العالم الموازي في الإسلام .. وهل هو موجود حقاً ؟
ما هو العالم الموازي
دفع التقدم الهائل في مجال الفيزياء على مدى الثلاثين عامًا الماضية بعض الفيزيائيين وعلماء الكونيات إلى استنتاج محير للعقل بأن الكون الذي نعيش فيه هو مجرد واحد من العديد من الأكوان الأخرى في الوجود وربما يكون عددًا لا نهائيًا من العوالم الموازية لعالمنا.
ووفقا لما يدعيه هؤلاء العلماء الذين يعتقدون في
نظرية تعدد الأكوان
، فإن كل النجوم والمجرات التي نراها في سماء الليل ليست سوى جزء صغير من مجموعة ضخمة غير مفهومة يسميها العلماء الأكوان المتعددة، أو كما كتب الفيزيائي في معهد
ماساتشوستس
للتكنولوجيا ماكس تيجمارك في كتابه الصادر عام 2014 بعنوان “عالمنا الرياضي” ، “قد يكون كوننا بأكمله مجرد عنصر واحد أو ذرة واحدة ، في مجموعة لا نهائية أو “أرخبيل كوني “.
كما يدعي بعض من يعتقدون بتلك النظرية أنه ربما يكون لكل منا شبيه في عالم موازي من تلك العوالم المتعددة.
وبالنسبة لمؤيدي تلك النظرية من العلماء، فإنهم يعتمدون على ثلاثة حجج لإثبات صحة نظريتهم، وهذه الحجج هي:
-
الانفجار العظيم
الأول يتعلق بالانفجار العظيم ، الحدث الكارثي الذي أوجد الكون منذ حوالي 13.8 مليار سنة، ويعتقد أن الانفجار العظيم قد نشأ عن تذبذب عشوائي في ما يسميه الفيزيائيون الرغوة الكمومية ، وهي دوامة من الجسيمات الافتراضية التي تظهر وتختفي من الوجود.
ولكن في حين يعتقد بعض الفيزيائيين أن هذه الومضة وما يتبعها من “تضخم” الكون يشكلان حدثًا فريدًا ، يقول آخرون إنه كان من الممكن أن يكون هناك العديد من هذه الأحداث مما أدى إلى ظهور أكوان متعددة.
-
نظرية الأوتار
وتنشأ الحجة الثانية لوجود كون متعدد من نظرية الأوتار ، التي تنص على أن المادة لا تتكون في نهاية المطاف من جسيمات ولكن من خيوط أو سلاسل صغيرة مهتزة أو حلقات طاقة لا يمكن تصورها. كان الفيزيائيون يأملون ذات مرة أن توفر نظرية الأوتار “نظرية كل شيء” أي نظام معادلات يفسر سبب امتلاك كوننا للخصائص الدقيقة التي يمتلكها.
على سبيل المثال ، لماذا كتلة البروتون أكبر بمقدار 1836.15 مرة من كتلة الإلكترون؟ لا أحد لديه تفسير جيد. ولكن بدلاً من حل واحد لهذا
السؤال
وغيره من الأسئلة العلمية الأساسية ، يبدو أن معادلات نظرية الأوتار تحتوي على عدد مذهل من الحلول الممكنة (ربما يصل إلى 10 ^ 500 – وهذا واحد متبوعًا بـ 500 صفر)، ويجادل بعض مؤيدي ومنظري نظرية الأوتار بأن كل حل من هذه الحلول يصف كونًا مختلفًا ، لكل منها خصائصه الفيزيائية الخاصة.
-
نظرية الكم
أما الحجة الثالثة للكون المتعدد تأتي من نظرية الكم، فعلى الرغم من أنها كانت موجودة منذ أكثر من قرن الآن وقد أثبتت أنها ناجحة للغاية في وصف طبيعة المادة على أصغر نطاق ، إلا أن نظرية الكم تؤدي إلى عدد من الاحتمالات الوجودية التي تتحدى الفطرة السليمة، فيما يُعرف بتفسير “العوالم المتعددة” لنظرية الكم ، والذي بدأ في الخمسينيات وشهد اهتمامًا متجددًا مؤخرًا .
حيث ينقسم الكون أساسًا إلى قسمين في كل مرة يكون هناك ما يسمى بالحدث الكمومي، و في
العالم
المقلوب لنظرية الكم ، على سبيل المثال ، يتحلل الجسيم المشع ولا يتحلل خلال أي فترة زمنية معينة وكل نتيجة تظهر في كون منفصل، وتقول الحجة ، مع حدوث مثل هذه الأحداث الكمومية بشكل مستمر أو أقل ، يستمر عدد الأكوان في الازدياد.
تعارض نظرية الأكوان المتعددة مع العلم
على جانب أخر هناك عدد أخرمن العلماء رفضوا فكرة الأكوان المتعددة منهم سابين هوسينفيلدر ، عالمة الفيزياء في معهد فرانكفورت للدراسات المتقدمة في ألمانيا ، والتي وصفت الجهود المبذولة لوصف الأكوان المتعددة بأنها مضيعة للوقت. قالت سابين في
رسالة
لها: “لا يمكن للعلم أن يقول أي شيء حول ما إذا كانت [هذه الأكوان] موجودة أم لا” ، مضيفة أن الأفكار العلمية المطروحة لدعم كون متعدد ” تنبع من نفس الحجة الخاطئة لنظرية الانفجار العظيم ، والتي هي مجرد افتراض لا تعتمد على الرياضيات “.
وهذا أيضًا رأي عدد كبير من العلماء الآخرين، وأن نظرية تعدد الأكوان ليست نظرية علمية على الإطلاق، أن العلم يجب أن يبنى على التجريب والملاحظة، ومن الواضح أننا لم نلاحظ أبدًا وجود كون موازي غير الكون الذي نعيش فيه.[1]
العالم الموازي في الإسلام
إن
القرآن الكريم
أخبرنا عن الكثير من الحقائق العلمية التي لم تكن معروفة من قبل، وقد أخبرنا المولى عز وجل عن عالم الن وعن عالم الحيوان والحشرات وأن كل من تلك المخلوقات تعيش في أمم مثل الإنسان تمامًا، لكنها تعيش معنا على الأرض.
كما أننا نعلم من القرآن الكريم بوجود سبع سموات وسبع أراضين، قال تعالى:”الذي خلق سبع سموات طباقا” أي أن السموات طبقات فوق بعضها البعض ويعتقد البعض أن
السموات السبع
والأراضين السبع هي أكوان أخرى متعددة، وهي بالفعل أكوان لكن ليست للبشر، فقد أخبرنا سيدنا محمد عليه
الصلاة
والسلام أخبرنا أن في السماء السابعة بيت يشبه
الكعبة
ويسمى البيت العتيق ، ولو وقع هذا البيت من السماء لسقط فوق الكعبة، وهذا البيت تدخله الملائكة لتحج إليه، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك يحجون إليه ولا يعودون إليه مرة أخرى ليوم القيامة.
وقد رأى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام سيدنا إبراهيم في السماء السابعة، كما التقى موسى عليه
السلام
في السماء السادسة، وهؤلاء
الأنبياء
رضوان
الله
عليه قد ماتوا بالفعل قبل
رحلة
الإسراء والمعراج، وهذا يعني أنهم لم يعودوا من أهل الأرض.
قال تعالى : ” يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها” سورة سبأ 2، والمعنى المقصود من تلك الآيات ليس أن هناك كائنات أخرى تعيش في الأرض أو في السماء، لكن المفسرون رجحوا أن ما يلج في الأرض هو قطرات
الماء
والحب والبذور ومايزرع في الأرض وما يخرج من الأرض هو النباتات والمعادن والماء وكل تلك الأمور الأخرى التي خلقها الله لخدمة الإنسان الذي يعيش على الأرض.
وما يعرج للسماء هو الملائكة والأعمال التي ترفع للسماء.
وأما عن وجود مخلوقات أخرى تشبهنا تمامًا فلا ذكر لأيا من ذلك في القرآن الكريم، وقد أخبرنا الله ورسوله أن لكل إنسان يعيش على الأرض قرين وهو شيطان يقترن به ويحاول أن يضله ونحن لا نعلم أكثر من ذلك.
لكن بالنسبة لفكرة العالم الموازي كما ذكرها من يؤمنون بتلك الفكرة وهي وجود أكوان وعوالم أخرى على كواكب أخرى في مجرات بعيدة مع وجود بشر مثلنا يعيشون عليها، فلم يرد لها أي ذكر في القرآن الكريم، ولذلك لا يجوز لنا أن نتعرض لها أو نتحدث فيها لأن الله لم يخبرنا بها وهو سبحانه أخبرنا عن كل ما يجب أن نعلمه، وقد قال المولى عز وجل ” ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولًا” ، ولذلك فإننا لا يجب أن نفكر في أمور لن تنفعنا أو تضرنا في شيء.[2]