ما هو ثوب المرودن ؟.. الثوب التقليدي المعروف من تراث نجد
ما هو ثوب المرودن التقليدي من تراث نجد
تتميز المملكة العربية السعودية، بعراقة
الملابس
والزي، ولها في هذا المجال تراث شعبي شهير، و
الملابس التقليدية في المملكة العربية السعودية
، للرجال والنساء على حد سواء.
تعد استمرارية إرتداء «
المردون
» في المحافل الفنية، والمهرجانات ذات الطابع التراثي وما يتبعها من مناسبات أو استعراضات غنائية هو تجسد لمعنى
الوفاء
لماضي عريق وذكرى باقية، وبشكل خاص وقت أداء العرضة السعودية، والذي جعلها لباسًا تراثيًا يوثق حياة أهل نجد عندما كان زيهم المعروفين به حتى قبل نهاية القرن الميلادي الماضي.
إذن
ما هو «المرودن»
المرودن هو الثياب التي يتم ارتداؤها ومن فوقها يرتدي الناس الدخلة ويتميز المردون بأن له أذرع طويلة ويتميز «المرودن» باعتباره واحد من القطع الرئيسية في الملبس.
والذي تقوم به رقصة العرضة السعودية، ذو هيئة متميزة ومختلفة، بسبب هيئته الفضفاضة، مع الاتساع الكبير والملحوظ في منطقة الأكمام عند الطرف، بحيث ترى الأكمام، وهي في حالة تطول فيها حتى الأرض عند إرخاء اليدين.
وهنا يطلق عليها اسم «
ذليقة
»، وبسبب ما تتسم به الأكمام والأردان من الاتساع المميز لها، كانت له رمزيته، ودلالته التي توحي لدى من يرتدي «المردون» نظرة تظهر فيها مظاهر هيبة عن طريق الملابس.
بحيث يعد من يرتديه في هيئة الجهوزية لتشمير الساعد في بساطة وسرعة، ليظهر وكأنه لديه من القوة في جسد وله من طلته وملبسه المهابة، وفي كل ما سبق ما يوحي بالرهبة ويلقي بالخوف ويؤثر في عزم خصومه.
وبالرغم من الاتساع في الأردان وكذلك في الأكمام في «المرودن»، إلا أن هذا الزي يعد عاديًا في باقي هيئته، مسترسل على باقي
الجسم
، بحيث يكسوا باقي الجسم من عند
الكتف
إلى القدم، ويتم حكم هذا الزي من فوق «المرودن» عن طريق إرتداء حزام مخصوص ليوضع فيه السلاح والذخيرة.
أما عن تاريخ «المرودن» فقد قيل أنه، كان يتم ارتداؤه قبل خمسين سنة ويصل إلى ستين سنة في مناطق مثل نجد والطريف، كما كان من عادات السادة ارتداؤه فقيل أنه كان زي التجار وأمراء العشائر والوجهاء، ويرجع ذلك لسبب أنه يتكلف سعر باهظ.
تتم صناعة «المرودن» من خامات معينة منها على سبيل المثال الكتان الأبيض، وهو الذي اشتهر قديمًا بـ»الساحلي»، و»التترو»، وتتم عملية تفصيل هذا الزي على حسب طول
الرجل
، وعلى حسب حجم الجسم، وفي العادة عادة يتم ارتداؤه على زي عادي.
وأيضاً يرتدي فوقه إما «الصاية» أو «الدقلة»، بحسب ما يراه الناس في العرضات الشعبية، والمهرجانات الخاص بالتراث، والتي تقدم في الكثير من المناسبات.
وفي وقت سابق كان يتم ارتداء «العمامة»، والعمامة هي عبارة عن قطعة من القماش لونه أبيض، توضع أعلى الرأس، ثم يتم لفها حتى تحكم
الإمساك
بالغترة أو بالشماغ، وهي بهذا تعد بديل للعقال في
الوقت
الحالي.
وقد يرتدي الرجل فوقه الجوخة أو الزبون أو المزوية، هذا إلى جانب الشماغ أو الغترة و طالشال على الصدر، ويرتدي فوق الزي حزام يتم وضع الذخيرة فيه، مع المجند والمشلح والقرن والخنجر في الوسط والسيف في اليد.
وربما يضع الجفير عند الجانب الأيسر ويعلق بخيط على الكتف، ويصير حال المجند على الجنب الأيمن والمشلح على الجانب الأيسر والقرن على الجنب الأيمن، وبذلك الشكل فإن الشكل الذي يكون عليه المشارك في العرضة مكتملة لعناصر الجمال، بهذا التنسيق والتنظيم في الزي.
ويعد يحيى البشري، وهو مصمم عالمي، هو واحد من
أشهر
من تميزوا في صناعة هذا النوع من الزي الشعبي، كما أنه يقدم تصميم الملابس لأصحاب السمو الملكي، والأمراء والمشاركين كذلك في الجنادرية. [1]
الزي النجدي للنساء
تعد شبه الجزيرة العربية، والتي تشغل المملكة العربية السعودية من مساحتها الثلثين، ذات عمق، وتاريخ كبير، ومهم، فقد نشأت فيها حضارات مختلفة، وتعد (نَجْد) هي المساحة الأكبر بين الأقاليم في شبه الجزيرة العربية، فقد كانت هي الحاضن التاريخي لبعض الممالك القديمة.
وقد اكتسبت نجد بسبب ذلك تراث حضاري أصيل، ورثته الأجيال عن بعضها البعض، واحتفظت به، وتداولته، ومن أهم ما حافظت عليه، وتناقلته الأجيال كان على
العادات
والتقاليد وأسلوب العيش والفنون والمعارف والعلوم والعمران.
وتعد
الأزياء
التقليدية قسم مهم من ذلك الإرث، فهي تعد السجل الذي يدون فيه تحتفظ بالعادات الخاصة بكل أمة، كما يحتفظ بـ فنونها وتراثها، ومنه يلتقط المهتمين الكثير من المؤشرات الاجتماعية ومنها الاقتصادية وكذلك الثقافية، كما أن المحافظة على هذا الإرث له مغزى أعمق، وهو إشارة لتمسك المجتمع بهويته والعمل على تأمينها من الاندثار.
ومن ثم فقد قام (ابن جنيدل) بتحديد نَجْد وكذلك مناطقها بقول
“”ونَجْد فيما تعارف عليه سكانها تعني البلاد الممتدة من نفود الدهناء غرباً إلى أطراف جبال الحجاز الشرقية، ومن ناحية الشمال تبدأ من النفود الكبرى وتمتد صوب الجنوب إلى أطراف الربع الخالي””.
وفيما يخص الزي في نجد، فقد كانت الملابس التقليدية الأساسية للمرأة هي المِقْطَع (الدرّاعة)، وهذا الزي هو عبارة عن ملابس واسعة تصل طول هذه القطعة حتى تصل إلى منطقة كعبين القدم، ويتميز بالأكمام الطويلة، وقد تناقل الناس في السابق أسماء متعددة للمِقْطَع (الدرّاعة)
وقد يأخذ الاسم من نوع القماش الذي يستخدم منه مثل(مِقْطَع جزّ (قزّ))، وهو ينسب إلى قماش الحرير الذي يتم إنتاجه من دودة القز، أو يطلق عليه كذلك من منطلق التطريز الموجود فيه مثل (مِقْطَع أبو سفرة (سفرة سعود))، وذلك بالعودة إلى أسلوب تطريزه المتواجد في النسيج على الهيئة المستديرة، وقد يعود الاسم إلى المكان الذي صُنع فيه كـ(مِقْطَع هند).
ثوب المرودن مسجل في اليونسكو
يتسائل الكثير من الناس حول الثوب الذي يعد ثوب تقليدي، والذي تتميز به المملكة العربية السعودية، وتشتهر بعراقة الملابس والزي، ولها في هذا المجال تراث شعبي شهير، وقد تم تسجيله في اليونسكو، إن المعني والمقصود هنا بكل ما سبق هو المرودن، والمرودن هو الثياب التي يتم ارتداؤها ومن فوقها يرتدي الناس الدخلة ويتميز المردون بأن له أذرع طويلة ويتميز.
لبس أهل الحجاز
إن زي أهل الحجاز ليس مثل الملابس التقليدية الحالية، إطلاقاً، بالنسبة لأهل المملكة العربية السعودية فتعد العمامة هي الأصل، وهي التي تشير لأهالي الحجاز حيث يعد زي أهل الحجاز بمنتهى البساطة، عبارة عن الثوب، والعمامة، والسديري وحزام البطن مع السجادة على الكتف، فليس هناك في زي أهل الحجاز عن العقال أو الشماغ أو الغترة، حيث كان في السابق هو ارتداء العمامة وتعد العمامة الملابس التقليدية لدى البعض في البلاد العربية.
وفي العادة ما يلبس أهل الحجاز في أعيادهم وفي مناسباتهم، يرتدون العمامة والسديري، باعتباره الزي التراثي القديم.
تشتهر العمامة في مكة المكرمة المدينة المنورة، حيث تعد العمامة موروث من زي أهل الحجاز، وعادة ما يظهر، وفي هذا الزي التقليدي يمكن أن يشاهد المرء الرجال بشكل متميز، سواء كان ذلك في المهرجانات والأعياد وهي ما تعرف باسم الغبانة، وهي من
الملابس التراثية في المملكة العربية السعودية
، المعروفة فيها. [2]