مشروع الاستمطار الصناعي في السعودية
ما هي تقنية الاستمطار الصناعي
يحتوي
العالم
على الكثير من المشاكل المختلفة وبفضل تقدم العلم والتكنولوجيا يمكن إيجاد حل لهذه المشكلات وكلما كبرت المشكلة كلما زاد العلم في التطور ومن أحد المشكلات التي استطاع العلم حلها هي قلة الأمطار في بعض البلدان سواء في فصل الصيف أو الشتاء
وقلة الأمطار يحدث العديد من المشاكل منها موت النباتات ومنها الجفاف والتأثير على الأسماك وزيادة الأتربة وخسارة الاقتصاد وأكبر مشكلة هي انخفاض مستوى خزانات المياه في الدولة لهذا السبب بدأت أكثر الدول باستخدام هذه التقنية حيث طبقت أكثر من 60 دولة حول العالم هذه التقنية
ومن
الدول العربية
التي استخدمت هذه التقنية لتحسين مناخها هي: السعودية، الإمارات، عمان، المغرب والأردن و
طرق الاستمطار الصناعي في الدول العربية
تشبه الطرق العادية لباقي الدول وآلية عمل هذه التقنية تبدأ من خلال تلقيح السحب وتغير الخصائص الميكرو فيزيائية وتجميد السحب باستخدام (يوديد فضة) أو باستخدام الأملاح حيث تعددت طرق ومواد تلقيح السحب حيث أصبحت كل دولة ومركزها العلمي تستخدم طريقة مختلفة في تلقيح السحب.
ما هي المواد المستخدمة في تقنية الاستمطار الصناعي
المواد المستخدمة في تقنية الاستمطار الصناعي هي يوديد الفضة وثنائي أكسيد الكربون أو ما يعرف بالثلج الجاف، واتساع البروبان، حيث يتطلب أن تكون السحب باردة جداً ودرجة
الماء
فيها تحت الصفر واستخدام يوديد الفضة مفيد جداً
حيث يحتوي على هيكل بلوري يشبه الثلج يعمل على التجميد النووي للسحب واتساع البروبان أو الثلج الجاف يعمل على تجميد الهواء وذراته بعد أن كانت حالتها البخار وفي هذه العملية يمنع استخدام يوديد الفضة لأنها تحول حالة الذرات إلى البخار وتنتج نسبة بخار عالية جداً.
تقنية الاستمطار الصناعي في السعودية
إن الهدف وراء مشروع الاستمطار الصناعي هو مساعدة الدول التي تعاني من كميات قليلة من المياه في مخزونها المائي، حيث يساهم هذا
المشروع
في تحسين الوضع الاقتصادي لهذه الدول، من خلال زيادة المخزون مياه المخصصة للزراعة، وزيادة مياه السدود المخزون الجوفي بنسبة 20 %
ومن ضمن هذه الدول المملكة العربية السعودية، فهي لا تمتلك المصادر الطبيعية للمياه مثل البحار والأنهر وباقي المساحات المائية المسطحة، كما أن مناخها غير ممطر وجاف، ووضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد السعودية أن مشروع الاستمطار الصناعي في المملكة العربية السعودية
سيبدأ أولاً في المناطق الجنوبية الغربية من المملكة، وبالتحديد منطقة حسير، السبب وراء اختيارهم لهذه المنطقة بالتحديد يعود إلى تواجد عدد أكبر من الغيوم فيها بالمقارنة مع باقي مناطق المملكة، هذا المشروع في المملكة سوف يكون خلفه الكثير من الضوابط العلمية
والخطوة الأولى والأهم لهذا المشروع هي
تحديد
عدد من الغيوم في عدة مناطق محددة، ثم يتم إجراء عدة محاولات عليها بهدف إسقاط
المطر
من خلالها، وذلك بواسطة خطوات علمية مدروسة بشكل كامل، بالإضافة إلى ذلك سوف يشمل مشروع الاستمطار في المملكة العربية السعودية محاولات لتشكيل عدد من الغيوم وتنمية مكوناتها بشكل صناعي
يعمل هذا المشروع في المملكة العربية السعودية وراء قاعدة بحثية رصينة، بالإضافة إلى ذلك تم نقل هذه التقنية إلى المملكة بقيادة كوادر مختصة، لأن عملية الاستمطار الصناعية تحتاج إلى عدة طائرات مجهزة بعدة تقنيات وآليات متخصصة في هذا المجال، وتم قيادة هذه الطائرات من قبل طيارين مختصين ومتدربين في هذا المجال، حيث يكون عملهم الرئيسي هو الدخول إلى السحب المحملة بالمياه
وذلك خلال
ساعات
محددة من قبل هيئة الأرصاد الجوية في المملكة، من الجدير بالذكر بأن المملكة العربية السعودية تعتبر من الدول الأولى في تنفيذ هذا المشروع، حيث بدأت بتنفيذ مشروع الاستمطار الصناعي لأول مرة في عام 1976 وذلك بالاتفاق مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ومن أجل القيام بأول تجربة للمشروع
تم في عام 1990 توقيع اتفاقية مع جامعة وايومنج الأمريكية، كانت المنطقة الخاضعة للتجربة في المملكة العربية السعودية هي حسير، وبعدها تم إجراء نفس التجربة في منطقة حائل، والقصيم، والرياض، وبعض المناطق في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وبعض المناطق الجنوبية.
إيجابيات وسلبيات الاستمطار الصناعي
يوجد العديد من العوامل الإيجابية لمشروع الاستمطار، ومن أهمها:
- تقليل فرصة التعرض للأعاصير الضخمة في المناطق المعرضة بشكل كبير للأعاصير مثل اليابان.
- التخلص من مشكلة تلف المحاصيل الزراعية: بسبب عملية الترسيب التي تحدث بفعل الجفاف، سوف تكون نسبة تلف المحاصيل عند تعرضها لموجة برد عالية جداً، في حين أن مشروع الاستمطار الصناعي سوف يساهم في تغير مكونات السحب العاصفة، ويجعل منها سحب أقل تأثيراً على المحاصيل الزراعية.
- التخلص من البيئات الجافة وجعل منها بيئة مناسبة للعيش: حيث يكون للمناطق القاحلة جداً وغير مناسبة للعيش، ولكن من خلال البذر السحابي الذي ينتج بفعل الاستمطار الصناعي، وبهذا سوف تتحول البيئات الجافة إلى بيئات طبيعية ملائمة لعيش السكان، كما تكون ذات مناظر خلابة تجذب السياح.
- إنتاج الأمطار: تعاني العديد من الدول حول العالم من قلة الأمطار، والحل الوحيد للتخلص من هذه المشكلة هو الاستمطار الصناعي، حيث يتم إدخال يوديد الفضة إلى الغيوم، لحثها على تكوين الأمطار، من الجدير بالذكر بأن قبل ابتكار مشروع الاستمطار الصناعي كان هناك محالات أخرى لسقوط المطر، وهي تغير جزء بسيط من الرطوبة المتوفرة في السحب إلى قطرات من المطر تستطيع أن تهطل على سطح الأرض، وبعد فترة قام العلماء والمهندسين بتطوير هذا الابتكار للاستفادة منه في مشروع الاستمطار الصناعي.
- تعزيز اقتصاد الدولة: يعتبر الإنتاج الزراعي من أهم الاقتصاديات المحلية لمعظم دول العالم، ودون هطول كمية مناسبة من المطر سوف يكون هناك ضرر ملحوظ في اقتصاد المنطقة، ومن خلال مشروع الاستمطار الصناعي تم الحد من هذه المشكلة، أصبح بإمكانها أن تستفيد منه وتعزيز قوة الاقتصاد المحلي، كما سوف يتوفر كميات وفيرة من النباتات والمواد الغذائية تلبي حاجات السكان والحيوانات أيضاً، بالإضافة إلى ذلك سوف يساهم مشروع الاستمطار الصناعي في تحسين اقتصاد المناطق التي تعاني من مناخات جافة.
أما بالنسبة إلى سلبيات الاستمطار الصناعي فيوجد عدة عوامل وأبرزها:
-
يحتاج مشروع الاستمطار الصناعي إلى عدة مواد كيميائية منها يوديد الفضة قد تسبب بضرر البيئة، وبالتحديد على النباتات، أما بالنسبة بالضرر الذي قد تسببه للإنسان، فلا يوجد دراسة مؤكدة تثبت ذلك، ولكن بشكل عام أن دخول يوديد الفضة إلى
الجسم
قد يتسبب في حدوث بعض المشاكل الطفيفة، مثل الطفح الجلدي، وسيلان
الأنف
والصداع. - قد تكون كلفة الاستمطار الصناعي ذات كلفة مرتفعة لا تتناسب مع الظروف الاقتصادية لبعض المناطق التي تحتاج إلى هذا المشروع، وسبب كلفتها المرتفعة يعود إلى حاجته لاستخدام طائرات مجهزة لإيصال المواد الكيميائية إلى الهواء، ومن أجل توفير هذه الطائرات يجب أن يكون اقتصاد المنطقة لديه دعم مالي يكفي لتنفيذ المشروع.
-
يوجد تأثير غير مضمون حول تعرض السحب لتلقيح طويل الأمد، حيث تتواجد المواد الكيميائية التي تنتج بفعل عملية البذر السحابي في الرواسب، وكلما زاد تعرض النباتات والحيوانات لهذا المطر سوف تزداد فرصتهم للتعرض لبعض المشاكل الصحية، وبشكل عام فإن تعرض الكائنات الحية لعنصر الفضة في فترات زمنية طويلة التي قد يحصل عليها من بعض الأشياء الموجودة في
الحياة
اليومية، يؤدي إلى مشاكل جلدية، وقد تتطور في بعض الأحيان وتسبب بضرر أكبر.[1]