اختراعات أبو القاسم الزهراوي
متى ولد أبو القاسم الزهراوي
ولد أبو قاسم خلف بن عباس الزهراوي، عام 936 بالقرب من قرطبة في إسبانيا (الأندلس)، وكان أبوالقاسم الزهراوي من
أشهر
جراحين القرون الوسطى، واستطاع أن يُشكل نص طبي شامل جمع فيه بين التعاليم اليونانية والرومانية وتعاليم الشرق الأوسطية، وكان من أحفاد قبائل الأنصار الموجودة في المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، وهذه القبائل جاءوا من شبه الجزيرة العربية مع الجيش الإسلامي الذي فتح إسبانيا وعاشوا فيها. [1]
طفولة أبو القاسم الزهراوي
نُسب لأبو القاسم الزهراوي لقب “الأنصاري” نظرًا لأنه سليلًا لقبيلة الأنصار، واستطاع أن يعيش طفولة جيدة حيث أنه أكمل تعليمه في المدرسة واستكمل تعليمه العالي في قرطبة، وقضى الزهراوي جزء كبير من حياته وهو منشغل بالدراسة، ثم ركز اهتمامه على ممارسة الجراحة والطب، وفي الواقع كان الزهراوي من المحظوظين وذلك لأنه عاش طفولته في قرطبة حيث الثقافة والحضارة الإسلامي، وازدهار الفنون والعلوم والتجارة والطب بشكل كبير. [2]
اختراعات أبو القاسم الزهراوي
يعتبر الزهراوي هو رائد الجراحة الحديثة، فلم يكن مجرد مبتكر في الجراحة ولكنه كان من أحد العلماء التي شكلت نصوصهم الطبية فارق كبير في عصر النهضة، فهو أول طبيب قام باستئصال الغدة الدرقية، وقدم ما لا يقل عن 200 أداة من الأدوات الجراحية، وفي الواقع هذا رقم مذهل حقًا، كما أنه قدم وصف دقيق لهذه الأدوات التي تتمثل في السكين الجراحي والمشرط والخطاف والمجسات، وفي سياق ذلك اخترع المقصات الجراحية والملاقط.
ومما لا شك فيه أن الزهراوي أستطاع أن يؤثر في مجال الطب والجراحة بعمق كبير، وأثر بشكل كبير في العلوم الطبية وصدى هذا التأثير موجودًا حتى الآن، وعند التحدث عن
إنجازات أبو القاسم الزهراوي
فسوف نجد أنها كثيرة، ومنها:
-
ساهم أبو القاسم الزهراوي في تشخيص وعلاج جراحة
الأعصاب
فتحدث عن الإصابات التي تصيب الرأس والجمجمة والصداع وحتى إصابات العمود الفقري. -
بالإضافة إلى ذلك، قدم الزهراوي مساهمات كبيرة فيما يخص جراحات الأطفال فاستطاع أن يعالج طفل من استسقاء الرأس، كما أنه استطاع تشخيص عدد من المشاكل كالشفة الأرنبية، اللحمية، فتحة الشرج المثقبة، الأصابع
الزائدة
والمكففة، وهو الطبيب الأول الذي وصف “الهيموفيليا”. -
شدد أبو القاسم الزهراوي على تربية
الطفل
وملاحظة سلوكياته، كما أنه نصح بالاهتمام بالمناهج الدراسية والتخصص الأكاديمي للاطفال حتى يتم ملاحظة الأطفال الموهوبين في تخصص الطب. [1] - كان أبو القاسم الزهراوي هو أول من استخدم الغرز الداخلية التي تستخدم الآن في غرف العمليات، واستطاع أن يبتكرها من أمعاء الأغنام والماعز.
-
استخدم الزهراوي الكي لكي يقوم بعلاج أورام
الجلد
أو الخراجات المفتوحة، وطبق إجراء الكي هذا في حوالي 50 عملية مختلفة. - استطاع أبو القاسم أن يحسن من التقنيات التي استخدمها لكي يستخرج حصوات المثانة كحقنة المثانة المعدنية والمنظار بدلاً من أداة كانت تشبه الملعقة الصغيرة والتي كان دورها أن تدور حول الحجر لكي تزيله.
- كان أيضًا هو أول من استخدم الملقاط في الولادة، وهذا ساعد بنسبة كبيرة في انخفاض معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة والأمهات في نفس الوقت.
- استطاع أبو القاسم الزهراوي أن يجرى عملية استئصال اللوزتين وذلك عن طريق استخدام خافضات اللسان والخطافات وحتى المقصات التي يتم استخدامها اليوم.
- استطاع الزهراوي أن يقوم بتطوير تقنية استبدال الأسنان التالفة بأسنان صناعية فيما يخص مجال طب الاسنان. [3]
- وصف الزهراوي عملية بضع القصبة الهوائية، كما أنه قدم تفاصيل العملية الكلاسيكية لسرطان الثدي، وقدم تقنيات فيما يخص الغدة الدرقية والأكياس الدهنية وكيفية استئصالهم عن طريق استخدام إبرة استكشافية.
-
اكتشف أبو القاسم الزهرواي علاج
الناسور
الدمعي وذلك عن طريق تحويله إلى ناسور في التجويف الأنفي وقام بعدها باستخدام الكي للتخلص منه. - وفي مجال التوليد وأمراض النساء، وصف الزهراوي العديد من الأدوات المستخدمة في عملية الولادة.
ومع كل هذه الإنجازات نجد أن كتابات أبو القاسم الزهراوي الطبية قد حظيت بتقدير كبير في الغرب، وقد حدث ذلك خصيصًا بعد أن قام كل من جيرارد كريمونا وروجيريوس فروجاردي ورونالدوس بارمينسيس وآخرين بترجمتها، وهذا جعل كل تعاليمه وتقنياته الجراحية الأكثر تقدمًا في العصور الوسطى حتى القرن الثالث عشر. [4]
كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف
كتاب “التصريف” هو من أشهر أعمال أبو القاسم الزهرواي، وتم تقسيم هذا الكتاب إلى 30 مجلداً، وكل مجلد منه يتناول جوانب مختلفة من الطب، فعلى سبيل المثال نجد مجلد يتحدث عن طب العيون، وأخر يتحدث عن علم العقاقير، ومجلد عن التغذية، والعلاج النفسي، والكيمياء الطبية، والوزن والقياسات وناقش الزهراوي في هذا الكتاب العديد من الأمراض وتحدث عن أسبابها وكيفية علاجها والوقاية منها. [3]
وتم تأليف كتاب التصريف حوالي عام 1000 ميلادي، وكان هذا الكتاب هو ناتج خمسون عامًا من الخبرة والتدريب وممارسة الطب، وقام أبو القاسم الزهراوي بتخصيص ثلاثة فصول للعملية الجراحية والتي تتضمنت بعض الإجراءات والتقنيات، وفيها تحدث عن:
- جراحة العين والأذن والحنجرة، وشرح بالتفصيل عملية استئصال اللوزتين وفغر القصبة الهوائية.
- ابتكر الزهراوي أدوات يستطيع من خلالها القيام بفحص داخلي للأذن.
- ابتكر أداة تستخدم لإزالة أو إدخال أشياء في الحلق.
- وصف بدقة كيفية استخدام الخطاف لكي يقوم بإزالة ورم في الأنف.
- وصف اهمية الشريان الصدغي ومدى علاقته بأنواع الصداع.
- قام باستخدم الكي لكي يعالج أورام الجلد والخراجات المفتوحة.
- قام الزهراوي بعلاج النواسير الشرجية.
-
فيما يخص خلع
العظام
والكسور، كان له طريقته في
تحديد
وتقليل الآثار الناتجة عن
الكتف
المخلوع. - تحدث عن إزالة حصوات المثانة البولية، وذلك عن طريق إدخال إصبع في مستقيم المريض، وتحريك الحجر إلى أسفل عنق المثانة، ثم القيام بعمل شق في جدار المستقيم وإزالة الحجر.
- ابتكر أبو القاسم الزهراوي أدوات يقوم بها بفحص مجرى البول.
-
هو أول الأطباء الذين وصفوا
الحمل
خارج الرحم. - ابتكر العديد من الأسنان الاصطناعية المصنوعة من عظام الحيوانات. [1]
وكان لهذه الفصول تأثيرًا ملحوظًا في مجال الطب، حيث أنه قام بشرح تفصيلي للكثير من العمليات الجراحية التي تخص بعض الأمراض، كما أن أبو القاسم الزهرواي استطاع أن يغطى جميع فروع الجراحة، كما أنه أوضح أهمية دراسة علم التشريح ومدى ارتباطه بإجراء أي عملية جراحية. [3ٍ]
وفاة أبو القاسم الزهراوي
استطاع أبو القاسم الزهراوي أن يقدم مسيرة طبية طويلة ومميزة، وتوفي الزهراوي عام 1013 ميلاديًا عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد أن عمل كطبيب لنحو 50 عامًا، وبعد وفاته بـ 500 عام، اعتمد الكثير من الجراحين تقنياته حيث أن قام جاي دي شولياك، الجراح الفرنسي في القرن الرابع عشر، بالاعتماد بشكل كبير على “كتاب التصريف”، والآن هناك شارع في قرطبة يحمل أسم والد الجراحة “أبو القاشم الزهرواي”، حيث كان يعيش في هذا
الشارع
في منزل رقم 6 والذي لا يزال مُحتفظ به من قبل مجلس
السياحة
الإسباني. [4]
وفي النهاية، لم يكن أبو القاسم الزهراوي واحدًا من أعظم الجراحين المسلمين فقط في العصور الوسطى بل كان أيضًا طبيب ومربي عظيم، حيث أنه اهتم بالتخصص الأكاديمي للطلاب وتربية
الاطفال
ومتابعة سلوكياتهم، واستطاع أن ينقذ ملايين الأرواح، واستطاع أن يقدم مسيرة طبية متميزة وطويلة ولكنه لم يُمنح الفضل الكافي لاكتشافاته على الرغم من كل هذا. [4]