مفهوم الوصم الاجتماعي

ما هو الوصم الاجتماعي

وتعتبر الأمراض العقلية من أكثر الأمور التي تسبب وصمة عار لصاحبها على مستوى العالم، ولذلك فإنها تؤدي غالبًا لتأخير العلاج أو حتى عدم الحصول عليه بسبب

الخوف

من الوصم.

أيضًا فإن مرضى بعض الأمراض مثل مرض فيروس نقص

المناعة

البشرية، يتعرض للوصم المجتمعي بشكل كبير، وهذا قد يثبت المصابين أو المشتبه في إصابتهم عن البحث عن أدوات وقاية أو التحدث حتى مع أي شخص يمكن أن يساعدهم عن هذا الأمر، كما أن المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية غالبًا ما يتعرض للتمييز والوصم في جميع قطاعات المجتمع سواء مرافق

التعليم

أو مكان العمل أو نظام العدالة.

ويمكن أن تكون عواقب الوصم خطيرة ومدمرة، حيث يصاحب الوصمة عدم فهم الآخرين لحالة الشخص الموصوم ، وهذا الأمر يكون مؤلمًا له ، لكن الوصمة تحمل أيضًا عواقب أكثر خطورة ، بما في ذلك تأجيج الخوف والغضب والتعصب الموجه ضد الآخرين، والأشخاص الذين يتعرضون لوصمة العار هم أكثر عرضة لتجربة:

  • العزلة والرفض الاجتماعي

  • التحرش

    والتنمر والعنف
  • تدني نوعية

    الحياة
  • تدهور الحالة النفسية.
  • زيادة مشاعر الخجل وعدم الثقة بالنفس.

وقد يمر الإنسان بتجربة الوصم منذ الصغر، على سبيل المثال قد يستمر الجميع في اتهام

الطفل

بالكذب حتى يصبح موصوم بتلك الصفة وقد يتحول لشخص كاذب بالفعل.

وقد نقع جميعًا أيضًا في فخ وصم شخص ما، مما يؤدي في النهاية لإيقاع الضرر بهذا الشخص دون أن ندري، على سبيل المثال قد تتهم جارك بأنه شخص غير اجتماعي لأنه لا يرد تحية

الصباح

لك أو للجيران، وقد يؤدي ذلك لجعل الجار يعيش في عزلة، ثم تكتشف في النهاية أنه من ضعاف السمع.[1]

نظرية الوصم

ناقشت نظرية الوصم تلك الظاهرة بالنسبة لأصحاب السلوك الإجرامي، وقد ظهرت نظرية الوصم لأول مرة في كتاب ” الانتحار” الذي قام بتأليفه عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركهايم،والذي ناقش فكرة أن الجريمة ليست انتهاكًا لقوانين العقوبات بقدر ما هي فعل مسيء للمجتمع.

ولذلك ارتبطت النظرية ارتباط كبير بعلم اجتماع الجريمة، لأن وصم شخص ما بأنه مجرم يجعل الآخرين يتعاملون معه بطريقة أكثر سلبية.

أيضًا ترتبط نظرية الوصم ارتباطًا وثيقًا بالبناء الاجتماعي وتحليل التفاعل الرمزي داخل المجتمع، ويرى واضع تلك النظرية النظرية أن الانحراف ليس ميلًا متأصلًا داخل الفرد، ولكنه نابع من ميل الأغلبية إلى تصنيف الأقليات بشكل سلبي أو أولئك الذين ينظر إليهم على أنهم منحرفون عن

المعايير

الثقافية القياسية للمجتمع.

تهتم النظرية بكيفية

تحديد

الهوية الذاتية وسلوك الأفراد أو تأثرها بالمصطلحات المستخدمة لوصفهم أو تصنيفهم، وكانت تلك النظرية بارزة خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي بفضل عالم الاجتماع هوارد بيكر الذي تأثر بنظرية إميل دوركايم ، ولا تزال بعض النسخ المعدلة من النظرية شائعة اليوم وقد ساهم في تطويرها عدد أخر من علماء الاجتماع .

ومن خلال النظرية صنف العلماء الانحراف إلى نوعين وهما:


  • الانحراف الأساسي

هو أي فعل انحرافي يمكن أن يقوم به أي فرد وتكون له عواقب طفيفة على الفرد وعلى علاقته بالمجتمع.

غالبية الأشخاص يمكن أن يقوموا بانحرافات أولية مثل خرق قواعد

المرور

وهي فعل إجرامي من الناحية القانونية، لكنها لا تسبب لهم وصم مجتمعي.


  • الانحراف الثانوي

يحدث الانحراف الثانوي كرد فعل لوصم المجتمع وتصنيفه لشخص ما على أنه مجرم أو منحرف، هذا الانحراف له آثار كبيرة على الشخص وعلاقته بالمجتمع.

يمكن وصف المسار من الانحراف الأساسي للانحراف الثانوي كالتالي:

الانحراف الأساسي ← تسمية الآخرين للشخص بأنه منحرف ← الفاعل يستوعب التسمية المنحرفة ← الانحراف الثانوي.

وقد شملت تطورات نظرة الوصم بعد ذلك أصحاب المرض العقلي، كما شملت بعض النسخ المثليين من بين أكثر الفئات التي يمكن أن تتعرض للوصم الاجتماعي.

انتقادات نظرية الوسم الاجتماعي

هناك العديد من الانتقادات التي أثيرت حول نظرية الوسم التقليدية والتي ازدهرت بالفعل خلال الستينيات ، وأدت لحدوث تغييرات في السياسة مثل إلغاء المؤسسات للمرضى عقليًا وبرامج تحويل الأحداث، ومع ذلك ، فقد تعرضت للهجوم في منتصف السبعينيات نتيجة لتجاهل من وضعوها لمفهوم الانحراف، وافتراض أن التصنيف أو الوصم للشخص هو فقط الذي يؤدي لجعله منحرفًا دون مراعاة الأسباب الأخرى التي تدفع الأشخاص للانحراف مثل عوامل التنشئة الاجتماعية.[2]

الوصم الاجتماعي واللامساواة

بوجه عام تظهر الأبحاث أن المدارس تقوم بتأديب الأطفال السود بشكل متكرر وقسوة أكثر من الأطفال

البيض

على الرغم من عدم وجود أدلة تشير إلى أن السود يسيئوا التصرف في كثير من الأحيان أكثر من البيض، وبالرغم من أنهم غير مسلحين ولم يرتكبوا جرائم إلا أن القوالب النمطية العنصرية تؤدي إلى تصنيف الأشخاص الملونين بشكل خاطئ على أنهم منحرفون.

وبمجرد تحديد الشخص على أنه منحرف، يكون من الصعب للغاية إزالة هذه التسمية عنه، ويصبح الفرد مصنف أو موصوم كمجرم وسوف يعتبره الآخرون غير جديرين بالثقة في كل الأحوال على سبيل المثال: قد يواجه المدانون صعوبة في العثور على عمل بعد إطلاق سراحهم من

السجن

بسبب خلفيتهم الإجرامية، وهذا يجعلهم أكثر عرضة لاستيعاب التصنيف المنحرف، مما يؤدي لانخراطهم في السلوك الإجرامي مرة أخرى

​​لذلك حتى إذا لم يرتكب الأفراد المصنفون أي جرائم أخرى ، فيجب عليهم أن يتعايشوا إلى الأبد مع عواقب اعتبارهم مخطئين.[2]

أنواع الوصم الاجتماعي

يمكن تقسيم وصمة العار إلى نوعين:


  • وصمة عار اجتماعية

    : حيث يتحيز الآخرون تجاه الشخص الموصوم.

  • وصمة عار ذاتية

    : هي شعور داخلي لدى الشخص الموصوم حيث يشعر بالخجل الداخلي.

كيف نقلل من تأثير الوصم الاجتماعي

إن الوصم الاجتماعي الخارجي قد يكون مشكلة من الصعب التغلب عليها، وقد يكافح المرء كثيرًا لتحسين صورته أمام المجتمع دون جدوى، وخاصة في المجتمعات الأقل تحضرًا، وحل مشكلة الوصم يحتاج لاتخاذ بعض الخطوات، منها:

  • تثقيف المجتمع حيث يجب معاملة جميع أفراد المجتمع باحترام وكرامة، وتقديم الدعم والتشجيع لمن يبدون استعدادًا لذلك.
  • كما يجب نقل الحقائق للمجتمع بالنسبة لبعض الأمور التي تسبب عزلة للشخص الموصوم، مثل المرض العقلي ومرض نقص المناعة، حيث أن مثل تلك الأمراض يمكن التعايش مع أصحابها وليس كما يعتقد البعض يجب عزلهم.
  • كما يجب أن يشمل الجميع في المجتمع فأي شخص ليس خارج على القانون لا يجب أن يحرم من المشاركة في الحياة العامة، والتمتع بالمرافق العامة.
  • وبالنسبة للشخص الموصوم، فقد يحتاج إلى محاولة زيادة ثقته بنفسه، وخاصة من أصحاب

    الأمراض النفسية

    أو العقلية.
  • وقد يحتاج الشخص لبعض المساعدة الطبية أو النفسية للتغلب على تأثيرات هذا الوصم، كما يجب أن يتعلم أن يختار كلماته مع الآخرين بعناية، لأن الطريقة التي نتحدث بها تؤثر على مواقف الآخرين منا.