أنواع الانحياز .. وتعريفها بالأمثلة

تعريف الانحياز

الانحياز هو الميل أو ترجيح أمرم على أمر أخر، ونحن دائمًا ما ننحاز لأمور كثيرة أو لأشخاص في حياتنا دون مبرر واضح مما يؤثر على قراراتنا وانعكاستها علينا.

وفي عالم الإحصاء والبحث يجب حتى يكون البحث دقيق ألا تكون البيانات التي نجمعها للبحث منحازه تجاه فكرة ما لأن الانحياز في جمع البيانات سوف يؤدي في النهاية لنتائج غير صحيحة أو غير واقعية أو منحازه.

ويسمى الانحياز في علم النفس بالانحياز المعرفي وهو في الواقع هو أمر متأصل في طريقة تفكيرنا، وكثير من هذا الانحياز يتم بشكل غير واعي ، ويتم تعريف الانحياز أو

التحيز المعرفي

بأنه خطأ في الإدراك ينشأ في خط تفكير الشخص عندما يكون اتخاذ قراراته موجها باستخدام معتقداته الشخصية، وقد حدد بعض العلماء أنواع مختلفة من التحيزات المعرفية والتي يعد من أكثرها شهرة تأثير دانينج كروجر.[1]

أنواع الانحياز بالأمثلة


  • تحيز الثقة المفرطة

ويسمى بتأثير الثقة المبالغة، وهو اعتقاد أناني وخاطئ بأننا أفضل مما نحن علي بالفعل، فيقوم الشخص بعمل تقييم خاطئ لمهاراته وطريقة تفكيره ومواهبه أيضًا.

وقد يشمل هذا النوع من التحيز عدة أشكال منها:

  • التصنيف الزائد: والذي يقوم فيه الإنسان بوضع نفسه في مراتب أولى أو أعلى من المتوسط بطريقة غير صحيحة.
  • وهم السيطرة: وهو وهم تحيز السيطرة عندما يعتقد شخص ما أنه يسير على جميع المواقف وهذا غير صحيح.
  • انحياز توقيت التفاؤل: هو جانب من جوانب الثقة المفرطة أو الانحياز الزائد للنفس وفيه يبالغ الشخص في تقييم سرعة أداؤه ويقلل من

    الوقت

    الذي يحتاجه لإنجاز عمل ما .
  • تأثير الاستحسان: ويسمى أيضًا بتأثير التمني حيث يعتقد الإنسان أن هناك نتيجة معينة هي أكثر احتمالية للوقوع من غيرها فقط لأننا نتمنى ذلك.[2]


ومثال على ذلك

: تم اجراء مسح استقائي شملت 300 من مديري الصناديق الاستثمارية المحترفين ، وتم سؤالهم عما إذا كانوا يعتقدون أنهم أعلى من المتوسط ​​في قدراتهم، وأجاب حوالي 74٪ من مديري الصناديق بنعم، وبينما يعتقد 74 ٪ أنهم كانوا أعلى من المتوسط ​​في الاستثمار، كان الـ 26٪ الباقين يعتقدون أو معظمهم أنهم متوسطي المستوى.

ولم يعتقد أحد ممن شملهم البحث أنه أقل من المتوسط، وفي الواقع هذا يمثل استحالة من الناحية الاحصائية.


  • تحيز التفاؤل والتشاؤم

إننا جميعًا نميل في بعض الأوقات إلى المبالغة في تقدير احتمالية وقوع النتائج الإيجابية إذا كنا في حالة مزاجية جيدة، أما إذا كنا في حالة مزاجية سيئة فسوف نميل غالبًا لتقدير احتمالية وقوع النتائج السلبية بدرجة كبيرة، وفي تلك الحالة يجب أن ندرك جيدًا أن المشاعر هي التي تجعلنا ننحاز بطريقة غير عقلانية، لذلك فإن احد أهم النصائح التي يركز عليها علماء النفس، هو ترك المشاعر جانبًا عند محاولة التفكير.


  • عقلية القطيع

عقلية القطيع هي عندما يتبع مجموعة من البشر ما يفعله شخص أخر بشكل أعمى لأن هذا الشخص مشهور، وهنا فإن الجماعة أو القطيع تنحاز بسبب العواطف وليس بسبب العقل والتحليل المنطقي للأمور.


مثال على ذلك

: إذا كان أمام مجموعة من الناس مطعمين أحدهما مزدحم والأخر به عدد كبير من المقاعد الفارغة وسألت أفراد المجموعة أيهما سيختار.

تشير الدراسات أنه في مثل تلك الحالات يختار معظم الأفراد المطعم المزدحم وفي حين أن قليل منهم سيفكر أنه مزدحم لأنه يقدم طعام جيد، فإن الغالبية العظمى ستتجه إليه لأن الآخرون اختاروه وليس لأي سبب أخر.

وهناك العديد من الأسباب التي تسبب تفكير القطيع حيث يميل الفرد لتأكيد رأي المجموعة الأكبر، ومن تلك الأسباب نقص المعلومات مع حقيقة أن المعلومات في أي مجال غالبًا ما يتم توزيعها بطريقة غير متكافئة، ومن ثم فإن هناك غالبًا احتمال أن شخص ما يملك معلومات أكبر مما يعرفها غيره.


  • الانحياز داخل المجموعة

يسمى أيضا انحياز المحسوبية حيث يميل دائمًا الشخص للانحياز للأفراد من داخل مجموعته، وهو يحدث عندما يتم تقسيم الأفراد بشكل عشوائي على سبيل المثال إذا كنت تشجع كرة القدم، ووجدت اثنين من زملائك احدهما ذكر ويشجع فريق أ والأخر أنثى ويشجع فريق ب ، فإذا كنت ذكر فإنك غالبا ستشجع فريق أ ،  حتى لو كنت تشترك في الواقع مع زميلتك في أمور أخرى في

الحياة

العادية أكثر من زميلك.

ويمكن للتحيز داخل المجموعة أن يضر بالعلاقات مع الأشخاص الذين لا ينتمون لنفس المجموعة لأن هذا الانحياز قد يدفع الإنسان للتعامل بشكل غير عادل مع الأشخاص الذين لا ينتمون لمجموعته.


  • تحيز التأكيد

يشير هذا النوع من التحيز إلى الميل إلى البحث عن المعلومات التي تدعم شيئًا ما تؤمن به بالفعل، وفيه تتذكر النتائج وتنسى الأخطاء، وهو عيب في التفكير البشري، حيث يحاول الفرد للإشارة إلى الأشياء التي تهمه ، ويتجاهل الأشياء التي لا تهمه، مما يؤدي غالبًا إلى “تأثير النعامة”، حيث يقوم الشخص بمحاولة تجنب المعلومات التي قد تدحض وجهة نظره الأصلية، كأنه يدفن رأسه في الرمال مثل النعامة.


  • انحياز مغالطة التكلفة الغارقة

هذه المغالطة المنطقية تحدث للأشخاص الذين يعتقدون دائمًا أنهم عندما يضيعون شيئًا ما يجب أن يحصلوا على شيء أخر في المقابل مهما كان هذا الشيء سواء جهد أو مال، لكن التكلفة الغارقة هي شيء يضيع ولا يمكن استرداده.

لعنة المعرفة تعني أن الإنسان أصبح على دراية كبيرة بأمر ما ويفترض أن الأخرين لديهم خلفية عن هذا الأمر ويستطيعوا فهمه، على سبيل المثال في مجال الأعمال قد يكون هناك مصطلحات مهنية أو صناعية معينة تستخدمها داخل شركتك ويفهمها جميع العاملين بالشركة كما لو كانت جزء من مفرداتهم العادية.

ولن تحتاج لوقت طويل حتى تنسى تماما أن الأخرين ومنهم العملاء لا يفهمون هذه المصطلحات، وهذا قد يسبب مشاكل كبيرة مع العملاء، وهذا الانحياز قد نواجهه جميعًا فكثير منا قد تلقى عروض من شركات لم يفهمها وحتى بعد أن يتم شرحها لك، لأن الموظفون على الأرجح قد نسوا كيف يمكن أن يتحدثوا مع الآخرين بمفردات تختلف عن مفردات الصناعة أو العمل الخاص بهم والتي لا يفهمها سواهم.


  • انحياز الإدراك المتأخر

يحدث هذا الخلل المعرفي عندما يتنبأ الشخص بحدث ما بدقة قبل وقوعه، وهذا يدفعه للاعتقاد بأنه يمكنه التنبؤ بدقة بأحداث أخرى، وهذا يؤثر سلبًا على قدرته على اتخاذ القرارات، وغالبًا ما ينظر الفرد لقرار اتخذه سابقًا ويعتقد أنه كان بإمكانه توقع النتيجة.

وفي الواقع فإن هذا الانحياز يحدث عندما تظهر معلومات جديدة بخصوص حدث سابق، وتتغير طريقة تذكرنا لتلك الأحداث، ولكننا بشكل تلقائي فقط المعلومات التي تؤكد ما نعتقد أنه صحيح.


وهذا النوع من الانحياز

موجود في كل أمور حياتنا تقريبًا بداية من التنبؤ بالطقس وحتى التنبؤ بنتائج انتخابات.[3]


  • تأثير دانينج كروجر

هو نوع أخر من الانحياز قد يشبه تأثير الثقة بالنفس حيث يرى الإنسان نفسه أكثر ذكاءًا مما هو عليه، أو في حالات أخرى لا يرى الأحمق حماقته.

وهذا التأثير قد تراه بقوة في حياتك فقد تجتمع مع

العائلة

للعشاء وتجد أحد المدعوين يتحدث بثقة عن موضوع ما بشكل مطول ويعلن بكل ثقة أن رأيه هو الصواب والآراء الأخرى خاطئة تمامًا، وقد يرى كل فردأخر في الغرفة بوضوح أن هذا الشخص ليس لديه فكرة عن الموضوع الذي يتحدث به وهو يثرثر فقط وهو أيضًا لا يرى جهله بالموضوع وبأمور أخرى كثيرة.[4]