ما هو التجاوز الروحي ؟.. وعلاماته .. وأحكامة الشرعية

ما هو التجاوز الروحي

إن التجاوز الروحي هو نوع من آلية الدفاع التي يتم فيها استخدام الروحانية بهدف درء العواطف الغير

سارة

بالإضافة إلى حماية

الأنا

، وإن من الممكن أن يقع في فخ التجاوز الروحي كل الباحثين الروحانيين من جميع الأنواع وليس فقط تختص بالبوذيين، وإن هذا المصطلح قد صيغ في عام 1984 من قبل جون ويلوود وهو عالم نفس كان يعمل في علم النفس ما وراء الشخصية بالإضافة إلى قيامه بدمج الروحانية وعلم النفس، وقد التمس جون ويلوود أن الممارسات الروحية رائجة جداً في سانغا البوذية فهم يقومون بهذه الممارسات لتجنب المشكلات العاطفية بالإضافة إلى الجروح النفسية.

وقد قال ويلوود في مقابلته مع تينا فوسيلا: “عندما نتجاوز روحيا، كثيرا ما نستخدم هدف الصحوة أو التحرر لترشيد ما أسميه السبات السابق لأوانه أي محاولة الارتفاع فوق الجانب الخام والفوضوي من إنسانيتنا قبل أن نواجه بالكامل ونحقق

السلام

معه”، وقد صرح المحلل النفسي سوتو زن وأيضاً المحلل النفسي باري إنه من الممكن أن يعلق الأشخاص الذين يملكون رؤية روحية عميقة سلوكاً ضاراً وسيئاً في حياتهم الشخصية، ومن الممكن حدوث هذا عندما يتم عزل الرؤى في فقاعات ولا تُدمج في

الحياة

اليومية للفرد، بالإضافة إلى أنها لا يتم دمجها في علاقة هذا الفرد، وهذا يؤدي إلى وجود روحية مقطوعة عن النفس العاطفية.

مميزات التجاوز الروحي

وإن تجاوز الأنا أو التجاوز الروحي هو القدرة على تجاوز الحاجز والتغلب عليه عن طريق نظامين وظيفيين يعرفان باسم التنظيم الذاتي الضمني والتنظيم الذاتي الصريح، حيث أن التجاوز الروحي هو التعالي في عالم يتجاوز

العالم

الزماني المكاني الذي يحيط بنا وإن التنظيم الذاتي الضمني يتميز بــ:

  • معالجة متوازية وشاملة للمعلومات التي تكون معقدة وتكون في الوعي وغير الوعي التي تتعلق بالذات.
  • إن الأشخاص ذو الكفاءات التنظيمية الذاتية الضمنية يتمتعون بإمكانية الوصول إلى هذه المعلومات.
  • وإن الوصول إلى هذه المعلومات لا تكون بطريقة تحليلية مشتركة وإنما تتم بطريقة بديهية موجهة نحو الشعور.
  • فكون هذا الشخص في وضع تنظيمي ضمني فهو قادر على التغلب على المشكلات بطريقة تسمح للذات بالبناء بشكل متطابق ويكون وفق الحاجز الذي يتواجد بين الأنا والذات.

وهنا نجد أن تجاوز الأنا أو التجاوز الروحي هو على سبيل المثال التبديل عمداً ما بين معالجة المعلومات التحليلية ذاكرة النية بالإضافة إلى معالجة المعلومات الشاملة التي تعرف باسم ذاكرة الامتداد، وإن كول قد افترض أن التنظيم الذاتي الضمني هو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالروحانية وإن الناس يختبروا تجاوز الأنا كنوع من الروحانية، وإن التجربة الصوفية تنطوي على السمو الروحي بالإضافة إلى إدراك الألوهية.[2]

تعريف الصحوة الروحية

لمعرفة مفهوم الصحوة الروحية يجب أن نعرف الروحانية بحد ذاتها وهي صفة للوجود خارج النطاق المادي أو المادي للوجود، وإن التنوير أيضاً يرتبط بالإدراك حيث أنه من الممكن أن تملك عقل مستنير عن طريق الدراسة المنضبطة للمبادئ الروحية العليا، لكن مفهوم التنوير لا يعني أنك مدرك نفسياً أو أنك مستيقظ روحياً، وإن مفهوم الصحوة الروحية بعد أن تعرفنا على مفهومي الروحية والتنوير يتجلى في أنها هي اليقظة الروحية وهي إيقاظ بُعد للواقع وهذا البعد يعمل على تجاوز حدود الأنا، حيث أن الأنا هي الإحساس الحصري بالذات، وإن الصحوة الروحية تعني الروح الأصلية حسب ما يسميه الطاويون أو ما يسميه يونغ الذات.[1]

أعراض التجاوز الروحي

إن روبرت أوغستس كتب في كتابه الذي يعرف باسم”التغلب على الروحانية” أعراض التجاوز الروحي التي تجلت في:

  • الإفراط في المبالغة.
  • يتواجد لدى الشخص إفراط في التركيز على الإيجابية.
  • يتولد لديه التخدير العاطفي والقمع.
  • يتواجد رهاب الغضب.
  • والإفراط في العاطفة والتسامح.
  • يعاني من تطور غير متوازن مثل

    الذكاء

    المعرفي غالباً ما يكون متطوراً كثيراً على الذكاء العاطفي بالإضافة الذكاء الأخلاقي.
  • يتم لديه تخفيض القيمة الشخصية بالنسبة للروحانية.
  • وتكون الأوهام لديه في مستوى أعلى من الوجود.

فإذا كنت تعاني من التحطم في الروحانية عند الضغوطات فيجب أن لا تقوم بقمع العواطف حتى لو كان هناك عواقب سلبية، وإنما يجب أن تعترف بها وتعتبر ما تحاول إخبارك به، وهنا ينصح من الحذر على ممارسة الروحية في العلاقات الشخصية، وخاصة العلاقات مع الوالدين والأزواج بالإضافة إلى

الأصدقاء

والمقربين لأنها يتم استهلاكها مع كثرة الممارسة والسعي الروحي، ويتجلى هذا الأمر بسبب عدم دمج الروحانية مع حياة الفرد الشخصية ولكنها تستخدم للتخلص من الآخرين وهذا الاستخدام غير صحي بتاتاً، وإن هناك بعض الحالات التي تتجلى بضياع الناس في فقاعاتهم الروحية حيث أن حياتهم تغدو خيالاً تنويرياً، وقد يتم ظهور عليهم أعراض الذهان، أو من الممكن أن يصبح لديهم تدخل في سلوك يكون مليء بالمخاطر، ويكمن السبب في دخولهم لهذه المخاطر هو اعتقادهم بأن قوتهم الروحية ستحميهم.

علامات التجاوز الروحي

إن من علامات التجاوز الروحي تكون عند الشخص الذي يكون قادراً على الإحساس والتواصل مع الخدام حتى ينفع الآخرين، فيكون شعوره الداخلي مختلف عن أي إنسان آخر وإن الشخص الذي لديه التجاوز الروحي يؤمن بالله، وإن القوة الروحية من الممكن أن تكون موجودة عند شخص بوذي أو نصراني فالتجاوز الروحي هي قوة غير مفسرة منطقياً ولكن يوضح بعض الأشخاص أن المسلم يعتمد في الروحانيات على القرآن والأدعية بالإضافة إلى تنمية القدرات، وإن علامات التجاوز الروحي:

  • عندما يكون الشخص الروحاني في قلق وتوتر يشعر بأن هناك من يطبطب على صدره ويصبره ويحثه على عدم الحزن.
  • مرافقة أشياء معه مثل الخيال السريع كأن يشعر هذا الشخص بأن ورائه شخص أو خيط يسير على ظهره.
  • تكثر أحلامه بالخدام ويتحدث ويتواصل معهم في الحلم في فترات تكون قريبة من بعضها البعض.
  • تتطور الحاسة السادسة عند الشخص الروحاني ويشعر بأمور وأحداث كأنه مر بها سابقاً.
  • ويملك القدرة القوية على

    التمييز

    والتفريق ما بين الفرد الطيب والجيد والفرد السيء.

الحكم الشرعي للتجاوز الروحي

إن مصطلح الروحانيات يتم إطلاقه على الأمور التي تتعلق بالشعوذة وبالتعامل مع

الجن

ولهذا التجاوز الروحي وهذه الأمور لا يشك في تحريمها شرعاً أبداً، فإن هذه العلوم التي تصب بنفس المنبع للتجاوز الروحي مثل التطلع لمعرفة الغيب والالتخاطر والعلاج بالطاقة مثل الريجبي والشاكرا وغيرها من أنواع الطب الشرقي وهو وثني المنشأ والأصل فهذه كلها أمور باطلة ومنكرة شرعاً، حتى العلاج الروحاني أو التجاوز الروحي فإن هذا أيضاً محرم لأن الروحانيات متعلقة بالشعوذة والسحر.[3][4]