الحكمة من خلق الحشرات الضارة .. ” علمياً ودينياً “
ما هي الحشرات الضارة
الحشرات الضارة هي الأنواع التي تسبب الضرر للإنسان وماشيتهم ومحاصيلهم وممتلكاتهم في جميع أنحاء
العالم
، بعضها آفات مباشرة حيث أنها تهاجم جسم الكائن الحي المضيف (نبات أو حيوان) وتمتص
الدم
أو تأكل الأنسجة.
وبالمثل قد تهتم الآفات غير المباشرة في الغالب بنقل مسببات الأمراض أو الطفيليات المسببة للأمراض، في بعض الحالات تكون الحشرة البالغة هي التي تسبب الضرر، وفي حالات أخرى تكون مرحلة اليرقات، ففي بعض الأحيان يكون كل من البالغين واليرقات من الآفات، وقد يتصرفون معًا أو بشكل منفصل.
أو بمعنى آخر هي تلك التي تحقق شيئًا سلبيًا للنظام البيئي، من خلال تدمير المحاصيل والهياكل والإصابة، أو يمكن أن تسبب لدغات
مؤلمة
أو سامة للناس.
لذلك عليك أن تضع في اعتبارك أن بعض الحشرات التي تعتبر ضارة والتي تظهر في هذه القائمة قد توفر أيضًا فوائد بدورها، ويمكن تعريف عالم الحشرات على أنه واحد من العديد من الأجزاء المتحركة التي تشمل كلاً من الأنواع المفيدة والضارة.
حيث تلعب كل حشرة دورها الخاص بطريقة ما، لذلك تذكر أن تسعى دائمًا للحصول على رعاية طبية متخصصة إذا كنت تشك في تعرضك للعض أو اللدغة وما إلى ذلك. [1]
لماذا خلق الله الحشرات الضارة من الناحية الدينية
يقول
الله
عز وجل: لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ. {الأنبياء:23}، فهذا بالطبع يعني أنه مع ايماننا بأن أفعال الله كلها تابعة لحكمته سبحانه وتعالى، فهو لا يخلق أي شيئاً عبثا ولا باطلا، ولا شيئاً يضر بالانسان
إلا أنه قد يخفى على الناس بعض أوجه هذه الحكمة من خلق بعض الكائنات، لأنهم لا يحيطون به علما، فقد قال الله تعالى: وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شاء.{البقرة:255}. وقال: وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً. {الإسراء:85}
وقديماً، كان الناس لا يعيرون إنتباهاً لوجود العديد من الأشياء الموجودة في هذا الكون، ولا حتى يقدرون لها أي ثمن، ثم بعد تقدم العلوم التجريبية أدركوا قيمتها، والقارئ في دراسات الجيولوجيا والفيزياء والأحياء يدرك ذلك.
ويأتي ذلك بالطبع في عالم الكاننات الحية، فالعلم سوف يكشف عن أدوار لبعض الكائنات الحية التي لم تكن معروفة من قبل، فهي تشكل حلقة موجودة في إحدى منظومات الكون، فقد تكون مفيدة بغيرها لا بذاتها، وقد يدخل في حكمة خلقها أيضا الاعتبار.
وقد قال الإمام القرطبي في تفسيره: فإن قيل : وأي اعتبار في العقارب والحيات؟ قلنا : قد يتذكر الإنسان ببعض ما يرى من المؤذيات ما أعد الله للكفار في النار من العقوبات فيكون سببا للإيمان وترك المعاصي وذلك أعظم الاعتبار.
أما بالنسبة للآية الكريمة التي أشارت إليها فلعلك تقصد قوله تعالى: هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم، وقوله: وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.
في قوله تعالى : هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا، ويأتي فيما معناه أن الله قد سخر لكم جميع ما في الأرض، وذلك يعتبر كرامة من الله ونعمة لابن آدم، وبلغة ومنفعة إلى أجلا مسمى عنده .
وفي قول الامام البغوي: لكي تعتبروا وتستدلوا، وقيل لكي تنتفعوا، وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي: أي خلق لكم برا بكم ورحمة، جميع ما على الأرض، للانتفاع والاستمتاع، والاعتبار، وفي هذه الآية الكريمة، توجيه من الله سبحانه وتعالى أن لم يخلق شيئا بلا فائدة، فحتى تلك الكائنات الضارة والمفترسة فلها فائدة عظيمة في الكون. [2]
لماذا خلق الله الحشرات الضارة من الناحية العلمية
الحشرات حولنا في كل مكان، فهي إلى حدا كبير من أكثر الكائنات انتشاراً على كوكبنا، وقد تم تسمية أكثر من 1.5 مليون نوع من الحشرات، وهذا يعتبر ثلاثة أضعاف عدد الحيوانات الأخرى المجتمعة.
ومع ذلك، يقول البعض أن الحشرات التي سميت بأسماء ليست سوى جزء صغير من الحشرات في الطبيعة، حيث أن الكثير لم يتم اكتشافها بعد.
ويمكننا أن نجد الحشرات في كل موطن يمكن تصوره تقريبًا، ويتنوع حجمها وشكلها ولونها وبيولوجيتها وتاريخ حياتها لدرجة تجعل دراسة الحشرات رائعة للغاية.
وبدون الحشرات، ستكون حياتنا مختلفة إلى حد كبير، فتلقيح الحشرات للعديد من الفواكه والزهور والخضروات، لن يكون لدينا الكثير من المنتجات التي نستمتع بها ونعتمد عليها بدون خدمات التلقيح من الحشرات، وناهيك عن
العسل
وشمع العسل والحرير وغيرها من المنتجات المفيدة التي توفرها الحشرات.
وتتغذى الحشرات على مجموعة لا نهائية من الأطعمة، فالعديد من الحشرات الضارة آكلة
اللحوم
مما يعني أنها يمكن أن تأكل مجموعة متنوعة من الأطعمة بما في ذلك النباتات والفطريات والحيوانات الميتة والمواد العضوية المتحللة وتقريباً أي شيء يواجهونه في بيئتهم، فنحن لا نعلم ما هي مدى خطورة وجود الكائنات الميتة من حولنا، فتأتي تلك الحشرات لكي تخلصنا منها.
ولا يزال البعض الآخر متخصصًا في نظامهم الغذائي، مما يعني أنهم قد يعتمدون فقط على نبات واحد معين أو حتى جزء واحد محدد من نبات معين للبقاء على قيد
الحياة
.
والعديد من الحشرات مفترسة أو طفيلية، سواء على النباتات أو على الحشرات أو الحيوانات الأخرى، بما في ذلك البشر، وهذه الحشرات مهمة بطبيعتها للمساعدة في الحفاظ على أعداد الآفات (الحشرات أو الأعشاب الضارة) عند مستوى مقبول.
ونسمي هذا توازن الطبيعة، فتعتبر الحشرات المفترسة والطفيلية ذات قيمة كبيرة عندما تهاجم الحيوانات أو النباتات الأخرى التي نعتبرها آفات.
فالحشرات مهمة جدا كمحللات أولية أو ثانوية، فبدون حشرات الضارة لن يكون هناك في تفتيت أو تخلص للنفايات والتخلص منها، وستتراكم الحيوانات والنباتات الميتة في بيئتنا وسيكون الأمر فوضويًا بالفعل.
ولا يتم تقدير الحشرات لدورها في الشبكة الغذائية، فهم المصدر الوحيد للغذاء للعديد من البرمائيات والزواحف والطيور والثدييات، ويتم حصاد الحشرات نفسها وأكلها من قبل الناس في بعض الثقافات.
فهي تعتبر مصدر غني بالبروتينات والفيتامينات والمعادن، وتعتبر من الأطعمة الشهية في العديد من دول العالم الثالث، وفي الواقع، من الصعب العثور على حشرة لا تؤذي الناس بشكل أو بآخر، ومن أشهرها
السيكادا
والجراد والسرعوف واليرقات واليرقات والصراصير والنمل والدبابير.
والحشرات تجعل عالمنا أكثر إثارة للاهتمام، يستمد علماء الطبيعة قدرًا كبيرًا من
الرضا
في مشاهدة عمل
النمل
أو تلقيح
النحل
أو دورية اليعسوب، فهل يمكنك أن تتخيل كيف ستصبح الحياة مملة بدون فراشات أو خنافس صاعقة لإضافة الاهتمام إلى المناظر الطبيعية؟ ويستفيد الناس بعدة طرق من خلال مشاركة عالمهم مع الحشرات.
فيعتقد الأشخاص غير المطلعين أن جميع الحشرات سيئة وأنهم بحاجة إلى السيطرة عليها، فيجب أن نضع في اعتبارنا دائمًا أن الخير الذي تقوم به العديد من الحشرات الضارة يفوق بكثير أي ضرر تسببه بعض أنواع الحشرات النافعة. [3]