متى يفقد مريض كورونا حاسة الشم والتذوق ؟.. في اي يوم

فقدان حاسة الشم والتذوق

انتشرت في الآونة الأخيرة مسألة فقدان كل من حاستي الشم والتذوق، باعتبارهما أحد الأعراض الأساسية لظهور فيروس

كورونا

المستجد على

المريض

المصاب به، تُرى ما حقيقة هذا الأمر؟ وما هي أسبابه الحقيقية؟ وفي أي يوم بالتحديد لا يشعر المريض بـ الروائح من حوله ولا يستطيع أيضًا الاستمتاع بتذوق أطياب

الطعام

؟ وإلى متى تستمر تلك الأعراض؟ وما هي أبرز طرق العلاج؟ كل تلك التساؤلات نجد الإجابة عليها بالتفصيل خلال ذلك المقال.

إن تلك الأعراض التي تشمل فقدان أحد أو اثنين من الحواس الخمس، والتي تتمثل في حاستي الشم والتذوق على وجه التحديد مجرد علامات مؤقتة لكوفيد 19 أو فيروس كورونا المستجد.

بالتأكيد يعتبر ذلك أمر مزعج وربما مروع في كثير من الأحيان، حيث يصعب تذوق الأطعمة والشعور بها وعدم تمييز الروائح المختلفة بل فقدانها كليةً، بالإضافة إلى تداخل روائح غريبة ليست موجودة في الأصل في

البيئة

المحيطة، مثل شم رائحة دخان كثيف أو أطعمة ليست موجودة وربما ذلك يتعلق بـ ذاكرة الجسد أو الروائح المخزنة في العقل اللاواعي، كما أن ذلك الأمر الأخير _ شم روائح غير كائنة من الأساس _ قد يرتبط ببداية مرحلة

الشفاء

من تلك الأعراض.

كيف تؤدي الإصابة لفقدان الشم والتذوق

وعن كيفية حدوث فقدان الشم والتذوق لدى مريض كورونا، يقول الدكتور سانديب روبرت داتا، أستاذ في علم

الأعصاب

في كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن، أن فيروس كورونا المستجد يعمل على تغيير في حاسة الشم لدى المصابين بالتأثير على وظيمة الخلايا الداعمة للأعصاب الشمية، وليس كما هو شائع أنه يؤثر _ أي

الفيروس

_ مباشرة على الخلايا العصبية، ووفقًا لأحد الدراسات التي شارك فيها الدكتور داتا فإن الخلايا الشمية الموجودة في تجويف

الأنف

العلوي هي الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا.

إذا أصاب فيروس كورونا هذه الخلايا الداعمة، فإنها لن تستطيع توفير الدعم الهيكلي للخلايا العصبية الشمية، مما يؤدي بدروه إلى تلفها وبالتالي عدم قدرتها على نقل الروائح من الأنف إلى

الدماغ

.

ومن ناحية أخرى يرى جاستن تورنر، أستاذ مشارك في طب الأنف والأذن والحنجرة والمدير الطبي لمركز الشم والتذوق في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت في ناشفيل، أن السبب الرئيسي لفقدان الرائحة أو شعور المريض بعدم القدرة على الشم ناتج عن التهاب في داخل الأنف يؤدي بدوره إلى فقدان الخلايا العصبية الشمية.

فترة فقدان حاسة الشم

متى تختفي حاسّة الشم عند المصاب بفيروس كورونا

يرى الدكتور تورنر _ وفقًا لمركز الشم والتذوق التابع لـ المركز الطبي لجامعة فاندربيلت VUMC، أن فقدان حاسة الشم والتذوق يكون أحد الأعراض الأولى وربما الوحيدة للإصابة بمرض كوفيد 19، وفي أحيان أخرى قد يسبق الأعراض الأساسية الأخرى مثل السعال والحمى.

ووفقًا لنتائج بعض الدراسات فإنها تظهر في اليوم الثالث من الإصابة بفيروس كورونا، وكذلك حاسة الشم، ويرتبط فقدان كلا من الحاستين مرتبط بالإصابة الخفيفة إلى المتوسطة من المرض.


ولكن هل سيستعيد مريض فيروس كورونا حاستي الشم والتذوق مرة أخرى؟

في حقيقة الأمر يمكن استعادة حاستي الشم والتذوق مرة أخرى تقريبًا في ستة

أشهر

على نحو التقريب، وذلك وفقًا لنتائج أحد الدراسات التي تم نشرها في مجلة تدعى (مجلة الطب الباطني)، حيث استعاد 95 في المائه من المصابين حاسة الشم والتذوق.

من الرائع أن عدوى فيروس كورونا لا تؤدي إلى إتلاف دائم للدوائر العصبية الشمية وفقدان حاسة الشم أو التذوق للأبد، إنها مجرد فترة مؤقتة كما أشرنا من قبل، حيث أنه بمجرد انتهاء الإصابة بـ كورونا تستطيع الخلايا العصبية لحاسة الشم استعادة قدرتها من جديد.

ما هي المدة التي يستغرقها التعافي من فقدان حاسة الشم والتذوق

بشكل عام ووفقًا للمزيد من الدراسات ونتائج البحث التي تعرض لها المرضى، فإن متوسط وقت ضعف كل من حاسة الشم والتذوق حوالي 22 يومًا، ولأن كل شخص يختلف عن الآخر حسب درجة

المناعة

وظروف المرض، فإن آخرون لم يستعيدوا القدرة على الشم أو التذوق خلال 60 يوم من الإصابة بـ كورونا، ورغم ذلك فإن الفقدان طويل المدى للشعور بالروائح لدى مرضى كوفيد 19، له توقعات ممتازة بالشفاء التام في غضون عام واحد، واستعادة بل وتجديد الخلايا العصبية الشمية من جديد.

مخاطر التعرض لفقدان الشم أو التذوق

ربما تكون أبرز المخاطر الحياتية عند فقدان كل من حاستي الشم والتذوق الآتي:

  • عند حدوث تسرب للغاز على سبيل المثال أو حريق أو دخان لا يمكن معرفة ذلك، وبالتالي تعرض الشخص للخطر وخاصة إذا كان يعيش بمفرده.
  • عند فقدان الشهية أو نكهة الأطعمة نهائيًا فإن الطعام يشبه الورق المقوى أو

    اللحوم

    المتعفنة، وبذلك قد لايميزون طعم

    الأكل

    الجيد عن الغير جيد أو الذي تعرض للتلف والفساد، مما يؤدي إلى خطر يهدد الصحة والحياة، في تلك الحالة يجب الاستعانة بأشخاص آخرون لم يتعرضوا للإصابة.
  • بالإضافة إلى ما سبق يشعر المريض ربما بهلع نفسي أو ألم نفسي بالغ القوة لافتقاده القدرة على الشم أو التذوق. [1]

كيفية استعادة حاسة الشم والتذوق بعد فيروس كورونا

ماذا عن كيفية العلاج أو بالأحرى طرق استعادة كلاً من حاستي الشم والتذوق عند الأصابة بفيروس كورونا؟

تتمثل أبرز طرق العلاج في مجموعة تمارين بسيطة لاستعادة القدرة على معرفة الروائح ونكهة المواد الغذائية، وتشمل أهم تلك التمارين الآتي:

  • “علاجات أنوسميا” والتي تعني بإعادة تدريب الدماغ على الشم، وتخفيف التهاب الأنف، بالإضافة إلى طرق إعادة نمو خلايا الأنف التالفة.
  • طريقة قياس الرائحة أو مدى القدرة على الشم، وذلك من خلال جعل المرضى استشناق روائح فعلية نفاذة وتذوق أطعمة ذات نكهة قوية، ربما يساعد ذلك في استعادة أولية لكل من حاستي الشم والتذوق، حيث يتدرب المصاب على شم روائح الزيوت الطبيعية لبضع دقائق مرتين في اليوم لعدة أسابيع، مثل زيوت كل من

    الورد

    والقرنفل والليمون، حيث تستهدف تلك الروائح الخلايا العصبية الشمية في الأنف، وتذوق نكهات مثل

    الملح

    والليمون على سبيل المثال والتي تستهدف بدورها براعم التذوق المختلفة في الفم.
  • يمكن استخدام بخاخات

    الستيرويد

    أو تنظيف الأنف بها، قد يساعد ذلك في تهدئة التهاب الخلايا الأنفية، وبالتالي تسمح للخلايا العصبية الشمية التالفة بإصلاح نفسها تلقائيًا.
  • استخدام دواء الربو “الثيوفيلين” بعد استشارة الطبيب بالطبع، والذي يعمل على إرخاء العضلات الملساء في الرئتين، مما يساهم في سهولة عملية التنفس، كما أنه يعتبر مضمضة للأنف، يحتوي ذلك الدواء على أنزيمات مجموعات الفوسفات والتي تساعد بدورها على نمو واستعادة الخلايا الخاصة بالوظائف العصبية الشمية التالفة.

وفقًا لنتائج الأبحاث الأخيرة فإن الخلايا العصبية الشمية هي واحدة من المناطق في الدماغ التي يمكنها إعادة نمو وتجديد الخلايا فيها من جديد، وذلك يدخل في نطاق عملية تسمى “المرونة العصبية”، ومن هذا المنطلق فإن فكرة التدريب على الشم بشكل عام تأتي من الاستفادة من هذه

المرونة العصبية

لخلايا الشم عن طريق إعادة تدريب الدماغ للتعلم من جديد كيفية الشم، بالإضافة إلى استعادة الروائح المخزنة في العقل اللاواعي.

جدير بالذكر أن الأمر لايرتبط بفقدان كلي للقدرة على الشم، فهناك ما يُعرف بحاسة الشم المشوهة التي يطلق عليها اسم “باروسميا” وتتمثل تلك الحالة في أن الروائح العادية للأطعمة أو غيرها أصبحت سيئة للغاية ولا يمكن تحملها، إن المصابون بـ حاسة الشم المشوهة أو المضطربة يصفون تلك الروائح بأنها مثل القمامة أو المطاط المحترق أو الدخان، للأسف يؤثر ذلك بقوة على جودة

الحياة

حيث يصعب على هؤلاء الأشخاص تناول أي أطعمة نتيجة لطعمها السيء أو رائحتها الكريهة، وفي حقيقة الأمر تكون تلك الروائح طبيعية تمامًا. [2]

أسباب فقدان حاستي الشم والتذوق

من الأسباب الشائعة لفقدان كل من حاستي الشم والتذوق هو العدوى في خلايا الأعصاب الشمية الناتجة عن فيروس كورونا مما يُحدث مشكلة أو اضطراب في الجهاز الذي يرسل

إشارات

من الأنف إلى الدماغ، بالإضافة إلى التهابات الأنف المصاحبة للفيروس التي ينتج عنها تورم في الأنف مما يمنع وصول الروائح إلى الجزء العلوي من الأنف، ولكن هناك أسباب أخرى يتمثل أبرزها في الآتي:

  • تهيج الأغشية المخاطية المبطنة للأنف
  • التهابات

    الجيوب الأنفية
  • نزلات البرد والانفلونزا
  • التدخين
  • الحساسية (التهاب الأنف التحسسي)
  • انسداد الممرات الأنفية بسبب الأورام أو الزوائد الأنفية
  • تشوهات

    العظام

    داخل الأنف أو الحاجز الأنفي
  • تلف الدماغ أو الأعصاب
  • مشاكل هرمونية
  • الغدة الدرقية
  • جراحة الدماغ
  • سوء التغذية ونقص الفيتامينات
  • إدمان الكحول على المدى الطويل

وبالنسبة لحاسة التذوق يمكن أن يكون بسبب التهابات أو عدوى فطرية في اللسان أو سوء الحالة النفسية، أيًا كان الأمر يجب استشارة الطبيب المختص لمعرفة الأسباب الحقيقية حول اختفاء القدرة على الشم والتذوق، وبالتالي تناول العلاج المناسب وفقًا للحالة المرضية. [3]