قصص قصيرة فيها حكمة وذكاء
قصص قصيرة فيها حكمة
عظيمة
إن الحكمة في الأفعال من الأشياء التي تنقذ صاحبها في الكثير من المواقف، وهي صفة يُمكن اكتسابها من خلال التدرب على التفكير الصحيح والتمهل في اتخاذ القرارات، وفي التالي بعض القصص التي تتضمن أهمية الحكمة:
قصة الشجرتين
في أحد الأيام كان هناك شجرتان، واحدة منهما هادئة والآخرى متعجرفة، وقد كانت الشجرة المتعجرفة أنانية ولا تسمح لأي من الحيوانات بأكل ثمارها ولا أي طائر ببناء عش عليها.
وبالتالي اتجهت كافة
الطيور
والحيوانات للشجرة الهادئة حتى يأكلوا ثمارها، وأصبحت هي موطنهم الجديد، ولأنها كانت لطيفة شاركت جميع ما تملكه مع ضيوفها، بحيث قدمت لهم ثمارها وأوراقها حتى يأكلوها، وأغصانها وجذعها لبناء الأعشاش.
وقد كانت كل ثمارها يتم أكلها باستمرار، والبعض من أغصانها تنكسر كل يوم لأن كافة الحيوانات والطيور هاجرت إليها، كما أصبحت الأرض غير نظيفة لأن الحيوانات ترمي البذور وتُفرز فضلاتها فيها.
أما الشجرة الأنانية فقد كانت فخورة بأن ثمارها ناضجة، أغصانها صلبة، وأرضها نظيفة وغير متسخة، وكانت تستفز الشجرة الأخرى، ولكن لم تلتفت الشجرة اللطيفة لها، واستمرت كلاهما في نفس الوضع.
وفي يوم ما ذهب بعض الرجال إلى الحديقة، ورأوا الشجرتين بعناية، وحينها وجدوا أن الشجرة الهادئة لم يكن فيها أي ثمار، والأرض متسخة، والأغصان مكسورة، وتعيش عليها كل أنواع الحيوانات، أما الشجرة الأنانية تمتلئ بالثمار الناضجة، وأرضها نظيفة، وأغصانها قوية ولا يعيش عليها الحيوانات.
وحاولت الشجرة الأنانية أن تظهر للرجال أنها أفضل من الشجرة الأخرى، والتي كانت على طبيعتها الهادئة كالعادة.
فقرر الرجال فورًا أنهم سوف يقطعون الشجرة الأنانية لأنه يُمكن بيعها بسعر أكبر من الشجرة الهادئة، التي ليس بها أي ثمار للأكل، ولا يوجد بها أغصان قوية لاستخدامها في صنع الأثاث.
بالإضافة إلى أن الشجرة الهادئة يسكن فيها الكثير من الحيوانات والطيور، ولم يود الرجال إخراجهم من بيوتهم.
وبالفعل قطعوا الشجرة الأنانية، وباعوا كل أجزائها، في حين أن الشجرة الهادئة وقفت ثابتة وظلت تخدم سكانها بسعادة، وبعد فترة نمت الثمار من البذور التي رمتها الحيوانات فوق الأرض، وأصبح هناك الكثير منها، وخاصة بسبب فضلات الحيوانات التي عملت كسماد للنباتات الجديدة.
وهكذا على الرغم من أن أنانية الشجرة المتغطرسة كانت تحميها في البداية، إلا أن حكمة الشجرة الهادئة كانت وسيلة لإنقاذها، ففي البداية ساعدت الحيوانات لبعض
الوقت
دون أن تحصل منهم على مقابل، ولكن هذا ما أنقذها من القطع، فقد كان السماد وإلقاء البذور على الأرض هو ما ساعدها على تكاثر ثمارها. [1]
قصة ذكاء تاجر الأقمشة
كان هناك تاجر أقمشة ﻳﺼﻨﻊ ﻗﻤﺎﺵ من أجل المرﺍﻛﺐ ﺍﻟﺸﺮﺍﻋﻴﺔ، وقد كان يظل طوال العام يصنع ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ وبعدها يبيعه إلى أﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺐ، ﻭﻓﻰ إحدى ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﻟﺒﻴﻊ إﻧﺘﺎﺝ العام ﻣﻦ الأقمشة للمرﺍﻛﺐ، كان واحد من ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ قد سبقه
وباع القماش لأﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺐ.
وكانت ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ جدًا عليه، فقد ﺿﺎﻉ ﺭﺃﺱ ماله وخسر ﺗﺠﺎﺭﺗﻪ، ﻓﺠﻠﺲ التاجر ومعه ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ وبدأ ﻳﻔﻜﺮ فيما يفعله، وكان الناس يسخرون منه، فقال ﺃﺣﺪﻫﻢ باستهزاء: “اﺻﻨﻊ من أقمشتك ﺳﺮﺍﻭيلًا ﻭﺍﺭﺗﺪﻳﻬﺎ”.
وبالفعل ﻓﻜﺮ التاجر ﺟﻴﺪًﺍ وبدأ في خياطة السرﺍﻭﻳﻞ من تلك الأقمشة، وباعها مقابل مبلغ قليل، ﻭﺻﺎﺡ ينادي: “ﻣﻦ يرغب في شراء ﺳﺮﻭﺍﻻً مصنوعًا من ﻗﻤﺎﺵ ﻗﻮﻱ ليتحمل ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ الشاق؟”.
وقد لفتت السراويل نظر الناس وأعجبوا بها كثيرًا واشتروها، إلى أن نفذت السراويل كلها، ولكن وﻋﺪﻫﻢ التاجر بأﻥ ﻳﺼﻨﻊ لهم ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ العام ﺍﻟﻘﺎﺩم.
وبالفعل ﻗﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ بعض التعدﻳﻼﺕ فيها، ﻭأﺿﺎف إليها جيوﺏ إضافية لكي ﺗﺴﺘﻮﻓﻲ ﺣﺎجات ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ، ثم توجه ﺑﻬﺎ إلى أﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺐ ليشترﻭﻫﺎ ﻣﻨﻪ، وبتلك ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ استطاع التاجر ﺗﺤﻮﻳﻞ أﺯمته إلى نجاح هائل بفضل حكمته ومثابرته. [2]
قصص
عن الذكاء وسرعة البديهة
إن
الذكاء
من الصفات الهامة التي تساعد صاحبها على تجاوز الكثير من الأزمات، وهناك العديد من القصص التي توضح كيف استطاع الأذكياء حل المشكلات باستخدام ذكائهم، وفي التالي البعض منها:
قصة الطفل والعصفور
في يوم من الأيام سقط عصفور صغير في حفرة عميقة تحت الأرض، وبدأ الناس في محاولة إخراج العصفور، فقال البعض منهم نرمي له خيطًا، ونلفه حول عنقه ثم نسحبه، ولكن أعادوا التفكير وقالوا “لو فعلنا هذا سوف يختنق العصفور ويموت”، و البعض قالوا نلقي شريطًا طويل من الورق ونضع عليه صمغًا، وهكذا سوف يلتصق العصفور به ثم نشده لأعلى.
والبعض كان يدعو
الله
بأن يصنع لهم المعجزة حتى يخرج العصفور، ثم جاء ولد صغير وظل يفكر في كل تلك الاحتمالات إلى أن توصل إلى حل، فذهب وأحضر زجاجة من الرمال الناعمة، وبدأ يسكب الرمال بخفة وبكميات قليلة، وكان صبورًا للغاية، وبالفعل بدأ الرمل يستقر في قاع الحفرة، ويقفز العصفور فوقه، وبعد
ساعات
من المحاولة ارتفعت الرمال تحت أرجل العصفور، وبالتالي ارتفع العصفور كذلك، ثم مد
الطفل
يده وأنقذ العصفور.
أي أن الطفل استغل ذكائه وبصبر وتمهل، رفع الأرض من أسفل أرجل العصفور وهكذا ارتفع العصفور. [3]
قصة الولدين الذكيين
في يوم من الأيام كان هناك ولدان ذكيان جدًا، وكانت موهبتهما واضحة منذ صغرهما، وكل منهما تطور بأسلوب مختلف، إذ أن الأول استخدم موهبته كلها وذكائه حتى يحصل على مهنة جيدة، ويظهر تفوقه للكل، وقد شارك في كافة أنواع المسابقات، وعندما كان صغيرًا جدًا، لم يُشكك أي شخص في أنه سوف يكون الشخص الأكثر حكمة والأكثر أهمية على الأرض.
أما الولد الثاني كان يدرك أهمية قدراته التي يملكها بنفس
القدر
، ولم يتوقف عن
الإحساس بالمسؤولية
الكبيرة، فقد كان يحل أي مهمة أفضل ممن حوله، ويشعر بأنه ملزم بأن يساعدهم، وهكذا لم يجد الوقت الكافي ليتابع أحلامه الخاصة بمستقبله، فقد كان مشغولًا دومًا بالبحث عن أساليب يساعد بها الآخرين، وبسبب هذا كان شخصًا محبوبًا ومعروفًا، ولكن فقط في دائرته الصغيرة.
وقد شاء القدر أن تضرب كارثة كبيرة الأرض، وانتشرت المشاكل والحزن على نطاق واسع، والولد الأول لم يصادفه أي شيئًا كهذا أبدًا، وعلى الرغم من ذلك إلا أن أفكاره الجيدة نجحت في كافة أنحاء الأرض، واستطاعوا تحسين الوضع بشكل قليل، أما الولد الثاني كان معتادًا على أن يحل كافة أنواع المشاكل، وكان يمتلك
المعرفة
المفيدة في مواضيع كثيرة، إلى درجة أن الكارثة لم تؤثر على الأشخاص في منطقته إطلاقًا، وقد تم تبني وسائله الرائعة في كل الأرض، ثم انتشرت شهرته أكثر من شهرة الصبي الأول، وسرعان ما تم انتخابه حاكمًا للأمة بأكملها.
وبعدها أدرك الولد الأول أن أغلى شهرة وحكمة يمكن أن يمتلكها أي شخص هي تلك التي تأتي من الأشياء الجيدة التي نقوم بها في الحياة، ومدى تأثيرها على من حولنا، ثم تعلم من الصبي الأول وحاول أن يجمع ما بين تحقيق أحلامه وبين مساعدة الأخرين. [4]