ما سر استخدام حدوة الحصان لمنع الحسد
حدوة الحصان لمنع الحسد
..
لا شك في أن الحسد هاجس يراود أذهان الكثيرون مما يدفعهم لـربط كل ما يُصِيبهم بعين حاسدٍ حاقد، وبالطبع إذا كنت تؤمن بخرافات التمائم سيكون لديك هذا
السؤال
ما سر استخدام حدوة الحصان لمنع الحسد
وهذا ما سنجيبك عليه باختصار.
حدوة الحصان والسحر
ارتبطت
حدوة الحصان
بالسحر ومنع الحسد منذ قديم الأزل فتوارثت فكرتها الأجيال اعتقادًا منهم في تأثيرها القوي على منع العين والحسد والسحر، وظلت هذه الخرافة منتشرة إلى أن أصبحت أكثر
الخرافات
انتشارًا في
العالم
حيث عادت قصتها إلى بلاد الأندلس قديمًا والتي كانت بمثابة جنة على الأرض فقد عمرها العرب وجعلوا منها قطعة مُزينة غاية في الجمال وسط بقية البلدان وعندما أراد الأسبان محاربة المسلمين بالأندلس ودخلوا فيها وهاجموهم بالفعل وجد الناس أن هناك بعض المنازل التي علقت على أبوابها “حدوة حصان” وتفاجؤوا بأنها لم تتعرض لأي أذى عكس المنازل الأخرى التي دُمرت فاعتقدوا أن السر يكمن في
حدوة الحصان
وأنها تمنع الأذى.
حدوة الحصان والحسد
قاد الجهل بعض البشر نحو
الخوف
الدائم من الحسد والعين وأن كل ما يتعرض له الإنسان ليس سوى حسد وعين قوية أصابته، وبالطبع لا نستطيع أن نُنكر وجود الحسد حتى قال رسول
الله
صلى الله عليه وسلم “
إذا رأى أحدُكم ما يُعجبُهُ في نَفسِهِ، أو مالِهِ فليبرِّكْ علَيهِ فإنَّ العَينَ حقٌّ
” لذا فإن الحسد موجود بالفعل لكن تذكر أن كل مؤمن مصاب وإذا أحب الله عبداً من عباده قد ابتلاه فليس بالضرورة أن كل ما نتعرض له كان حسدًا، كما أن الطرق التي سلكها الناس وروجها البعض لمنع الحسد كانت أشد خطرًا ومنها
حدوة الحصان
وهي واحدة من
أشهر
التمائم حيث هناك كثير من الأُسر تعلقها أمام منازلهم أو أمام الغرفة وهنالك من يضعها على شكل ديكور فوق المائدة حتى تحميهم من العين وانتشر هذا الاعتقاد كثيرًا.
لذا مع انتشار الإعتقاد عند العرب اتجه اليابانيون في صناعة
حدوة الحصان
وبقية التمائم والتفنن في ذلك حتى جمعوا أموالاً طائلة نتيجة
إيمان
الكثيرون بتلك الخرافات، لكن لم تكن الخطورة بهذه البساطة فمن أعتقد أن مثل هذه الأشياء قد تحميه من الحسد فقد أشرك بالله لأن الله هو الشافي هو القادر على حمايتك من الحسد وغيره لذلك أجمع جميع الفقهاء أن هذه الأمور تعود بضرر كبير على فاعلها وليس العكس.
صفيحة الحصان للسحر
انتقلت بعض المعتقدات قديمًا من النصارى الذين آمنوا بأسطورة القديس دونستان
و
حدوة
الحصان
إلى بعض المسلمين معتقدين أن
الشياطين
تخاف من حدوة الحصان، لكن هذا ما ذكره وأثبته
القرآن الكريم
فقال تعالى “
وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ
” أي أن الشياطين تركب الخيل ولا تخافها ولا تضرها الخيول في شيء بل على العكس تنتفع الشياطين من الخيول وتعد مصدر قوتها كما تم تفسير الآيه الكريمة لذلك عند تعليق مثل هذه الأشياء على أبواب المنازل فقد تكون قد استدعيت قوة شيطانية إلى منزلك ومن آمن بها وعلقها يكون معلقًا رمزًا سحريًا يطلب به الإستعانة من الشيطان وجنوده مما يأتي بنتائج مؤسفة حيث قال الله تعالى “
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا
“.
لماذا حدوة الحصان تجلب الحظ
هناك الكثير من الأساطير حول جلب
حدوة الحصان
للحظ السعيد ومن بين هذه الأساطير أسطورة “القديس دونستان” فقيل أنه كان هناك شيطانًا بأقدام حصان زار القديس دونستان بمنزله ولكي يتخلص منه القديس قام بتقييده وربط أقدامه وتكبيلهما بحدوتين حتى شعر بألم شديد واستسلم لكي يحرره القديس، ومن هنا أتت أسطورة جلب حدوة الحصان للحظ ومنع الأذى.
كما تم استخدامها في القرون الوسطى معلقةً على الأبواب لجلب الحظ السعيد، وعلقها البحارة على المراكب حتى ينجون من
الغرق
المحتمل والحسد والعين ظنًا منهم أن الحديد المصنوع منه الحدوات يرد أذى الشياطين لذا كانت تصنع على شكل هلال لأنه يرمز للحظ السعيد لدى الإغريق. [1]
الحسد والعين في الإسلام
“
وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ
” هكذا قال الله تعالى في كتابه العزيز أي أنه إثبات قوي لا محالة في وجود الحسد والحاقدين لذلك أمر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بـ الإستعاذة من الحاسد الذي يسلط نفسه الخبيثة في الحسد والنظر بعينه الحاقدة التي تخرج سهام الحسد فتصيب المُعين حيث قال الله تعالى “
وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم
” لذلك يجب على المسلم أن يُحصن نفسه من شياطين الإنس والجن ويتوكل على الله ويكثر من قراءة المعوذتين وسورة
الإخلاص
والفاتحة وآية الكرسي.
كما يتعوذ بكلمات الله قائلاً “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”، “أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون” وتكرار قول الله تعالى “حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم”. [2]
باختصار لا تلجأ أبداً إلى ما حرمه الله فلا حامٍ إلا هو ولم تأتي تلك الخرافات إلا بخرابٍ بَيْن فتأخذك إلى طريق الشرك بالله فإن كان مروجي تلك التمائم الكاذبة على حق وأنها قد تحميك بقدرتها وليس بقدرة الله لما قال الله تعالى “
يا ابن
آدم
لو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ولو اجتمع الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك رفعت الأقلام وجفت الصحف
“.