مقارنة بين قناة السويس وقناة بنما

معلومات عامة عن قناة السويس وقناة بنما

تعتبر تلك القناتين من أهم الإنجازات التي قامت بها البشرية، حيث ساهمت في تغير مسار النقل

البحر

ي بشكل كامل يوجد بين قناتي السويس وبنما تنافس كبير ومنذ زمن طويل جداً، من خلال شحن الحاويات، تساهم هذه القنوات في دعم تدفق التجارة على مستوى

العالم

من خلال التقليل من المدة والمسافة التي تقطعها الشحنات في البحار، حيث ساهمت في خفض مسافات الشحن والتكاليف بشكل ملحوظ على سبيل المثال ساهم نقل الشحنات من روتردام إلى بومباي خلال قناة السويس في خفض المدة الزمنية بنسبة واحد وأربعين بالمئة عن باقي وسائل النقل الأخرى

وكذلك ساهم نقل الشحنات من لندن إلى شنغهاي خلال قناة بنما في خفض المدة الزمنية بنسبة اثنان وثلاثون بالمئة عن باقي وسائل النقل الأخرى، استمرت هذه القنوات في التطور والتنافس وتوسعت إلى أن أصبحت تواكب عصرنا الآن، ولكن على الرغم من ذلك يوجد عدة نقاط تختلف بها هذين القناتين عن بعضهما البعض، وفي ما يلي يتم شرح أبرز نقاط الاختلاف.

الاختلافات الرئيسية بين قناة بنما وقناة السويس

تقع قناة السويس في مصر وتربط البحر الأحمر مع البحر الأبيض المتوسط وتساهم في نقل

السفن

التجارية بين قارتي آسيا وأوروبا، يبلغ طول هذه القناة حوالي مئة واثنان وتسعون كيلو متراً، تم افتتاحها في عام ألف وثمانمائة وتسعة وستون، في حين أن قناة بنما تربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ

ويبلغ طولها حوالي سبعة وسبعون كيلو مترا ً فقط أي حوالي نصف طول قناة السويس، وتم افتتاحها في عام ألف وتسعمائة وأربعة عشر، تعتبر أهمية هذه القنوات هي نفسها إلى حداً ما، ولكن على الرغم من ذلك فإن قناة بنما لها تأثير أكبر على مستوى العالم، يعود ذلك إلى

التاريخ

الصعب الذي مرت به خلال فترة بنائها، بالإضافة إلى تأثيرها على الاقتصاد العالمي.

الاختلاف من ناحية التاريخ بين قناة السويس وبنما

تم افتتاح قنوات السويس في مصر عام 1914، استغرقت فترة بنائها عشر سنوات فقط، وهي من تخطيط وأشراف فرديناد دي ليسبس، وتعود فكرة افتتاحها إلى القرن الثامن عشر، عندما أصبح هناك تزايد في التجارة ما بين الدول، حيث كان هناك طريق رئيسي واحد فقط يربط بعض من أجزاء قارة آسيا مع أجزاء أخرى في قارة أوروبا، لم يكن هذا الطريق بحري بل كان بري يمر بالقسطنطينية

وبعد أن تم إخضاعها للسلطة التركية، بدأت محاولات جميع دول العالم في إيجاد طرق أخرى أفضل للحفاظ على تجارة نقل البضائع، وفي ذلك

الوقت

وجد فرديناد دي ليسبس فكرة افتتاح قناة السويس وقام بتطبيقها، واجهت هذه القناة الكثير من المشاكل السياسية والمالية والفنية أثناء افتتاحها

حيث تم توظيف ثلاثون عمل في بنائها أثناء العمل عليها توفى الآلاف منهم، ولكن على الرغم من ذلك كانت الخسائر بالمقارنة مع الصعوبات التي واجهتها قناة بنما، وبعد افتتاحها أصبح هناك طريق يربط ما بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، ولكن على الرغم من ذلك لم يكن هناك طريق سريع يربط ما بين المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي

فقرر الفرنسيون افتتاح قناة بنما، واجهة هذه القناة الكثير من المشاكل والصعوبات خلال فترة افتتاحها من أبرزها الحاجة إلى الكثير من العمل اليدوي المتعب، تم توظيف فرديناد دي ليسبس كرئيسي لقناة بنما، وأفترض أن افتتاحها يحتاج إلى ثمانية سنوات فقط وبميزانية مالية تقدر بستمائة وثمانية وخمسون فرنكاً فقط

ولكن بسبب المناخ الاستوائي وعوامل أخرى أصبح هناك تأخير كبير في وقت بنائها وافتتاحها، حيث ساهم المناخ الاستوائي الرطب، كان هذا المناخ سبب في انتشار الحمى الصفراء ومرض الملاريا المميت في إفلاس الشركة المؤسسة لقناة بنما،

بحث

الكثير من العلماء عن الدواء المناسب للتخلص من هذه الأمراض

تسبب ذلك في وفاة أكثر من عشرين ألف عامل، مما أدى إلى استسلام فرديناند دي ليسبس وترك هذا

المشروع

، وبعد أن عاد مرة أخرى لبناء المشروع، تم الكشف عن وجود الكثير من الانهيارات الأرضية، وأثناء محاولاتهم لقطعها والتخلص منها سقطت البنى التحتية بشكل كامل.

الاختلاف من ناحية تاريخ الإنشاء بين قناة السويس وبنما

تعتبر قناة السويس هي الأولى والأقدم، حيث تم افتتاح قناة السويس قبل مئة وخمسون سنة تقريباً، ومن خلال بنائها تم ربط البحر الأحمر مع البحر الأبيض المتوسط، استمر حفر هذه القناة عشر سنوات تقريباً، وتاريخ افتتاحها يعود عام 1869

وبعد افتتاحها استطاعت السفن البحرية المخصصة لنقل الحاويات والبضائع التخلص من طريق الطرف الجنوبي لأفريقيا الذي كان يسبب الكثير من المشاكل والتأخير للسفن خلال تنقلها

حيث استطاعت بعد افتتاح قناة السويس العبور الممر المائي المصري الذي يبلغ طوله مئة وواحد ميل تقريباً، في حين أن قناة بنما تم افتتاحها من قبل الفرنسيون في عام 1879 أي بعد عشر سنوات من افتتاح قناة السويس، ولكن خلال فترة بنائها حدثت بعض العراقيل والمشاكل الهندسية، أدت إلى التوقف في بنائها

وعاد مرة أخرى ولكنه استأنف بقرار من الولايات المتحدة الأمريكية صدر في عام 1904، سبب اتخاذهم لهذا القراء يعود إلى خسارة خمسة  الآلاف وتسعة شخصاً خلال عملهم في بنائها وحفرها، بالإضافة إلى انتشار مرض الملاريا والحمى الصفراء، ثم في عام 1914 أي بعد عشر سنوات تم الانتهاء من بنائها وافتتاحها بشكل رسمي، تربط هذه القناة بين المحيط الهادي والمحيط الأطلسي.

الاختلاف من ناحية التطور بين قناة السويس وبنما

في عام 2007 بدأ المشروع الخاص بتطور وتوسع قناة بنما، واستغرق حوالي تسع سنوات تقريباً، حيث تم الإعلان عن اكتماله في عام 2016، تضمن هذا التوسع في إنشاء ثلاث مجموعات جديدة من الأقفال الخاصة بممرات عبور إضافية قادرة على استقبال عدد أكبر من السفن وأيضا بأحجام أكبر

وعند الانتهاء من هذا المشروع بشكل كامل أصبح لقناة بنما قدرة للتعامل مع 13000 سفينة مخصصة للشحن، وبطاقة استيعابية تقدر بضعفين من طاقتها الاستيعابية الأولى، وبعدما أصبح لقناة بنما الكثير من العملاء وتطورت بشكل واسع، قررت قناة السويس إعلان عن خطه خاصة لتوسيع وتعميق القناة، بالإضافة إلى إنشاء ممر عبور موازي جديد

وذلك في أغسطس عام 2014، وبعد الانتهاء من هذا المشروع أصبح لقناة السويس ممر موازي تقدر مساحتها بخمسة وأربعين ميلاً، ساهم هذا الممر في تسهيل حركة السفن على الاتجاهين، حيث كان لدى قناة السويس قبل هذا المشروع قدرة على استقبال ومرور الشحنات في اتجاه واحد فقط

وذلك كان يسبب الكثير من التأخيرات والمشاكل مع شركات الشحن البحرية، بالإضافة إلى ذلك ساهم هذا المشروع في خفض وقت العبور من ثمانية عشر

ساعة

إلى إحدى عشرة ساعة، كما انخفض وقت انتظار العبور من الإحدى عشر ساعة إلى ثلاث

ساعات

تقريباً.

المشاريع المستقبلية لقناة السويس وبنما

قررت هيئة رئاسة قناة بنما البدء بمشروع جديد لتوسيع قناتها في السنوات القادمة، لكي تتمكن من استقبال عدد أكبر من السفن يقدر بعشرين ألف سفينة، في حين أن قدرتها الاستيعابية الحالية تقدر بأربعة عشر ألف وخمسمائة وواحد سفينة تجارية، وبشكل عام فإن قناتي السويس وبنما لهم عدة مخططات وأفكار لتوسع

لكي يصبح لديهم قدرة أكبر على استقبال سفن عملاقة في خطوط النقل الخاصة بهما، والعدد المتوقع لعدد هذه السفن هو العشرين ألف سفينة تجارية، ولكن قد يساهم ذلك في التأثير على البنى التحتية للقنوات في جميع أنحاء العالم.[1][2]