروة على أن يترك الدعوة، وهذا الدين كله، فقال قوله الشهير، ”

والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه، ما تركته”

.


إذن هجرة النبي لم تكن

بحث

على رزق، أو هجرة رفاعية، وإنما كانت لأمر وغرض هو أعظم، وهو الرغبة في تخليص المسلمين الضعفاء من بطش الكفار، ومن جبروت سطوتهم عليهم، حتى يشتد عودهم ويتجهزون ويعودوا مرة أخرى منصورين.


ولم تكن الهجرة قرار بشري، بل هو وحي وأمر إلهي من الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، حيث اشتد الأذى به صلى الله عليه وسلم، وعلى أصحابه كذلك، وبدأت الدعوى تعرف طريقها إلى الناس، ومهد النبي صلى الله عليه وسلم لدعوته في مكان هجرته قبل أن ينتقل إليه.


وكان هذا التمهيد هو بيعة العقبة الأولى وقد روى البخاري في صحيحه عن البيعة وبنودها،

عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:( بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفَّى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله، فأمره إلى الله، إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه )، قال عبادة : فبايعناه على ذلك.


ومن هنا كانت بدايات الخطة للهجرة إلى المدينة المنورة وإلى بلاد الأنصار، الذين هاجر لهم النبي صلى الله عليه وسلم، ووجدهم في استقباله منذ اللحظة الأولى بالترحيب، والبشر، فقد كان صلى الله عليه وسلم، قد أعد لهذا اليوم بعد بيعة العقبة الاولى ببيعة العقبة الثانية، حتى يأتي قوم قد علموا عن

الإسلام

ما علمهم إياه أصحاب البيعة، لتبدأ مرحلة جديدة للدعوة. [1]


خطبة توعوية عن السنة الهجرية


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله وخاتم الأنبياء والمرسلين، اللهم علمنا ما ينفعنا، ونفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا، أما بعد حديثنا اليوم أيها الأخوة الكرام عن السنة الهجرية الجديدة، وكيف يكون فيها من دروس للتوعية للبشر.


إن الناظر والقارئ في تلك الأحداث لا يفوته ما فيها من عبر وتوعية لا يشوبها شائبة، حيث كانت تلك الهجرة درس لكل من يتعرض للأذى في دينه، أن يترك أرض التنكيل، ويهاجر إلى الله إلى أرض يأمن فيها على نفسه، ودينه، ولا يخشى فيها في الله لومة لائم.


فقد كانت الهجرة تحتاج للصحبة لذا كان خير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو الصاحب في هذا

السفر

، وهو الصديق، أبا بكر رضي الله عنه، حيث أن السفر ومشقته، يحتاج لصديق يؤنس المسافر، ولكن ليس كل صديق هو مؤنس، ولكن أبا بكر رضي الله عنه كان خير صديق لخير إنسان.


كما أعد النبي صلى الله عليه وسلم لهذا السفر أيضاً رجاله، ومن يدله على الطريق، ومن يخبره بخبايا الصحراء حتى لا يضيع هو وصاخبه، بالرغم من أنه في حفظ رب العالمين، الذي لا يضيع رسله، لكن الأخذ بالأسباب هو واجب على كل إنسان.


الدروس المستفادة من الهجرة


لا يوجد في الهجرة النبوية الشريفة درس واحد، بل هي دروس كثيرة ومتعددة وعلى كل عاقل أن يعرفها، ويحتذى بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل أموره، ومن تلك الدروس التي يمكن أن يتعلم الإنسان ما يلي:


– ضرورة الاستعداد ووضع الخطط المستقبلية قبل أي قرار مصيري مهم.


– اختيار الصحبة في الطريق بشكل عام واختيارها في السفر بشكل خاص، ضروري أن يكون مبناه الاستقامة والصلاح.


– الدعاء لله واليقين بمعونته، والتوكل عليه أمر ضروري يليه الأخذ بالأسباب.


– الخداع للعدو، والظالم، أمر لا إشكال فيه، بل هو مطلوب ومرغوب.


– ترك الأرض والصحبة وكل شئ يدعوا إلى الابتعاد عن دين الحق، واتباع الباطل وتجب على كل إنسان بلا تردد.


– الهجرة أمر مشروع، والسفر والفرار بالدين والنفس والعرض أمر لا يعيب صاحبه.


– الاستعداد والتجهيز للقاء العدو وتأجيل

ساعة

الحسم واللقاء واختيار أرض المعركة كلها أمور مباحة بل ومستحبة.


أدعية السنة الهجرية



الشهور الهجرية

تبدأ بشهر محرم، وإن لم تكن الهجرة في شهر محرم ولكن حين كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه خليفة المسلمين كتب إليه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يقول له “إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ”، فاختار الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يكون تاريخ الهجرة النبوية الشريفة هو بداية السنة الهجرية ثم اتفقوا على أن تكون بداية العام بشهر محرم، وهو شهر حرام.


لذا فلم يكن على عهد النبي ما يسمى بالأدعية التي تخص السنة الهجرية، ولم يختصها النبي بهذا، ولا يوجد عند أهل السنة والجماعة ما يسمى بدعاء السنة الهجرية ويمكن للإنسان أن يدعوا ربه في أي وقت من العام، بأي

دعاء

يشاء ما دام لا يخالف به شرع ربه.


ومن الأدعية التي يستحب أن يدعوه بها الإنسان في جميع الأوقات ووردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء بها في أي وقت:


“” اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك

الجنة

وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك مما سألك منه محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك مما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشدا””. [2]