قصة السلطانة ميهرونيسا الحقيقية
من هي السلطانة ميهرونيسا
يجب التنويه أولاً عن عدم وجود مرجع تاريخي لشخصية السلطانة ميهرونيسا وتبعاً لعدم وجود مرجع تاريخي يروي تفاصيل حياة السلطانة ميهرونيسا لذلك لم يحكي عنها أحداً، وهذا الأحداث المسرودة غير مؤكدة
مهرونيسا كانت ابنة مهاجرين فارسيين عاشوا في سلطنة دلهي من عام 1290 إلى 1319 حيث كان والدها حسن وزيرًا للسلطان ويعني اسم ميهرونيسا ” بسيدة
النساء
” وقد تم ترجمته باللغة العربية إلى ” مهر النساء “
وهي من
سلطانات الدولة العثمانية
تدربت مهرونيسا عدة فنون مختلفة حيث كانت معلمتها والدة الأمير الدين خليجي وهي السلطانة التي دربت الأمير (شاه) ومهرونيسا حيث علمتهم الفارسية في الهند في العصور الوسطى لأنها كانت اللغة المستخدمة في المحكمة العليان كما تعلمت مهرونيسا فنون أخرى مثل الرماية الفارسية والشعر الصوفي وشكل الرقص العربي في العصور الوسطى، ومع تقدمها في السن اشتاق الدين خلجي لجمالها ورغب في أن تكون مهرونيسا زوجته الشرعية وبالفعل تزوجت مهرونيسا من الشاه عام 1307
وتلقت تعليمها في الثقافة والدين
الإسلام
ي بسبب أسلافها الفارسيين والترك الذين زرعوا الثقافة في حصن دلهي، وفي
عيد ميلاد
الأمير الدين خلجي العشرين أقيم احتفال للشاه وأهدى أحد مستشاري السلطان للشاه أميرة هندوسية من مملكة ميوار وصادقت مهرونيسا الفتاة الهندوسية التي تدعى “أشانتي” ومن خلال صداقتهما تعرفت مهرونيسا على الديانة الهندوسية لشبه القارة الهندية، وعلى الرغم من أنها كانت تعيش في دلهي وهي العاصمة الهندية للسلطنة
فقد منعت من
السفر
خارج الحصون الملكية وإلى البازارات المحلية وعلمت أشانتي السلطانة مهرونيسا لغة سكان الهند وهي اللغة “السنسكريتية” ومن خلال هذا التبادل مرت عدة سنوات وأصبحت السلطانة مهرونيسا وأشانتي عاشقين نظرًا لأن مهرونيسا كانت زوجة قرينة آل الدين خلجي وأصبحت أشانتي فتاة حريم وبالطبع كان حبهما محظورًا ومحرمًا بموجب الشريعة الإسلامية التي تحكم سلطنة دلهي
ولكن من أجل التواصل والحفاظ على خصوصية علاقتهما ابتكرا مهرونيسا وأشانتي لغة تجمع بين السنسكريتية / الهندية والفارسية والتي أصبحت في السنوات اللاحقة أساس اللغة الأردية، ولذلك بعد العديد من المشاكل استمر زواج السلطانة مهرونيسا لمدة ثمانية عشر عامًا.
قصة السلطانة ميهرونيسا الحقيقية
تزوجت السلطانة ميهرونيسا مرة أخرى من الإمير ” شاه زاد مصطفى ” سنة 1545 و هو إبن السلطان الاعظم ” سليمان القانوني ” حيث تزوجا مباشرة بعد وفاة أبيها القبطان ” خير الدين بربروس “
ولكن لم يكن زواج الأمير مصطفى والسلطانة ميهرونيسا سهلاً حيث كان ممنوع على أمراء الدولة العثمانية أنذاك إختيار
الزوجة
إلا بعد إعتلاء العرش و الحصول على لقب ” سلطان الدولة العثمانية ” ولكن في ذلك
الوقت
أشتهرت السلطانة ميهرونيسا بالمبارزة بالسيوف و
ركوب الخيل
و كانت في قمة الجمال مما جعل زوجاته الثلاث ( فاطمة هاندان وبيجوم نور جيهان خاتون ورميساء ) قاموا بالكشف عن زواجها بعد سنة تقريبا من زواجهم وهي حامل بطفلها ” شاه زاد محمد ” من
الامير
.
كما عرف آنذاك إن زواج الامير من زوجاته الثلاثة لم يكن سوى زواج لمصلحة سياسية لصالح الدولة العثمانية ولكسب ود ” التاتار و القوقاز ” بإعتبار زوجاته ينحدرن من هذه المناطق، لذلك فقامت السلطانة ” بيجوم نورجيهان خاتون ” و بفضل الاخريات ” فاطمة هاندان و رميساء ” بفضح الزواج خوفاً من الحكم الذي كان سيطبق عليها ” الحكم بالمنفى ” إلا ان السلطان سليمان القانوني رأى انها فرصة لتعزيز العلاقات بين الباب العالي بتركيا و الجزائر .
كان الأمير مصطفى الابن الوحيد لوالدته السلطانة مهدفران ولكن بقية أخوته من زوجة أبيه السلطانة خرم وكان هذا سبباً كافياً لإشعال الفتنة حيث بدأت السلطانة خرم زوجة والده والصدر الأعظم رستم باشا زوج أخته الذي قام بإشعال نار الفتنة وكانت غايته هي تولية الأمير بايزيد الحكم، لذا كان يجب عليهم لتحقيق غايتهم تصفية الأمير مصطفى فقام مع زوجته ومع خرم والدة بايزيد بتدبير خطة لغايتهم
حيث استعانوا بموضوع سياسي خطير بالنسبة للدولة وهو تشيع الأناضول وفي ذلك الوقت كان السلطان سليمان قد جهز جيشاً بقيادته للتوجه نحو إيران وكانت قد انتشرت شائعات وأقاويل بحق السلطان سليمان أنه تقدم في
العمر
ونهك جسده ولا يستطيع الخروج إلى أي غزوة وأن الأمير مصطفى كان يتهيأ للجلوس على العرش ولكن رستم باشا حال دون ذلك والحقيقة هي أن الأمير مصطفى قد تجاوز الأربعين وهو في
مقدمة
الأمراء
من ناحية العلم والبطولة
كما أن الجيش والشعب يحبانه وقام بعض الحمقى عن حسن نية وبعضهم عن سوء نية بإيصال هذه الأقاويل إليه وحاولوا دفعه إلى العصيان ولكن على إثر هذه الشائعات نقلت شبكات الفساد هذه الأخبار إلى السلطان سليمان مفادها أن الأمير يتواصل سراً مع شاه إيران وأنه اتفق معه أن يتزوج بنته وينقلب على والده السلطان وأقنعوه بهذا وعندما سمع السلطان سليمان بهذا الموضوع لأول مرة نهرهم، ولكن ما حدث بعد ذلك كان على النقيض تماماً
حيث أراد الأمير مصطفى الاشتراك مع والده في الحروب، ولكن في حرب والذي يقال أن اباه اشترك فيها للإيقاع بإبنه جمع ما يقارب ثلاثين ألف جندي من أطراف قونية اعتقد السلطان سليمان أن ابنه جمع هذا الجيش ضده وللانقلاب عليه و لأن السلطان سليمان لم يطلب أي إمدادات من أماسيا بعد ذلك حصل على فتوى من شيخ الإسلام أبو السعود أفندي مفادها أن الأمير أعلن العصيان ضد الدولة ولم تصدر هذه الفتوى مع مطابقة للأصول.
وأثناء استقرار جيش سليمان في إيريجلي لفترة من الوقت عرض رستم باشا على مصطفى الانضمام إلى جيش والده وفي الوقت نفسه قام رستم باشا بتحذير السلطان سليمان بأن مصطفى كان قادما لقتله قبل مصطفى دعوة رستم باشا وجمع جيشه للانضمام إلى والده حيث رأى سليمان هذا بمثابة تهديد.
ولكن كانت الرسائل مزورة مع وجود العديد من الدسائس الأخرى التي رتبت حول هذا الأمر، اقنعت السلطان سليمان القانوني في النهاية بخيانة ابنه وأمر بإعدامه، وفي 960 هـ/1553م نفذ الأعدام عندما حضر الأمير مصطفى للقاء والده في خيمته أثناء الحملة ثم قبض عليه وخنق حيث أُعدم بخيط من حرير من قبل أشخاص صم بكم وفقا للتقليد العثماني في إعدام الشخصيات الهامة ودفِن في بورصة وتحديدًا في سنة 1553.
حيث حكم بالإعدام على الأمير مصطفى ولي عهد الدولة العثمانية شنقًا بتهمة التحالف مع الصفويين و بتزوير ختم الشاه من طرف زوجة أبيه ” السلطانة حرم ” و زوج أخته الصدر الاعظم ” رستم باشا ” ليتم بعدها قتل
الطفل
” شاه زاد محمد ” إبن ميهرونيسا و الامير مصطفى المحكوم عليه شنقًا من طرف ” حرم ” حتى يتولى الأمير ” بايزيد ” مقاليد الحكم و يكون خليفة والده سليمان القانوني إلا أن الامير ” سليم ” هو من تولى الحكم عقب وفاة أبيه و قد قام بتصفية أخيه بايزيد
وبعد إعدام الامير مصطفى حزنت السلطانة مهرونيسا بشدة مما دفعها للإنتحار أمام السلطانة هيام وجواري البلاط وتم ذلك طعناً بالسكين وذلك حزناً على إعدام زوجها الأمير مصطفى، تاركا وراءاها صاعقة للسلطانة هيام ولجميع الجواري، ولكن يجب التنويه بأنه لم يتفق المؤرخون عن طريقة نهاية ميهرونيسا، فمنهم من قال انها انتحرت بالباب العالي و البعض قال انها قتلت كما قتل زوجها الامير و إبنهما، وهذا الإختلاف يرجع لعدم وجود مرجع تاريخي يروي تفاصيل السلطانة ميهرونيسا لذلك لم يحكي عنها أحداً. [1]