لماذا حرم الله شرب الدم

بداية علينا العلم يقيناً أن

الله

سبحانه وتعالى لم يحرم شيئاً على الإنسان وكان فيه فائدة ، حيث جاءت المحرمات لحكمة عند لله ومن أجل تجنب الأذية والشر للإنسان ، والدم من المحرمات التي اوضحها الله تعالى في كتابه العزيز حيث يقول :

“حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ”

وقد حرم الله تعالى شرب

الدم

على العباد نفس تحريم الحيوان

الميت

، ولحم

الخنزير

للأضرار التي يتسبب بها والمتمثلة في أن : [1]

شرب الدم يؤدي إلى الإصابة بأمراض كثيرة وخطيرة.
شرب الدم يؤدي إلى فساد البدن.
يؤدي إلى ظهور رائحة نتنة من الفم.
يتسبب في قسوة قلب الإنسان ، وقلة الرحمة والرأفة بمن حوله.

حكم شرب الدم

إن الدم من المحرمات التي حرمها الله تعالى ، وبذلك يكون شرب الدم أو أكله ، او تناوله بأي طريقة حرام ، وذلك لما جاء في كتاب الله تعالى بتحريمه كما ذكرنا في الآية السابقة.

ولكن هناك قبائل يعتقدن أن في شرب الدم علاجا للأمراض مثل عض الضبع او غيره من الحيوانات المفترسة ، إلا أن ذلك لا يمت للحقيقة بصلة ، فإن كان أحد تناول الدم وشُفي فذلك من باب إيمانه بأن الدم يُشفي ، وليس أكثر.

ولكن شرب الدم محرم ما لم يكن هناك ضرورة لتناوله كغيره من المحرمات ، وأقصد بضرورة هنا هي مسألة حياة أو موت ، فمثلا إن كان الإنسان على وشك الموت ولا يوجد شيء يشربه للنجاة سوى الخمر فهنا أحله الله تعالى ، وكذلك الدم ، أو الحيوانات الميتة ، او لحم الخنزير إن لم يكن هناك مفر من الموت جوعاً أو عطشا إلا به فيجوز ذلك ، وذلك استناداً إلى الآية الكريمة التي يقول فيها الله تعالى :

“فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”

ماذا يحدث للجسم عند شرب الدم

صحيح أن الدم هو أمر حيوي لبقاء الإنسان على قيد

الحياة

، وعند ينزف الشخص ويقل مستوى الدم في جسمه فإن حياته تكون مهددة بالموت ، ويكون الدم هو خيط النجاة من خلال نقل الدم عن طريق الأوردة ، ولكن سيثير فكرك أن تناول الدم عن طريق شربه ، أو أكله بمثابة تناول سم قاتل.

أمر

طبيعي

أن لا تصاب بضرر بالغ عند تناول كمية ضئيلة من الدم ، مثله كباقي

السموم

، ولكن كلما زاد استهلاكك للدم ، اقتربت أكثر من الهلاك ، وذلك بسبب أن الدم غني بالحديد ، ونظرا إلى أن جسم الإنسان لا ينتج نسبة زائدة من الحديد ، فإن تناول الدم بكميات كبيرة يؤدي إلى خطر زيادة نسبة الحديد في الدم ، وبالتالي يؤدي إلى التسمم.

فعلى النقيض من البشر ، فإن اجسام الحيوانات تُكَون آليات مخصصة تتكيف مع هضم الدم ، فالخفاش مصاص الدماء يحتاج إلى كمية كبيرة جداً من الحديد ، حتى يتمكن من إنتاج

الهيموجلوبين

لمساعدته في نقل الأكسجين من الرئتين إلى أنسجة

الجسم

، وبالرغم من ذلك ، فإن

الخفاش

يتناول الحديد بشكل عام أعلى مما يحتاجه ، لذلك فإن لديه عملية خاصة لإفراز الفائض من الحديد لديه.

البشر يختلفون عن خفاش مصاص دماء ، فأجسامهم لا تطور آليات استخراج الحديد الفائص كما لدى الخفاش ، لذلك فإن شرب الدم يمكن أن يتسبب في قتلنا.

اضرار شرب الدم

نقل الدم من جسم إنسان لآخر قد يفيد في زيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم ، وإنقاذ حياة شخص إلا أن شرب الدم يساوي شرب السم ، حيث يتسبب شرب الدم في حالة تعرف باسم داء ترسب الأصبغة الدموية ، التي تتسبب في مجموعة متنوعة من الأمراض والمشاكل الجسدية ، مثل :

أمراض

الكبد

، مثل التهاب الكبد الوبائي سي ، أو مرض دهون الكبد.
حيث تتسبب زيادة الحديد في ضرر بالغ للقلب من خلال إصابته بعدم انتظام ضربات

القلب

، وفشل عضلة القلب.
كما يؤدي الكثير من الحديد في مشاكل كبيرة في الكبد ، حيث يتسبب في تليف الكبد ، وتضخمه ، كما يتسبب في سرطان الكبد.
بالإضافة إلى ما سبق فإن زيادة الحديد تؤدي إلى التهاب المفاصل ، وداء

السكري

، ومشاكل الغدد الكظرية ، والمرارة ، والطحال ، والغدة النخامية ، والغدة الدرقية ، ومشاكل في الجهاز التناسلي ، مثل ضعف

الانتصاب

عند الرجال وانقطاع الطمث المبكر عند النساء.

في العادي تقوم الأمعاء بامتصاص الكمية التي يحتاجها الجسم من الحديد من

الطعام

الذي تتناوله ، ولكن مع داء ترسب الأصبغة الدموية ، يقوم الجسم بامتصاص المزيد من الحديد ، ويخزنه في الاعضاء ، وخاصة في القلب ، والكبد ، والبنكرياس ، والحديد واحد من

المعادن

الموجودة في بعض الأطعمة ، والذي يحتاجه الجسم بشدة ، ولكن في حدود كميات معينة وفقا لاحتياجات الجسم ، وتأتي أهمية الحديد في الجسم من خلال أن :

الهيموجلوبين في خلايا الدم يعمل على حمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم.
يساعد في انتاج خلايا الدم الحمراء.
إنتاج بعض الهرمونات.

ما هو داء ترسب الأصبغة الدموية

داء ترسب الأصبغة الدموية هي حالة مرضية يتم فيها تخزين الكثير من الحديد في الجسم ، وذلك لعدم قدرة الجسم ،ويتضمن داء ترسب الاصبغة الدموية نوعان أحدهما وراثي والآخر ليس وراثيا ، وسوف نتعرف عليهم فيما يلي :

داء ترسب الاصبغة الدموية الأولي

هو النوع الأكثر انتشاراً بين البشر ويحدث من خلال مشاكل الحمض النووي من كلا الوالدين ، مما يؤدي إلى امتصاص الجسم لكمية كبيرة من الحديد.

داء ترسب الأصبغة الدموية الثانوي

ويحدث هذا النوع عن طريق تناول بعض العلاجات الطبية ، أو المكملات الغذائية بشكل خاطئ ، أو الحالات الطبية الأخرى التي تؤدي إلى زيادة نسبة الحديد في الجسم مثل:

شرب الدم.
نقل الدم بكميات كبيرة.
فقر الدم.
حبوب أو حقن الحديد.
غسيل الكلى لفترة طويلة من الزمن.[2]